المقالات

فلسطين : إما ان تفكوا اسر الاسرى او ترحلوا!! د.شكري الهزَّيل

بداية لابد من القول  انه في فلسطين  سجون وسجانين لا تعد ولا تحصى وفي فلسطين اسرى  بالملايين وخارج فلسطين ضحايا السجَّان بالملايين وداخل اسوار سجون الوطن يقبع الالاف من مناضلي الحريه واسرى الكرامه الوطنيه  لهؤلاء نقول ان شعبكم يقف وراء كم ومعكم وطنا ومهجرا وهو يحس بجوعكم ويجوع معكم ونحن نعرف ان جوعكم وعطشكم ليس للطعام والماء لابل ان جوعكم الاكبر هو للحريه والانعتاق من قيد السجان واقول لكم ماقلته وكتبته لكم سابقا وهو انني اكتب عنكم بحبر كل الوطن واخاف ان  يعجز قلمي عن وصف حالة وإعطاءها حقها اللازم في المعنى والفحوى حين يدور الحديث عن ابطال من الطراز الاول ومناضلون ما هابُوا السجن والسجان حين ناداهم الوطن ونشاما حطموا قيد السجان بأمعاءهم الخاويه بعد ان سطروا من قبل اسطورة النضال والصمود الفلسطيني.. نشاما كانوا سلسله متراصه في تاريخ الوطن الفلسطيني ولم يحسبوا للقيد والسلاسل حسابا ووجودهم في الاسر كان وما زال من اجل وجود وبقاء الوطن حيا يرزق عبر الازمان وعبر الاجيال.. تزَّمنوا زمانهم وتمَّكنوا مكانهم ومكانتهم في الوطن في حين فرط المفرطون في الوطن وقضايا الوطن وقد يتعجب القارئ  والمرء عندما نقول له ان الجالسون في رام الله وغزه على كراسي الريش والغارقون في ربطات الجوخ جاءوا على اكتاف نضالات الاسرى ونضال الشعب الفلسطيني الى ارض الوطن لكنهم عندما عقدوا اتفاقية اوسلو عام 1993 نسيوا او تناسوا قضية الاسرى لابل اجَّلوا كل القضايا الرئيسيه المتعلقه بالقضيه الفلسطينيه الى اجل غير مسمى.. من الدوله والحدود ومرورا بالقدس و حتى حق العوده وبما يتعلق بالاسرى تركوا الامر لحسن نوايا السجان الذي منحهم بطاقات الvip   والتصاريح الخاصه لينعموا بالحريه ويتجولوا بسياراتهم الفارهه في ربوع الوطن السليب ويشيدوا الفيلات في جمهورية رام الله  وبالتالي ماجرى ان جماعة الهويه الخاصه والوزارات والتوزير والراتب وترتيب المصالح  قد نسيوا الى حد بعيد قضية الاسرى ولم يعيروها الانتباه اللازم! وإلا كيف سنفهم هذه الحاله الفلسطينيه الشاذه الذي تعقد فيها اتفاقية صلح و” سلام ” مع الاخر ولا تكون هنالك عملية اطلاق سراح للأسرى لانه ببساطه هذا الامر متعارف عليه تاريخيا في حالات عقد الصلح او ابرام الاتفاقيات  في النزاعات بين الدول والشعوب…هذا الامر لم يحدث في اعقاب اتفاقية اوسلو  ولم يحدث اليوم بعد عشرون عاما على هذه الاتفاقيه, بمعنى بسيط ومبسط  ” اوسلو ” تجاهلت قضية الاسرى وتركتهم يشيبون ويعانون داخل السجون الاسرائيليه واللافت للنظر ان اطلاق سراح الاسرى لم يربط بتاتا كشرط مسبق من شروط العوده الى المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي والعجيب في الامر  ان سلطة رام الله تطمأن الاحتلال يوميا بانه لن تكون هنالك انتفاضه فلسطينيه من اجل الاسرى لابل ان اعضاء في هذه السلطه يهددون ويتوعدون بقمع اي شكل من اشكال الانتفاضه ضد الاحتلال!!
نعم.. ان اللذي يده في النار ليس كحال الذي يده في الماء البارد والاسرى الفلسطينيون صبروا طويلا وعلى ما هو امر من الصبر  وناضلوا نضالا مريرا حتى بأمعاءهم الخاويه والشهيد عرفات جرادات هو الشهيد رقم 202 في قافلة الاسرى الشهداء الذين استشهدوا في سجون الاحتلال الاسرائيلي واكثرية السجناء المحررون حُرروا في عمليات تبادل اسرى وليست بمجهود سلطة اوسلو ولا كنتيجه لاتفاقية اوسلو وقسم اخر من المحررون امضى اكثر من ربع قرن في السجون الذي دخلها شابا وخرج منها يكسوه شيب الوقار والصمود وبالتالي ماجرى وماهو واضح ان سلطة اوسلو لم تعطي قضية الاسرى المكان اللازم في سلم الاولويات الوطنيه من جهه وراهنت على حسن نوايا الاحتلال او توسله باطلاق سراح بعض الاسرى من جهه ثانيه وهذا ما لم يجدي ولم يحل اشكالية الاسرى بشكل جذري اللذي يقبع الكثيرون من بينهم منذ عقود في سجون الاحتلال .. من بينهم من ماهو موجود في السجن قبل اوسلو وبعد اوسلو  ومن بين الاسرى من هو مريض ويحتاج لرعايه طبيه ومضى عليه وقت طويل وهو يصارع المرض داخل السجون في حين ينعم فيه الاوسلويون بنعمة الراتب والvip  ويتلكعون ويتسكعون في ازمان مفاوضات عبثيه وغير مجديه.. الاسرى لا يحتاجون الى خطابات رنانه سمعوها منذ عقود دون جدوى..يريدون افعال تترجم هذه التصريحات..شبعوا تصريحات… يريدون افعال.. هؤلاء الاسرى كانوا ابطالا وظلوا ابطالا وما زالوا ابطالا يضربون عن الطعام ما يقارب الثلثي عام كحال الاسير البطل سامر العيساوي الذي يواصل إضرابه عن الطعام، والذي دخل اليوم ال221، وهو إضراب  بطولي وتاريخي لم يعرفه العالم من قبل.. وهنالك رفاق اخرون للعيساوي مضربون عن الطعام ايضا منذ امد, وبعد  كل هذا نلحظ رهان الاوسلويون على نوايا واخلاق الاحتلال المزعومه لابل اكثر من هذا..!!
..من المعيب والمخزي تاريخيا ان تقبل السلطه الفلسطينيه لعبة معادلة امتصاص الغضب الفلسطيني على وفاة الشهيد عرفات جرادات مقابل قبول العرض الاسرائيلي بتحويل مستحقات السلطه الماليه التي  تحتجزها السلطات الاسرائيليه بالاصل كورقة مساومه في لعبة  الراتب اللتي تدفعه السلطه لموظفيها وقوات امنها.. عيب هذا الاستهتار بتاريخ وكرامة الشعب الفلسطيني الذي هو في واد بما يتعلق بقضية الاسرى بينما السلطه ما زالت في واد الراتب..كفاكم استهتار ب حقوق وكرامة الشعب الفلسطيني وهذا الشعب لم يولد ليأكل ويشرب فقط ولوكان الامر هكذا لاكل وشرب وطنا ومهجرا ورضي بالاحتلال ولم يقارعه ولم يقدم قوافل الشهداء والاسرى على مدى عقود من الزمن…كفى انبطاح وانتهازيه وطبطبه على جرائم الاحتلال..إما ان تفكوا اسر الاسرى او ترحلوا الى جهنم وبؤس المصير…إرحلوا وخذوا معكم كل مال الدنيا وحقائب غنائم عار اوسلو..  المال والمصالح رصيد تافه امام رصيد اسير واحد من النضال والعزه والكرامه..عشرون عاما وانتم الاوسلويون تتاجرون بالوطن الفلسطيني وكلكم على بعض مجتمعون لا تساوون اليوم رصيد نضالي عباره عن 222 يوم اضراب عن الطعام يخوضها الاسير البطل سامر العيساوي..هذا البطل جزء من  التاريخ الفلسطيني المناضل والاصيل بينما انتم جزء من التاريخ الاوسلوي المخزي.. من يتخلى عن اسرى الحريه ليس من الشعب الفلسطيني ولا يحق له ان يمثل هذا الشعب لا محليا ولا عالميا..نخبكُم هو الراتب ونخب الاسرى والشعب الفلسطيني هو الوطن..!!
التاريخ الفلسطيني العابر للأزمان والاجيال ما زال يتغنى ببطولات الاسرى والمناضلين  منذ عقود من الزمن و نذكركم ان نشاما اليوم من الاسرى البواسل هم سليلي سيرة  محمد جمجومي وفؤاد حجازي وعطا الزير هؤلاء المناضلين الثلاثه الذين شاركوا في ثورة البراق عام 1929 ضد الاحتلال البريطاني ومن ثم اعتقلوا واعدموا في سجن القلعه في مدينة عكا بتاريخ 17.6.1930 وظلت ذكرى هؤلاء الابطال ووصاياهم خالده في الذاكره الفلسطينيه الحيه الذي يجسدها ويعيشها اليوم2013 الاسرى في سجون الاحتلال..هؤلاء الابطال سليلي النضال الفلسطيني الغابر والحاضر ونبراس القادم من ايام النضال الفلسطيني.. نعيد ما ذكرناه سابقا.. نعم هم بشر ككل البشر.. نعم يحنون الى خبز امهم وقهوة امهم ولمسة امهم, لكنهم يرفضون تناول خبز بلا كرامه ويصرون على  وطنيه  يكون ملحها الوطن وصحنها الحريه…هؤلاء هم  وشاح كل هدب فلسطيني ووسام شرف مشرف و نجوم ساطعه في افق الوطن وقناديل تضئ عتمة الوطن بامعاءها وبدماءها  مسطره بالجوع والصبر والاصرار صيرورة هذا الصمود الاسطوري  وهذه الانسانيه العالية الجوده التي تقاتل بامعاءها الخاويه سجان متجبر ومتغطرس  في حين يميل فيه الاوسلويون المتخاذلون من ثقل الاوزان..هذا المتخوم بتخمة الانبطاح والراتب لا يساوي  شئ  مقابل طيور الحريه السجينه اللتي هي تاج على راس كل فلسطيني وفلسطينيه.. تاج شرف وليس راتب شهري يتقاضاه الفاسدين والعاجزين حتى عن تحرير  عتبة مقاطعة رام الله.. امعاء ودما وشهداء  تشحن همة وطن  في حين  تقتل امعاء تَّخمه همة الوطن  وبأس الشعب..ملاجظه تستحق التامل والتعمق من قبل شعب الهبات والانتفاضات  وهي  ان الاسرى يستحقون اكثر من حراك واكثر من بيان تنديد فارغ صادر عن مكتب مُكَّيف في رام الله او غزه…تذكروا  ايها الاوسلويون ان تضحيات هؤلاء الاسرى هي التي اعادتكم للوطن واقعدتكُم على الكراسي..نكران  في نكران وإهمال يلحق بإهمال ونسيان يطارد نسيان واناشيد سلام الشجعان ما زالت تطرش الاذان.. ما زالت وكانت منذ عقود مضت سمفونية فارغه لم تحرر اسير واحد من قيد الاسر..غربان تنعق على خراب الوطن واسود تزأر داخل قضبان الاسر من اجل الوطن!!
الاسرى الفلسطينيون  رجالا ونساءا قدموا واجب الوطن كاملا وسطَّروا صفحات ناصعه في تاريخ النضال الفلسطيني وهم رافد مهم من روافد النضال الفلسطيني, لكن المشكله ان هنالك خلل قائم منذ سنين  في قياده فلسطينيه عاجزه وفاسده إستأثرت بالراتب وبمغريات الاحتلال من جهه وقامت بتهميش قضية الاسرى من جهه ثانيه وبالتالي الجاري ان قضية الاسرى صارت مجرد تحريك او تسخين  وضع عابر في ظل احداث ومستجدات كحدث استشهاد جرادات  مثلا وبعد ان تهدأ الامور تعود الامور كما كانت  حيث تستمر اسرائيل في إعتقال واسر الاف الاسرى كماهو جاري اليوم ومنذ عقود مضت.. السلطات الاسرائيليه تطلق بين الفينة والاخرى عدد من الاسرى الفلسطينيين الذين انهوا  محكوميتهم او اشرفوا على هذا وتعرض الامر كحسن نوايا وانجاز لدبلوماسية سلطة رام الله!!
لعلني اعيد الى الاذهان ان السجن والسجَّان والنضال والصمود كان وما زال على مدى عقود  مضت رافدا مهما من روافد النضال والتاريخ الفلسطيني حين سمعت وتسمع الاجيال الفلسطينيه الغابره والحاضره قصة سجناء الحريه وبطولة فؤاد حجازي  وبطولة شهيد يستشهد من اجل تحرير اسير.. نعم انهم جنرالات الصبر والصمود والثبات وجل جلهم كان شابا يانعا عندما وقع في ألاسر وقبع  في سجون الاحتلال الاسرائيلي حتى شاخ وشاب ولم يُكسَّر وظل مناضلا عنيدا وفيا للوطن..شاخ وصار شيخ المناضلين في زمن المساومين على كل الوطن براتب وفي زمن المفرطين والمطنشين على حال واحوال اسرى الحريه.. ابطال تزوج ابناءهم وبناتهم وصاروا جدا واجدادا ولهم احفادا وهُم في الاسر .. ابطال  من بينهم من  توفت والدته ووالده وزوجته واحباءه وهو في الاسر وصبر على الالم وشد من ازر رفاقه في الاسر… خاض معارك الوطن ومعارك الامعاء الخاويه في السجون وهو في الاسر.. ولدنا وكبرنا وشبنا وها نحن نكتب عنه وهو ما زال في الاسر…اما ان لهم ان يستنشقوا هواء الحريه فيما تبقى لهم من عمر.. هؤلاء هم ضمير الوطن و الشعب وعلى هذا الشعب ان لايتركهم وحدهم ليس لان بينه وبين هؤلاء الابطال خبز وملح وعيش فحسب لابل انهم جزء عزيز من هذا الشعب وهم ملح نضاله وخبز تاريخه المشرف…. انهم يستحقون اكثر من سند ويستحقون الحريه وكل الحريه  بعد كل هذا الاسر الطويل….مع كل هذا : يا دامي العينين والكفين..ان الليل زائل.. لاغرف التوقيف باقيه ولا زرد السلاسل.. أسرى الحريه يستحقون الحريه وكل الكرامه الوطنيه والانسانيه ولهم كل التحيه والاجلال والاكبار من شعبهم وأمتهم ومن كل حبة تراب فلسطينيه….. كفى اعذار وكفى  هذا  التهميش التي تمارسه سلطة اوسلو.. الاسرى يجب ان يحظون باولويه وطنيه وشعبيه فلسطينيه… وعلى السلطه  الفلسطينيه ان تساهم في فك اسر الاسرى او ترحل…كفى.. إما ان تفكوا اسر الاسرى او ترحلوا وتتركوا شعب الجبارين يتكفل بهذه المهمه.. انتفاضة اوغير هذا, فهذا يجب ان يكون قرار الشعب وليست قرار سلطه مهتريه وتابعه..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى