الأخبار العربية والدولية

بيان صادر عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بمناسبة العيد الرابع والأربعين للانطلاقة المجيدة

22 شباط فجر جديد في تاريخ الثورة والشعب والوطن النهوض الوطني في الضفة وصمود أهلنا في القطاع، وأسرانا في سجون الاحتلال، والالتفاف الدولي حول قضيتنا؛ مؤشرات تدعو لبناء إستراتيجية نضالية كفاحية واقتصادية واجتماعية جديدة، في إطار معركة الاستقلال والعودة
•    لتكن احتفالات شباط لهذا العام؛ والاحتفال بنجاح أعمال المؤتمر الوطني السادس، فرصة لتجديد تمسكنا بالوحدة الداخلية وتحديد نضالنا ضد الانقسام
•    نجدد الدعوة لتحييد مخيمات سوريا ونزع السلاح فيها، وعدم الزج بها في أتون الأزمة، ورجوع سكانها إليها، والحفاظ عليها مناطق أمن وأمان

يا جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد
يا جماهير الأمة العربية وهي تصنع مستقبلها الجديد
أيها المناضلون… أيتها المناضلات

في الثاني والعشرين من شهر شباط (فبراير) الجاري يحل العيد الرابع والأربعون للانطلاقة المجيدة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فجرا جديدا في تاريخ الثورة والشعب والوطن، وخطوة تاريخية على طريق الاستقلال والسيادة والعودة إلى الديار والممتلكات.
يا جماهير شعبنا:
أكدت لقاءات القاهرة (9 + 10/2/2013) أن تيار الانقسام داخل فتح وحماس ما زال يتحمل (وإن بنسب متفاوتة) مسؤولية تعطيل الوصول إلى اتفاق لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية، وأن ثمة عناصر وقوى عربية وإقليمية، تلعب هي الأخرى دوراً في تشجيع الانقسام. إن القوى الوطنية والديمقراطية الحريصة على الوحدة الوطنية مدعوة أكثر من أي وقت مضى، لاستكمال مسيرتها وتعزيز دورها، وتزخيم الضغوط الشعبية، لوضع حد لحالة الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية. إن الانقسام يشكل حالة سلبية تسهم في إضعاف الحركة الوطنية الفلسطينية، ومنعها من الخروج من مأزقها السياسي نحو تبني إستراتيجية كفاحية بديلة وجديدة، للنضال، من أجل الاستقلال والسيادة وتقريب ساعة العودة إلى الديار والممتلكات.
إن الطريق الأسلم لتجاوز الانقسام وسياسة المحاصصة، وفتح الباب أمام الشراكة الوطنية، هو في العودة إلى الشعب عبر انتخابات ديمقراطية ونزيهة وشفافة للمجلسين الوطني والتشريعي، بنظام التمثيل النسبي الكامل، وعلى قاعدة صون وحدة الولاية في التمثيل الفلسطيني من خلال الوحدة بين “الداخل” و”الخارج”، تحت راية م.ت.ف.، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني ومرجعيته السياسية والوطنية العليا
إن صمود أهلنا في قطاع غزة في مواجهة عدوان “عمود السحاب”، وانتصارنا في الأمم المتحدة بالاعتراف بدولة فلسطين بحدودها في الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتصاعد النضال ضد الاستيطان والاحتلال، وصمود أبطالنا الأسرى في سجون الاحتلال نخص منهم الرفيق البطل سامر عيساوي، كلها مؤشرات لا تخطئ، تنبئ بضرورة اعتماد إستراتيجية وطنية كفاحية جديدة وبديلة للعملية التفاوضية الراهنة.
إن هذه الإستراتيجية تقوم على مبدأ استنهاض عناصر القوة الفلسطينية في المقاومتين المسلحة والشعبية ضد الاحتلال والاستيطان، وفي الهجوم السياسي لعزل إسرائيل ونزع الشرعية عنها، وبناء تحالفات وعلاقات عربية وإقليمية ودولية لصالح القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وإجراء إصلاح للنظام السياسي على أسس ديمقراطية، وبناء إستراتيجية موحدة لإنقاذ القدس من التهويد والاستيطان، وتوفير إستراتيجية دفاعية لقطاع غزة تعزز من قدرة المقاومة على ثلم “هيبة الردع” الإسرائيلي وتعزيز قوة الردع الفلسطينية نسبياً، وتبني إستراتيجية اقتصادية واجتماعية لبناء المقومات الاقتصادية لصمود شعبنا في معاركه الوطنية، وتطوير برامج وآليات عمل حركة اللاجئين في المناطق المحتلة والشتات لأجل العودة إلى الديار والممتلكات، وتعزيز العلاقة مع أهلنا في مناطق الـ 48 ضد سياسات التمييز العنصري والنزعات الفاشية للكيان الصهيوني، والنضال لصالح الحقوق القومية والتضامنية والاجتماعية، ورفع الظلم عن كاهلهم.
وعلى طريق التحرر من قيود بروتوكول باريس الاقتصادي، ندعو لإستراتيجية اقتصادية اجتماعية جديدة تصب في معظمها في بناء المقومات الاقتصادية للصمود الوطني في وجه الاحتلال، وتعزيز قدرة العمال والفلاحين على المجابهة، وتوفير الدعم للمناطق المهددة بالاستيطان وبـ “الجدار”، والتوجه نحو الاهتمام بالريف، وتكريس الجزء الأكبر من الموازنات لصالح الفئات الأكثر فقراً، ولمكافحة البطالة وتوحيد سياسات الضمان الاجتماعي والصحي.
إن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهي تدعو لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية، وتبني استراتيجية كفاحية نضالية واقتصادية واجتماعية بديلة (جديدة)، يهمها أن تؤكد في الوقت نفسه على ضرورة صون الحريات الديمقراطية، والتعددية الحزبية، وحقوق الإنسان، وحرية الرأي والاجتماع والتحرك، بعيدا عن سياسات الترهيب، ورفضا للاعتقالات على خلفيات سياسية أيا تكن ذرائعها.
يا جماهير شعبنا في كل مكان
أكدت حركة اللاجئين على مركزية موقعها في قلب الحركة الوطنية الفلسطينية، وستبقى دروس ذكرى النكبة في أيار/ مايو 2011 علامة فارقة في تاريخ نضالات شعبنا، وتأكيداً لا يقبل التأويل على تمسك اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948، كما كفله لهم القرار 194، ورفض كل المشاريع البديلة.
وفي السياق نفسه نرى أن الحراك العربي قد بدأ يفتح آفاقاً جديدة لكي تحتل القضية والحقوق الفلسطينية موقعا لائقا ومتجددا في برامج عمل الشعوب واهتمامات الأنظمة العربية، وفي هذا السياق ندعو شعوب الحكومات المضيفة للاجئين لدعم الحقوق الإنسانية للاجئين، وتوفير الشروط القانونية للحياة الكريمة حين بزوغ فجر العودة.
كما نؤكد في السياق نفسه على ضرورة العمل على تحييد أهلنا في سوريا ورفض تسليح المخيمات وعسكرتها، والزج بها في أتون الصراع المحلي، وسحب المسلحين منها، وفك الحصار عنها، ووقف القصف والقنص ضدها، خاصة مخيم اليرموك، وفتح الباب لرجوع الأهالي إلى منازلهم وإبقاء المخيمات مناطق أمن وأمان، وصون النسيج الاجتماعي والسياسي للوجود الفلسطيني في سوريا، في ظل حياد إيجابي، يصب لمصلحة التسريع بانتهاء الأزمة السورية ووقف القتال، واللجوء إلى الحلول السياسية والسياسية وإعادة الاستقرار والأمان والازدهار لسوريا وشعبها الشقيق.

يا أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد
يا أبناء أمتنا العربية
تمر المنطقة العربية بسلسلة من التطورات على يد ثورات وانتفاضات شعبية أسقطت في عدد من هذه الدول رموز الاستبداد والظلم، وما زالت تواصل طريقها لاستكمال أهداف ثورتها الوطنية الديمقراطية في ظروف شديدة التعقيد تفتح على احتمالات شتى.
إن المرحلة الانتقالية التي تعيشها هذه الثورات، تملي على القوى الوطنية والديمقراطية والليبرالية العربية، بناء جبهاتها المتحدة، في وجه تحالفات بدأت تنشأ، قوامها الفلول والإسلام السياسي والمصالح الأمريكية في المنطقة.
إن القضية الفلسطينية ستشهد تطوراً في تبني الشعوب العربية لها، في ظل ترابط حلقات النضال ضد الاستبداد في الداخل، والتبعية الاقتصادية والسياسية للنيوليبرالية المعولمة وتحالفاتها مع الكيان الإسرائيلي في الخارج.
إن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهي تحيي مناسبة ذكرى انطلاقتها المجيدة، لتقف بإجلال أمام عظمة تضحيات شعبنا الفلسطيني، وتحيي ذكرى شهدائها الأبطال وشهداء فلسطين الأمة العربية وكل الشعوب المناضلة من أجل الحرية والسيادة والعدالة الاجتماعية والسلام والأمن والاستقرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى