الأخبار اللبنانية

النائب السابق اميل لحود ردّ على جعجع: يصرّ على تذكيرنا بماضيه

أعلن النائب السابق اميل لحود، في تصريحٍ له اليوم، أنّ “الدروس عن العدالة والحقّ والحقيقة كانت منتظرة من كثيرين، إلا أنّ المفاجأة الكبيرة هي أنّها أتت من السيّد سمير جعجع، صاحب السجلّ القضائيّ الأسود الذي لقيت الأحكام التي صدرت بحقّه اعترافاً من الدول التي يتلطّى اليوم خلفها وينفّذ أجندتها”.

ونصح لحود “القيّمين على المحكمة الدوليّة بالاستعانة بالسيّد جعجع لمساعدتهم في تركيب السيناريوهات التي دأبت عليها هذه المحكمة خصوصاً أنّ السيّد جعجع أظهر في مؤتمره الصحافي الأخير براعةً فائقة في هذا المجال، ولو أنّه استرسل في الكلام على العدالة وحقوق الإنسان ليذكّرنا من جديد بماضيه الذي يتناقض كليّاً مع هذه المبادئ”.

وقال لحود: “إنّ قائد محكمة الضبيّة التي كانت تطلق الأحكام وترفع المشانق هو آخر من يحقّ له إعطاء الدروس عن العدالة التي، إن وجدت فعلاً في لبنان، لكان جعجع اليوم يلقى الحساب على ما اقترفه من جرائم أصدر القضاء اللبناني أحكامه في جزءٍ يسيرٍ منها، في حين أنّ ضحايا كثيرين باتوا اليوم في غياهب النسيان، تاركين وراءهم أرامل وأيتاماً، ومنهم شهداء المؤسسة العسكريّة الذين سقطوا في ثكنة أدما وفي ثكناتٍ أخرى أو قنصاً وقتلاً بعد الاعتقال، في وقتٍ يسكن جعجع قصره الفسيح في معراب، الذي يستحقّ أن يُسأل عنه “من أين لك هذا؟”.

وسأل: “هل يحقّ لمن لم يوفّر وسيلة تعذيب إلا واستخدمها مع من خالف رأيه وأوامره أن يحاضر في العدالة وحقوق الإنسان؟ وهل يحقّ لمن اغتال رئيس حكومة لبنان رشيد كرامي أن يطالب اليوم بإحقاق العدالة وأن يدّعي زوراً الدفاع عن طائفة لبنانيّة كريمة كان هو المسؤول عن رحيل أحد أبرز رموزها؟ وهل يحقّ لمن لم يرتدع عن تهديد ونفي وحتى تصفية الخصوم السياسيّين كما بعض حلفائه اليوم أن يعطي دروساً في الانتماء الى الدولة؟ وهل يحقّ لمن كان يفرض الخوّات ترغيباً وترهيباً أن يبدي حرصاً على مؤسسات الدولة؟”.

وسأل: “إذا كان جعجع واثقاً الى هذه الدرجة بعدالة المحكمة فإنّ هذا الأمر يدعونا الى السؤال عن مدى ثقته بأعضائها، ومن بينهم أحد القضاة اللبنانيّين الذين سبق أن أصدروا حكماً بإدانته، فهل للعدالة وجهان برأيه؟”.

أضاف: “يواصل جعجع مع بعض أقرانه من بقايا فريق “الثورة”، وخصوصاً بعض حاملي يافطة الأمانة العامة لـ 14 آذار وهم بمعظمهم يملكون سجلاً حافلاً لدى أصدقائهم السابقين من ضبّاط المخابرات اللبنانيّة والسوريّة، حملة تخويف المسيحيّين والتلويح بتدخلات خارجيّة، آخرها تحت ستار المحكمة الدوليّة، للقضاء على المقاومة، وهؤلاء أنفسهم كانوا يتحدّثون، بعد أيّامٍ قليلة على بدء حرب تموز 2006، عن نهاية المقاومة، فإذا برهاناتهم المبنيّة على تضليل معلّميهم الخارجيّين تسقط بفعل شجاعة مقاومين لبنانيّين يستحقّون الافتخار بهم لا طعنهم في الظهور”.

تابع لحود: “إنّ ما عجزت عنه الآلة العسكريّة الإسرائيليّة لن ينجح في تحقيقه أرباب المحكمة التي درجت على تزييف الحقائق وإطلاق الاتهامات لغايات سياسيّة، من ديتليف ميليس الى محمد زهير الصديق صاحب الروايات البوليسيّة التي دفع لبنانيّون ثمنها سجناً وتعرّضاً لكراماتهم التي لم يبالِ بها السيّد جعجع الذي اعتاد على سجن المظلوم وانتهاك الكرامات، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى وأن تعد”.

وختم لحود بالتأكيد على أنّ “استمرار حضور بعض السياسيّين في لبنان يعود حصراً الى أنّ الناس ينسون، إلا أنّ ماضي البعض يحمل من الفظاعة ما لا نقدر على نسيانه، خصوصاً أنّه يحرص باستمرار على إنعاش ذاكرتنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى