الأخبار اللبنانية

ميقاتي نحن نعيش تحت وطأة صراع كبير

قال الرئيس نجيب ميقاتي أمام زواره في طرابلس: نحن نعيش تحت وطأة صراع كبير، ولطالما قلنا في كل المراحل إن لبنان شديد التأثر وقليل التأثير في الصراعات الكبرى، من هنا ابتدعنا سياسة النأي بالنفس التي لم يطبقها سوانا وكانت خياراً مكلفاً جداً في ظل الإصطفافات القاسية. وفي لحظة الإحتدام الإقليمي واشتداد التدخلات فضّلت الإستقالة على التخلي عن سياسة النأي بالنفس التي باتت اليوم مطلبًا عربيًا ودوليًا. ومع الأسف الشديد لم تدرك السلطة الحالية أهمية الإبتعاد عن الصراعات بل على العكس فهي توغّلت فيها أكثر بسبب أدائها الإرتجالي ما أظهر بوضوح فشلها واستخفافها بالبلد، والدستور، والقضاء، والقوانين وتوظيف كل شيء لخدمة النرجسية المنتفخة وللإنتقام من الأخصام والمعترضين.

أضاف: مؤسف أيضاً خروج الخطاب الطائفي والمذهبي من القمقم مجدداً، والعودة الى استحضار لغة التحدي والتهويل والإستفزاز، في وقت مطلوب منَّا جميعاَ أن نتفق على كلمة سواء لإخراج لبنان من الأزمات المتلاحقة الداهمة وأخطرها الأزمة الاقتصادية والمالية. لبنان بلد التوازنات ومَنْ يتصور أنه يمتلك كل عناصر القوة فهو واهم، لأن قوة لبنان بوحدة أبنائه، أما الإستقواء فهو مرحلي لا يدوم، والخطاب المذهبي يشحن النفوس ويزيد الإنقسامات ويتسبب بالضرر للجميع وأولهم مُطلقه.

ورداً على سؤال قال “نحن نتمنى أن تنجح الحكومة في مهامها وتحقق المعالجات المطلوبة، لكن هذا التمني لا يبدو متاحاً، لأن المكتوب، ولو أنه يُقرأ من عنوانه، غير أننا قرأنا خلال أربعة أشهر من عمر هذه الحكومة ما هو مكتوب في متنها. فالتخبّط سيد الموقف في العلاقات العربية والدولية، ناهيك عن إطلاق ارتجالي لعناوين التحولات نحو الشرق والغرب ومعاداة الأصدقاء والأشقاء، لتكتمل فصول الإرتجال والتخبّط بالخطة الإقتصادية التي وُضِعت دون استشارة أصحاب الإختصاص أو المعنيين. وإذا كان طبيعياً أن تضع الحكومات خططاً، فإن من البديهيات تأمين إجماع أصحاب العلاقة والتشاور معهم للوصول الى قواسم مشتركة وحلول قابلة للتطبيق، لا سيما وأننا نمر في ظرف استثنائي يتطلب تلافي التأخير والخطوات المتعثرة.

أضاف “ما إتضح من خلال الممارسة أن خطة الحكومة كانت نظرية، وقد أضعنا الوقت بين تمسّك بأرقام وتشبث برأي وغياب لأفق الحلول. وما اعتبرته الحكومة في حينه إنجازاً لم يسبق أن حصل مثله، تم التراجع عنه لنعود الى نقطة الصفر تمهيداً لوضع خطة جديدة، كما يقولون. هذا التخبط أدى الى أزمات متلاحقة في المواد الأساسية لا سيما الغذائية وشراء الفيول وكل المشتقات النفطية. كما تبيّن أن ما حُكِي عن سلّة كان أيضاً إرتجالياً وإعلامياً، فلم يلمس المواطن أية جدية في تطبيقه وكبح جماح الأسعار.

وقال “ثبت وللأسف سقوط هذه الحكومة في امتحان تنفيذ ما تعهّدت به والمهمة التي قيل إنها ستحققها بدليل استمرار السقوط المالي والتدهور المعيشي دون أفق حل، وتعاطي المعنيين في الحكومة بنمط يصلح لأيام الرخاء وليس الأزمات، ناهيك عن إختراع السيناريوهات، الواحد تلو الآخر، عن مؤامرات مزعومة تستهدف الحكومة لتبرير الفشل.

وعن زيارة وزير خارجية فرنسا إيف لودريان للبنان قال: لفرنسا دور أساسي في مساعدة لبنان منذ مؤتمرات باريس الثلاثة حتى “مؤتمر سيدر”، كما أنها حافظت على علاقاتها مع كل الأطراف اللبنانيين ومع كل القوى الإقليمية والدولية، ما يؤهلها لأن تقوم بدور في تخفيف أزمات لبنان وإقناع كل المعنيين بالتواضع من أجل الحفاظ على هذا البلد الذي لا يستمر إلا بالتوافق وبنسج علاقات ممتازة مع الأشقاء العرب أولاً، ومع أصدقاء لبنان في الشرق والغرب دون استثناء إلا إسرائيل التي لا يختلف لبنانيّان على عدائها وأطماعها في هذا البلد.

وعن أزمة الكهرباء المتفاقمة في طرابلس قال: نسمع من وزير الطاقة كلامًا عن تزويد العاصمة بيروت بالكهرباء بين 20 و22 ساعة، غير أننا نربأ أن تكون باقي المناطق وفي مقدمِّها طرابلس تتغذى بالكهرباء بالحدود الدنيا. وفيما يدور النقاش بين بلدية بيروت والمحافظ ووزير الداخلية بشأن اقتراح البلدية تأمين التيار الكهربائي للعاصمة عبر القطاع الخاص، ألا يجب أن نُذَكِّر مَنْ وضع مشروع “نور الفيحاء” في الأدراج أنه مسؤول عن قهر هذه المدينة وعن أزمتها الكهربائية الخانقة؟ نريد لطرابلس ولكل المناطق ما نريده للعاصمة الغالية بيروت، ونجدِّد المطالبة بإجراء مناقصة شفافة لأفضل خدمة كهربائية لطرابلس على غرار سائر المناطق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى