الأخبار اللبنانية

الرئيس ميقاتي رعى “مؤتمر التعاون اللامركزي الفرنسي – اللبناني”: لتطوير اللامركزية لتكون رمزا للشراكة الحقيقية بين الدولة والمواطن

دعا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي “البلديات اللبنانية الى التعاون الكامل للافادة من الخبرات الفرنسية، لأن البلديات تشكل النواة الاساسية للامركزية الادارية التي ينبغي تطويرها وتوسيعها، لتكون رمزا للشراكة الحقيقية بين الدولة والمواطن”.

وكان الرئيس ميقاتي يتحدث في خلال رعايته “المؤتمر الثاني للتعاون اللامركزي الفرنسي-اللبناني” الذي إفتتح عصر اليوم في السرايا، في حضور عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ورئيس منظمة المدن المتحدة الفرنسية ميشال دولوبار، الوزير المفوض لدى وزير الخارجية لشؤون التنمية باسكال كانفان، رئيس بلدية بيروت الدكتور بلال حمد، مدير المكتب التقني للبلديات اللبنانية الدكتور بشير عضيمي، رئيس لجنة المال النيابية النائب ابراهيم كنعان، السفير الفرنسي باتريس باولي، السفير الايطالي جيوسيبي مورابيتو، ورؤساء البلديات، واتحادات البلديات، ووفد فرنسي رفيع من البلديات والمقطاعات الفرنسية الشريكة، وعدد من ممثلي منظمة المدن في لبنان وفرنسا، ومدراء عامين من الوزارات اللبنانية المعنية، وممثلين عن عدد من المجالس الادارية.

الدكتور عضيمي

بعد النشيدين اللبناني والفرنسي القى الدكتور عضيمي كلمة  أكد فيها ان انعقاد هذا المؤتمر يهدف الى اعطاء دفع جديد لفكرة اللامركزية التي تبنتها الأمم المتحدة وكل دول العالم من اجل تأمين رفاهية الشعوب وتمكينها من الحصول على الخدمات التي هي حق لها، اضافة الى ان هذا المؤتمر يشكل زخماً اضافياً للتعاون القائم بين البلديات اللبنانية والفرنسية ودليلاً  اكيداً على الصداقة التاريخية بين لبنان وفرنسا.

الدكتور حمد

ثم القى رئيس بلدية بيروت الدكتور حمد كلمة أكد فيها ان انعقاد هذا المؤتمر يحمل دلالات كثيرة، ويعطي الانطباع الجيد بان الحكومة اللبنانية جادة في اعطاء مسألة اللامركزية الادارية الاهتمام اللازم الذي تستحقه في سبيل تسهيل الحوار مع المؤسسات الحكومية اللبنانية، وتسهيل الحوار مع المؤسسات المانحة في الوقت نفسه. وشدد على ان ورشات العمل والدراسات في هذا المؤتمر سوف يكون لها دور فاعل وأثر مميز في تعزيز التخطيط الاستراتيجي وعلى الدور الكبير الذي يمكن ان يلعبه اعتماد النظام المتمثل باللامركزية في سبيل تحقيق النقلة النوعية في تطور الحياة المجتمعية ومفهوم الانماء وآليات تحقيقه.

دولوبار

والقى الوزير دولوبار كلمة جاء فيها: اشكركم لدعوتكم هذه وقد اتينا بإعداد كبيرة للمشاركة في هذا الحدث اللافت لتبيان تعلق فرنسا الكبير بالشعب اللبناني وبممثلي هذا الشعب، كما نشكر حشد كل الطاقات من اجل انجاح هذا الاجتماع على الرغم من التطورات المحيطة.

أضاف: يرتدي هذا الحدث اهمية بالغة لانه يعكس رغبتنا في تعزيز علاقاتنا ومستقبل مدننا لان الشأن العام هو في محور اولوياتنا، آخذين في الاعتبار كل الأحوال البيئية السياسية العامة، وانا على يقين بان هذا التنظيم يهدف الى ايصال ثلاث رسائل: أفضل توزيع للسلطات، التكيف المباشر مع واقع عالمنا، البحث المستمر عن اداء العمل العام في خدمة المواطنين.

وختم بالقول: نحن مقتنعون بان فعالية العمل العام في خدمة المواطنين يمكن ان تكون اكثر فائدة اذا كانت قريبة من المواطنين، مشيراً الى انه يمكن التوصل الى اشكال عدة من اللامركزية لكن الامر يحتاج الى ضمانات بان يكون التنظيم المحلي مرتبطاً بالسلطة المركزية بشكل وثيق.

كانفان

كذلك تحدث الوزير كانفان فقال: أركز على اهمية التعاون بين حكومتينا، وانا هنا اليوم للتحدث عن مسائل التنمية وآمل ان نستقبل عدداً من اعضاء الحكومة اللبنانية في باريس قريباً لكي نجذر اواصر التعاون الوزاري ليس من باب الصداقة فحسب، بل انطلاقاً من دعمنا للحكومة اللبنانية من اجل إحلال الاستقرار في لبنان ومن اجل صون استقلال وسيادة هذا البلد الذي يتمتع بموقع جيو- سياسي اساسي في المنطقة، لا سيما في الوقت الراهن على خلفية الاحداث الدائرة في سوريا.

اضاف: نضيء اليوم على اهمية هذا التعاون القائم بين البلديات الفرنسية التي تشارك في شكل اساسي في مشاريع عديدة مع البلديات اللبنانية مما يظهر بان هذا التعاون هو تاريخي ويمكننا اعطاء امثلة ترقى في الزمن الى سنوات بعيدة.

وأشار الى ان السلطات الفرنسية هي في صدد الاعداد للقانون الثالث للامركزية لان الهدف الأسمى هو خدمة المواطنين من خلال تحسين نوعية الخدمات المقدمة اليهم.

الرئيس ميقاتي

وألقى الرئيس ميقاتي الكلمة الآتية: يسرني أن افتتح اليوم “المؤتمر الثاني للتعاون اللامركزي الفرنسي – اللبناني”. يقول المثل الشعبي اللبناني إن “المكتوب يقرأ من عنوانه”، وعنوان هذا المؤتمر هو مصدر سرور لي شخصيا لأنه يشمل عنوانين اساسيين هما العلاقة اللبنانية- الفرنسية واللامركزية الادارية.

في العنوان الاول ما من لبناني مخلص الا ويتمسك بالعلاقة مع فرنسا وبتطويرها، وفي اللقاء الأخير الذي حصل الاسبوع الفائت بيني وبين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في نيويورك قلت له ليس لنا اي فضل في هذه العلاقات ولكن الفضل الكبير يكون بتنميتها وتطويرها. وما اللقاء اليوم الا الدليل على النية الطيبة بتطوير هذه العلاقات المميزة تاريخيا وسياسيا وثقافيا وإقتصاديا وعلى الصعد كافة.

أما العنوان الثاني في المؤتمر فهو اللامركزية، واللامركزية الادارية، وقد التزمت حكومتنا في بيانها الوزاري بان تودع مجلس النواب مشروع قانون باللامركزية الادارية، وها نحن اليوم على مقربة من ارسال هذا المشروع الى المجلس النيابي الكريم، لا سيما وأن هذا الطرح  ينسجم مع اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب اللبنانية ونص على اعتماد اللامركزية الادارية الموسعة.

منذ اجتماعكم في طرابلس عام 2009 جرت عدة اجتماعات تركزت على اللامركزية الادارية، وانا في هذا اللقاء أدعو البلديات اللبنانية خصوصا الى التعاون الكامل للافادة من الخبرات الفرنسية، لأن البلديات تشكل النواة الاساسية للامركزية الادارية التي ينبغي تطويرها وتوسيعها، لتكون رمزا للشراكة الحقيقية بين الدولة والمواطن.

أكرر ترحيبي بالضيوف الفرنسيين واقول للبلديات في لبنان نحن معكم في هذا المشروع والله ولي التوفيق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى