الأخبار اللبنانية

خلال رعايته حفل افتتاح مكتبة محمد ومنى الصفدي في جامعة الجنان في طرابلس

خلال رعايته حفل افتتاح مكتبة محمد ومنى الصفدي في جامعة الجنان في طرابلس
الصفدي: لا تنمية للمناطق ولا استقرار في وحدة الوطن إلا باللامركزية

 

تساءل وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي عن أسباب عدم تطبيق قانون الاعلام المرئي والمسموع الذي ينص صراحة على انتاج برامج اذاعية وتلفزيونية مخصصة للمناطق خارج العاصمة ورأى أن التهميش المرئي والمسموع لطرابلس يعكس التهميش الانمائي لها لأن المركزية الاعلامية تعبير عن مركزية انمائية تتعاطى مع المناطق على أنها ملحقة بالعاصمة وقد حان الوقت لإقرار قانون اللامركزية الإدارية الموسّعة الذي نصّت عليه وثيقة الوفاق الوطني.
ودعا الصفدي لقيام نظام يثبت وحدة لبنان الحقيقية وينمي تنوعه الحقيقي. الوحدة في الأرض وفي الدفاع الوطني وفي العملة الوطنية وفي العلاقات الخارجية؛ أما التنوع فهو في نظام إداري يكسر احتكار المركزية ويشرّع أبواب التنمية في المناطق التي هدرت حقوقها طويلاً لانه كلما تحقق التوازن بين الوحدة السياسية والتنوع الإداري أي بين المركزية واللامركزية، كلما استقر لبنان وازدهر اقتصاده وتحققت التنمية لمناطقه ووجد أهله فرص عمل في أرضهم وجنبوا العاصمة مزيدا من أحزمة الفقر والبطالة والمشاكل الاجتماعية.

كلام الصفدي جاء خلال رعايته حفل افتتاح مكتبة محمد ومنى الصفدي في جامعة الجنان بطرابلس، وتوزيع الشهادات على الصحفيين الذين شاركوا في دورة ” تقنيات العمل الصحفي و اشكاله التحريرية ” التي اقيمت بالتنسيق بين “مؤسسة الصفدي وجامعة الجنان في مركز الصفدي الثقافي، في حضور الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بـ  الدكتور عبد الاله ميقاتي، النائبين سمير الجسر و الدكتور قاسم عبد العزيز، مفتي طرابلس و الشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، منسق تيار المستقبل في الشمال عبد الغني كباره، رئيسة جامعة الجنان الدكتورة منى حداد يكن، رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد جمالي، قائد منطقة طرابلس لقوى الامن الداخلي العقيد بسام الايوبي، ممثلين عن النائبين احمد فتفت و بطرس حرب والنائب السابق سليمان فرنجية، وحشد من الصحفيين و الطلاب و فاعليات شمالية.

بعد النشيدين اللبناني و جامعة الجنان، كلمة ترحبية لعريفة الاحتفال رئيسة قسم الاعلام في الجامعة رابعة يكن ، ثم كلمة للدكتور اياد عبيد شكر فيها الوزير الصفدي و القيمين على مركز الصفدي الثقافي لما قدموه لانجاح دورة تقنيات العمل الصحفي.

بعد النشيدين اللبناني و جامعة الجنان، كلمة ترحبية لعريفة الاحتفال رئيسة قسم الاعلام في الجامعة رابعة يكن ، ثم كلمة للدكتور اياد عبيد شكر فيها الوزير الصفدي و القيمين على مركز الصفدي الثقافي لما قدموه لانجاح دورة تقنيات العمل الصحفي.

كلمة رئيسة الجامعة د. منى يكن
بدورها، القت الدكتورة يكن كلمة جاء فيها:” اقف عند كلمة قالها إمام الكتاب الجاحظ، جامعا رابطا بين رجل يبحث عن ثروة استثنائية و نفس تواقة الى السير بهذه المدينة قدما الى المعالي، و افاق المعرفة الم يقل الوزير الصفدي يوما كلمة ذهبت شعارا ” ثروتنا عقلنا” ويقول الجاحظ: يذهب الحكيم و تبقى كتبه و يفنى العقل و يبقى اثره”. اضافت:” لم يقف الوزير الصفدي عند هذا الشعار ، انما عززه فعلا ثقافيا تنمويا نهضويا، يطال كل الشرائح و الفئات و الطوائف، في نظرة شمولية عميقة ، ترتكز على بحث علمي عميق، يعاونه في حمل هذا الهم رفيقة دربه السيدة منى الصفدي، امرأة استثنائية لرجل استثنائي و نهجهما معا : لا استلاب لعقول الشباب و قدراتهم و لا انزلاقة الى الرزيلة و المخدرات و انحطاط الاخلاق، و لا انسلاخ عن القيم و الاصالة و العراقة تلك هي مؤسسات الصفدي” و تابعت :” لقد اضحى الوزير الصفدي ، الامين على ميراث طرابلس ، وتنميتها و ثقافتها و تقدمها ، دون تكليف من احد و دون ان ينتظر جزاء و لا شكورا او عونا من احد ، الا من الله تعالى، فمراكز الصفدي منتشرة ليس في طرابلس فحسب و انما في كل الشمال، و”ناديه المتحد” لكرة السلة متصدر و متقدم دائما ، اما مكتبة منى الصفدي فمعلم حضاري مميز تزهو به مدينة طرابلس ، زهوها دائما وابدا لمكتبة الدكتور محمد ومنى الصفدي في جامعة الجنان “. يكن ختمت بالقول:” ليكن الكتاب جزءا من حياتنا و وقتنا، املين ان تتسع هذه المكتبة لجميع قراء طرابلس و الشمال و طالبي المعرفة ، و ان تكون مركزا فاعلا ثقافيا وتنمويا.

كلمة الوزير الصفدي
ثم القى الوزير الصفدي كلمة قال فيها :”كلما زرت هذا الصرح الجامعي حضرت في ذاكرتي سنوات الجهاد التعليمي التي أمضتها الدكتورة منى، ولا تزال، في خدمة أبناء طرابلس، فأسست المدارس والروابط الاجتماعية والثقافية وألّفت الكتب ثم توّجت عطاءاتها في العام 1988 بتأسيس جامعة الجنان التي يتكرس موقعها سنة بعد سنة بين كبرى الجامعات في شمال لبنان، ولم تتوقف السيدة منى عن العطاء فأتبعت الجامعة بتأسيس دار الجنان لتحفيظ القرآن الكريم ومراكز تعليم اللغة العربية وحقوق الإنسان والصحة النفسية ودار الطباعة والنشر”.ووجّه الصفدي تحية لرئيسة جامعة الجنان “على العطاءات الكبيرة التي تفخر بها مدينتنا لأنها تشكل إضافة نوعية في السجل الذهبي لمدينة العلم والعلماء” وأضاف: نلتقي اليوم لنفتتح في هذا الصرح الجامعي مكتبة تكون في خدمة الطلاب والباحثين ومحبي الثقافة التي تعمّق المعرفة وتوسّع المدارك. فيا أيها الطلاب، كرسوا الوقت للقراءة لأنها مصدر العلوم والمعرفة وبها يتميّز إنسان عن الآخر في عالم تزداد فيه المنافسة في البحث عن فرص العمل.
كذلك، نلتقي اليوم لنحتفل بتوزيع الشهادات على صحافيين محترفين تلقوا دورة تدريبية على تقنيات العمل الصحفي وأشكاله التحريرية بفضل تعاون مشترك بين مؤسسة الصفدي ومركز الدراسات الإعلامية في جامعة الجنان. إنه لقاء الكتب والأقلام في جامعة تؤمن بحرية التفكير والتعليم وتعكس صورة مشرقة عن مدينتنا الحبيبة طرابلس. وفي الحديث عن الإعلام لا بد من التنويه بوفرة الصحف والمجلات في الفيحاء مما يعوّض على المدينة التي همّشها الإعلام المركزي المرئي والمسموع فيكاد لا يذكرها إلاّ في الحديث عن الحروب أو التمرّد أو التطرف”. و تابع :”الا يعكس هذا التهميش الإعلامي لطرابلس التهميش الإنمائي لها؟ أليست المركزية الإعلامية تعبيراً عن مركزية إنمائية لا تزال تتعاطى مع المناطق على أنها ملحقة بالعاصمة؟ ما هي المساحة التي تخصصها الإذاعات والتلفزيونات المركزية لمدينة طرابلس وللشمال عموماً؟ حتى أنهم عندما يذكرون طرابلس في السياسة فهم يتحدثون عن الخلافات بين السياسيين، أما القضايا الاقتصادية والإنمائية والإبداعية فلا يتم ذكرها إلا نادراً. لا شك أن في طرابلس صحافة محلية بارزة وأقلاما محترمة، ولا شك أن أهل المهنة حريصون على تطويرها ورفع مستوى الكفاية العلمية والمهنية وفي هذا الإطار تأتي الدورة التي تمت بنجاح حول تقنيات العمل الصحفي. ولكن ازدهار الصحافة يبقى مرتبطا بالمداخيل الإعلانية التي يجب أن تشكل المورد الرئيس لوسائل الإعلام والمداخيل الإعلانية ترتبط بدورها بالازدهار الاقتصادي الذي نفتقده، ونستطيع القول بضمير مرتاح أن السبب يعود بنسبة كبيرة إلى النظام الاقتصادي والإداري والمالي والضرائبي الذي هو نظام مركزي بامتياز”.
وتابع: “في الحديث عن الإعلام المرئي والمسموع نسأل لماذا لم يطبق القانون الصادر بشأنه والذي ينصّ صراحة على إنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية مخصّصة للمناطق خارج العاصمة. فلماذا يتم التغاضي عن تطبيق القوانين حين تستفيد منها المناطق ويتم التشدّد في تطبيقها حين يتعلق الأمر بجباية الضرائب من هذه المناطق؟ لقد حان الوقت للتصدي جديا لهذه المسائل الحيوية وإذا كان من عنوان للتنافس السياسي والانتخابي هذه المرة، فهو عنوان العبور الحقيقي إلى الدولة العادلة من خلال تبديل جوهري في نظامنا الإداري وأنظمتنا المالية والضرائبية والقوانين الخاصة بتشجيع الاستثمار”.
وختم الصفدي: “أجدد التهنئة للإعلاميين والشكر لجامعة الجنان والقيمين عليها وفي مقدمتهم الدكتورة منى حداد يكن وأتمنى لها المزيد من النجاح في خدمة أبناء طرابلس والشمال”.
بعد الكلمات وزع الوزير الصفدي و عقيلته السيدة منى و رئيس الجامعة الدكتورة يكن الشهادات على الصحفيين الذين شاركوا في الدورة ثم ازاح الوزير الصفدي و عقيلته الستار عن اللوحة التذكارية التي تحمل اسم ” مكتبة محمد ومنى الصفدي”  و قص الشريط ثم جال الصفدي والمدعوون في ارجاء المكتبة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى