فلسطين

التقرير السنوي لأكاديمية فتح الفكرية، ولجنة التدريب في فتح للعام 2022م.

كان هذا العام متقلبًا فيما يتعلق بسلاسة عمل الأكاديمية ولجنة التدريب ما بين الإقبال والاحجام حيث بداية وضع الخطط لاستكمال ما سبق من دورات وآليات اعداد فكري وسياسي وتثقيفي كمواد متخصصة، وما بين عقد الندوات والورشات واللقاءات والمحاضرات.

صعوبات وتحديات

 وإن كنا نجحنا في جانب –وقد يكون محدود التأثير بأعضائه-فلقد اخفقنا في آخر. والأسباب كثيرة ومن المهم الاطلاع عليها منذ البداية حيث اختلاف وجهات النظر مع المسؤولين باللجنة المركزية

  1. حول أولويات العمل. لاسيما في ظل الوضع الميداني الفلسطيني المتفجر لسبب اعتداءات الجيش الصهيوني وعصابات المستوطنين ذات الاولوية للتصدي لها. ناهيك عن أولويات الوضع السياسي الكثيرة.
  2. وحول آليات العمل التنظيمي. وطبيعة العلاقات بين الأطر رأسيا وعلى خط السلطة المركزية والإدارة التنظيمية، ومفهوم الالتزام والانضباط.
  3. ومنه حول مبدأ التثقيف والتربية التنظيمية وشكله، سواء عبر الندوات التثقيفية أو الندوات، او الدورات التكوينية،أو بالمناخ التنظيمي للقائد المحفز والداعم وعبر سلوكياته…
  4. ما بين ضرورة ترسيخ أن التثقيف هو بالأساس مهمة ذاتية يجب على المرء القيام بها.
  5. وما بين أن يتم جعل الاجتماع التنظيمي الدوري هو المحطة الحقيقية الاولى للتثقيف مع بنود الاجتماع الأخرى
  6. وما بين فكرة إلزام أعضاء وكادرالتنظيم بالدورات والورشات وربط ذلك بالترقي ضمن السلم التنظيمي، أو التركيز على فكر المبادرة والعطاء والانجاز
  7. وما بين التفكير بضرورة أن تقوم الأطر بذاتها (الشعب والمناطق والأقاليم) بعقد الدورات الدورية (وتدعمهم الاكاديمية بما لديها من قدرات فكرية وتدريبية) واستنادا للمادة الكثيفة للحركة والتي حمّلناها مؤخرًا على منصة الاكاديمية.

لنقل أن التذبذب في فهم العمل التنظيمي عامة بكافة جوانبه، ومنه التثقيفي قد جاء نتيجة اختلاف الأفهام حيث كل مسؤول تنظيمي (مسؤلو التنظيم (الكتلة البشرية) في المحافظات الشمالية، الجنوبية، الخارج، المنظمات غير الحكومية، الاتحادات والنقابات…) كل له أسلوبه، ورؤيته للعمل التي لا يجمعها ضابط مركزي، لاسيما وأن النظام الداخلي للحركة لايتعرض لمثل هذا الأمر.

ومع ذلك استطعنا عقد العديد من الدورات بدعم من جامعة الاستقلال في المبنى في أريحا الموسوم أنه أكاديمية فتح الفكرية-بلا أي دعم حركي، كما عقدنا دورات أخرى بدعم من الاشتراكي السويدي ومركز “أولوف بالمه” التابع له، عدا عن دورات أخرى أو ندوات على مسؤولية الداعين لها.

أولا: موقع الاكاديمية على “تلغرام”، ومركز الانطلاقة

استطعنا بعد جهد شهور طوال أن نؤسس لمكتبة فكرية سياسية تنظيمية حركية في موقع/منصة “تلغرام” الالكترونية باسم أكاديمية فتح الفكرية[1]، وضمت حتى تاريخ اعداد هذا التقرير (21/12/2022) عدد كبير من المقتطفات والجذاذات لكلمات سياسية وفكرية وتنموية وتاريخية ووطنية بعدد 1354، وعدد ملفات حركية وكتيبات بعدد 700 مؤلف، وبعدد مشتركين وصل الى 900 مشترك.

وللمعلومية فأن من بين الملفات يوجد الأدبيات القديمة للحركة، وكتب أو دراسات لكل من القادة الرواد أمثال خالد الحسن ومحمود عباس وهاني الحسن وصخر حبش وسليم الزعنون. وأيضًا للأخوة عثمان أبوغربية ود.صائب عريقات، وعديد الكتاب والمفكرين العرب الآخرين. أيضا لأمثال الأخوة والرفاق جورج حبش وعبدالرحيم ملوح ومنير شفيق وناجي علوش وغيرهم بالإضافة لكتابنا من الكوادر والقيادات الحركية أمثال المفكر والاديب د.المتوكل طه، ود.محمد عودة، وأحمد أبوغوش، وماهر فاخوري (المانيا) وخالد غنام (استراليا) وعبدالرحيم جاموس(السعودية)، سري القدوة (اسبانيا) وعلى أبوحبلة (فلسطين)، وبكر أبوبكر ومحمد قاروط أبورحمه، ود.رائد الدبعي، ود.آلاء مليطات،….

وفي مقابل إنشاء منصتنا على تلغرام (تطبيق روسي)، فلقد كان لمركز الانطلاقة للدراسات المستقل، والمناصر لعمل التدريب والأكاديمية الشأن الكبير وهو المركز الذي يتابع العمل به، عدد من الاخوة بالخارج بالإضافة لقيادة الاكاديمية كمركز داعم ومناصر للحركة .

ثانيًا: الدورات الداخلية والخارجية

رغم العلاقة الجيدة حينًا والمتذبذبة مع مفوضية التنظيم في المحافظات الشمالية لاختلاف الأفهام في مراحل معينة، ولشؤون داخلية طارئة في الأقاليم جاءت نتيجة خلل تم التخلص منه بطريقة التعامل بين الأطر، فلقد سارت الدورات بشكل حذر الى أن تم عقد ها (الجدول لعقد الدورات والللقاءات والندوات مرفق لكم)، واستطعنا تخريج واحدة من أهم دوراتنا أي دورة الشهيد د.صائب عريقات الهامة، كما عقدنا عدد من الندوات في لبنان في إطار فعالية امفوضية العلاقات الخارجية للأقاليم الخارجية، عدا عن مساهمات عدة للاخوة أعضاء الأكاديمية في الندوات والمحاضرات في الاطر المختلفة سواء بأطرالسلطة حيت يتم الطلب، أو في الاطر التنظيمية مع التنسيق اللازم.

ثالثًا: العلاقة مع التنظيم والأقاليم والمنظمات الأهلية والشعبية

في اجتماع عقد ل(هيئة التعبئة والتنظيم) الذي ضم الأخوة باللجنة المركزية المعنيين (نائب الرئيس، مفوضو التنظيم الثلاثة، مفوض المنظمات الشعبية، مفوض الاعلام، مفوض المنظمات غير الحكومية، وعدد من أعضاء الثوري والاستشاري) وفي جدول أعمال خاص عن مفهوم التثقيف والتربية والتعبئة تم التوضيح للعلاقة التساندية. وأن الأكاديمية أو اللجنة عبارة عن تشكيل أو مؤسسة في خدمة المنظومة التنظيمية. وهو جاهز بكل الآليات والكتب والمواد على إطلاقها والمتطورة دوما وكذلك بالمدربين المختصين والمقتدرين.

 وتم تسليم (مستوعب=فلاش) بكل المواد والإصدارات الالكترونية للاخ نائب الرئيس، مع الإشارة للتقصير الحركي بشان مبنى الاكاديمية في أريحا حيث لا تمويل ولا موظفين ولاميزانية بحيت كان ثم بقي حتى الآن وجود الاكاديمية بتبعيتها الإدارية والمالية للحركة مبهمًا.

رابعًا: مبنى أريحا لأكاديمية فتح الفكرية:

كنا قد ذكرنا في تقارير سابقة، وللأخوة في اللجنة المركزية، أن الأخوة في جامعة الاستقلال-أريحا قد تمكنوا من دعم حركة فتح عبر تشييد مبنى مجهز في أريحا لحركة فتح مخصص لأكاديمية فتح الفكرية من 5 مباني وكل مبنى طابقين ويشمل منامات وقاعات ومبنى إدارة وغرف صفية، ومطعم (وضع الاخ الرئيس أبومازن حجر الأساس، واتخذ القرار بمجلس إدارة الاكاديمية برئاسة الأخ بكر أبوبكر وعضوية أخوات واخوة كرام عام 2019م)، وكلف حسب صاحب مشروع البناء والمشرف الأول على العمل الأخ د.توفيق الطيراوي 3 مليون دولار، كنا نخطط لجعله مقرًا لكل الفعاليات الشتوية خاصة من دورات وندوات ومعسكرات….الخ.

وعقدنا بالمبنى بضع فعاليات من لقاءات ودورات بدعم مالي مباشر من جامعة الاستقلال (الدعم بالموظفين، والدعم اللوجستي من التصوير، والمنشورات، والأكل وخدمات المنامة، والمشروبات، والصيانة والكهرباء والنظافة والماء…الخ). ما أصبح اليوم وضعه غير واضح لاسيما والتغييرات التي حصلت في جامعة الاستقلال من جهة، وعدم وضوح قرار الحركة منذ زمن بشان إفراد ميزانية عمل للمبنى وللأكاديمية وللتدريب، وموظفين ومكافآت للمدربين والمنظمين في المبنى ما يحتاج لنظرة عميقة وحقيقة.

إن الاهتمام الحقيقي بالتربية التنظيمية والبناء قد يظهر من البناء الذاتي، ومن تفعيل الاجتماعات التنظيمية الدورية نعم، ومن المناخ التنظيمي الداعم صحيح. وأيضًا من العامل الداعم المتمثل بتشغيل المبنى في أريحا وفق رؤيتنا ما قد قد يخرج كثير من الامور من ركودها نحوتحقيقنا لدورية المعسكرات والمخيمات للأشبال والثانويات والتنظيم في داخل المبنى، بل وللأقاليم الخارجية ولغزة، وللوفود الاجنبية النصيرة أيضًا في مقر الاكاديمية المجهز.

إن هذا الأمر بحاجة لقرار حركي مركزي حاسم وحازم.

خامسًا: العلاقة مع الشركاء

تتميز العلاقة مع مركز “أولوف بالمه” السويدي التابع للحزب الاشتراكي، بالشفافية والتفهم والاحترام المتبادل منذ بداية التسعينات بالقرن العشرين، وهو التاريخ الذي انطلقت فيه العلاقة معهم من مكتب التعبئة والتنظيم في تونس بقيادة الاخ أبوماهر غنيم، ثم بعلاقات الأخ هاني الحسن وبإدارة للمركز السويدي من قبل الاخ د.نبيل سعادة، ثم ببناء العلاقة وتمتينها عبر جهود جماعية من الأخوة بكر أبوبكر وجمال حماد وفرج زيود وعمر أبوشرار ود.رائد الدبعي، وأسامة نزال، ود.آلاء مليطات….، ومازالت العلاقة قائمة. وما لم ننجح ببناء مثلها مع الاشتراكيين الآخرين الذين حبذ جزء منهم الدعم عبر المنظمات الاهلية المدنية.

سادسًا: الإصدارات

قمنا بإصدار العديد من الدراسات والملفات الحركية (اجمالي إصدارات السنوات 700 إصدار، ومنها في هذا العام ما يزيد على 130 ملف ودراسة) ومن أبرزها عن الشهيد الراحل ياسر عرفات، وعن شهداء اللجنة المركزية، وعن صلاح خلف (أبوإياد)….الخ ما تجدونه في موقع الاكاديمية على تطبيق تلغرام، وبصدد إصدار عدد من الكتب منها للأسرى ومنها تدريبية للاكاديمية بالتعاون مع الجهات المعنية ومنها الالكتروني أيضًا والورقي.

سابعًا: اللجنة، وتوصية واحدة

لا يسعنا في هذا المقام إلا شكر الأخوات والأخوة في اللجنة الذين نعمل معهم بيد واحدة وفريق عمل جميل ورائع، لما يبذلونه من جهود (تطوعية) بالكامل ما يمثل حقيقة البناء الحركي والانتماء التنظيمي والعمل من أجل فلسطين ولا شيء سوى فلسطين، ولهم مني ومن مجلس الإدارة (التطوعي أيضًا) كل المحبة والمودة وحسن التكريم. وما يحتاج الحال بذلك لبعض الدعم والتغيير سواء بإفراد ميزانية لم تتوفر حتى الآن-ويتوجب توفيرها لاستمرارية العمل- أو بدعم تفريغ طاقم للعمل في الإطار التدريبي والله الموفق وانها لثورة حتى النصر.

الخاتمة:

في لقاء التدريب والتثقيف في حركة فتح الذي عقدناه في نابلس نهاية العام 2022م عرضنا سلسلة من النجاحات (الانتصارات) الصغيرة التي أرسيناها كلجنة تدريب وأكاديمية فتح الفكرية وهي على صغرها -كما يظن الحالمون أصحاب الأمنيات الضخمة غير المتحققة- هي ذات أثر عظيم في الفرد، والجماعات وتستحق أن نعتبرها أهدافًا متحققة بحد ذاتها. وهي كالتالي:

1-الالتزام بالوقت: حيث المحاضِر بالدورات له وقته، وللنقاش وقته، ولكلّ حسب المقرر بالمدة الزمنية المطلوبة.

2-نظافة القاعة واحترام الممتلكات.

3-لا كلام أو محاضرة أو مداخلة بلا إذن أو بلا تسجيل، ووجوب الإعداد المسبق

4-حصر الرأي في موضوع النقاش، دون تغييرللموضوع، أو الحديث في كل شيء ولاشيء.

5-ضد النقد الموبوء: ما لايُسمح به ضد الآخر شتمًا او تشهيرًا أو غمزًا، فالنقد فقط للفكرة أو الرأي أو الموقف. ويرتبط بالفعل الملتزم من الشخص ليسبق أي نقد. (نظرية اليدين بيد تنقد ويد تعمل أو تبدع).

6-التدخين: حيث لا تدخين بتاتًا بالقاعة، والجوالات صامتة (الاخيرة نجاح نسبي)

7-الاحترام المتبادل بين الجميع.

8-منهج التثقيف والتعلم حيث مراحله الخمسة من: البحث، ثم القراءة العميقة والتلخيص، ثم الاستعداد والتدرب، ثم العرض والتقديم بأصول فن الحديث (لمراجعة كتابنا المعنون فن الحديث، وآخرين)، ثم التقييم والمراجعة وتكرار التدريب.

9-التأثير ونقل التجربة: حيث حققنا التأثير الملموس في سلوك الأفراد. فالثقافة بما تتضمنه من معتقدات وقيم تنعكس في المنظمة من خلال تأثيرها بالشخص والكل، وتحولها لمسلكية تتحكم بكلية الشخص.

10-تكريس فكرة التثقيف والتدريب الذاتي الشخصي، والجماعي المنظم.

كل عام وانتم بخير، وإنها لثورة حتى النصر

بكر أبوبكر

رئيس مجلس الإدارة لاكاديمية الشهيد عثمان أبوغربية

رئيس لجنة التعبئة والتدريب في مفوضية الإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى