الأخبار اللبنانية

ندوة بعنوان: “الأب مخائيل معوض وجه مشرق من رعيتنا”

بمناسبة مرور ربع قرن على غياب الأديب الأب مخائيل معوض الأنطوني وبدعوة من رعية إهدن – زغرتا والجامعة الأنطونية فرع مجدليا زغرتا، أقيمت ندوة بعنوان: “الأب مخائيل معوض وجه مشرق من رعيتنا” وذلك في مركز ميلاد الغزال معوض الثقافي والرياضي. شارك في الندوة الأبوان بطرس عازار، سركيس الطبر والأم دومينيك الحلبي الأنطونيون والدكتور سليمان معوض. وحضرها رئيس الجامعة الأنطونية فرع مجدليا – زغرتا الأب شربل خليل، رئيس بلدية إهدن – زغرتا المهندس توفيق معوض الخوري إسطفان فرنجية وعدد من مدراء مدارس زغرتا – الزاوية الرسمية والخاصّة وممثلين عن الجمعيات الثقافية والاجتماعية في زغرتا الزاوية ومهتمين.
بداية النشيد الوطني اللبناني، فكلمة الأب سركيس الطبع تحدّث  فيها عن: “الأب ميخاييل معوض وعن قيمه الدينية والإنسانية والفكرية والوطنية. وعن صفاته وحياته المشرقة التي خطها بيده وعقله. وهو يحمل في إرادته صلابة وفي أخلاقه دماثة وفي قلبه إيمانًا.”
وتابع الأب سركيس كلمته متحدثًا عن: “قسوة فراق الأب مخائيل الإنسان والحنين إليه بعد ٢٥ سنة على غيابه.”
وأضاف الأب الطبر: “إنّ ما يميّز شخصية الأب معوض هو وثوق صلته بجذوره الإهدنية وتراقبه ووطنه وعاداته وقيمه ثم بعميق محبته لكل ما هو خاص بالحياة اللبنانية… هو الذي أسّس الحركة الثقافية وأوّل رئيس لها تاركًا إرثًا هائلاً أودعنا إياه الأب معوض في الذاكرة والوجدان والمؤلفات”.
أمّا الأم دومينيك حلبي فألقت كلمة جاء فيها:
“كُنتُ في بدايةِ عَهدي بالإدارةِ، وكان هوَ اكتسبَ خبرةً واسعةً في إدارةِ المعهدِ الأنطونيِّ، وصارَ صاحِبَ دُرْبَةٍ في الشأنين، الروحي والإداري، فاستعنتُ بجدارَتِهِ وبُعدِ اُفقِهِ، فكان خيرَ صديقٍ، لا يبخُلُ بوقتٍ ويُلبِّي حين نحتاجُ بدونِ مِنَّة. راهِبًا كان الأب ميخائيل معوَّض، بكُلِّ معنى الكلمة. أخَ كُلِّ راهبةٍ كانَ. يحضَرُ آنَ تدعو الحاجةُ إليه، وحضورُهُ، دائمًا، لذيذٌ. فالرَّاهِبُ الزغرتاوي خفيفُ الظلِّ، رَهْفُ الحِسِّ، على خفرٍ أرستقراطيٍّ نادِرٍ. كانَ الأب معوض محبوبًا من أبناءِ المدينةِ، وبخاصَّةٍ من عائلةِ مدرستنا، وكان أحدَ أحبِّ مُدَرِّسيها، وأقربهم إلى قلوبِ تلامذتنا. ولطالما توافدَ المؤمنونَ، على كنيسةِ مار يوسف، للمشاركة في القدَّاسِ والاستماعِ إلى وعظة الأب معوَّض. وعظةٌ كانت أقربَ إلى التأمُّلِ منها إلى الإرشادِ، لوفرةِ ما كان يطرحُ من أسْئلة وأفكار.”
وأضافت الأم دومينيك: “لقد تعاونَّا في تأسيسِ “اتحاد الإكليروس الأهدني” فكان الأب معوَّض خيرَ رفيقِ دربٍ يحلو العملُ معهُ ويَعْذُبُ. وما لا أزالُ حتى الساعة، أذكُرُهُ وأكبِرُهُ فيهِ، تلكَ الهِمَّةَ، بل تلكَ الحميَّةَ في العملِ من أجلِ السلامِ في زرغتا، إبَّان حوادِثِها المشؤومة. فقد تحوَّلَ الرَّاهِبُ إلى رسولِ سلامٍ، يَبْذُلُ الوَقْتَ والجهدَ، وبنُبلٍ لا مثيلَ لهُ، كي تَعودَ المحبَّةُ إلى قلوبِ الأخوةِ وتَعُمَّ الألفةُ ديارَهم.”
وختمت قائلة: “رحمُ اللهُ الأب ميخائيل معوَّض، الرَّاهِبُ القدوةُ والأديبُ المُبْدِعُ والصديقُ الصدوقُ، وأمدَّنا بمن، على مثالِهِ، يُمهِّدونَ الدروبَ إلى القداسة.”
فالأب بطرس عازار الذي تحدّث فيها عن: “الأب مخائيل الراهب الأنطوني، الزغرتاوي والإهدني الذي تكرّس للتربية والتعليم ليصبح تلامذته على مثاله، معلّمي معلّمي العالم طابعًا كل واحد منهم بروحانية إنجيلية وأصالة الرهبانية وعنفوان آبائه وأجداده في إهدن وزغرتا.”كما تحدّث عن محطات في حياة “الراهب الكاهن: مرب ومعلّم، الأديب ومضيء النهضة الثقافية، الأمين لانتمائه الرهباني والوطني، والسموح والغفور.”
وختم الأب عازار قائلاً: “بهكذا راهب تكبر الرهبانيات وتنمو الكنيسة وتعتز زغرتا وإهدن ويبقى لبنان وطن الرسالة.”
ثم كلمة الدكتور سليمان معوض وفيها تحدث عن سيرة الأب معوض الذاتية الشخصية والكهنوتية، وعن التزامه في كل جوانب الحياة وقد عاش هذا الالتزام راهبًا وكاهنًا وأديبًا.
وختم الدكتور سليمان معوض: “لقد كان الأب مخائيل معوض كاهنًا معلّمًا ومدبّرًا ورئيسًا وممرّضًا وصديقًا وعونًا ودليلاً وغنيًا وفقيرًا وضعيفًا وقويًا وحاضرًا دائمًا ومتيقظًا لكل شاردة وهو في الوقت نفسه للجميع أب وأخ وخادم وقائد.”
وفي ختام الكلمات تمنّى الخوري إسطفان فرنجية من رئيس بلدية زغرتا – إهدن إطلاق اسم الأب مخائيل معوض على شارع من شوارع زغرتا.
وقد تخلّل هذه الندوة توقيع كتابي “رسولية الأدب عند الأب مخائيل معوض” و”رؤى التجدّد الروحي في أدب الأب مخائيل معوض” للدكتور سليمان معوض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى