الأخبار اللبنانية

نص المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني

في دارتة في وادي   الريحان_عكار أردت اليوم أن أوجّه رسالة إلى ذلك الرجل الذي كان يحلم بلبنان الحر السيد المستقل العربي الانتماء والهوية، إلى ذلك الرجل الذي لطالما كان حريصاً على وحدة لبنان فإذا بالجريمة الكبرى تحاول اغتيال أحلامه بعد أن اغتالته جسدياً.

أتوجّه إلى الرئيس الشهيد الكبير رفيق الحريري في عليائه لأخاطبه بعد أن انقطع التواصل بيننا، وبعد أن انقطع التواصل بين نهجه ومدرسته وبين أولئك الذين يحاولون المتاجرة بدمائه الزكية من أجل تحقيق مشاريعهم التقسيمية الفئوية.

إلى الشهيد رفيق الحريري أتوجّه بكلامي بعد أن صمّت الآذان في لبنان عن سماع الحق والحقيقة والمنطق لكشف المؤامرة.

أيها الشهيد الكبير:

أخاطبك في عليائك، وأنت الذي لم تكن يوماً بعيداً.. أخاطبك وأنا أؤمن أن الله وحده سبحانه وتعالى هو وحده الذي يملك القدرة على وصول كلامي إليك.

أذكر يوم دخلت قريطم أول مرة عندما جلست ببساطتك وعفويتك التي اكتشفتها سريعاً، حيث أدركت أنني جالس إلى جانب رجل عصامي بنى نفسه بعرق الجبين، وكان حريصاً على لبنان وشباب لبنان ومستقبل لبنان.

أذكر ذلك اليوم عندما بادرت إلى وضع يدك بيدي وأنت تقول لي يا أبو وليد أنت تشبهني.. يدي بيدك لنتعاون من أجل لبنان ووحدة لبنان وخدمة الشعب اللبناني، هؤلاء المزارعين في عكار والجنوب والبقاع، وهؤلاء الشباب الذين يتركون البلد لأنهم يخافون من المستقبل.

يومها، شعرت بالإطمئنان إلى أن لبنان بخير، وأن المتآمرين سيجدون جبلاً كبيرة تمنعهم من تحقيق مشاريعهم، ولذلك ناصبوك العداء واتهموك بأنك تريد أسلمة لبنان، بينما كنت تبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على التوازن الوطني وعدم التمييز بين كل اللبنانيين.

يا دولة الرئيس:

لبنان الذي كنت تحلم به لم يعد بخير.. واليوم تتهدده الأخطار الكبرى.. ومصيره مجهول ومظلم.. ومستقبله قاتم.. واستقراره يتهاوى.. وما بنيته مهدّد بالسقوط.. لبنان الذي حلمت بقيامه يتبدّد.. والفتنة تطل برأسها لتضرب كل مقومات الوحدة…

وبكل أسف يا دولة الرئيس فإن شهادتك هي سبب المحنة، وبدل أن تكون شعلة تضيء مستقبل لبنان.. وبدل أن تكون نبراساً للوحدة.. وبدل أن تكون عنواناً للتآلف والتآخي لمواجهة التحديات والحفاظ على تراثك الوطني وإرثك السياسي الكبير، فهي اليوم سبب للفتنة، لأن هناك من يريد اغتيالك مرة ثانية.

هم أنفسهم الذين لطالما اتهموك بالعمالة وأنك تريد أسلمة لبنان، يحملون اليوم قضية استشهادك ويتاجرون بها من أجل بث الفرقة وهدم ما بنيته لأنهم كانوا يغارون منك حياً ويريدون الانتقام منك في مماتك، فيحاولون المتاجرة بدمك وشهادتك لينتقموا منك شهيداً ويحققوا ما لم ينجحوا في تحقيقه في حياتك عندما كنت تعرف مخططاتهم وتمنعهم من دخول دارتك التي ما استقبلت إلا الشرفاء وأغلقت أبوابها في وجه العملاء والمتآمرين.

دولة الرئيس:

لقد اغتالتك يد الغدر والمؤامرة لأنك كنت عنيداً في مواجهتها، ولأنك كنت سداً منيعاً تمنع المتآمرين والتقسيميين من شرذمة لبنان وتفتيته.

اليوم يا دولة الرئيس هؤلاء أنفسهم نجحوا في تزوير الحقائق واستثمروا شهادتك من أجل الانتصار عليك بعد اغتيالك.

يا دولة الرئيس:

ما كانت إسرائيل لتجرؤ على القيام بعدوان تموز لو كنت حياً لأنها كانت تعلم أنك ستأتي بالانتصار السياسي للبنان الذي يكمل الانتصار العسكري للمقاومة، كما فعلت في عدوان نيسان 1996.

ليست صدفة أن يأتي عدوان تموز بعد سنة على اغتيالك، ولن تكون صدفة أن يعيد العدو الإسرائيلي الإعتداء على لبنان بعد أن يتّهموا المقاومة باغتيالك، وأنت كنت شريك المقاومة، وكأنهم يتهمونك اليوم باغتيال نفسك.

يا دولة الرئيس:

بعد استشهادك خرج سمير جعجع من السجن وهو الذي قتل رئيس حكومة لبنان ورفيقك في الشهادة من أجل وحدة لبنان الشهيد الكبير رشيد كرامي، وأصبح سمير جعجع يصول ويجول في قريطم وكأنه يتحدّاك.

بعد اغتيالك أصبح هناك أقزام صغار يحاضرون في الوطنية وهم كانوا وما زالوا أبعد ما يكون عن الوطنية.

بعد اغتيالك هناك من يشوّه قناعاتك فيزعم أنك كنت على عداء مع سوريا وأنك كنت تريد التخلّص من المقاومة، وهم أنفسهم من كان يتهمك بأنك تريد التوطين وأنك تبتلع لبنان.

بعد اغتيالك عادت نغمة مشاريع التقسيم من قبل الذين يتاجرون بدمائك لتحقيق أحلامهم ومشاريعهم.

هم يريدون هزيمتك.. هم يريدون اغتيالك مرة ثانية.. هم يريدون الإساءة إلى شهادتك..

أيها الشهيد الكبير:

لبنان في الفتنة التي ستأكل الأخضر الذي زرعته وتهدم الحجارة التي بنيتها وتحرق اليابس الذي كنت تريد تحويله إلى رمز للحياة.

وهنا أشدد على الدور السعودي السوري وأناشدهما بأن يكثفوا جهودهم    لإنقاذ لبنان من المؤامرة لأننا كنّا وسنبقى مع الحل العربي ومع الطائف ونبهنا ولا نزال من مخاطر التدويل وقراراته 1559 و 1701 والفصل السابع والسادس وكل الفصول.

كما أطالب القوى الوطنية بأن تعقد لقاءات تشاورية وأن تعزز التنسيق بينها لمواجهة تحديات المرحلة وحماية الوحدة الوطنية والدور المقاوم ومنع التدويل والفتنة.

يا دولة الرئيس

لبنان ليس بخير

حلمك ليس بخير

مشروعك ليس بخير

شهادتك ليست بخير

وطنك الغالي يقارع المجهول

لبنان الذي كنت تريده قوياً صلباً أصابه الوهن

وحدتنا تتهاوى.. واستقرارنا يتلاشى.. وسلمنا الأهلي مهدد بالانهيار.. وإرثك السياسي يجنح نحو طريق آخر نقيض ذلك الذي كنت تتمناه

وكل ذلك يا دولة الرئيس بسبب شهادتك

نحن نريد شهادتك سبيلاً للوحدة، وهناك من يتاجر بها ليسيء إليها ويجعلها سبباً للفتنة

نخاطبك يا دولة الرئيس

نخاطبك أيها الشهيد الكبير في عليائك

ونقول لك إن الجريمة الكبرى التي أودت بحياتك هي اليوم مصدر الخطر على لبنان.

وإن المتآمرين في الداخل ينفّذون مشروعاً إسرائيلياً لتقسيم لبنان

أيها الشهيد الكبير:

إسأل الله تعالى أن يلهم ولي دمك الحكمة لموقف يرسخ قناعاتك ويؤدي لإنقاذ لبنان.

إسأل الله تعالى أن يحبط المؤامرة الكبرى على لبنان  

إسأل الرفيق الأعلى أن يحمي لبنان

لك منا الدعاء بالرحمة وجنات الخلد  

وسلام على من اتبع الهدى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى