الأخبار اللبنانية

نصرالله: معركة جرود عرسال ستسهل مهمة الجيش وإذا تخلت الدولة عن مسؤوليتها فأهالي البقاع لن يتخلوا عنها

وطنية – تحدث الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله عصر اليوم، في اطلالة متلفزة خلال احتفال جمعية “كشافة المهدي” توزع بين بيروت وبعلبك وصور والنبطية.

بداية، أشاد نصر الله بالجمعية، موضحا ان حديثه في “يوم الجرحى لم يتم نقله عبر وسائل الاعلام المرئية بسبب الانشغال بعيد التحرير”، وقال: “لا كلام لدينا نقوله في السر وآخر في العلن”. في إشارة منه الى الالتباس الذي حصل في الحديث المسرب عنه في حفل يوم الجرحى، ذاكرا انه سيتطرق في كلمته الى العدو الاسرائيلي والمناورة التي اجراها بعنوان “نقطة تحول 8” وهزيمته في عدوان 2006.

وقال: “كانت الجهة الداخلية في اسرائيل بمنأى عن الحرب التي كانت تحصل على اراضينا، لكن بعد حرب تموز تساقطت الصواريخ عليها، فما كان منها الا اجراء هذه المناورة الداخلية لمعالجة الطوارىء”.

وعلق على تصريحات قادة العدو قائلا: “انها جزء من الحرب النفسية، وتهديداتهم بالتهجير لا نستغربها لانه كيان قائم على المجازر والتهجير والتفجير”.

أضاف: “ان اجراء المناورة الداخلية دليل على انهم انهزموا، والرد سيكون في عمق عمقهم وهي اعتراف بقدرة المقاومة على تشكيل خطر على الكيان الاسرائيلي. ان الزمن الذي كانت فيه اسرائيل تدمر بيوتنا وتبقى بيوتها، وتهجر اهلنا ويبقى مستوطنوها، انتهى في عام 2006 والاتي هو اعظم على هذا العدو وغيره”.

وخاطب الاسرائيلي بالقول: “إذا كنت تهدد بتهجير مليون ونصف مليون لبناني، فإن المقاومة الاسلامية ستهجر ملايين الاسرائيليين، وهذا امر واضح، وشعب العدو يعرفه، وهذه التهديدات العنترية لا تفيد، فنحن لا نخشى حربكم ولا تهديداتكم”.

أضاف: “ان انشغالنا في سوريا لن يغير شيئا وعلى اسرائيل ان تخاف. وعلى اللبنانيين ألا يخافوا من تهديدات العدو لانه يخشى المقاومة ويعرف قدرتها”.

ثم تطرق الى العنوان الثاني في خطابه حول عرسال والقلمون، فأشار الى “احتلال الجماعات الارهابية جرود وبلدة عرسال”، مؤكدا “حساسية هذا الملف”. وقال: “كنت واضحا عندما فصلت بين بلدة عرسال واهلها اخواننا، وبين جرود عرسال. وأؤكد اليوم اننا في حزب الله لم نخطط ولم نفكر ولم نقل اننا سندخل الى بلدة عرسال، بل قلنا ان هذه البلدة محتلة وتحريرها يجب ان يقوم به الجيش واهلها”.

ووصف ما صدر عن بعض الجهات بشأن موقف “حزب الله”، بأنه “خبيث وهابط”، سائلا: “من هو الحريص على الناس؟ ومن لا يريد اي معركة مذهبية؟ ومن الذي يخترع اوهام معارك كي يقدم نفسه حاميا للتجييش المذهبي؟”.

وقال: “لسنا بصدد الدخول الى عرسال، ويجب الكف عن التجييش المذهبي. ان قرار مجلس الوزراء استعادة الجيش لبلدة عرسال واضح، ويعني ان البلدة خرجت من دائرة النقاش السياسي وصارت في ايدي الجيش”.

وقال: “أهالي المنطقة باتوا يتطلعون الى الجيش وقيادته، والكل ينتظر تنفيذ هذا القرار، وعلى الحكومة توفير كل سبل النجاح له”.

وعن جرود عرسال، قال: “الذي عجل في القلمون هو الاعتداء على الجيش السوري والمقاومة لاننا كنا ما نزال في حال التريث”.

ورفض إطلاق تسمية “غزاة” على عناصر “حزب الله”، ووجه لهم “التحايا والتقدير والمحبة والاعتراف بإيمانهم ومسؤولياتهم وتضحياتهم في عميق تلك الجرود والجبال العالية”.

ولفت الى ان “اعتداء جبهة النصرة هو الذي عجل بهذه الحرب، ومدى المعركة وسقفها تحددهما المعركة نفسها”، معلنا “تحرير مساحات واسعة من الجرود بأيدي رجال المقاومة”. وقال: “هذا تقدم كبير ومهم في جرود فليطا وهو ما يكمل انجاز تلة موسى، ويجعل يد الاخوة في المقاومة والجيش العربي السوري هي العليا”.

أضاف: “إذا تخلت الدولة عن مسؤوليتها فأهالي البقاع لن يتخلوا عنها وقد عبروا بصدق عن ذلك، ونشكر لهم فهمهم الدقيق للمخاطر وتحملها، فما نحتاجه هو هذا التضامن والمساندة الشعبية اذ اننا لسنا بحاجة الى مقاتلين لان الاخوة في التشكيلات المقاتلة كافية لتحقيق الانجازات”.

ونفى اتهام “حزب الله” بإنشاء جيش شيعي، وقال: “لسنا بحاجة الى ذلك، ولا بصدد تشكيل ألوية او جيش شيعي. ونحن نشكر كل من عبر عن موقفه بهذا الشأن”.

وأكد ان “معركة جرود عرسال ستسهل بشكل كبير وتخفف الاعباء عن الجيش اللبناني والخطوات المطلوبة منه”، وقال: “حزب الله لن يدخل الى بلدة عرسال لان ذلك من مسؤولية الدولة والجيش. ومعركة عرسال بدأت ولسنا ملزمين بسقف زمني فهذا أمر يحدده القادة العسكريون. ونسعى الى تحقيق الهدف بأقل التضحيات ولسنا في عجلة من أمرنا”.

وفي الموضوع الحكومي، تمنى نصر الله على المسؤولين والوزراء أخذ الامور بجدية وادراك حساسية الاوضاع”، معتبرا أن “من ينتظر تغيرات ما في اليمن او العراق او سوريا او المنطقة، كلامه سراب”.

وفي ما يتعلق بتنظيم “داعش”، قال: “لقد بدأ في العراق ثم سوريا، وبدأت الاسئلة حوله، ولاننا في زمن تضليل اعلامي سأوضح ذلك: عندما قام انتحاري بتفجير مسجد القديح للطائفة الشيعية في السعودية، ثم التفجير الثاني الذي حال دونه شباب استشهد بعضهم، انطلق من يقول ان ايران وراء داعش وتحركها. أنا استغرب مثل هذه التهمة، وأنها أرسلت الداعشيين الى الدمام والقطيف. هذا خلاف للعقل والمنطق”.

أضاف: “ان الذي أسس داعش حسب بعض العظماء، هو بشار الاسد وأدخلها الى دير الزور وغيرها لضرب المعارضة. هذه ايضا تهمة، وهي من خيال أفلام هوليود وتثير السخرية”.

وتابع: “داعش هي تنظيم القاعدة في العراق الذي تناوب على زعامته الزرقاوي والبغدادي، وهي فرع لتنظيم القاعدة في العراق ولها بيعة مع اسامة بن لادن ثم أيمن الظواهري، والكل يعرف نشأتها وتمويلها وتواجدها. لكن بعد خلافها على امارة سوريا تمرد البغدادي وتخلى عن بيعته وأعلن خلافته”.

وأردف: “داعش انشقت عن القاعدة، فهل ايران او بشار الاسد او حزب الله هم من اسس القاعدة، والكل يعرف ان القاعدة اسستها المخابرات الاميركية والسعودية والباكستانية في افغانستان. وبدل ان يكون اميرها أيمن الظواهري صار البغدادي. اذا، داعش ذات نشأة اميركية سعودية باكستانية وتمردت على ابيها وامها، ويتم تمويلها وحمايتها وتوظيفها في المعركة الاقليمية الاتية”.

ولفت الى “الاعتراف الدولي بأن داعش تشكل خطرا على العالم، في حين ان البعض في لبنان ما يزال يناقش خطورة داعش علينا”، مشيرا الى أنها “تسيطر على منطقة في العراق وسوريا، ولكن داخل الاراضي اللبنانية، في جرود عرسال، يسهلون لها فتح الحدود وتأمين انتقال المسلحين وشراء نفطها وتمويلها”.

وتطرق الى الشأن اليمني، فقال: “مضى 72 يوما على العدوان السعودي الاميركي على اليمن، ونتمنى ان نتساعد في تشخيص العدو. ان من يقاتل داعش بصلابة هم المتهمون بأنهم وراء تأسيسها اي ايران وسوريا ونحن. ونستغرب الموقف الاعلامي والاسلامي الصامت والذي لا يدين هذا العدوان”.

واتهم السعودية ب”دفع المال لاسكات الاصوات المنتقدة العدوان على اليمن”. وسأل: “إذا كنت صاحب حق وموقفك قوي، فلماذا تخاف من محطة تلفزة او مقالة؟”. وقال: “هذا دليل ضعف”.

وجدد إدانة “العدوان السعودي الاميركي الوحشي على شعب وحاضر وماضي ومستقبل اليمن”، مؤكدا عدم السكوت “طالما هذا العدوان مستمر”.

وقال: “لم يتحقق أي هدف لهذا العدوان بدليل ان الرئيس عبد ربه مضطر الى الذهاب الى مؤتمر جنيف لانه رأى ان لا افق الا بالحل السياسي”.

وأشاد ب”صمود الشعب اليمني وانصار الله”، داعيا السعودية وحلفاءها الى “المسارعة بفتح باب الحوار السياسي، لان المزيد من العدوان لا يؤدي الا لسقوط الموقف السعودي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى