المقالات

بعد الثانوية العامة ماذا سأفعل؟ في 7 نقاط!

بعد الثانوية العامة يبدأ فصل جديد من الحياة ينفتح فيه الطالب على هذه الحياة باتساعها، ورحابتها وتناقضاتها المحيّرة وأسرارها.
إنه يخالط ويتواصل ويبني علاقات مع نماذج وشخصيات وأجواء وبيئات قد تتفق أوتختلف مع بيئته الخاصة أو المحدودة السابقة على الجامعة.
في بيئة الجامعة قد تتغير نظرته، أو تتطور. لذا يجب أن ينفتح ويتسع عقله ليرى ويسمع وينتبه دون الإضرار بمرجعيته الأصيلة بأنه ابن هذه الحضارة العربية الاسلامية-المسيحية المشرقية بلا جدال، وأن فلسطين جدول أعماله النضالي بدراسته التي يوليها اهتمامه الأكبر. لذا فهو يفكر ويفرز ويقرر.
بعد الثانوية العامة ماذا أفعل؟
هو نفس السؤال الصعب الذي قد يطرحه الجميع على أنفسسهم سواء بوعي كامل، أو بلا وعي (اللاوعي) ما يتجلى بالفرح الممزوج بالخوف، أو بالخوف المرهق مع قليل أو كثير من الأمل والبِشر، وللبعض منهم بتحفز وتحدي.
لذا فإن العبور ثم النجاة في الحياة الجديدة قد تحتاج منا ل7 مقومات أصيلة لابد للطالب الجامعي أن ينتبه لها. ولنتمثل الآية الكريمة (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ-الطلاق 3) حيث نقرن الإيمان والثقة بالله سبحانه وتعالى، بالأخذ بالأسباب أي بالتفكر والسلوك والعمل.
أولاً: الهدف الدراسي: إن لم أكن قد حددت مسبقًا اتجاهي الدراسي فيجب أن أحدده بوضوح ودقة الآن ارتباطًا بما أرغب وأحب، وعلاماتي ومتطلبات الجامعة، وارتباطًا بقوة السوق وامكانية النجاح، وإن تُهتُ قليلًا من الممكن أن أسأل الموثوقين والحريصين. لذا يجب أن يكون هدفي الدراسي محددًا وواضحًا أمامي لأنطلق برغبة الانجاز.
2-الرغبة والقدرة والمتطلبات: سواء درست بالاتجاه العلمي أو الادبي أو الصناعي أو التجاري أو الزراعي…الخ لا فرق البتة، المهم أني اتجه للذي يتوافق مع رغبتي وقدرتي وشخصيتي، والمتطلبات الأخرى بتوازن ما يمكن أن اقدم فيه الكثير وأنجح بل وأبدع لاحقًا بالحياة العملية.
3-فهم وإدارة التنوع: في فضاء الجامعة تنوع بشري جديد. لا يمكن أن تجد مثله في حدود البلد (المدينة، أو القرية أو المخيم…)، ومن هنا وجب أن أفهم معنى التواصل والاتصال وبناء العلاقات، بمنطق حُسن الاستماع والنظر والتدبر والفرز (أسمع، أشك، أفكر، أسأل، أتدبر، أقرأ كثيرًا بشكل أفقي، أفتح نافذة في عقلي للفهم وللتغيير، لا أتساوق مع الداهم أو المتسلط على عقلي….)
4- الصديق: بناء العلاقات والصداقات مهم في الجامعة. الصديق يصدُق ويدعم ويقوي ويريح ويفي، ومن لم تجده يحقق لك ذلك فليس بصديق، وإنما قد يكون مستفيد منك، لذا أحسن الانتقاء.
5-النظر في الأفكار: في الجامعة قد تنفتح على مساحة واسعة من الأفكار السياسية أو المجتمعية المختلفة فأنظر لطبيعة الأفكار لوحدها مجردة، ولا تردها بالضرورة لسلوك البعض المسيء، وارتبط بالقدوة إن وجد فكرا ومسلكا وممارسة وصدقًا، واعلم أن قوة الأفكار ونقائها وتلبيتها للحاجة لا يعني أن حامليها كلهم كما يظهرون أبدًا، ففيهم الجيد وفيهم المتلَون وفيهم الانتهازي وفيهم الكذاب الذي يستغلك. لذا كن الى جانب الأفكاروالقيم التي تُعلي من شأن فلسطين العربية هويتنا النضالية الجامعة فلا تنظر بأي اتجاه الا من خلالها، فلا تضل.
6-لا لاستغلال الدين: الذين يحاولون الوصول اليك من زاوية استغلالهم للدين على فرضية كامنة بنفوسهم أنهم الأفهم، وأنك قليل الايمان! أو قليل التدين، فيخلطون خطهم السياسي بمقومات الدين الحنيف، يجب ألا يفلحوا مع العقل المتدبّر. ويجب ألا يسمح لهم العقل المستنير بأن يعكسوا العبادات أو المظاهر على الرأي السياسي. فالعبادات والمعتقدات ]ثابتة[ وهي علاقة ثنائية بينك وبين الله سبحانه وتعالى. أما الرأي السياسي فهو ]متغير[ومتعدد، ويخطيء ويصيب لا قداسة فيه لأنه حسب مصلحة الناس المتغيرة أبدًا.
7- الانفتاح ضد التسلط العقلي: النقطة الأهم هنا هو أنني سأظل عقلا منفتحًا على الآخرين، وإن اختلفت معهم في مسائل (قد أتفق معهم في مسائل أخرى)، أسمع وأعي وأسأل وأشك وأحاور وأتدبر وأتيقن، وأحترم اختلاف الآخرين. فلا أجعل لأحد أن يهيمن على عقلي سواء دينيا أو سياسيًا أوبمفاهيمة المجتمعية، أو بادعائه امتلاك الحقيقة الكاملة، أو بفرض (الأبوية) عليّ. لذا اتعب على بناء نفسك كثيرًا فهذا واجبك امام نفسك، وامام الله سبحانه وتعالى، وأمام أسرتك والجميع، في إطار الاولوية للدراسة والنجاح، وفي إطار أن تجعل فلسطين أولًا بين عينيك فهي الغربال وهي البوصلة.
والى ذلك فمن المهم أن أعاهد نفسي على أن
1- هدفي الأول أن أنجح بكفاءتي، ولن أفرط بهذه الفرصة بإذن الله وهمّتي.
2- أقوم بواجباتي أمام ربي فأنا أفهمها، وأمارسها. فهي علاقتي الثنائية مع ربي.
3-أثبت لوالديّ وأهلي أني أهلٌ ومستحقٌ لما سأكون، وأجعلهم يفخرون بي
4-أحافظ على الأخلاق والقيم، وأفهم التنوع وأتعلم الحوار، واكتشف الجديد والمفيد يوميًا. وأيضًا أتعلم كيف أوازن ماليًا بين الممكن والمطلوب، فلن أرهق أهلي بالطلبات.
5-الدراسة أولًا، والعمل الوطني الطلابي التطوعي، وتطوير ذاتي وعلاقاتي، ولابأس بشيء من المرح وقضاء أوقات مفرحة مع أصدقائي وفي وقتي الثالث (الوقت الحر).

بكر_أبوبكر

لنتفكر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى