الأخبار اللبنانية

الاحدب : الدولة تحمي من يهرب الشباب من لبنان

أكد رئيس لقاء الاعتدال المدني مصباح الأحدب: “أن الاستمرار بسياسة التسويات غير المتكافئة قسمت البلد بين فريقين مهيمن ومُهيمن عليه”، لافتاً إلى “أن ثمة محاولة للتشبيح على الدستور اللبناني من حصة السني”، وإذ شدد على “أن الدولة اللبنانية تحمي من يهرّب الشباب من لبنان ليقاتلوا مع داعش على الحدود السورية اللبنانية”، قال إنها: “تحمي بعض المشايخ، الذين يعطون دروساً للفتيان في طرابلس بأن الجيش كافر”.
الأحدب وخلال مأدبة إفطار أقامها للإعلاميين في دارته في طرابلس، قال: “إن الاستمرار بسياسة التسويات غير المتكافئة أوصلتنا إلى وجود فريقين في البلد، فريق مهيمن وآخر مُهيمن عليه، وذلك نتيجة التنازلات الدستورية حيث أصبحت قراءة الدستور استنسابية بدلاً من أن تكون قائمة وفق الأصول، وبالتالي ضاع مفهوم الدستور”.
أضاف: “لقد دخل تيار المستقبل إلى الحكومة وفق تسوية باتت واضحة للجميع، وهي قائمة على طمأنة الفريق القوي، وبموجبها تم القبول ببدعة جديدة اسمها وثائق الاتصال والتي لم ننته منها إلى الآن، ومؤخراً حدثت احتجاجات كثيرة إثر مشاهدة الناس لتسجيلات سجن رومية، وذلك ليس إلا جزءاً من سياسة ممنهجة لتهميش السنة واعتبار السنة بالمطلق على أنها داعش. وقد وصلنا إلى تنازلات جعلت الكل يعتبر أن المعادلة التي وضعها السيد حسن نصر الله إما النظام وإما داعش هي السائدة، حيث لم يعد هناك مجال لتعاطف أي شريحة لبنانية مع الثورة السورية المحقة ضد الديكتاتور، إذ ستعتبر فوراً مع داعش، وهذا أمر غير مقبول”.
تابع: “لقد أوصلتنا التنازلات لحدّ تجرؤ الفريق الآخر بنتيجتها على اتهام رئيس الوزراء تمام سلام على أنه داعشي، وبمعزل عن كونه رئيس حكومة أو لا، فإن الرئيس سلام ينتمي إلى بيت لبناني مؤمن بالصيغة اللبنانية ومشهود له بانفتاحه على الطوائف الأخرى وقدم تضحيات كبيرة بهذا الاتجاه، فهل يُعقل اتهامه بالداعشية؟؟ ومن ثم نسمع من يتكلم عن الداعشية السياسية، وكأن هناك من يريد إكمال هذا التجني والظلم، وذلك ليس استفزازاً لطائفة بل إنه استفزاز للبلد ونتيجته فرط البلد”.
وقال: “عندما تهمش طائفة وتعتبرها غير موجودة عليك أن تفكر إلى أين ستذهب هذه الطائفة، سيما وأن الدولة الغائبة عن شريحة كبيرة من المواطنين، تلاحق كل شخص يؤيّد الثورة السورية معتبرة أنه إرهابي يجب توقيفه ومعاقبته، وهذا ينطبق على ثلاثة أرباع أبناء طرابلس عدا عن سنة البقاع والجنوب، فعندما تلاحق الدولة الناس ظلماً وفي الوقت عينه لا تؤمّن لهم أي شيء سيأتي من يقول للناس أنا أحميكم وأعطيكم الأموال، أليس على الدولة أن تتحضر لهذا اليوم؟؟ يضاف إلى ذلك وجود حوالي المليون ونصف المليون ضيفاً سورياً، وأنا أقول ضيفاً لأننا وصلنا إلى مرحلة نسمع فيها كلاماً بذيئاً وعنصرياً وهذا أمر مرفوض، وأقول هنا أنه يجب الانتباه إذ من الممكن أن يكون من بينهم أناساً خطيرين، ولكن لا نستطيع القول بأن جميع النازحين خطيرين، علماً أنه يتم التعامل معهم أمنياً على هذا الأساس، حيث تتم مداهمة وإزالة خيم النازحين ويبنى غيرها، ليأتوا مرة أخرى ويداهموها من جديد. من هنا نخشى دفعهم للالتحاق بمن يدفع لهم رواتب ويعطيهم سلاحاً ليقاتلوا. لذلك إذا أردنا تحصين البلد ثمة عمل علينا القيام به، فنحن لا نحصن الوحدة الوطنية التي بدونها لا وجود للبنان، ولا نحصن البلد من المخاطر الخارجية، طبعاً لا نريد الكلام عن تواجد حزب الله في الداخل السوري”.
وعن الحوار قال: “نجد أن تنفيس الوضع يتم عبر الحوار، جميعنا يريد أن يكون هناك حوار، ولكن لا نقبل بأن يكون الحوار سرياً، فبعد كل جلسة حوارية يصدر بيان بالاتفاق على استمرار الحوار، ومن ثم نسمع الخطابات السياسية لفريق ١٤ آذار ونرى أن سقفها ما زال عالياً كثيراً تجاه حزب الله، بالمقابل تعطى التعليمات للمؤسسات العسكرية بتوقيف كل من هو ضد حزب الله واعتباره إرهابياً، أي تناقض وأي خلل هذا؟؟ سيما وأنه عند كل تسوية نجد أن من يدفع الثمن هو المواطن”.
أضاف: “إن قيادة الشارع السني هي من قبل تيار المستقبل، فهو المكون الأكبر، ولطالما قلت بأننا نعتبر أنفسنا نفس القاعدة، ولكن لا نستطيع أن نكمل كما كانت القيادة سابقاً، وذلك ليس انتقاصاً من الحيثية أو الأهمية أو الاحترام، فالحيثية والأهمية والكم والاحترام كلها موجودة، ولكن هناك أسئلة تطرح من قبل القاعدة التي لها الحق في السؤال، إذا كان هناك تهميش بهذا الشكل للسني فماذا ستفعلون بنا؟ وفي أي تركيبة سنوضع غداً؟ الجميع اليوم بانتظار التسويات، والتسوية التي ستطال لبنان كيف سيكون نموذج العيش بالنسبة لنا فيها، هل سيكون وفق النموذج الحالي في المستقبل؟ وهل تحاورون على هذا الموضوع؟”.
أردف: “لقد رأينا ما رأيناه بتسجيلات رومية وسمعنا إدانات من الجميع وما زلنا نسمع الإدانات، ولكن ما هي الخطوة التي اتخذت لنتجاوز المشكلة؟ هل ألغيت وثائق الاتصال؟ بالطبع لم تتخذ أي خطوة بهذا الاتجاه، لا بل إذا اعتبر قاضي التحقيق الموقوف وفق وثيقة الاتصال غير إرهابي يأتي المدعي العام العسكري ويقول بأنه إرهابي فيعاد نقله إلى المحكمة العسكرية، وتستعمل قوانين الإرهاب عليه، هل تم إعادة النظر ومعالجة وضع الشباب القابعين داخل السجن، “بلا فهم”، وأقول ذلك لأن ما يجري عمل “بلا فهم” فعندما يكون لديك موقوفون ليس عليهم ملفات موضوعين مع أشخاص عليهم ملفات تضيع الطاسة، سيما وأنكم لا تحاكمون المرتكب فيما توقفون غير المرتكبين وبذلك تدفعونهم إلى موقع آخر”.
وقال: “في قضية نهر البارد وفتح الإسلام، هناك أناس قبعت في السجن سبع وثماني سنوات، خرجوا بدون أي تهمة وصدرت أحكام براءة بحقهم، هل تم التعويض على أحد من هؤلاء؟؟ وهل من المعقول تكرار ذلك في كل فترة؟؟ فاليوم وبعد أن أغلق ملف نهر البارد، بتنا أمام ملف جديد وهو أحداث طرابلس، إذ تم توقيف مئات الشباب منذ سنة ونصف تقريباً دون رقيب ودون الأخذ في الحسبان إلى أين هم ذاهبون، في السابق عندما كانت تتم التوقيفات لم يكن هناك خيار أمام المطلوب اليوم عليكم الانتباه لأن الأمور اختلفت”.
وشدد على أن “الدولة اللبنانية تحمي من يهرب الشباب من لبنان ليقاتلوا مع داعش على الحدود السورية اللبنانية، كما أن الدولة تحمي بعض المشايخ، الذين يعطون دروساً للفتيان في طرابلس بأن الجيش كافر، وأنا مسؤول عن كلامي، وعندما اتحدث عن الدولة أعني النظام الذي تتحدثون عنه، فكيف تريدون منا القبول به؟”.
ولفت إلى أنه “منذ خمسة أعوام إلى الآن نرى أن التسويات التي تتم بالبلد على حسابنا، حتى يوم أمس كان ثمة محاولة للتشبيح على الدستور اللبناني من حصة السني، هم قالوا لا يوجد قدرة اليوم للتشبيح علينا بضغط خارجي فحاولوا التشبيح بضغط داخلي”.
وعن المبادرة الوطنية السنية قال: “تواصلنا مع الأشخاص الموجودين على الساحة اللبنانية عامة، وكما نعلم لكل شخص تقارب مع فريق سياسي محدد، وفي الوقت ذاته تواصلنا مع سياسيين كي نشرح لهم ماذا نفعل، وقلنا لهم أن هذه القصة ليست قصة جبهة يكون فيها 8 و14، الملتزم واليساري، ولكن هذه مبادرة تحتوي على نقاط توافق، كما تواصلنا مع مفكرين كثر يمتلكون قيمة شخصية، إذ لا نستطيع اختصار العالم لانتمائهم السياسي في البلد، فهناك الكاتب والصحافي والمفكر، وكل من تحدثنا معهم يمتلكون نفس الهواجس وغير متطرفين. كما أننا تواصلنا مع سماحة مفتي الجمهورية، وكنا وما زلنا نريد أن تكون المبادرة تحت رعايته، والمفروض أن يدعى الناس ويجتمعوا في دار الإفتاء، وعلى الأقل يجب أن يكون ثمة تلاق بين الناس وإن من خلفيات سياسية مختلفة كي تطمئن بعضها البعض، واليوم لا تستطيع أن تقول إنك من تيار المستقبل تتعاطى مع حزب الله ولكن لا تتعاطى مع ٨ آذار، فماذا يمنع ذلك فلا يوجد من دماء بيننا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى