الأخبار اللبنانية

بيان من هيئة علماء المسلمين بشأن الإساءة الفرنسيّة الأخيرة

استنكرت هيئة علماء المسلمين في لبنان قيام بعض الوسائل الإعلاميّة الفرنسيّة بصبّ الزّيت على النّار والإيغال في استثارة مشاعر المسلمين بالتّعدّي على مقدّساتهم ونشر رسوم مسيئة لأقدس مقدّساتهم.
وأمام هذا الواقع فإنّنا في هيئة علماء المسلمين نعلن الآتي:
1-     إنّ الرّسوم المسيئة لا تعتبر حرّيّة رأي لأنّها ليست نقاشاً علميّاً وموضوعيّاً حول النّبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم وإنّما مجرّد رسوم مسيئة لا تستند إلى منطق سليم أو تتّسم بموضوعيّة، ولا تهدف إلى مناقشة فكرة بقدر ما تهدف إلى الإساءة إلى شخص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبالتّالي جميع أتباعه في هذا العالم…
2-     لقد اعتبر القضاء الفرنسي الكلام عن الرّئيس الفرنسي أو ابنه انتهاكاً للأمور الشّخصيّة لهما وأصدر أحكاماً عدّة بذلك فلمَ لا يعتبر القضاء المذكور آنفاً الإساءة للرّسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم انتهاكاً لأمور شخصيّة تطال معتقد مليار ونصف المليار من البشر.
3-     لِمَ لَمْ تأخذ فرنسا عبرة ممّا أصاب أمريكا بعد ظهور الفيلم الأمريكي المسيء؟ لِمَ لا تتحرّك الحكومة الفرنسيّة مبكراً لتفادي غضب المسلمين عليها؟
إذا كانت لا تعنيها مشاعر أكثر من مليار مسلم أفلا تعنيها مصالحها الاقتصاديّة الضّخمة مع العالم الإسلامي؟ أم أنّها – مثل أمريكا – مطمئنّة إلى ضمانات سرّيّة أو علنيّة من بعض الحكّام بأنّ مصالحها معهم لن تمس مهما ارتكب مواطنوها من إساءات وإهانات لمقدّسات المسلمين ولرموزهم، التي هي عندهم أغلى من أموالهم وأنفسهم؟ فهل تتدارك فرنسا الأمر قبل أن يشتعل الغضب الشّعبي الإسلامي عليها؟

4-     إنّنا في هيئة علماء المسلمين في لبنان نحذّر العالم الغربي من التّمادي في هذه الأفعال القبيحة التي تزيد الشّرخ عمقاً بين العالمين الإسلامي والغربي وتؤسّس لاستفحال التطرّف في كل جهة إلى صراع الحضارات بدل تلاقيها، ونؤكّد عليهم بأنّ عدم لجم هذه التّصرّفات المتهوّرة من بعض المخمورين الذين يبحثون عن التّملّق أو الأضواء الإعلاميّة بالتّطاول على العظماء سيؤدّي إلى فتن كثيرة وردود فعل متصاعدة لا تحمد عقباها ولا تضبط مآلاتها.
5-     كان لافتاً أمس الجمعة الشعار الذي رفعه ثوار سوريا الأحرار “أحباب الرسول في سوريا يُذبَحون” معبِّرين بذلك عن أمرين جوهريين: الأول أنهم في معاناة شديدة من المذبحة الرهيبة التي يرتكبها النظام الأسدي بحق الشعب السوري الصابر المتمسك بحقه في الحياة الحرة الكريمة.
الثاني: أن للشعب السوري حقَّ النصرة والتأييد من العالم المتحضر عامة ومن المسلمين خاصة كحالهما في وحدة الموقف ضد الإساءات الدنيئة، مما يُتوقّع معه أن تكون نصرتهما لهذا الشعب المنتفض حتى يتخلص من النظام المجرم، ويحقق أهدافه المشروعة في أقرب وقت ممكن وما ذلك على الله بعزيز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى