الأخبار اللبنانية

المرابطون في ذكرى المفتي الشهيد حسن خالد: الشهيد هو مفتي اللحمة الوطنية التي تصون وتحمي

في الذكرى ال٣٣ لاغتيال مفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ حسن خالد، أصدرت حركة الناصريين المستقلين-المرابطون البيان التالي:

مثل هذا اليوم في العام ١٩٨٩، إغتالت يد الإجرام والظلام التي لا تجيد إلا الإغتيال السياسي والجسدي والإبادة الجماعية والفردية وتعميم الفوضى والحروب والفتن، الشهيد المفتي حسن خالد الذي ارتقى إلى ربه شهيداً شهيداً شهيداً.

إن المفتي الشهيد حسن خالد كان بحياته وسيبقى لنا إرثه الجامع الشامل

مفتي الوحدة والشراكة الوطنية، مفتي اللحمة الوطنية التي تصون وتحمي، ومن قتله هو العدو للوطن اللبناني الجامع الواحد العربي.

مفتي السلم الأهلي، مفتي الإعتدال والوسطية والتنور، مفتي الإنفتاح والتلاقي والحوار، مفتي السيادة والإستقلال، الرافض لكل أشكال الهيمنة والتبعية.

لبنان حسن خالد، كان لبنان الوطن والكيان، لبنان الميثاق، لبنان الصيغة، لبنان دولة الدستور والمؤسسات، لبنان التعدد، لبنان الرسالة الحضارية، لبنان مثال العيش الواحد، لبنان النموذج الفريد بين الشرق والغرب، لبنان التمايز في محيطه؛ لبنان حوار الحضارات والأديان، لبنان الإبداع الثقافي والنتاج الفكري، لبنان العدالة، لبنان بهويته العربية والوطن النهائي لكل أبنائه.

مفتي لبنان الذي آمن أن الأمة العربية من محيطها إلى خليجها العربي المجتمعة من أجل قضاياها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي مقدمتها قضية فلسطين، هي التي تحمي وتصون.

إغتيال المفتي الشهيد، كان الهدف منه إغتيال الدور التاريخي لموقع الإفتاء على الصعيد الوطني الوحدوي، وعلى صعيد ترسيخ إنتمائه وهويته لعمقه العربي ببعده القومي، وكذلك جر الطائفة السنية التي كانت ضمانة ومدماك هذا الدور إلى أتون الحروب العبثية-المدمرة، بهدف الإنقلاب على دورها التاريخي من خلال إستدراجها إلى الصراع الطائفي (ولاحقاً المذهبي) المصطنع بين اللبنانيين وعلى أرضهم، بفعل تأجيج (جهات الإغتيال نفسها) لهذه الصراعات البغيضة وتمويلها وتبريرها وتغطيتها وتوقيتها وتحريكها، كلما دعت مصالحها التفاوضية على تغيير الخارطة الجيو-سياسية للمنطقة ذلك.

فمنظومة القتل والإجرام الدموي تتلاقى وتتقاطع وتتماهى لعبتهم الجهنمية مع مصالح العدو اليهودي في تأجيج الصراعات والحروب الطائفية والمذهبية والعرقية والإثنية بين الدول العربية وداخلها، لتأسيس كيانات مصطنعة ومستقلة عنها، ومتنافرة فيما بينها، ضمن مشروع “جيو-عنصري” لتحكم الكيان اليهودي المصطنع، بدويلات وجمهوريات موز وإمارات مذهبية وطائفية، على حساب الدول المركزية والعلاقات العربية المشتركة المستقرة والتكاملية فيما بينها؛ أما الهدف هو منح وإعطاء التبرير الوجودي الآمن للكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين العربية، وشرعنة وقوننة دولته الدينية العنصرية التلمودية المزعومة، في إطار تمرير نظام إقليمي جديد يغير وجه المنطقة بأسرها، ويقضي على كل الأمال والتطلعات، بآستنهاض أي مشروع عربي عصري-نهضوي-تنموي، يكون قادراً على مواكبة المتغيرات ولعب دوراً أساسياً وطليعياً في المحافظة على تماسك ومركزية الأقطار العربية وصون وحدة شعوبها على قاعدة الإنتماء الوطني والقومي.

لكل هذه الحيثيات والمعطيات، فإن إغتيال المفتي الشهيد حسن خالد، لم يكن إغتيالاً لأعلى مقام ديني للطائفة الإسلامية الجامع وطنياً في لبنان، بل مقدمة لآغتيال لبنان الدور والوطن والكيان والبعد العربي، الذي ما يزال والإقليم يعيش تداعياته الكارثية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى