مؤتمر صحفي للنائب السابق مصباح الاحدب في منزله في طرابلس
اضاف :”أردت هذا اللقاء لأتحدث مع الأعزاء الاعلاميين في طرابلس عن أوضاع مدينتنا خصوصا و الشمال عموما في ظل التحولات الكبيرة و المتسارعة التي تحيط بنا و تحديدا الانتفاضة السلمية الشجاعة للشعب السوري الشقيق في سبيل الحرية و الكرامة.
منذ ثلاثة اسابيع دعي جمهور طرابلس للمشاركة بمهرجان “خريف السلاح ربيع الاستقلال” و عندما طلب منا المشاركة لم نتردد لسببين:
1الخلاص من مرحلة الغياب و الارتباك و الضياع و الصمت خصوصا في ظل هذه الظروف الخطيرة التي نمر بها.
2 لأثبات ان ثمة جمهور متماسك و سبّاق لتحقيق قضيته.
و بصراحة, فان عدم مشاركتي شخصيا جاءت كدلالة لرفضي لحالة التراخي و التراجع و غياب التسيق السياسي معي.
و جاء المهرجان ليؤكد أن طرابلس ما زالت هي هي وفية لمبادئ ثورة الأرز: استقلال- سيادة- عيش واحد مشترك- اعتدال و نبذ التطرف و التمسك بمشروع بناء الدولة. و كلنا لاحظنا الشعارات الكبرى التي رفعت في المهرجان مثل اسقاط الحكومة.
و السؤال اليوم, ماذا بعد المهرجان؟
تم تمويل المحكمة و هي خطوة ايجابية تنسجم مع اهداف”ثورة الأرز” لكشف الحقيقة و تحقيق العدالة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري و سائر الشهداء.و لقد بادرت شخصيا الى تأييد خطوة التمويل التي قام بها دولة الرئيس نجيب ميقاتي رغم الاختلاف السياسي معه.
في المقابل لمسنا جميعا ارتباك و تردد من جديد لدى قوى 14 آذار حيث اختفت الشعارات الكبرى و عدنا الى مرحلة الارتباك و الضياع و خلت الساحة السياسية من مظاهر القيادة و الوضوح و برزت على السطح من جديد مظاهر التسلح و التطرف و الانقسام و اليوم ثمة مواضيع بحاجة الى قرارات واضحة و معالجة و تحمل مسؤولية.
و خوفا من ان تصبح طرابلس عنوان بريد للقوى الاقليمية المتقاتلة ….
كما ان ما يجري حتى الآن يعطي صورة مشوهة و غير حقيقية للواقع و لأرادة الأغلبية العظمى لهذا الجمهور الذي لا يقبل اطلاقا نقل المواجهة من الداخل السوري الى الداخل اللبناني لأن هذا الأمر لا يخدم اطلاقا ثوار الحرية و الكرامة في سوريا و ثوار الأرز في لبنان.
و هنا أؤكد مجددا أن طرابلس داعمة لأخواننا و أهلنا في سوريا و دعمها لهم هو انساني و معنوي و سياسي”.
وتابع :”للأسف الشديد ما نراه هو ارباك لدى فريق 14 آذار السياسي فاما تصعيد موسمي مفاجئ او غياب و صمت و ارتباك و استمرار باخذ القرارات الخاطئة على مختلف الصعد _و ما رأيناه في انتخابات النقابات ليس الا دليلا على ذلك حيث يتم تهريبها تحت الطاولة بعيدا عن رغبة القاعدة عبر الصفقات و تبادل المنافع و دائما في ظل نفس الآليات البائدة في اتخاذ القرارات التي دفعنا ثمنها غاليا و الرئيس سعد الحريري كان أكثر المتضررين من ذلك فهل ننطلق مجددا بنفس الآليات القديمة و الفاشلة بصراحة “لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين”.
وقال :” أن المطلوب اليوم لا سيما في هذه المرحلة الحساسة هو الحضور و أخذ القرارات و تحمل المسؤوليات في اطار التشاور و المشاركة و تفادي اصرارالبعض على التفرد في اتخاذ القرارات بآليات غامضة و تبريرات غير مقتعة تغلّب المصالح الصغرى على المصالح الوطنية الكبرى مما يؤدي الى غياب التعبير الواضح عن روحية ثورة الأرز”.
اضاف :”كلنا نعلم ان ثمة ماكينات تعمل على تخويف الاقليات من التغييرات الجارية في المنطقة و انعكاس ذلك على لبنان عموما و طرابلس خصوصا و هنا أقول ليس على الأقليات ان تقول ما تريد بل على الأغلبية سياسية كانت ام طائفية ان تعكس قولا و فعلا دور طرابلس في التنوع و التعدد و الصدر الرحب, و بالتالي يجب ان يكون الاصطفاف سياسيا لا طائفيا او مذهبيا و في هذا السياق نؤكد أن الطرابلسيين مسيحيين كانوا ام علويين هم جزء أصيل من هذه المدينة و لا يجب الخلط بينهم و بين التنظيمات المسلحة التي لديها ولاءآت اقليمية و الجميع يعلم ان الثورة هي ضد النظام في سوريا و ليست فتنة طائفية … و لنذكر وجوه عارف دليلة و سمر يزبك من الطائفة العلوية الكريمة و غيرهم العشرات من رموز الثورة السورية المنتمين الى مختلف الطوائف و المذاهب.
نعم, طرابلس مدينة محافظة و لكنها ليست متطرفة كما يريدون تصويرهاوتاريخها يشهد على ذلك .
أبناء طرابلس و الشمال يرفضون التسلح و حل المشاكل عبر القتال و الفتنة الطائفية.
و لو كانت الأموال التي صرفت و تصرف على التسلح و التسعير الطائفي و المذهبي ذهبت للانماء لكنا تفادينا ارتهان البعض من ابناء المدينة الى حزب الله جراء حاجتهم المادية و غياب فرص العمل و الانماء المستدام”.
وختم :”من هنا و امام هذا الواقع و بعد ان فشلت المصالحة السابقة في طرابلس التي تحفظنا عليها أصلا و بعد تنامي المربعات الأمنية أدعو الشباب و الشابات و فعاليات المجتمع المدني و الجمعيات و كل المسؤولين في هذه المدينة و رؤساء و وزراء و نوابا و احزابا و تيارات و مرجعيات دينية و شخصيات الى الالتقاء حول مبادرة تحقن الدماء و تعيد لطرابلس وجهها الحقيقي كمدينة للعيش الواحد و التسامح في وجه الحملات التي تستهدفها من هنا و هناك”.