الأخبار اللبنانية

الشيخ بلال شعبان أن ما يحدث اليوم في ليبيا غزو استعماري صليبي جديد

ألقى فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان خطبة الجمعة من على منبر مسجد التوبة بطرابلس واعتبر فضيلته أن ما يحدث اليوم في ليبيا غزو استعماري صليبي جديد ولو حاول البعض توصيفه بتعابير ملطفة مخففة كقوات تحالف وغير ذلك ، فماذا تُسمى الحملةُ التي تُشن من أَجل نهب الخيرات والثروات؟… قد يقول قائل إن القوات الغربية هناك دخلت من أجل حماية الشعب …لو كان الامر كذلك لصح ذلك في فلسطين فالشعب هناك يذبح كل يوم في غزة والضفة فلماذا لم تتدخل هذه القوات هناك لنصرة الشعب الفلسطيني؟

وأضاف ما يحدث اليوم في ليبيا هو احتلال يطبق سيناريو السلب والتطويع الاستعماري الذي طبق من قبلُ في العراق، فهناك تجميد أرصدة ” أكثر من 200 مليار $” وحظر جوي وضرب للدفاعات الجوية ثم حصار بحري وضرب الموانئ ثم ضرب شبكات الاتصال ثم السيطرة على آبار النفط ثم نفط مقابل الغذاء ثم النفط مقابل الاعمار ثم تشترك دول القتل في بناء ما هدمته بصواريخها وبيديها بأموالنا فنكون بذلك قد دفعنا تكلفة الصواريخ والطائرات التي قتلتنا وهدمت حضارتنا ودمرت قدراتنا وطاقتنا ونفطنا وندفع بعده كلفة إعادة إعمار ما هدموه فندفع إذ ذاك ثمنا مضاعفا من دمنا وأموالنا والأبشع من ذلك أنه يتوجب على الشعب الليبي أن يقول لهم بعد ذلك شكرا … ولا أدري لماذا ؟!

وأضاف لا يعتقدن أحد أن الدول الاستعمارية الغربية هي جمعيات خيرية تقدم خدمات إنسانية مجانية ” لوجه الله” وإنما هي دول استعمارية صليبية غزت بلادنا في القرون الوسطى ثم احتلت أرضنا في مطلع القرن العشرين وهي التي قسمتها وفق اتفاقية سايكس بيكو وهي التي رَسَّمت قبيل خُروجها من بلادنا وكلاء لها سمتهم حكاما وحكومات وأنظمة دكتاتورية جبرية طاغية من أجل أن تنفذ أجندتها في بلادنا فهل يعقل بعد ذلك أن تنخرط هذه الدول في مشروع الشعوب من أجل اقتلاع الزعامات الدكتاتورية وهي في الأصل من زرعتها في بلادنا !؟..

وتمنى قائلا على علمائنا الكبار الذين نجل ونحترم أن يكون موقفهم واحدا من غزو ليبيا كما كان من غزو العراق فلا يعقل أن يكون ما حصل في العراق غزوا صليبيا وما يحصل في ليبيا غير ذلك لأن دول أبو رغال العربي طلبت ذلك الغزو والعدوان!

وأتمنى أن يكون ما صدر عنهم هفوة فالمثل العربي يقول : ” لكل حصان كبوة ولكل صارم نبوة ولكل عالم هفوة “

أتمنى على جميع علمائنا أن يتخذوا موقفا يرضي الله بعيدا عن إيحاءات الحكومات والانظمة الحاكمة وفي جميع الأحوال ما قبل الاجتياح وما قبل القصف الجوي وما قبل الحصار شيء وما بعده شيء آخر

وان كان هناك نوع أن أنواع الشك أو الريب لدى أي إنسان في توصيف ما يحدث هناك قبل الغزو فمن المفترض أن يزول بعد الغزو والحصار والقصف بأسلحة دمار شامل التي تهدم أحياء بكاملها وتسقطها على رؤوس ساكنيها .

وعن الدوافع الاستعمارية لغزو الليبيا رأى فضيلته أن هناك تشابها بين ليبيا والعراق فكلاهما مبتلى بوجود النفط في أرضه وهذا ما يثير لعاب القوى الاستعمارية للتدخل وفرض نظام يؤمن تدفق الطاقة إلى بلادهم لعقود وعقود

ولذلك على أهلنا في ليبيا أن يحسنوا قراءة غزو العراق وإلا فإنهم لا سمح الله سيقعون تحت استعمار جديد أضرى من الاستعمار الإيطالي… فالعراق هو بلد دجلة والفرات يعيش اليوم دون مياه صالحة للشرب بعد غزوة نشر الديمقراطية وأرض العراق وهي أرض السواد وأرض النفط لا وقود فيها ولا كهرباء، والعراق وهو أرض التاريخ والحضارات أفسد المحتل الغاصب علاقات أهله وزرع الفتن والفرقة فيما بينهم على خلفيات دينية وعرقية ومذهبية وقبلية وأرى نفس السيناريو قد يحصل لا سمح الله في ليبيا إن لم يتدارك الليبيون ذلك

وشدد فضيلته على أن “فلسطين” هي مقياس العدالة الدولية فبمقدار ما تقف هذه الدول مع فلسطين بمقدار ما تكون دول قريبة من العدل ، وحقيقة ما يجري في العالم أن هناك صيف وشتاء على سقف واحد في ليبيا يدعون أنهم يقفون مع الثورة أما في اليمن فهم ضد الثورة ، في العراق زعموا كذبا أنهم مع الشعب هناك ، وفي فلسطين هم ضد الثورة والشعب وحقوقه في مصر وتونس كانوا مع النظام ومع الثورة في آن فأين هي أمريكا ومع من هي؟! هل هي مع الثورة؟.. أما مع الحاكم أم مع الملك أم مع الأمير !؟

أيتها الشعوب التي قال فيها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم :” اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ” أمريكا والغرب الصليبي مع مصالحهم وإن وقفوا في يوم من الأيام موقفا يظن أن فيه موقف عدل إنساني فلأن في ذلك مصلحة لهم .

ورحم الله شاعر طرابلس الشام الشيخ أكرم خضر عندما قال جازما

وأمريكا حضارة عاهرات              وتحشيشٍ وخمرٍ ثم سيدا

وأمريكا هي الشيطانُ فاحذر         من الشيطانِ خُذْ حَذَرا شَديدا

إذا أهْدَتْكَ أَمْرِيْكَا وُرًوْداً             فَحَتْماً فُخِّخَتْ فَدَعِ الوُرُوْدَا

وأضاف فضيلته على أهلنا في ليبيا أن يصغوا إلى صوت العقل وعلى الجميع أن يلتزم مشروع حل داخلي يقلل من الخسائر لأن المحتل الأمريكي في النهاية لن يسلم القياد للشعب بل سيرسم هناك “قرضاي” جديد أو “مالكي” جديد يحكم باسم ساركوزي وبأمر باراك أوباما.

وعلى القيادة في ليبيا أن تلتفت إلى شعبها وأن تلبي كل مطالبه وفي طليعتها وقف القتل والاقتتال الداخلي وتلبية المطالب السياسية والمعيشية ولو في ذلك تغيير القيادة والنظام فالشعب مصدر السلطات كما يقولون فكيف إن كان هذا الشعب هو شعب المجاهد الشيخ عمر المختار الذي قاوم المحتل الإيطالي حتى استشهد وقتل فذلك شعب يستحق كل الاحترام والتقدير ويجب أن ينزل الجميع عند إرادته إن كانت في طاعة الله .

وختم قائلا أيها الشعب الليبي لا يجوز أن تسمحوا للغرباء أن يفتنوا بينكم ويجب أن يدخل الجميع في مشروع مصالحة شعبية على مستوى الوطن الليبي يجعل منها دولة ملتزمة متقدمة حضارية تقوم بدور ريادي على مستوى قضايا الأمة المركزية وخاصة في فلسطين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى