الأخبار اللبنانية

خلال وضعه حجر الاساس لمصنع تبغ جديد في بكفيا الصفدي: أخطر ما يواجهنا اليوم هو تعطّل الحوار بين المكونات السياسية للوطن واتساع الهوّة الفاصلة بينها

حذّر وزير المال محمد الصفدي من “انزلاق لبنان في دوامة الاضطرابات، لا سمح الله، في حال لم يتوحد اللبنانيون على رفض الانجرار إلى الفتنة والتصدّي للمروّجين لها”، وقال: “إن أخطر ما يواجهنا اليوم هو تعطّل الحوار بين المكونات السياسية للوطن واتساع الهوّة الفاصلة بينها”.
كلام الوزير الصفدي جاء خلال احتفال وضع حجر الاساس لمصنع التبغ الجديد في بكفيا. وجاء في كلمته: “نزور بكفيا اليوم في مناسبة إنمائية بامتياز، هي انطلاق الأعمال بتأهيل مباني الريجي، وبوضع حجر الأساس للمصنع الحديث لفرز التبغ في قضاء المتن”. وتابع: “هذا النشاط هو خير دليل على نجاح إدارة حصر التبغ والتنباك في إدارة وتطوير هذا المرفق الاقتصادي، فكل مصنع يتمّ افتتاحه يعني أن فرص عمل جديدة تتوفر للشباب اللبنانيين في أرضهم، وتحدّ من نزيف الهجرة بحثاً عن لقمة العيش في الخارج”.
وأشار الى ان “إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية تخطو خطوات أساسية لتعزيز موقع الإنتاج اللبناني في أسواق التبغ العالمية. فالمشاريع التي تحققها هذه الإدارة تجعل منها مؤسسة رائدة بين المؤسسات والإدارات الحكومية، لجهة الكفاءة والإنتاجية، كما أنها تقدم صورة جيدة عن نجاح القطاع العام عندما نحسن إدارته”.
ورأى ان “نجاح الريجي ساهم في دعم الاقتصاد الوطني، وبالتالي زيادة موارد المالية العامة. فبالإضافة إلى الدعم المباشر الذي تقدّمه الادارة للمزارعين عن طريق شراء محاصيلهم بأسعار مدعومة، فإن الأرباح التي تحققها من التصنيع والتجارة، وفّرت للخزينة مداخيل هامة في العام 2011، بلغت 535 مليار ليرة لبنانية، موزّعة بين رسوم جمركية ومرفأية وضريبة على القيمة المضافة؛ بينما بلغ التحويل المباشر للخزينة من أصل هذا المبلغ، مئة مليار ليرة لبنانية، وارتفعت قيمته مع نهاية العام 2012 إلى مئة وخمسين مليار ليرة عن العام 2012”.
واعتبر ان “منطقة الشرق الأوسط تمرّ في مرحلة من الاضطرابات وعدم الاستقرار من دون أن تتبيّن في الأفق حلول قريبة، ولا يخفى على أحد أن لبنان الذي يعاني أساساً من صعوبات في إدارة أوضاعه السياسية والاقتصادية، يتأثر كثيراً بما يجري حوله، وهو معرّض للانزلاق في دوّامة الاضطرابات، لا سمح الله، إلا إذا توحّدنا على رفض الانجرار إلى الفتنة والتصدي للمروجين لها”.
وأضاف: “إن أخطر ما يواجهنا اليوم، ليس فقط انعكاس الصراع الدائر في سوريا علينا، والصعوبات لا تقتصر على إقرار سلسلة الرتب والرواتب، فهذه الأزمات كان يمكن مواجهتها بصلابة أكبر لو لم يتعطّل الحوار بين مكوّنات الوطن ولولا اتساع الهوة الفاصلة بينها، يوماً بعد يوم”.
وشدد على ان “الحوار هو السبيل الوحيد لإيجاد حلول للمشاكل السياسية والاقتصادية التي تعاني منها بلادنا”. وأشار الى ان “التوافق، ولو بحدّه الأدنى، كفيل بقطع الطريق على الفتنة التي يحاول زرعها أصحاب المشاريع العدائية للبنان. وبالتوافق أيضاً نرسم حلولاً معقولة لمشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية ونضع قانوناً جديداً للانتخابات النيابية، يؤمّن صحّة التمثيل من دون العودة مئة سنة إلى الوراء؛ كما يراعي مقتضيات الوفاق الوطني من دون التسبب بالغبن والإجحاف لأي مجموعة، أملاً بالوصول يوماً إلى قانون يكون هدفه الأسمى،  بناء المواطنية وضمان التنوّع الذي يتميّز به لبنان”.
وفي الختام كرّر الصفدي تهنئته لإدارة الريجي، ولأهل بكفيا والمتن، “هذه المنطقة التي شكلت على مدى تاريخ لبنان، منارة علم وتقدّم وانفتاح، وهي أيضاً عصب أساسي في بنية الاقتصاد الوطني”.
وكان مدير عام ادارة الريجي المهندس ناصيف سقلاوي ألقى كلمة نوّه فيها بالدعم الذي وفّره الصفدي للريجي منذ توليه وزارة المال.
وقال: “بالعودة الى الوراء، لدى تسلمنا مهام المديرية العامة لفتني أن مؤسسة المتن مقفلة بسبب حاجتها الى أعمال تأهيل بسيطة للغاية. ولما طرقنا باب وزارة المال لم نفلح بصرف اعتمادات زهيدة، فطرقنا باب احدى الشركات التي تتعاطى بشأن التبغ، فلبّت طلبنا مشكورة وهكذا عادت المؤسسة الى العمل ودبّ النشاط فيها “.
وتساءل: “لماذا خلال تولي معالي وزير المال محمد الصفدي كرّت سبحت الانجازات في الريجي؟ وتوجّه الى الصفدي قائلاً “قد منحتنا يا معالي الوزير صلاحية العمل بمفهوم الالتزام لا الالزام فإننا نعدكم بأن مؤسساتنا ستقوم شامخة وستتفاعل مع محيطها وتساهم بالدورة الاقتصادية. واوضح: “ونتيجة لذلك، فقد تجاوزت مبيعاتنا سقف المليار واربعة ملايين دولار اميركي عام 2012، وكانت عائدات الدولة منها ما يفوق 660 مليون دولار، وافتتحنا مشاريع عدة منها محطة التوليد الكهربائية، مركز الارشفة الالكترونية، وخلال ايام يبدأ العمل بسلسلة لف سجائر حديثة جرى تدريب فنيي الادارة على تشغيلها في المانيا واليوم مشروعنا هذا”.
وتحدث عن المشروع قائلاً: “إنه رسالة بوجود فسحة الامل في قيامة المؤسسات، وان لا مؤسسات ستقفل. معمل الفرز مشروع حيوي بدونه لا امكانية لتصدير تبوغ المزارعين بمواصفات عالمية، وبدونه لا امكانية لتخفيض نسبة الهوالك الى حدود 2 في المئة بدلاً من 20 في المئة، كما لا يمكن بدونه استمرار المؤسسة والعاملين فيها وتشغيل يد عاملة موسمية”.
ورأى سقلاوي ان “المناخ العام نتيجة قوانين مكافحة التدخين عالمياً ومحلياً وتعاطي المؤسسة بمادة تعتبر مضرة بالصحة، جعلت الريجي محجوبة الاهمية ولم يجري تسليط الضوء على تجربتها ولم تأخذ حقّها بصورة عامة قياساً على انجازات لمؤسسات اقل أهمية منها بكثير. ولكننا نعلم جميعاً في الريجي بأن معاليكم رأيتم الجانب المضيء في المؤسسة وان تبنيكم ورعايتكم لم يكن لغاية تسويق التدخين بل كانت لدعم نموذج مؤسسات راقي”.
وحضر الاحتفال النائبان غسان مخيبر وأغوب بقرادونيان ورئيس بلدية بكفيا المحيدلة فيليب سبعلي وعدد من المدراء ورؤساء البلديات والمخاتير في المتن الشمالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى