الأخبار اللبنانية

الحريري: نريد أن تشكل 14 آذار رصيدا في حياة لبنان الديموقراطية والوطنية

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أنه من الآن فصاعدا سيتحدث بـ”صراحة ووضوح عن كل الأمور، لأنه ليس من المصلحة الوطنية بشيء العودة إلى سياسة تدوير الزوايا”، وقال: “علينا أن لا نخفي رؤوسنا بالرمال، عندما يصبح السلاح وسيلة للضغط على الحياة السياسية في البلاد. هذا الموضوع غير مقبول، فنحن لا يمكننا أن نبني وطنا على هذا النحو، ولا يصح بعد كل التجارب المريرة التي مر بها لبنان أن يعمل البعض على تصنيف هذا الأمر بأنه محاولة للالتفاف على سلاح المقاومة، لأن الحقيقة غير ذلك على الإطلاق، وما يعنينا ويبقى في أولوياتنا أن لا يكون أي سلاح من أي جهة وسيلة للانقضاض على السلم الأهلي وعلى النظام الديموقراطي”.

كلام الرئيس الحريري جاء خلال استقباله مساء اليوم في “بيت الوسط” مجالس منسقية مدينة بيروت في “تيار المستقبل”، حيث رحب بالحضور، وقال: “إني حريص على الالتقاء والتواصل معكم باستمرار لتكونوا على بينة بكل الأوضاع السياسية وأكون على بينة بكل ما يشغل بالكم. لقد انقطعنا عن لقائكم في المرحلة الماضية بعد الانتخابات النيابية لانشغالنا بهموم رئاسة الحكومة وشجونها، وهذا لا يعني أني نسيتكم ونسيت الناس الذين عملوا معي ليل نهار لإبقاء دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قريطم مفتوحة، فهذا البيت هنا وقريطم بيتكم وأعدكم باستمرار التواصل معكم، ولن تسمعون مني بإذن الله إلا الكلام الواضح، ولن أدور الزوايا”.

أضاف: “لقد مررنا في مرحلة ضبابية لكنها لم تغيرنا، بل كنا نعمل بكل صدق وحسن نية من أجل إيصال لبنان إلى بر الأمان، لكن لسوء الحظ كان التفاوض صادقا من جانبنا، فيما الآخرون يستعملون الخديعة، وحين نواجههم بمواقف واضحة كتلك التي أطلقناها الاثنين الفائت يقابلوننا مباشرة بالتخوين. نحن لسنا ضعفاء، بل أقوياء بكلمتنا وصمودنا وتضامننا وإيماننا بالقضية، ليست قضية رفيق الحريري فقط بل كل ما قام به رفيق الحريري، وهذا ما نريد أن يستمر. رفيق الحريري المدرسة، الحداثة، التطور، العروبة الحقيقية، رفيق الحريري الذي يمثل العز والكرامة والافتخار، فالرئيس الشهيد كان في مراحل كثيرة يأخذ الأمور بصدره، وهذا ما حاولنا القيام به خلال المرحلة الماضية، أن نأخذ الأمور بصدرنا، حفاظا على مصلحة البلد، رغم أن الطرف الآخر لم يكن حريصا الحرص نفسه على المصلحة الوطنية”.

وعرض الرئيس الحريري موقفه الذي شرحه في احتفال 14 شباط عن مسعى “الس.س”، وقال: “سمعنا كلاما كثيرا عما يسمى ال”س.-س”.، والحقيقة أنها مصالحة وطنية، يجتمع من خلالها اللبنانيون في المملكة العربية السعودية تحت رعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل التصالح والتسامح، وهذا يعني أن كل اللبنانيين يتسامحون عن كل ماضيهم، ليس فقط من عام 2005 حتى عام 2011، بل منذ بداية الطائف وحتى الآن. وكنت دائما أتساءل، لماذا لا تنجح هذه المفاوضات؟ رغم أن كل الأمور واضحة وصريحة، وعلى الآخرين أن ينفذوا ما تم الاتفاق عليه. كنت أظن أن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات أو البؤر الأمنية أو غيرها من المواضيع هي التي يمكن أن تعيق الحل، لكن فعليا المطلوب هو المصالحة. هل تتصورون ما أهمية مصالحة بهذا الحجم تحت رعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز وفي حضور عدد من رؤساء الدول. وهل تتصورون ما يمكن أن يكون عليه دور الذين يعملون اليوم على تفرقة أبناء البلد عن بعضهم البعض؟ هؤلاء كان دورهم التفريق بين الناس وخلق خلافات بين الأفرقاء السياسيين، فتحقيق مثل هذه المصالحة التي كنا نسعى إليها كان يفترض أن ينهي دور هؤلاء كليا. من هنا، كنا نتعامل مع موضوع المفاوضات بكل صدق لأننا نريد أن تتحقق هذه المصالحة”.

وعن موضوع السلاح، قال: “في مرحلة من المراحل كنت من أكثر الذين يسعون إلى وضع هذا الموضوع على طاولة الحوار، وكنت أدور الزوايا، ولكني أرى اليوم أنه لم يعد للمصلحة الوطنية بشيء العودة إلى سياسة تدوير الزوايا. هناك مشكلة في البلد يجب أن تتم مواجهتها بكل صدق وصراحة، وأن لا نخفي رؤوسنا بالرمال، خصوصا عندما يصبح هذا السلاح وسيلة للضغط على الحياة السياسية في البلاد. هذا الموضوع غير مقبول، فنحن لا يمكننا أن نبني وطنا على هذا النحو، فالوطن يكون فيه جيش واحد وسلطة واحدة ودولة واحدة، والدولة هي الحاضنة للجميع. ولا يصح بعد كل التجارب المريرة التي مر بها لبنان أن يعمل البعض على تصنيف هذا الأمر بأنه محاولة للالتفاف على سلاح المقاومة، لأن الحقيقة غير ذلك على الإطلاق، وما الذي يعنينا ويبقى في اولوياتنا أن لا يكون أي سلاح من أي جهة وسيلة للانقضاض على السلم الأهلي والنظام الديموقراطي”.

وعن علاقته بالمملكة العربية السعودية، قال: “نحن من مدرسة الوفاء التي أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري والركن الأول من أركان هذا الوفاء بالنسبة إلينا أن نتوجه بالشكر والامتنان للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وللشعب السعودي الشقيق، هم الذين لم يتخلفوا في أصعب الظروف عن مساعدة لبنان والقيام بكل جهد يلزم لاستباب الأمن والاستقرار فيه. والتاريخ القريب والبعيد منذ الاستقلال إلى اتفاق الطائف وحتى الآن، يشهد على هذا المسار الذي يسجل للمملكة أنها لم تقدم إلى لبنان سوى الخير. هناك جهات لا تريد للعلاقة مع المملكة أن تبقى كما عرفها اللبنانيون على مدى سنوات طويلة، وإني أطمئن الجميع، لا سيما الذين يريدون الاصطياد في المناسبات، أن العلاقة مع المملكة أقوى من أن تعصف في جذورها أي رياح”.

أضاف: “نحن وحلفاؤنا في 14 آذار متفقون على خط واحد، وهو أننا سننزل في 14 آذار 2011، كما نزلنا في 14 آذار 2005، هذا هو يوم مفصلي في تاريخ لبنان ونريده أن يشكل رصيدا في حياة لبنان الديموقراطية والوطنية. لقد كان خطابي واضحا وصريحا في 14 شباط، والحقيقة أنني أردت أن يكون التحرك في 14 آذار وليس في 14 شباط لكي نستعيد المشهد بكل وضوحه، ونقول إننا في هذا البلد، مسلمون ومسيحيون، نريد الدولة والدستور والمؤسسات والمحكمة الخاصة بلبنان والحقيقة. لا نريد أن يقال لنا إن المحكمة إسرائيلية، فهذه المحكمة ليست إسرائيلية ولا أميركية. الناس يجب ان يعلموا الحقيقة، ويجب أن يعرفوا من اغتال ليس فقط رفيق الحريري، بل كل قافلة الشهداء الباقين طوال الست سنوات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى