الشباب الوطني: ليدرس الشباب العربي تجربة وفكر عبد الناصر ويحدد طريقه للمستقبل
فإذا كان عبد الناصر الانسان قد مات فإن عبد الناصر المشروع لا يزال يشكل خشبة الخلاص للأمة. ففي هذا المشروع نجد تلازم الحرية السياسية مع الحرية الإجتماعية، ما يشكل فحوى ومضمون الانتفاضات العربية الحديثة.. وفي المشروع ايضاً حرص على الوحدة التكاملية بين الأقطار العربية، وهو ما تحتاجه المنطقة اليوم في ظل تنامي القوى الاقليمية على حساب القوة العربية، وفي المشروع كذلك حلّ لمشكلة الاقليات وتثبيت للوحدة الوطنية الشعبية في كل قطر عربي، وهذا هو الرد الوحيد على مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يدعو الى تقسيم سبع دول عربية وقد بدأ التقسيم للاسف بشكله السافر في السودان، وبشكله المضمر في العراق، وهو يهدد اقطاراً أخرى.
ان التوقف عند ذكرى ولادة عبد الناصر، ليس الهدف منه الحنين الى الماضي، بل لأن المشاريع الأخرى التي قامت بعد رحيل عبد الناصر تحت مسميات مختلفة عجزت جميعها عن ايجاد حل للمشكلات التي تعاني منها الاوطان والشعوب، وهذه المشكلات ليست طارئة ولا هي جديدة على الأمة، فالهجمة الاستعمارية متواصلة وتتخذ الواناً وأساليب مختلف، والخلافات العربية – العربية كانت تذر بقرنها دوماً، لكن في ظل مشروع عبد الناصر، كان يتقدم التضامن على الانقسام وتتغلب المصلحة القومية على المصلحة الذاتية، وهكذا كان يشعر المواطن العربي بالعزة والتقدم فيما هو يشعر اليوم باليأس والاحباط.
ان اتحاد الشباب الوطني، في ذكرى مولد عبد الناصر، يجدد الدعوة الى الشباب العربي، ليعيد الإطلاع على فكر وتجربة جمال عبد الناصر لا ليكرر التجربة إنما ليستلهم الدروس ويرسم لنفسه طريقاً يسهم في تحقيق التقدم والتطور والازدهار.
