الأخبار العربية والدولية

سيادة المطران عطا الله حنا : ” نرفض ما يقوم به البعض من شيطنة للقاحات

فهذا امر علمي طبي بامتياز والكنيسة لم تكن في يوم من الايام رافضة لاي تطور علمي او ابداع طبي “

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم لدى مشاركته في ندوة الكترونية حول مسألة اللقاحات المطروحة بهدف معالجة جائحة الكورونا بأننا نتمنى لابناء جميعا بأن يكونوا اصحاء من الناحية الروحية ومن الناحية الجسدية ونحن لا نفصل ما بين الناحيتين فالكنيسة هي مصدر تقديس وبركة لكل انسان نفسا وجسدا .
ان جائحة الكورونا التي المت بعالمنا شلت العالم بأسره وجعلت الكثيرين يعيشون في حالة رعب وخوف وتوتر وترقب لما سيحدث .
ونحن ومنذ اليوم الاول لهذه الجائحة كنا وما زلنا نرفع الدعاء الى الله من اجل ان يزول هذا الوباء ومن اجل ان يلهم الرب الاله العلماء والحكماء والاطباء والمختصين والباحثين لكي يصلوا الى علاج مضاد لهذا الفيروس ولهذا المرض الخطير .
في شهر اذار المنصرم ومع بدء هذه الجائحة اقمنا زياحا داخل القدس القديمة ابتداء من كنيسة القيامة ومرورا بعدد من شوارع القدس وازقتها العتيقة وكنا والاباء الاجلاء نرتل ونصلي وننضح المؤمنين والمنازل بالماء المقدس ملتمسين من الرب المعونة والتعزية والقوة والشفاء من هذا الوباء .
ان الكنيسة تبارك اي عمل بحثي علمي و طبي هدفه مساعدة البشرية للخروج من الاوبئة والامراض ، ونحن نتمنى ونسأل الله بأن يجد الباحثون والمختصون بهذه الشؤون العلمية والطبية علاجات لكل الامراض في عالمنا ومنها الامراض المستعصية.
اليوم هنالك لقاحات تقدم من اجل معالجة وباء الكورونا ونحن بدورنا لا يمكننا ان نقول لابناءنا اذهبوا وخذوا هذه اللقاحات كما اننا لا يمكننا ان نقول لهم ان لا تذهبوا فهذا شأن طبي صحي يجب ان يُراجع بخصوصه الاطباء وكل انسان عنده طبيبه الخاص الذي من الممكن ان يسأله وان يتشيره حول هذه المسألة ، واذا ما كانت اللقاحات هي الوسيلة المطروحة طبيا وعلميا للقضاء على هذا الفيروس فليكن ذلك ونحن لا نعارض هذا على الاطلاق شريطة الا تؤدي هذه اللقاحات الى اية تداعيات او اخطار على حياة الناس .
نرفض حملة التضليل والتشويه التي سمعنا عنها في عدد من وسائل التواصل الاجتماعي وبعضهم شيطن هذه اللقاحات والبعض الاخر اعطى معلومات غير صحيحة وغير علمية ، وهنالك ويا للاسف الشديد بعض رجال الدين الذين انخرطوا وبشكل غير موضوعي في هذه الحملة التي زادت من خوف وتوتر ابناءنا في حين ان رسالتنا يجب ان تكون دوما رسالة امل ورجاء وخاصة في زمن الوباء .
نقول لابناءنا لا تستمعوا الى الاصوات التي تحرض على هذه اللقاحات بل يجب ان نشكر الباحثين والعلماء الذين بذلوا جهدا لكي يصلوا الى هذه اللقاحات التي باتت اليوم الامل الوحيد للقضاء على الكورونا بعد الله ومعونته ورحمته .
ندعو ابناءنا الى ان يتخذوا قرارهم الصحيح بعيدا عن التضليل والتشويه واولئك الذين يتفنون باطلاق فتاويهم وتعاليمهم المشوهة للحقائق والوقائع .
استمعوا الى ما يقوله العلماء الحقيقيون اصحاب الخبرة والباع في هذه المسائل الصحية ولا تستمعوا الى اشخاص لا توجد عندهم خلفية حول هذه القضايا المطروحة.
ندعو ابناءنا لتلقي هذا اللقاح اذا ما انطبقت عليهم هذه المعايير المطلوبة بخصوصه وهذا امر يعرفه الاطباء وليس من اختصاصنا ، أما ان يقوم البعض بتحريم اللقاح وشيطنته واعطاء معلومات غير صحيحة عنه فهذا امر نرفضه جملة وتفصيلا .
هنالك من استغلوا وسائل التواصل الاجتماعي بهدف شيطنة هذه اللقاحات واعطاء معلومات غير صحيحة عنها وهم لا يملكون ادنى المعلمومات المطلوبة حولها .
نقول لابناءنا اتكلوا على الله اولا ولا تتركوا الصلاة والتماس البركة والنعمة من الهنا القدوس والكنيسة لم تكن في يوم من الايام معادية ورافضة لاي انجاز طبي لا بل بالعكس نحن نبارك اي ابداع او انجاز يقوم به الباحثون المختصون بهدف معالجة كافة الاوبئة والامراض الموجودة في عالمنا .
الكثيرون يعيشون حالة توتر وخوف من هذا التفشي الغير مسبوق لهذا الوباء حيث وصلت الى بلادنا ايضا فيروسات محورة ومختلفة عن كوفيد 19 ونحن اذ نتمنى الشفاء للمصابين نسأله تعالى بأن تنتصر البشرية بأسرع ما يمكن على هذا الوباء وهذا يحتاج الى وعي والى التزام بالاجراءات الصحية .
أما ابناءنا فنقول لهم بأن الله معنا ولن يتركنا حتى في احلك الظروف وهو يفتقدنا دوما برحمته ومودته ولربما تكون هذه اللقاحات هي بادرة امل للقضاء على هذا الفيروس الخبيث .
أما رجال الدين الذين يشيطنون هذا اللقاح فنقول لهم اتقوا الله فدوركم يجب ان يكون دورا روحيا توجيهيا لتهدئة النفوس ورفع معنويات المؤمنين وليس لادخالهم في حالة من الخوف والتوتر المفرط والتي هي بدورها سبب من اسباب الاصابة بهذا الوباء لان الخوف والتوتر يضعف المناعة لدى الاشخاص المعرضين لهذا الفيروس .
نصلي الى الله من اجل ان ننتصر قريبا على هذا الوباء فتظافر الجهود الروحية والعلمية يمكنها ان توصلنا الى هذا الهدف ونحن ككنيسة لم نكن في يوم من الايام رافضين لاي ابداعات او اختراعات هدفها خدمة الانسانية ومساعدتها في اوقات المحن والاوبئة والامراض .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى