الأخبار اللبنانية

الديمقراطية تجسّدت بأبهى صورها في الاقتراع لمشاريع اللجان النسائية في حارات طرابلس

الديمقراطية تجسّدت بأبهى صورها في الاقتراع لمشاريع اللجان النسائية في حارات طرابلس
أكثر من 500 شاركوا في اليوم الانتخابي الطويل لـ”مؤسسة الصفدي” في مشروع “خيارنا مسؤولية”

يوم إنتخابي مميز شهدته مدينة طرابلس، تجسّدت فيه الديمقراطية بأبهى صورها، وذلك ضمن برنامج “خيارنا مسؤولية” الذي أطلقته “مؤسسة الصفدي” من خلال مركزها “أكاديمية المرأة” في ضهر المغر.
فقد نُفذ النهار الانتخابي في قصر نوفل بطرابلس بمشاركة واسعة من أبناء المدينة وممثلو هيئات المجتمع المدني فيها (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، الحركة الاجتماعية، جمعية مدى، مركز العمل النسوي، مشرفون صحيون في المدارس الرسمية، مركز الصفدي لتعليم الكمبيوتر والإنترنت في الزاهرية، مؤسسة الصفدي، ممثلون للمجتمع الأهلي والمدني في طرابلس ومهتمون…)، بالاقتراع لاختيار أفضل مشروع من بين المشاريع التي اقترحتها لجان الاحياء النسائية لتنفيذها في مناطقهم. وقد شارك في عملية الاقتراع أيضاً، رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد جمالي وبعض أعضاء المجلس البلدي.
وكان لافتاً الحضور المتنوع للمشاركين الذين فاق عددهم الـ 500 بين ذكور وإناث ومن كافة المستويات التعليمية والاجتماعية والعمرية (شبان، نساء، رجال، وشيوخ)، من مختلف المناطق (الميناء، القبة، التبانة، البحصاص، ضهر المغر، التل، الزاهرية، السويقة، البحصة، أبو سمرا، المعرض، باب الحديد، البداوي، الملولة، المئتين، شارع عزمي،…إلخ)، أتوا جميعاً لاختيار أفضل مشروع معبرين عن رأيهم بكل حرية ورغبة منهم في ممارسة حقهم المشروع في اختيار مشروع تنموي، وهي خطوة تمهّد لرغبة لدى هؤلاء بالتغيير تعكسها الانتخابات النيابية في الاستحقاق المقبل.
بغدادي: لجان الأحياء تتولى مهمة المبادرات التنموية في محيطها
وعن أهداف المشروع، تقول منسقة القطاع الاجتماعي في “مؤسسة الصفدي” سميرة بغدادي: “هذا المشروع الريادي في مدينة طرابلس يهدف إلى تنمية مفهوم الديمقراطية عند أهالي المدينة عامة والنساء على وجه الخصوص من خلال تأسيس لجان أحياء نسائية تتولى مهمة مبادرات تنموية في محيطها؛ حيث تمثلت المرحلة الأولى منه باستقطاب وتأليف خمس لجان نسائية من أحياء: القبة، البحصة/السويقة، التبانة، ضهر المغر والزاهرية، تلتها مرحلة تدريب اللجان الخمس على كيفية تحديد الإحتياجات واقتراح وكتابة مشاريع تنموية، إنكبت بعدها كل لجنة وعلى فترة ثلاثة أسابيع بطرح أفكار حول الحاجات الموجودة في منطقتهن، ثم ترتيب الأولويات وفقاً لأهمية الفكرة المقترحة والقدرة المادية والمعنوية للجنة للتدخل في إطارها. وبناءً على ذلك اقترحت وأعدت كل لجنة مشروعها الخاص”.
وتضيف بغدادي: “أما المرحلة الثالثة فتمثّلت بتنفيذ يوم تدريبي حول كيفية تنظيم نهار انتخابي وآلية الإنتخابات الديمقراطية وذلك بالتعاون مع الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الإنتخابات (L.A.D.E)، وقد تمّ ذلك في قصر نوفل بحضور ومشاركة أكثر من 60 شخص من الذكور والإناث من مختلف الفئات العمرية والمستويات التعليمية والإنتماءات. وجاء هذا اليوم الانتخابي الذي نشهده اليوم، إستكمالاً لهذا المشروع، وتحقيقاً لمفهوم المشاركة الديمقراطية، المتمثّل بالتصويت لأفضل مشروع تنموي مقترح من قبل لجان الأحياء النسائية”، لافتة إلى أنه “سبقت هذه المرحلة حملات للتعريف بالمشاريع المقترحة من قبل لجان الأحياء النسائية الخمسة لمدّة أسبوعين إعتمدت خلالها مجموعة كبيرة ومختلفة من الوسائل(منشورات، ملصقات إعلانية، زيارات منزلية وميدانية،…).
وقائع يوم طويل
في هذا اليوم الانتخابي الطويل تمت مراعاة جميع القواعد القانونية في العملية الانتخابية العادية، سواء لجهة استخدام صناديق الاقتراع التي أعدت خصيصاً لهذا النشاط، وتم تأمين سواتر عازلة ومغلفات ممهورة، إضافة إلى تأمين ماكينة إنتخابية مؤلفة من: منسقة الحملة، مندوبة عن كل لجنة، ومساعدين ورؤساء أقلام، وزعت عليها المهام والمسؤوليات (جداول المقترعين، تدوين البيانات الشخصية)، بهدف تأمين حسن سير العملية الانتخابية، وقد تم ذلك بحضور مراقب من قبل الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات L.A.D.E.
الحاج حسن: أجمع المشاركون أن فكرة المشروع هي الأولى من نوعها في مدينة طرابلس
المنسقة الميدانية للمشروع شذا الحاج حسن، تحدثت عن دور لجان الأحياء في هذا النهار الطويل، فقالت: “توّلى أعضاء لجان الأحياء الخمسة عملية إستقبال المقترعين، وكذلك مهمّة التعريف عن المشاريع الخمسة المقترحة حيث وضع ملخّص عن كل مشروع في قاعة الإستقبال وذلك بهدف توضيح الصورة للمقترعين قبل التوجّه إلى صناديق الإقتراع”. ولفتت: “نالت المشاريع الخمسة المقترحة إعجاب كافة المشاركين، حيث اعتُبرت كلّها نابعة من حاجة وينبغي تنفيذها في المناطق القديمة في مدينة طرابلس، وما لفت إنتباه المشاركين تنوّع المشاريع المقترحة، الأمر الذي جعلهم في حيرة عند إختيار المشروع الأنسب، ورغبوا لو كان بإمكانهم إنتخاب كافة المشاريع نظراً لأهميتها والأثر الذي يمكن أن تتركه في تلك المناطق”. وقد أجمع معظم المشاركين على أنّ “فكرة المشروع هي الأولى من نوعها في مدينة طرابلس”.
المشاريع الفائزة
استمرت عملية التصويت من التاسعة والنصف صباحاً ولغاية الرابعة من بعد الظهر، فيما إستمرّت عمليّة فرز الأصوات التي توّلتها أيضاً لجنة خاصة مؤلفة من: مركز “حارتنا والمنسّقة الميدانية في مركز أكاديمية المرأة شذا الحاج حسن من الرابعة ولغاية السادسة مساءً، وقد حضر هذه العملية مندوبة عن كل من اللجان الخمس، مراقب الإنتخابات، رؤوساء الأقلام ومساعديهم، فريق عمل قطاع التنمية الإجتماعية في مؤسسة الصفدي، إضافة إلى ممثل بلدية طرابلس ومستشارها الإجتماعي ربيع العمر. وبعد عمليّة إحتساب الأصوات، والتدقيق فيما بين لجنة الفرز ومراقب الإنتخابات، وإلغاء 92 صوتاً لا يتطابقون مع الشروط المطلوبة، كانت النتيجة على الشكل التالي:
1 – نال المشروع الرابح “من حقّي عيش وإفرح” المقترح من قبل لجنة عطاء المرأة في منطقة التبانة 152 صوت. وهو سيمول بالكامل من قبل مركز “أكاديمية المرأة”.
2 – نال مشروع ” صحتك بالدني” المقترح من قبل لجنة إحياء المرأة في منطقة ضهر المغر 147 صوت.
3 – نال مشروع ” من صنع أيادينا” المقترح من قبل لجنة المرأة المشاركة في منطقة البحصة/السويقة 48 صوت.
4 – نال مشروع “فكّر قبل أن ترميها” المقترح من قبل لجنة الأيادي النسائية المبدعة في منطقة الزاهرية 42 صوت.
5 – نال مشروع ” دعم وعلم” المقترح من قبل لجنة المرأة المتضامنة في منطقة القبة 21 صوت.
علماً ان المشاريع الغير رابحة ستمول نسبياً وفقاً لنسبة الأصوات التي نالتها.
اليوم الانتخابي حقق مبتغاه بالممارسة الديمقراطية
وتعتبر المنسّقة الميدانية للمشروع شذا الحاج حسن، التي تولّت مهمّة إعداد وتنظيم هذا النهار الإنتخابي، أنّ “الهدف الأساسي من هذا المشروع قد تمّ التوصّل إليه خلال هذا النهار الإنتخابي الذي كان ثمرة نجاح المشروع منذ إنطلاقته، حيث تجلّت خلاله المشاركة الديمقراطية من قبل أبناء مدينة طرابلس، الذين لبّوا الدعوة للمشاركة وإبداء وجهة نظرهم عبر إختيار المشروع الأنسب”، مشيرةً إلى أنّ “المشاركة إتّخذت طابع الجدّية والإلتزام من قبل المقترعين في سبيل إنجاح إحدى المشاريع المقترحة”. 
تجدر الإشارة إلى أنّه وخلال مشاركة رئيس بلدية طرابلس بعمليّة الإقتراع، طرحت منسّقة القطاع الإجتماعي في “مؤسسة الصفدي” سميرة بغدادي فكرة تأمين التمويل المتبقّي من قبل بلدية طرابلس نظراً للحاجة إلى تنفيذها في كافة المناطق دعماً لجهود كافة الأعضاء المشاركين في هذا المشروع وتكريماً وتقديراً لأعمالهم وإلتزامهم.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى