المقالات

إعلام …من دون أعلام…*كتب الإعلامي د. باسم عساف

نكتب ، نشاهد ، نسمع ، نقرأ ، …كلمات ترتبط بمهنة المتاعب ، وهي نفسها متعلقة بنقل الحقائق ، وتبيان الأمور على واقعها ، وهي نفسها متشابكة مع الإشاعات وإنتشارها … وأيضاً مع تداعيات الحرب النفسية التي تستخدمها الأجهزة الإستخباراتية…
وذلك بالتعامل مع الأعداء أو الخصوم ، للنيل منها كحرب إستباقية وتحقيق النصر قبل قيام الحرب الحقيقية أو المعارك العسكرية بالميدان…
من هنا نشأت مقولة : الإعلام ، سيف ذو حدين : الأول ، لِتَقطَع به.. والثاني : لِتُقطَع به…
هذا لما سبق أن تم إستخدام الإعلام بالطريق المنحرف عن الهدف الأساسي لقيام العمل به.. والمجرب بالتحايل والإستخدام لأهداف باطلة أو كاذبة ، أو تصب في مصالح وغايات شخصية أو خاصة، أو شيطانية لغايات السيادة والهيمنة لفئة على أخرى ، تعمل ضمن مقولة : (الغاية تبرر الوسيلة)…
أما الإعلام الحقيقي والذي يعرف بأنه مرآة الواقع … بات متندراً بوجوده بين الصحف والمجلات ، وبين الإذاعات : ذات الموجات القصيرة والطويلة ، وبين القنوات التلفزيونية : الفضائية والأرضية…وأيضاً في أيامنا هذه على شبكات التواصل الإجتماعي وما أكثرها.. بتشعباتها وميولها وسرعة إنتشارها ، وتأثيرها الفعال…
حيث تدخل البيوت والعقول والنفوس من دون إستئذان ، ولا طلب إستدعاء ، ولا رسوم جمارك ، ومسموح للقاصي والداني ، وللصغير قبل الكبير وللأخرس قبل المتكلم ، وللجاهل قبل المتعلم ، أن يشاركوا الجميع بالإعلام المفتوح على كل الجبهات … وكل المعارك …وكل الأحداث…
فيصبحوا جميعاُ مُستَخدَمِين ، بدل أن يكونوا مُستَخدِمِين لهذا الإعلام الفالت …
لأن المشاركة بهذه الشبكات تجعل الواحد منهم يدخل اللعبة مع التشويق والتسويق…
فيصبح رهينة من يدير اللعبة ويقودها الى الغاية المرسومة لها…دون أي فارق عنده من إستخدام الوسيلة لمصالحهم الشخصية ، والإستفادة الربحية منها… فالغاية الكبرى تتحقق للاعبين الكبار…
الإعلام سيف ذو حدين…
إن لم تقطعه بحده الأول ، قطعك بحده الثاني… فلا إستخدام له مع المزاح ..ولا مع التسالي …ولا مع الإستهزاء ، أو الإستلشاق أو مع التجني ..
كما حصل مع تصريح من يسمى الإعلامي الكبير … واليوم ،معالي الوزير … جورج قرداحي الخطير … بكلام التجريح والتنفير … بل بكلام التجني والتشهير… الذي لا يخلو من التزوير …ومع بلدان قد عاملته كالأخ الكبير …وإحتضنته كالأم مع إبنها الصغير … لينطق عنها بكلام التحقير … فهذا دليل شؤم ونذير…
هذا الكلام القرداحي يمثل نفسه وإسمه ، ليرتد عليه وحده… وليس على أبناء لبنان في الخليج العربي ، الذين يعرفون ويُقدِّرون معنى الوفاء ، ويَزِنون الإحتضان لهم بماء الذهب ، الذي يُعينون به أهلهم وعائلاتهم في وطنهم الأول ، دونما إحساسٍ بغبنٍّ أو بحقدٍّ أو بإتباعِ أهواءٍ لميولٍ وإتجاهٍ يخدم غاياتٍ سوداء تُمعن الفساد في الأرض ، وتحدث التفرقة بين الشعوب..
نعم ، ليس المطلوب الإعتذار اللفظي ، كالضحك على الذقون ، بل المطلوب كما قال هو نفسه في قرداحيته عندما حصل ذلك مع وزير الخارجية اللبناني السابق المتجني على العرب بالوصف البدوي كما صوره بحقده الدفين…
حيث طلب القرداحي منه الإستقالة قبل الإقالة…وهكذا كان المَخرج من هذه الأزمة الدوامة …
واليوم يعيد التاريخ نفسه… فليقل القرداحي لنفسه… قدّم الإستقالة ، قبل أن تأتيك الإقالة…
وتذكر أيها الإعلامي القول المأثور :
غلطة الشاطر بألف…
فكيف إذا كان مخضرماً مثلك… فليس لك إلا الحد الثاني من : الإعلام ..سيف ذو حدّين.. إن لم تقطعه بحده الأول قطعك بحده الثاني…
والعبرة لمن إعتبر… إعلام من دون أعلام….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى