المقالات

حوار الصعاليك..!! \ بروفسور حسين علي غالب بابان أكاديمي وكاتب كردي مقيم في بريطانيا

بسرعة فائقة أمسكت جهاز التحكم بالتلفاز وأغلقته بلا تردد ..!!
رغم أن أحبائي الصغار مجتمعين حوله وحواسهم مشدودة على الشاشة يتابعون بأهتمام وترقب كل كلمة ، لكن كان لابد أن أغلق التلفاز فبرنامج الحوار الذي شدهم و يتابعونه بأهتمام مليء بالسب والقذف ، وينتهي دائما بالصراخ واللكمات بين المتحورين .
كل إنسان من موقعه يرتقي بلغته الحوارية لتحقيق غايته فالأم والأب مع أبنائهم ، والمعلم والمعلمة مع طلابهم ، والموظف مع مراجعيه ،والبائع و العامل مع زبائنه ، أما ما يعرض على الشاشات فهو خليط غير متجانس من السخف والبذاءة والانحطاط ، والهدف هو الربح المادي وعمل” فرقعة إعلامية “و “الغاية تبرر الوسيلة”.
“المضحك المبكي ” بالأمر أن أغلب وسائل الإعلام والإعلاميين أنفسهم قد وقعوا عشرات المرات على “مواثيق وعهود” ل”حرية الكلمة “و”احترام العمل الإعلامي ” و دعم “الرأي والرأي الآخر”، لكن ما أن يجدوا فرصة مناسبة حتى يتحولوا إلى “وحوش مفترسة” أمام شاشات التلفاز ، ونجد منهم تصرفات مخجلة .
مذيع يريد أن يحرج ممثلة مشهورة بالفضائح التي تفعلها كل يوم فيسألها عن سر “مؤخرتها “..!!
ومذيعة أخرى للأسف أعرفها حق المعرفة وبيني وبينها “خبز وملح” ، أجدها تسأل نائب برلماني عن زوجته “الثانية ” التي تزوجها بالسر دون علم زوجته “الأولى “، وكأن كشف هذا السر “الخطير” سوف يحل مشاكل الأمة “العربية والإسلامية” ..!!
الحل بالنسبة لي هو “اللجوء للقضاء” ، لأن بكل بساطة “من أمن العقاب اساء الادب ” ، وهؤلاء تجاوزوا كل الخطوط الحمراء ويجب ردعهم ، لأن بقاءهم على الشاشات سوف يجعل أسلوبهم الحواري الضحل ينتشر بين صفوف شرائح المجتمع وهذا ما لا أريده ولا أتمناه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى