الأخبار اللبنانية

الجسر يرفض اعتماد النسبية في الإنتخابات النيابية في ظلّ وجود السلاح”

أكدّ عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر أن “تيار المستقبل في طرابلس سيخوض الانتخابات بفريق متجانس ومع حلفاء حقيقيين”، مشدداً على “رفض اعتماد النسبية في الإنتخابات النيابية في ظلّ وجود السلاح”، مشيراً الى أن هذه الحكومة هي حكومة مفاجآت وارتجال وقد أوقعت البلد في مأزق بما يتعلق بسلسلة الرتب والرواتب”، معتبراً أن “حزب الله  من خلال سياسته الحالية يُسقط عمقه السوري كما أسقط جزءاً كبيراً من عمقه الداخلي في حوادث السابع من أيار”.
كلام الجسر جاء في ندوة سياسية عُقدت في مكتبه في طرابلس في حضور منسق تيار “المستقبل” في طرابلس مصطفى علوش وحشد كبير من كوادر التيار. وقال:”لدينا موقف مبدئي من النسبية التي لا يمكن ولا نستطيع ان نقبل بها في ظل وجود السلاح في البلد، لأنه يُفترض بأن تمثل النسبية كل الأطراف في منطقة معينة، فإذا منع أحد ما بقوة السلاح من الترشح الى الانتخابات، فتكون النسبية بذلك قد فقدت معناها. فإنتخابات 2009 تمت في ظل وجود السلاح ولكن من خلال نظام أكثري”.

أضاف: “ان المادة 24 من الدستور تنص على ان انتخاب النواب والى أن يجري على اساس تمثيل غير طائفي، يتم بالتساوي بين الطائفتين الاسلامية والمسيحية ونسبياً بين مذاهب كل طائفة ونسبياً بين المناطق اللبنانية، وبذلك يكون الدستور قد وضع ثلاث حالات للنسبية، فكيف نضيف نسبية أخرى فوق هذه النسبيات، فهذا يعني تفتيت لارادة المواطنين”.

وعن المال السياسي في الإنتخابات النيابية، قال الجسر:”ان فريق 8 آذار قد أنفق الكثير في الإنتخابات السابقة، ففي طرابلس هناك من حلفاء 8 آذار من ترشح وهو لا يملك المال، وعندما يُقدم له المال، يُنفق جزءاً ويحتفظ بالجزء الأكبر، ولكن في انتخابات 2009 لقد أنفق المال بسخاء لأنه كان هناك متابعة من قبل حلفائه في 8 آذار. من هنا، لا داعٍي أن يتكلم
أحد عن عفة في الانفاق، فغالبية الذين شاركوا في الانتخابات انفقوا اكثر مما هو مقرّ ومسموح في القانون، فإذا كان البعض يعتبر المال السياسي رجس، فالقاعدة الشرعية تقول “لا تفاضل في الرجس”.  
وأكدّ الجسر أن “تيار “المستقبل” لا يستعمل التعبئة المذهبية، وهو ليس تيار ديني، انما تيار وطني يضم أناس من مختلف الطوائف والمذاهب”، مشيراً الى أن “ضرر الأحزاب الدينية على الاديان اكبر من الاحزاب الاخرى، لأنه اذا اخطأ الحزبيون فالناس تنسب الخطأ الى الدين”، سائلاً “ما هو التوصيف السياسي للتكليف الشرعي الذي ينصّ على سبيل المثال بانتخاب شخص من مذهب ما دون غيره”.

وقال: “ان قانون الإنتخابات كسواه من القوانين تحكمه مسألة الضرورة والأثر الاحتمالي له، لذلك فنحن ننطلق من الحاجة ونسنّ قانوناً لتنظيمها. فهل نحن اليوم بحاجة الى زيادة التعبئة الطائفية لنعتمد قانوناً طائفياً”.
أضاف: “نحن متمسكون باتفاق الطائف الذي هو كناية عن جوهرة لم نحسن التزين بها واستخدامها بل رميناها جانباً. فالطائف يتكلم عن دوائر كبرى ومختلطة مع امكانية تقسيم المحافظة مع مراعاة العيش المشترك. ونحن نتفهم هواجس البعض باللجوء الى الدوائر الصغرى، وان كنا نعتبر أن الحل الأمثل والحقيقي هو تطبيق الطائف وإجراء الانتخابات على أساس غير طائفي ومذهبي وانشاء مجلس الشيوخ الذي يعطي الضمانات للطوائف، لكن لا مانع من اعتماد الدوائر الصغرى تبديداً لهواجس البعض شرط ألا تستجر هواجس مقابلة”.

وعن التدخل العسكري في سوريا، أكدّ الجسر أن “موقف تيار “المستقبل” في هذا الصدد واضح وصريح، وهو أننا لا نتدخل في شؤون احد على الاطلاق، كما لا نقبل ان يتدخل احد في شؤوننا. وان ارسال السلاح والمسلحين الى سوريا يُعدّ تدخلاً بينما الموقف السياسي او تقديم المساعدات الانسانية الى النازحين لا يدخل في باب التدخل”.
وقال:”ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أعطى تبريرات غير دقيقة في ما يتعلق بسقوط قتلى من كوادر الحزب في سوريا، وصورّ الأمر بأن الجيش السوري الحر يسيطر على كل القرى اللبنانية – السورية الحدودية، وهذا ليس بالأمر الدقيق. كما أن من حق كل مواطن لبناني أن يعرف اين قضى هؤلاء الذين سقطوا بحسب الحزب في واجب جهادي”.

أضاف: “ان النأي بالنفس لا يعني السكوت عن استباحة الأراضي اللبنانية او تعرضها للقصف والإجتياح، لأن هذا يُعتبر اذعاناً الى ارادة المعتدي وهذا غير مقبول. ولكن في المقابل، كما هو مرفوض بالنسبة الينا ان يتدخل حزب الله في الشأن السوري، كذلك نرفض تدخل الجيش السوري الحر في الشأن اللبناني”.
وسأل الجسر:”اذا كان حزب الله ما زال مصراً على أن ما يقوم به يندرج في اطار العمل المقاوم، كيف يكون هناك عمل مقاوم بدون عمق سياسي، وكيف يكون هناك عمل مقاوم بدون عمق عملاني. فحزب الله كما أسقط في أحداث السابع من أيار جزءاً كبيراً من عمقه الداخلي، فهو اليوم يُسقط عمقه الأبعد السوري، فمن حضن المقاومة واهلها في حرب تموز 2006 هو الشعب السوري وليس النظام فقط”.

واعتبر الجسر أن “الحكومة أثبتت ان ليس لديها أي رؤية اقتصادية ومالية وهي حكومة مفاجآت وارتجال، وقد أوقعت البلد في مأزق كبير من خلال الوعود التي قطعتها بالنسبة الى سلسلة الرتب والرواتب في ظل عدم وجود الأموال اللازمة لتمويلها. وان سياسات الارتجال هذه سيكون  لها اثر كبير على الاقتصاد والليرة اللبنانية”.

وأكدّ الجسر أن “تيار المستقبل سيخوض الانتخابات بفريق متجانس ومع حلفاء حقيقيين ولا يمكن تكرار ما حصل سابقاً”، مشيراً الى أن “وضع 14 آذار جيد بحسب استطلاعات الرأي وهذا يُظهر سعي الفريق الآخر الى قانون النسبية وال13 دائرة”، معتبراً أن “كلام النائب ميشال عون عن أن الوضع الأمني في عكار وطرابلس قد يمنع حصول الإنتخابات، هو كلام مقصود ورسالة غير مباشرة ويُظهر خشية فريقه من نتائج الانتخابات وسعيه الى تعطيلها”.

ورداً على سؤال، استبعد الجسر أن  يكون قرار الوزير محمد الصفدي بعدم الترشح الى الإنتخابات النيابية أن يكون عبارة عن مناورة”.

ونوه الجسر “بالتعيينات القضائية والرقابية التي أقرّها مجلس الوزراء أخيراً”، معتبراً أنها “خطوة جيدة واكثر من ضرورية لأنه لا يجوز أن تبقى المؤسسات من دون رأس يديرها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى