مشروع ” ثورة فنون الشارع في طرابلس “

كان قد سبقه أسبوع مضني من التحضيرات, التجهيزات و المتابعة الكاملة  على مدار الوقت ,

عملنا فيه على كل التفاصيل سعياً منا لرؤية نجاحه على الشكل المطلوب , بما في ذلك إستقدام جهاز الصيانة و التنظيفات من بلدية طرابلس ,لإزالة العوائق الحديدية المهترئة  و المبعثرة بطريقة عشوائية ,و قص كل الزائد من النبات البري و الكثيف المنتشر حول الحائط و الرصيف ,و شطف الرصيف بعد إتمام تكنيسه وتعزيله بهمة الشباب و قد ساهم السيد إلياس خلاط معنا بإرسال المكانس و العدة اللازمة لذلك مشكوراً ..تبعه طرش الحائط بالكامل لكي يتسنى للجميع فرصة الحصول على مساحة جميلة وواضحة للتعبير .

مع بدء نهار النشاط في تمام الساعة التاسعة صباحاً كان حضورنا و المتطوعين للتمركز الكامل و تجهيز كل اللازم من  جهاز الصوت  والدهانات و الكراسي و الطاولات و المعدات الاخرى و تحضير كمية من الالبومات للمشروع السابق ,و توزيع الادوار و المهام .

في تمام الحادية عشر تجمع مشاركين كثر على الحائط تراوحت اعدادهم من مئة الى مئة وخمسون شخصاً , اعمارهم ما بين ست الى سبعين سنة و قد كان ذلك ملفتاً جداً, جاؤوا ليرسموا و ليكتبوا بطريقتهم و اسلوبهم ما ارادوا البوح به دون قيد عليهم من احد او شرط .

على مدار نهارِ كاملٍ شارك مجموع كبير من المتطوعين في المشروع ,شباناً و بنات ,لبنانيين سوريين وفلسطينين من كل مناطق طرابلس ,إنقسموا الى فئآت فنية متعددة ,رسم,دراجات هوائية,مزلاج وروليت,و شباب ” البريك دانس ” أشعلوا المساحات بحماستهم و ابدعوا بحركاتهم و اسروا قلوب الناس , في الوقت الذي كان فيه نفر آخر من الشباب يقومون بتوزيع 2000 نسخة lمن البوم المشروع السابق “ثورة الهيب هوب في طرابلس ” على المشاركين في الحدث و السيارات المارة و زوار المطاعم المحيطة التي كانت امتلأت بالعالم على غير عادتها كما قالو لنا أصحاب المطاعم فيما بعد.

تعداد زوار هذا الحائط ليوم النشاط يكاد يكون بالمعدل العام بين المارة على الاقدام و الناس في السيارات و رواد المطاعم المجاورة من الصبيحة و حتى المساء ,حوالي سبعة آلاف ما بين مشارك ,زائر و مشاهد من قريب و من داخل السيارات .

قصة نجاح النشاط يقوم على التالي :

·        تنفيذ النشاط في وقته و دون تردد برغم الظروف السيئة التي تشهدها المدينة و تأكيداً منا على ضرورة القيام بذلك.

·        حضور الناس بإصرار إلى هذا الحيز,و الإستجابة للدعوة من خلال الفيس بوك

·        مشاركة الناس على شكل مجموعات ,أصحاب أو اهالي مع ابناءهم و من مستويات إجتماعية متفاوتة,و أفراد عاديين.

·        إتمام المخطط  له على الوجه المتوقع و بالتوقيت المقرر.

·        وجود أناس على مستويات إجتماعية مهمة ومتنوعة طائفياً , من داخل المدينة و من خارجها.

·        وجود جو مريح للغاية بين الناس ,محادثات ,مزاح و تفاعل

·        عبارات تكررت في آذاننا طيلة النهار: شي حلو, بتجننو, يا عيني عليكون, برافو, هيدي طرابلس,يعطيكون العافية …..و غير ذلك من الأستحسانات التي تزيل عنا التعب و تثلج قلوبنا فرحاً و رضا.

·        تغطية تلفزيون المستقبل حدثنا هذا و عرضه ضمن نشرة الاخبار الرئيسية مساء اليوم نفسه , الساعة الثامنة. و تقرير كامل حوالي العشرة دقائق ببرنامج عالم الصباح .

·        سؤآل الناس المتكرر عمن قام بتنفيذ هذه الخطوة الجبارة و هل من خطوات مشابهة في القريب للمشاركة معنا .

·        تهنأة الناس للمتطوعين و لنا كإدارة دليل على الجذب الناجح.

·        ترحيب كامل من قبل اصحاب المطاعم و مساعدتهم لنا في إستمداد الكهرباء من عندهم,و الطلب منا تكرار ذلك على الدوام لإنهم تلمسوا الحركة و الحياة لنقطتهم من خلال النشاط.

-إنتهى النهار في موعده بتنظيف كل المخلفات البلاستيكية و الورقية و الدهانات و حتى من اعقاب السجائربالكامل ما عدا الالوان, الافكار و الاقوال المرسومة من صناعة أهل طرابلس

تركوها وراءهم على الجدران الذي اصبح بشكله الجديد تحفة و مزار يتوسطه رسم مؤطر بلمسات مدرب الغرافيتي ” خالد القدور ” بالكلمة التي تقول ……….. “من منظورنا”

ملاحظة : لقد تقصدنا بهذا اليوم بان لا تكون أي جهة امنية مرافقة لنا و ذلك بإيماننا بالسلام الذي سيفرضه الجو العام .. و تفاجانا بمرور اَليات من الجيش اللبناني فوقف ليتفرج على الوجه الأخر من طرابلس … لا بل ضابط المجموعة نزل بنفسه و هنأنا وشد على يدنا بهذه الخطوة و نحن قدمنا لهم تحية على طريقتنا … والصور تتكلم