الأخبار اللبنانية

الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان الشيخ محمّد طقّوش في ندوة فكرية سياسية

• الجماعة الإسلامية جماعة لبنانية تؤمن بالتعاون والتنسيق وتفعيل المشتركات مع كل المكوّنات
• الحركة الإسلامية قدّمت مشروعاً حضارياً للإنقاذ لكنّها مُنعت من ممارسة السلطة على الرغم من وصولها للحكم عبر صناديق الاقتراع
• الحركة الإسلامية تعتمد منهج الإصلاح في مقاربة القضايا الاجتماعية والسياسية والإصلاح السياسي هو مفتاح الإصلاح الشامل
• أدعو إلى تشكيل جبهة عريضة لمواجهة المشروع الصهيوني الذي يشكّل خطراً على العالم

قدّم الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان، الشيخ محمّد طقّوش، التهنئة إلى اللبنانيين لمناسبة يوم التحرير، وقال: “آمل أن تتحرّر مزارع شبعا وتلال كفرشوبا قريباً وكذلك المسجد الأقصى وسائر المقدسات ونفرح جميعاً بذلك”.
وخلال ندوة فكرية سياسية تحت عنوان “أيّ دور للحركات الإسلامية في ظلّ المتغيّرات الإقليمية والدولية” قدّم لها الصحافي قاسم قصير في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي وحضرها عدد من الشخصيات الفكرية والسياسية والإعلامية والدبلوماسية ومهتمّين، دعا الأمين العام للجماعة ابتداءً إلى تحرير مصطلح الحركة الإسلامية حتى لا تختلط الأمور والأفهام، خاصة وأنّ بعض المصطلحات تُطلق على الحركة الإسلامية كمصطلح “الإسلام السياسي” و “الأصولية الإسلامية” وغيرها، وأشار إلى أنّ الحركة الإسلامية في فهمنا هي التي تُعنى بالشأن السياسي والعام وتقدّم مشروعاً سياساً إسلامياً وليس الجماعات الأخرى التي تهتم بالتزكية والتصوّف، وعلى هذا الأساس فإنّ المقصود بالحركة الإسلامية بشكل أساسي جماعة “الإخوان المسلمين”.
الأمين العام أكّد أنّ الحركة الإسلامية بهذا المعنى قدّمت مشروع الدولة المدنية بعد “الربيع العربي” حيث منحتها الشعوب ثقة عارمة عبر صناديق الاقتراع، غير أنّ قوى كثيرة منعتها من الوصول الحقيقي إلى الحكم وممارسة السلطة مشيراً إلى ما حصل مع جماعة “الإخوان المسلمين” في مصر حيث تمّ الانقلاب على نتائج الانتخابات، كما أشار إلى أنّ الحركة الإسلامية في تونس قدّمت مشروعاً حضارياً متقدّماً، وربما لنا في المشرق العربي بعض التحفّظات على بعض تفاصيله، ومع ذلك لم يُقبل هذا المشروع.
الأمين العام سأل بعد ذلك عن سرّ العداء والتنكّر للحركة الإسلامية؟ وعن سرّ حصارها؟ وأشار في إجابته على هذا السؤال إلى قيام العالم على نظام رأسمالي وعلى صراع المصالح والنفوذ، وإلى تقدّم الحركة الإسلامية بمشروع يستند إلى ربط الأرض بالسماء من خلال التركيز على قضية العدالة، وهما مشروعان متناقضان. كما شدّد الأمين العام على أنّ الحركة الإسلامية صاحبة فكرة وسطية تؤمن بالعدالة ولا تتنكّر للحق، وتنحاز للمظلوم وليس للظالم، وللمُعتدَى عليه وليس للمعتدِي.
وشدّد الأمين العام على أنّ الحركة الإسلامية تعتمد منهج الإصلاح في مقاربة القضايا الاجتماعية والسياسية، واعتبر أنّ الإصلاح يكون سلمياً إلاّ في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وأشار إلى أنّ الإصلاح السياسي هو المفتاح لكافة أنواع الإصلاح الأخرى لأنّ الإصلاح السياسي يوفّر البيئة لقيام دولة العدالة والقانون ومنها يتمّ الانتقال إلى تحقيق الإصلاح الشامل.
وعلى الصعيد الداخلي شدّد الأمين العام على أنّ الجماعة الإسلامية في لبنان جماعة لبنانية تعيش في فضاء جماعة “الإخوان المسلمين” وتنتمي إلى مدرستها الفكرية القائمة على الوسطية والاعتدال ولكن ليس لها أي ارتباط عضوي بها، وإن كان التعاون والتنسيق في بعض الملفات قائم كما مع العديد من القوى الأخرى.
كما أشار الأمين العام إلى أنّ الجماعة الإسلامية في لبنان قدّمت في العام 2017 رؤية وطنية شاملة تحت مسمّى “رؤية وطن” وهي عبارة عن مبادرة تضمّنت طرحاً متقدّماً قارب العديد من العناوين، وقام على أساس تقريب المسافات وتفعيل المشتركات وصولاً إلى دولة المواطنة، منوّهاً إلى أنّ الجماعة لا تريد أنّ تكون بديلاً عن أحد في الساحتين الوطنية أو الإسلامية، داعياً إلى بذل الجهد مع الجميع من أجل التفاهم على المشتركات والخروج من أزمات الوطن.
وبعد أن رصد المتغيّرات على الساحتين الإقليمية والدولية، أشار الأمين العام للجماعة إلى أهمية كسر الآحادية القطبية إقليمياً ودولياً، وإلى إيلاء القضية الفلسطينية اهتماماً أكبر، وإلى تعزيز ثقافة الانتصار والتعاون والدعم، وختم حديثه بالدعوة إلى تأسيس جبهة عريضة لمقاومة المشروع الصهيوني في العالم فهو الأخطر على العالم أجمع.
ثمّ دار بعد ذلك حوار مع المشاركين في الندوة طرحوا فيه أسئلتهم وأفكارهم وهواجسهم وقد أجاب عنها الأمين العام في أجواء من الصراحة والشفّافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى