الأخبار العربية والدولية

طبول الحرب الإقليمية: أميركا ترفض اقفال مضيق هرمز وايران تردّ “ليس أكثر من شرب كوب ماء”

ردّت واشنطن على التهديد الايراني بإغلاق مضيق هرمز امام صادرات النفط الخليجية ، عبر أسطولها الخامس المتمركز في المنطقة والذي أكد أمس، أنه «لن يقبل بأي تعطيل» للقناة البحرية الاكثر اهمية في العالم، فيما أعلن الاتحاد الاوروبي أنه لن يراجع خطته بفرض الحظر على النفط الايراني رغم التهديد. أما طهران، فجددت تهديدها، على لسان مندوبها في منظمة «اوبك» الذي طالب الغرب بالعدول عن فرض الحظر، وقائد البحرية الذي أكد أن إغلاق المضيق «سهل جدا» لكنه «غير ضروري» للسيطرة على حركة المرور فيه.

إلى ذلك، أعلن مدير شؤون الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الدولية محمد رضا فرقاني أن نجاد سيزور فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا والاكوادور، في إطار جولة في أميركا اللاتينية في الأسبوع الثاني من كانون الثاني المقبل.

وقال متحدث باسم الاسطول الخامس الأميركي الذي يتخذ من البحرين قاعدة له في رد مكتوب على استفسارات إعلامية بخصوص احتمال أن تغلق طهران مضيق هرمز، إن «الحركة الحرة للسلع والخدمات عبر مضيق هرمز ذات اهمية حيوية للرخاء الاقليمي والعالمي»، وأضاف «كل من يهدد بتعطيل حرية الملاحة في مضيق دولي يقف بوضوح خارج المجتمع الدولي، ولن نقبل بأي تعطيل».
وردا على سؤال حول ما إذا كان الاسطول الخامس يتخذ اجراءات محددة ردا على التهديد الايراني، قال المتحدث إنه «يحتفظ بوجود قوي في المنطقة لردع او مجابهة أي أنشطة مخلة بالاستقرار»، من دون الإدلاء بأية تفاصيل إضافية حول هذا الشأن.

وصرح المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بأن «الاتحاد الاوروبي ينوي فرض سلسلة جديدة من العقوبات على ايران ولن نتخلى عن هذه الفكرة».

واعلن الاتحاد الاوروبي مطلع كانون الاول الحالي انه ينوي فرض عقوبات جديدة على ايران في حال لم تتعهد طهران بالتعاون مع الاسرة الدولية بشأن برنامجها النووي. لكن الاوروبيين لا يزالون منقسمين حول جدوى فرض حظر على النفط الايراني. وتدافع فرنسا والمانيا عن فكرة حظر شراء النفط الايراني لكن دولا اوروبية اخرى تعارضها. وتبيع طهران حوالى 450 الف برميل نفط يوميا (18 في المئة من صادراتها) للاوروبيين خصوصا ايطاليا (180 الف برميل) واسبانيا (160 الف برميل) واليونان (100 الف برميل).

في المقابل، قال قائد قوات البحرية الايرانية الأميرال حبيب الله سياري إن «إغلاق مضيق هرمز سهل جدا للقوات المسلحة الايرانية. وكما نقول في ايران، ليس أكثر من شرب كأس ماء». وأضاف لقناة «برس تي في» الايرانية أن «الجميع يعرفون مدى أهمية واستراتيجية مضيق هرمز وهو تحت سيطرة الجمهورية الإسلامية الايرانية بالكامل». لكنه استطرد قائلا «لا حاجة اليوم إلى إغلاق المضيق لأننا نسيطر على بحر عمان ويمكننا السيطرة على حركة مرور» البحرية والنفط.

وقال سياري على هامش مناورات «الولاية 90» التي تجريها قواته في منطقة تبلغ مساحتها نحو مليوني كيلومتر مربع في شرقي مضيق هرمز وبحر عمان وخليج عدن وشمال المحيط الهندي، إن ايران «سترد بحزم وقوة على أي تهديد»، وأضاف أن «التمارين التي تجريها البحرية الايرانية تتناسب مع حجم التهديدات التي تتعرض لها ايران».

أما مندوب ايران لدى منظمة «اوبك» محمد علي خطيبي فقال إنه إذا فرضت العقوبات فستؤدي لوضع استثنائي ويمكن أن يحدث أي شيء حينئذ.. وإذا أغلق مضيق هرمز فلن يتسنى تصدير أي نفط من منطقة الخليج … وهذا وضع سيء للجميع». وأضاف خطيبي «الجميع راضون في الوقت الحاضر عن أحوال سوق النفط فلماذا تريد بعض الدول تغيير هذا الوضع؟».

طبل الحرب
وأشار تقرير نشره موقع «دايلي بيست» بالاشتراك مع مجلة «نيوزويك» إلى الجدال الأميركي ـ الإسرائيلي القائم حول تحديد «الخطوط الحمراء» التي سيؤدي تخطيها إلى لجوء الحليفين لضرب منشآت ايران النووية عسكريا. ويشير التقرير إلى أن هذه المداولات بدأت إثر تقديم السفير الإسرائيلي في العاصمة الأميركية مايكل أورن احتجاجا رسميا إسرائيليا على خطاب وزير الدفاع
الأميركي ليون بانيتا في «منتدى صبان» قبل بضعة أسابيع، والذي حذر فيه من العواقب الخطيرة التي قد تنجم عن الهجوم عسكريا على إيران.

ويلفت التقرير إلى انقلاب بانيتا على موقفه هذا لاحقا، وترجيح تداول الإدارة الأميركية بشكل جدي للخيار العسكري، رغم الاختلاف مع اسرائيل حول تقييم المدى الذي «وصلت إليه ايران في تطوير منشآتها السرية لتخصيب اليورانيوم». كما نقل التقرير عن مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، مطلع على الملف الايراني، قوله إن «الخطوط الحمراء» ينبغي أن تكون إذا طردت إيران مراقبي الوكالة الدولية للطاقة النووية، وشرعت في تخصيب اليورانيوم لمستوى 90 في المئة الكافي لتطوير سلاح نووي أو نصبت أجهزة طرد مركزي متقدمة في موقع التخصيب المركزي الإيراني في مدينة قم.

وفيما قال مسؤول في وزارة النفط السعودية إن بلاده ومعها مصدرون خليجيون آخرون للنفط، مستعدة لتغطية طلب السوق في حال فرض الحظر النفطي على ايران، من دون أن يوضح الطرق التي يمكن للصادرات الخليجية أن تسلكها إذا أغلقت ايران مضيق هرمز، أشار معهد «تشاتهام هاوس» البريطاني في تقرير حمل عنوان «حرق النفط لـ«تبريد» الداخل: أزمة النفط المخفية في السعودية»، إلى أن أنماط الطلب على الطاقة في السعودية اليوم تجعلها عرضة لأزمات اقتصادية واجتماعية جمّة، لن تقف تداعياتها عند حدودها الداخلية.

وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى