الأخبار اللبنانية

روني عريجي : هناك تشويه ممنهج للاديان

اكد وزير الثقافة المحامي روني عريجي ان وطننا بحاجة الى مثقفين واعين للازمة وليس

متغربين عنها لافتا الى انه في هذه المرحلة هناك تشويه ممنهج للاديان ، مشددا على اهمية الدين في مواجهة التعصب لان الدين ثقافة والكتب السماوية تغني الفكر والروح، والعلمانية هي الطريق الافضل لتنقية الدين من التعصب .

كلام الوزير عريجي جاء خلال افتتاح ورشة العمل الشبابية التي ينظمها ” المركز الدولي لعلوم الانسان” التابع للاونيسكو، في مقره في جبيل، بالتعاون مع ” مؤسسة هانز سايدل ستيفتونغ” الالمانية، تحت عنوان ” حوار الثقافات والاديان”، وتمتد 3 ايام، ويشارك فيها نحبة من الاساتذة الجامعيين والاكاديميين ورجال الدين والشباب والطلاب الجامعيين، يناقشون قضايا النظام الطائفي ، والعلمانية، والقيم المشتركة بين الاديان، وظاهرة التطرف الاسلامي، والتعددية، ومواضيع اخرى.
في بداية الافتتاح تم عرض فيلم وثائقي عن جبيل واحتضانها للحضارات عبر التاريخ ودور المركز الدولي لعلوم الانسان في الحوار وتبادل الخبرات بين الباحثين.
ثم كانت كلمة ترحيب من مسؤول الاعلام في ” الاتحاد الفلسفي العربي” الدكتور مصطفى الحلوة الذي اكد ان حوار الثقافات والاديان ” بات يشغل حيزا واسعا في جدول اعمال البشرية. ولا ريب ان الصراعات التي تجتاح المعمورة، في اربع جهاتها، تدفع الى هذا الحوار، متطلعين الى مجتمع بشري اكثر امانا واكثر عدالة واكثر انسانية”.
العكرة

ثم القى مدير المركز الدولي لعلوم الانسان الدكتور ادونيس عكرة كلمة لفت فيها الى ضرورة توظيف علوم الانسان في سبيل الديمقراطية التي تنسجم وتتطابق مع اهداف الاونيسكو التي تتمحور حول ثقافة السلام والحوار بين الثقافات والحضارات والاديان وترسيخ قيم الديمقراطية ومبادئها في العالم وخصوصا في العالم العربي”.
وشدد على “ضرورة تجسيد هذه الافكار لدى الشباب نساء ورجالا باعمال تدريب على المواطنية والقيادة وثقافة السلام والحوار بين الاديان لحمل هذه الذهنية ونشرها في لبنان والعالم العربي حيث هناك تشبيكات مع مؤسسات المجتمع المدني”.

ثم القى انطوان الغريب كلمة باسم ممثل “مؤسسة هانز سايدل ستيفتونغ”، وهي مؤسسة المانية منبثقة عن الحزب الاشتراكي المسيحي في بافاريا تعمل تحت شعار ” في خدمة الديموقراطية والسلام والتنمية” وتمارس انشطة التثقيف السياسي منذ انشائها بهدف دعم عملية التثقيف الديموقراطي والاهلي، الذي يقوم على مفهوم انساني يشمل تنمية الشخصية الحرة والحكم الذاتي اضافة الى المسؤولية الاجتماعية والتضامن الاجتماعي داخل المانيا وخارجها. واكد الغريب ” حاجة لبنان الى الحوار للتفاهم حول ما يوحد ونبذ ما يفرق.

كما القى الوزير السابق ليون كلمة اشار فيها الى ان “المركز كان موجودا في الواقع لكن من دون نشاطات تخدم اهدافه”، مشددا على ان “اعادة احيائه وانهاضه كان خيارا مهما بالنسبة الى لبنان انطلاقا من دوره الحضاري الانساني وتحديد دور مدينة جبيل التي اعطت البشرية الحروف الابجدية”، ومعتبرا ان “دور المركزية يتماهى مع الدور التاريخي لبيبلوس ولا سيما على صعيد القيم ومفاهيم الديمقراطية والحوار بشكل يؤدي الى نقلة نوعية تشع معرفة وثقافة على العالم اجمع”.
وقال :”كلنا ثقة بانطلاقته الجديدة بعناية الوزير عريجي وستكون تصاعدية ومفيدة في هذه الظروف السوداوية والظلامية والتكفيرية الغريبة عن بيئتنا وفكرنا وتقاليدنا وقيمنا التي نؤمن بها، ونريد من خلال هذا المركز ان نوجه رسالة الى العالم بان لبنان وجها مغايرا تماما لما يشهده في هذه المرحلة”.
والقى الوزير عريجي كلمة اشار فيها الى ان “حوار الثقافات والاديان عنوان ورشتكم وهذا الموضوع قد يكون الاهم في هذه المرحلة حيث يتم تشويه ممنهج للاديان، وكل من المنتدين الكرام قد يتناول الموضوع من زاوية معينة ولكن، وانا واثق انكم ستتوصلون الى خلاصة واحدة تؤكد على اهمية الدين في مواجهة التعصب والتكفير وعلى اهمية الفكر في مواجهة الجهل عمليا وليس تنظيرا، ومخطىء من يعتقد ان هناك تناقضا بين الدين والثقافة، بل ان الدين ثقافة والكتب السماوية تغني الفكر والروح، والعلمانية هي الطريق الافضل لتنقية الدين من التعصب والتعميم ثقافة المواطنة صونا للوطن وحماية للمواطن”.
وختم :”ورشتكم هي السراج المضيء وعليكم مسؤولية نشر الضوء وليس الاكتفاء في حوار داخلي، انتم اصحاب رسالة وانني اذ اؤكد مؤازرتي لكم ولو انني في بداية مهمتي، ولكن همكم همي وهم الوطن. بوركت ورشتكم وبوركت جهودكم في وطن بحاجة الى مثقفين واعين للازمة وليس متغربين عنها، يعمدون من خلال نشاطهم الى بث الوعي وتفعيل الحوار العقلاني والمنفتح والبناء بين مكونات المجتمع كافة ولو في مواضيع تصنف حساسة ودقيقة”.
بعد ذلك عقدت الحلقة الاولى بعنوان: مساوىء النظام الطائفي: العلمانية ومستقبل الحكم في لبنان، وترأس الجلسة الدكتور احمد طالب، وحاضر فيها الدكتور خليل خيرالله، الدكتور مصطفى الحلوة والدكتور وليد عربيد.
وعقدت الحلقة الثانية بعنوان القيم الاخلاقية المشتركة بين الاديان وترأس الجلسة: الدكتور وليد الخوري وحاضر فيها السيد علي فضل الله والاب الدكتور جورج مسوح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى