الرئيس ميقاتي خلال إطلاق المنطقة الرقمية في بيروت: أمن المواطن والأمن الإجتماعي والإقتصادي خط أحمر بالنسبة لنا وسنحافظ على السلم الأهلي والوحدة رغم ما نمر به من تجارب أليمة
كلام رئيس مجلس الوزراء جاء خلال رعايته بعد ظهر اليوم إطلاق مشروع منطقة بيروت الرقمية، وذلك خلال إحتفال أقيم في منطقة الباشورة حضره وزير الإتصالات نقولا صحناوي ووزير الطاقة والمياه جبران باسيل، ووزير الإعلام وليد الداعوق، ووزير التربية والتعليم العالي حسان دياب، ومحافظ بيروت بالوكالة ناصيف قالوش، ورئيس بلدية بيروت بلال حمد وحشد من السفراء والديبلوماسيين والفعاليات الإقتصادية والإعلامية والقضائية والأكاديمية والإجتماعية.
في مستهل الإحتفال كانت كلمة ترحيبية لعريف الإحتفال رامي مجذوب.
قبيسي
وألقى مستشار الوزير صحناوي المحامي كريم قبيسي كلمة أشار فيها إلى أن المنطقة الرقمية هي قطاع عام يقدم بنية تحتية متقدمة وحوافز وتخفيضات ضريبية، ويساهم في ترويج المنطقة محلياً وعالمياً، فالدولة تلعب دور المسهل والمحفز كما أن هذه المنطقة هي قطاع خاص أو مطور عقاري يقدم أبنية مجهزة بأحدث التقنيات للإيجار أو البيع بأسعار تنافسية تشجيعية، وذلك من ضمن مخطط توجيهي عام.
رباح
وشكر رئيس مجلس إدارة شركة “zre” العقارية محمد رباح كل من ساهم بإطلاق هذا المشروع منذ بدايته، وفي مقدمهم رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الإتصالات نقولا صحناوي، مشيراً إلى أن المنطقة الرقمية هي مؤسسات معرفة تؤمن البيئة الحاضنة والإطلاع والتدريب المستمرين على أحدث التقنيات والإختراعات والإبتكارات وتسمح بتبادل الخبرات والتجارب في ما بين العاملين في الشركات المقيمة.
شماس
بدوره أشار رئيس صندوق “بيريتيك ” مارون شماس إلى أن هناك أناساً تفكر وتخطط وتؤمن بالأجيال الطالعة والتطور التكنولوجي وبالعيش الكريم بعيداً عن التجاذبات السياسية والمذهبية، فكانت هذه الفكرة-الحدث، منوهاً بإهتمام رئيس الحكومة بموضوع التكنولوجيا والإتصالات وحرصه على نمو هذا القطاع، الذي لمس خلال الفترة الأخيرة الجهود التي بذلتها وزارة الإتصالات وعلى رأسها الوزير صحناوي وفريق عمله، وكل ذلك لم يكن بالإمكان تحقيقه لولا دعم الرئيس ميقاتي الشخصي للمشروع.
الوزير صحناوي
ثم ألقى الوزير صحناوي كلمة أكد فيها أن حلمه في وزارة الإتصالات تحقيق “لبنان الرقمي الذي يصدّر الخدمات والسلع الرقمية إلى كل العالم، و يفرض نفسه منصة إقليمية لكل المنطقة. واليوم مع إفتتاح أول مدينة رقمية في لبنان، “منطقة بيروت الرقمية”، نحن نلمس الحلم “. وقال : “لسنا في صدد وضع حجر الأساس، اليوم نحن ندشن رسمياً أول 5000 متر مربع يعج فيها الإنتاج الرقمي، وهي المحطة الأولى، وإن شاء الله في غضون سنة من الآن سنفتتح سوياً مدناً رقمية عدة في كل أنحاء لبنان. فلنعطِ اللبناني نسمة تفاؤل، فلنخبرْه لماذا النجاح هو قدر القطاع الرقمي في لبنان. فلنخبرْه حقيقةً أن لبنان قادر على أن يتفوق على دبي في ظرف خمس سنوات، شرط أن يتوحد الأفرقاء على ضرورة تطوير هذا القطاع.لأننا نملك أعلى الكفاءات، ونملك قدرة مميزة على الإبداع، ونتمتع بحرية التعبير، الفريدة من نوعها في المنطقة، والتي سنحافظ عليها بأي ثمن. كذلك فإننا نملك سرعة الألياف الضوئية ووفرة كبيرة في السعة، ولأن روح المبادرة جزء لا يتجزأ من تكويننا”.
وأشار الوزير صحناوي إلى أن منطقة بيروت الرقمية “هي أول مساحة تفاعلية ستُعجن فيها كل هذه المميزات لتنتج سلعاً رقمية ستدهش العالم. لكن المدينة الرقمية ليست حصراً للبنانيين لأن أبوابها مفتوحة للشركات الإقليمية والدولية، وللبنانيين المغتربين الناجحين في كل أماكن إنتشارهم. ذلك أن شركاتنا وأهلنا نجحوا في العالم في كل الميادين، وخصوصاً في الإتصالات وفي المعلوماتية، وحان الوقت كي يعودوا إلى بلدهم ويلمسوا قدرتهم على الإنجاز في لبنان.وإذا كان العالم الرقمي، حقيقةً، قرية، ففي إمكان لبنان أن يكون في قلبه ووسطه”.
ولفت الوزير صحناوي إلى أن لبنان كان في الماضي القريب وسط إهتمام العالم نتيجة الحروب الدينية وتجاذب الدول وصراع الحضارة “وكل هذه الأسباب غلط…ونحن في وزارة الإتصالات، كما جميع اللبنانيين، نريد أن نحوّل لبنان كي يكون في منتصف العالم للأسباب الصحّ. نحن شعب مبدع. بلدنا ملتقى الحضارات واللغات والأديان.نحن منفتحون على الثقافات لأن شعبنا منتشر في القارات السبع. كفاءاتنا عالية لأن نظامنا التربوي متقدم منذ 2000 عام، من زمن تأسيس أكبر مدرسة حقوق في الإمبراطورية الرومانية في بيروت. أما البنى التحتية فأخيراً صارت في المتناول لأن شعبنا على رغم الحروب والخراب، يعيد دائماً البناء من تحت الرماد.هذا هو حلمنا، أن يكون لبنان في منتصف العالم الرقمي للأسباب الصح. وقادرون سوية على تحقيق هذا الإنجاز”.
وشكر الوزير صحناوي الرئيس ميقاتي على دعمه المشروع “من دون تردد “، والسادة رباح وشماس وقبيسي.
كلمة الرئيس ميقاتي
ثم ألقى الرئيس ميقاتي كلمة قال فيها :” أنا سعيد اليوم لوجودي معكم في إفتتاح هذا المشروع المهم خصوصاً لجهة رمزيته الخاصة التي تدل على أن لبنان دائماً وأبداً مع إقتصاد المعرفة والإقتصاد الرقمي وإقتصاد التكنولوجيا، نحن ندخل إلى قطاع جديد يمثل أهمية كبيرة بالنسبة إلى الإقتصاد اللبناني، ونحن بغنى عن تعداد حسناته. فإضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها هذا القطاع وردم الهوة بحيث تصبح أقل عمقاً في الفوارق الإجتماعية، كذلك فإن العلاقة بين المواطن والمواطن ستصبح أكثر شفافية، لذلك نحن سعداء جداً اليوم أن نكون سوية في هذا المركز الذي ينضم إلى مراكز أخرى ستتفتح في مختلف المناطق اللبنانية، لأنه ليس المهم في أي منطقة ينفذ هذا المشروع بقدر ما يهمنا أن ينفذ في المناطق الريفية، شرط أن تتوفر له خطوط الإتصالات والقدرات اللازمة لإنجازه، من هنا نكون قد تمكنا من تحقيق الإنماء المتوازن.
أضاف: إن رمزية هذا المشروع تكمن في أنه يعكس المشاركة الحقيقية بين القطاع الخاص والقطاع العام، والحكومة جادة في إيجاد البيئة الصالحة والقانونية للتعاون بين هذين القطاعين وهذا مهم جداً، وما نراه اليوم ما هو إلا نوع من تكوين فكرة عما ستكون عليه العلاقة بين القطاعين العام والخاص.
وتوجه الرئيس ميقاتي إلى وزير الإتصالات بالقول: ” لقد ذكرت يا معالي الوزير أن لبنان هو نصف العالم، وهذا صحيح ليس بموقعه الجغرافي إنما بقدراته البشرية وباللبنانيين المنتشرين في العالم، وعندما نرى لبنانياً يساهم في وصول المركبة الفضائية إلى المريخ، ساعتئذ ندرك أن لبنان ليس فقط نصف العالم فحسب، بل هو موجود في الفضاء أيضاً، وهو موجود في العالم كله، ومن هنا نحن على ثقة بأن هذا المشروع ما هو إلا حاضنة بكل معنى الكلمة لكل القدرات البشرية لتنميتها في كل لحظة وثانية”.
وأضاف الرئيس ميقاتي : “إن لبنان ما كان ليلعب هذا الدور الريادي في حقل الإعلام والإتصالات والمعلوماتية، لو لم يكن نظامه الديموقراطي البرلماني يصون من خلال الدستور وإتفاق الطائف والقوانين المرعية الإجراء، الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد التي تجد في وسائل الإعلام، على تنوعها، مساحة واسعة للتفاعل والتعبير. إلا أننا نلاحظ بين الحين والآخر، أن ثمة من يتناسى أن عليه أن يدرك أن بين الحقوق والواجبات خيط رفيع من المسؤولية التي يفترض بالجميع أن يكونوا أهلاً لتحملها. وبقدر ما تحرص الحكومة على المحافظة على حقوق الجميع، سياسيين وإعلاميين وناشطين إجتماعيين، بقدر ما هي ملتزمة أيضاً بتذكير المعنيين بضرورة التقيد بواجب حماية الوحدة الوطنية والعيش المشترك والقيم الإنسانية والحضارية التي قام عليها لبنان وجعلته البلد المميز في محيطه والعالم. إن هذه المسؤولية تصبح مضاعفة في مثل هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها وطننا ودول المنطقة والجوار، ولعل ما شهدناه في الأسابيع الماضية من أحداث وما تخللها من ممارسات شاذة، ما يجعلنا نطلق الصوت عالياً في رفضها والتحذير من مغبة تكرارها لأنها تخدم أهداف من يتربص شراً بوطننا ويسعى إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. وفيما نراهن على وعي اللبنانيين وقياداتهم لعدم الوقوع مجدداً في التجارب الأليمة التي مروا بها لسنوات خلت، نؤكد أن هذه الحكومة التي ولدت من رحم معاناة اللبنانيين وعذاباتهم، لن تسمح لأحد بأن يدفع البلاد مجدداً نحو الإقتتال والفتنة والفوضى، وهي في جهوزية تامة، سياسياً وأمنياً، لترجمة مواقفها المعلنة في البيان الوزاري، بأن أمن اللبنانيين وسلامتهم وإستقرار وطنهم ومنعة إقتصاده وأمنه الإجتماعي، هي خطوط حمراء لن يكون من السهل تجاوزها بعد اليوم، ومن واجب الجميع الإنحياز إلى هذه الخيارات الضامنة للبنان الواحد الموحد”.
وشكر الرئيس ميقاتي كل من أسهم في بلورة مشروع المنطقة الرقمية، ولاسيما الوزيرصحناوي وفريق عمله النشيط.
وفي ختام الإحتفال أزاح الرئيس ميقاتي والوزراء الستارة عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لإطلاق المشروع. ثم إستمع إلى شرح من أصحاب المشروع عن تفاصيل إنجازه خلال مدة زمنية أقصاها خمس سنوات.
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development