الأخبار اللبنانية

وكالات الأمم المتحدة المتخصصة في لبنان تلبي دعوة رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد الجمالي

 

لبت وكالات الأمم المتحدة المتخصصة في لبنان  دعوة رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد الجمالي   إلى إجتماع طارىء

عقد في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي ( قصر نوفل ) خصص لبحث المشكلات الإجتماعية والإقتصادية الخطيرة التي تعاني منها طرابلس ، في ظل الظروف المأساوية التي تعيشها حاليا ً . وقد تمثلت البلدية في هذا الاجتماع إضافة لرئيسها نائبه المهندس أحمد قمر الدين وأعضاء المجلس البلدي ، بينما تمثلت الأمم المتحدة بالمنظمات التالية : مستشار الممثل الدائم للأمم المتحدة في لبنان ، منظمة الأمم المتحدة للتنمية ، منظمة الأمم المتحدة للصحة ، منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئيين ، منظمة العمل الدولية ، منظمة الأمم المتحدة للموئل .
في بداية اللقاء رحب الجمالي بالضيوف وأثنى على تلبيتهم دعوته لحضور هذا الإجتماع المخصص لبحث مشكلات طرابلس وقضاياها على الصعد الإقتصادية والإجتماعية والإنمائية تمهيدا ً لوضع الحلول لهذه المشكلات .
وقال : ” طرابلس تعيش أياما ً سوداء في تاريخها ، والعنف يتتابع في دورات متلاحقة منذ السابع من شهر أيار الماضي ، ويتركز العنف في المناطق الأكثر بؤسا ً وحرمانا ً وتهميشا ً ، فيزيد هذا العنف من حدة المشكلات الإجتماعية القائمة ، وتغذي المشكلات الإجتماعية بدورها حلقة العنف فتزيدها تأججا ً واحتداما ً . طرابلس كانت وحتى بداية حربنا الأهلية اللبنانية في العام 1975 في طليعة المدن اللبنانية ازدهارا ً وحيوية وانفتاحا ً ، إذ كانت مركزا ً اقليميا ً للتجارة الوسيطة ” .
وأضاف : ” ولعب تركيز عملية اعادة الإعمار بعد الحرب في العاصمة بيروت دورا ً سلبيا ً في تهميش طرابلس ، وساهمت العوامل جميعها في تفاقم صعوبات طرابلس الإقتصادية والإجتماعية بحيث بلغت حدود الخطر . مؤكدا ً على وجود ترابط وثيق بين هذا العنف المدمر والظروف الإجتماعية الضاغطة التي تعيشها مناطق الاشتباكات ” .
وأشار : ” طرابلس تعاني ، ففيها أدنى مستويات الدخل الفردي والقدرة على الإنفاق بالمقارنة مع كل المدن والبلدات اللبنانية ، وفيها أيضا ً أعلى معدلات الفقر ، حيث تبلغ نسبة الفقراء 57٪  من عدد سكان المدينة ، كما ان طرابلس تعاني من مشكلة تسرب مدرسي حاد ، الأمر الذي يلقي بالألوف من شبابها في الشوارع دون تعليم أو مهارات ويدفع بهم إلى أحضان الإنحرافات المختلفة ، كما ان طرابلس تختزن في الوقت نفسه  بعضا ً من أعلى معدلات الأمية بين النساء والرجال في لبنان ” .

 

وتابع : ” صعوبات طرابلس وان كانت للوهلة الأولى صعوبات محلية – الا أنها تحمل في ثناياها مخاطر على الاستقرار اللبناني ، ومن هنا لا بد ّ من النظر إلى هذه الصعوبات على أنها مشكلة وطنية ، ومن هنا أيضا ً الحاجة إلى تضافر كل الجهود من أجل النهوض بطرابلس ومعالجة مشكلاتها ” .
وختم : ” بلدية طرابلس تلقى من عدد من القيادات والمؤسسات الطرابلسية واللبنانية والعربية دعما ً مشكورا ً لجهودها ، ونتطلع في الوقت عينه إلى دور استثنائي للسلطة المركزية في معالجة مشكلات المدينة وتطوير اقتصادها ” .
من جهته تمنى الممثل المقيم الدائم للأمم المتحدة في لبنان ان تجري مشاورات هامة مع رئيس وأعضاء المجلس البلدي وقال : ” أردنا ان نستمع الى وجهات نظركم حيال المساعدات التي تودون ان تقدمها لكم منظمات الأمم المتحدة العاملة في لبنان ، مع العلم ان امكانياتنا محدودة نظرا ً لقلة الموارد ” .
وأضاف : ” لقد قمنا بمساعدة الفلسطينيين عندما اندلعت معارك مخيم نهر البارد ، ونحن نرى ان من واجبنا ان نمد يد العون الى الشعب اللبناني أيضا ً ، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها حاليا ً ” .
وختم : ” نرحب بهذه المبادرة لعقد هذا الإجتماع ولعله الأول من سلسلة اجتماعات ستعقد على الأرجح فنحن لدينا ارادة لمساعدة البلدية ولمساعدة السكان الموجودين في مناطق الاقتتال . كما اننا لا نريد ان نحصر عملنا في هذه الأزمة بل نود ان نعالج مختلف القضايا التي تعاني منها المدينة بعد تكوين صورة عن واقعها ” .
وبعد استراحة غداء   ، عرض الجمالي للواقع الإقتصادي ، الإجتماعي لمدينة طرابلس عموما ً ومنطقة التبانة تحديدا ً والسبل الآيلة لمعالجة هذا الواقع وتفاديه في المستقبل القريب ومن أبرزها : انشاء المنطقة الحرة في مرفأ طرابلس على مساحة   1،1  مليون متر مكعب ، اعادة تأهيل خط سكة الحديد ، تأهيل مصفاة طرابلس أو انشاء مصفاة جديدة وإقامة المعرض الصيني الدائم في معرض رشيد كرامي الدولي . مشيرا ً الى أن الإسراع في إنجاز هذه المشاريع سيساعد على تنمية  ونهوض المدينة كما سيوفر آلاف فرص العمل للشباب ما يقلل من نسبة البطالة في المدينة .
وفي ختام اللقاء جرى مناقشة عامة ومداخلات لمختلف ممثلي منظمات الأمم المتحدة العاملة في لبنان ولأعضاء مجلس بلدية طرابلس وفي نفس الإطار ومنذ اندلاع الإشتباكات العسكرية في منطقة باب التبانة وجبل محسن شكلت البلدية لجان طوارىء متخصصة لإغاثة النازحين ومن ضمن هذه اللجان :
لجنة الشؤون الإجتماعية برئاسة الدكتورة سميرة بغدادي والتي عقدت سلسلة اجتماعات مع منظمة اليونيسيف للتعاطي مع واقع المدارس التي فتحت أبوابها لإستقبال النازحين . بالإضافة إلى ذلك ستعمد اللجنة الإجتماعية الى تنظيم ورشة تدريب لحوالي 80 شاب وفتاة للعمل على توعية الأمهات والأطفال وخلق جو من التوجيه والترفيه لهم في ظل المعاناة التي يعيشونها يوميا ً .
كما ستعقد اللجنة اجتماع استثنائي مع أخصائيين تربويين ، دار المعلمين ، مدراء مدارس لإعداد    خطة طوارىء  تربوية في مناطق التبانة ، القبة وجبل محسن خصوصا ً في ظل قرب حلول العام الدراسي الجديد وسيحضر هذه الاجتماعات ممثل عن وزارة التربية .
وبالإضافة إلى اللجنة الإجتماعية ،  تعمد اللجنة البيئية برئاسة الدكتورة ميرفت الهوز إلى تنظيم جولات دورية على المدارس لتفقد أوضاع النازحين والإطلاع عن كثب على احتياجاتهم وتحديدا ً في موضوع النظافة عبر توزيع الأدوات والمعدات الضرورية . و عبر اجراء فحوصات دورية على المياه للتأكد من نظافتها وخلوها من الجراثيم .  كما تتعاون اللجنة بشكل تام مع اللجنة الصحية برئاسة الدكتور عزام الشهال الذي بدوره شكل لجنة طوارىء طبية مؤلفة من البلدية ، الصليب الأحمر ، اليونيسيف ، نقابة الأطباء ومؤسسة رفيق الحريري الصحية والاجتماعية حيث تعمد هذه اللجنة الى اجراء معاينات طبية دورية للاطمئنان على سلامة النازحين فضلا ً عن تأمين الدواء والعلاج المناسب لهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى