الأخبار اللبنانية

الحص لـ”الأنباء”: الـ”س.س” مغيبة وسوريا والسعودية تستطيعان إحياءها

رأى رئيس الحكومة الأسبق د.سليم الحص ان الرئيس نجيب ميقاتي لا يتحمل وحده التأخير الحاصل على صعيد

تشكيل الحكومة، وإن كان هو أدرى الناس بهذا الشأن. وقال لا يمكن ان نسمي جهة واحدة بل كل الجهات لها مطالب والتي عبرها تتم عرقلة تأليف الحكومة، مشيرا الى ان كل الخيارات متاحة أمام الرئيس المكلف الذي اختار الخيار الاصعب من خلال جمع الاضداد مع بعضهم في حكومة واحدة، وهو أمر صعب وغير ديموقراطي، لافتا الى ان الديموقراطية ترتكز على المساءلة والمحاسبة التي لا تتوافر إلا من خلال المعارضة.

وقال الرئيس الحص في تصريح لـ”الأنباء” انه من الخطأ ان يعتبر الرئيس ميقاتي نفسه وسطيا وإذا كان كذلك يمكنه تأليف حكومة تكنوقراط والسير بها أي ألا يكون مع احد وأن يستقطب الجميع، مشيرا الى ان اصرار الرئيس ميقاتي على جمع الاضداد في حكومة واحدة جعل من المتعذر قيامها في وقت مبكر واذا استمر على هذا النحو فسنكون امام مدة طويلة من المراوحة، لافتا الى ان ميقاتي قادر على النجاح وعلى تجاوز العراقيل، لانه رجل محترم ولديه رأيه وموقفه وأمامه الفرصة لتحقيق نجاح مرموق.

ورأى الرئيس الحص ان المشاركة في الحكومة يجب أن يترك الامر في اختيار اعضائها للرئيس المكلف الى حد بعيد. معربا عن اعتقاده ان المنافسة الحاصلة على توزيع حقائب وزارية معينة هي من الترهات التي تعرقل قيام الحكومة.

وعن الصراع الدائر على حقيبة وزارة الداخلية قال الرئيس الحص انه لا شيء يمنع ان يكون لرئيس الجمهورية وزراء في الحكومة، مشيرا إلى أن اكثر رؤساء الجمهورية لا يهمهم أن يشاركوا في الحكومة وان هذا الأمر يتوقف احيانا على رأي رئيس الجمهورية نفسه. داعيا الجميع الى الانفتاح على الرئيس ميقاتي ومساعدته على تأليف الحكومة التي يراها مناسبة. وعن الحملة التي شنت ضد تسمية الرئيس ميقاتي لتشكيل الحكومة واعتبار اختياره بمنزلة انقلاب اسود قال الرئيس الحص انه لا يجوز فرض شخص معين لرئاسة الحكومة كما لا يجوز القول بالانقلاب الاسود، لأن الامر ترك للاستشارات النيابية التي آلت الى تسمية الرئيس ميقاتي، لافتا الى ان الاكثرية النيابية لم تقم بانقلاب، لانه عندما نتحدث عن اكثرية نيابية معنى ذلك اننا نتحدث عن ديموقراطية لا عن انقلاب.

وردا على سؤال عن تحول الاكثرية النيابية الى اقلية قال الرئيس الحص ان المصالح السياسية تعبر عن واقع سياسي فعندما تكون هناك اكثرية في اتجاه معين يعني ان لها مصالح في هذا الاتجاه والمصالح أمر طبيعي شرط أن تكون مصالح وطنية لا مصالح انانية، لافتا الى ان من حق فريق 14 آذار ان يتخذ لنفسه موقع المعارضة وان اراد سلوك هذا الطريق فهو أمر ايجابي، لأنه لا ديموقراطية من غير مساءلة ومحاسبة وأن من يقوم بهذا الفعل هو المعارضة، مشيرا الى ان فريق 8 آذار كسب المزيد من التأييد في المرحلة السابقة وتحول الى أكثرية بعد ان كان اقلية وعلى حساب فريق 14 آذار.

ورأى الرئيس الحص ان قوى 14 آذار تيار له رؤيته ويسير في طريق معين، مشيرا الى وجود اكثر من تكتل في فريقي 8 و14 اذار فضلا عن المستقلين. وأكد ان التعددية مسألة مهمة كثيرا بالنسبة للديموقراطية واذا جمعوا كلهم في اطار واحد فإن ذلك يلغي الديموقراطية، ورأى ان قوى 14 آذار قادرة على تحقيق نتائج ايجابية على صعيد المعارضة في حال نظمت صفوفها وكانت منسجمة مع نفسها في كل الاوقات بحيث لا تغير مواقفها بحسب مقتضيات المرحلة.

وعن مبادرة الـ”س.. س” وامكانية اعادة احيائها اعتبر الرئيس الحص ان مبادرة الـ«س. س» هي الآن مغيبة ولكن تستطيع ان تجدد حضورها في اي لحظة، وهذا يتوقف على سورية والسعودية ان شاءا احياء هذه المبادرة فإنهما يستطيعان احياءها.

وردا على سؤال عن الجهة التي افشلت المبادرة السورية ـ السعودية اشار الرئيس الحص بالقول الى ان كلا الطرفين 8 و14 آذار قد افشلا هذه المبادرة فضلا عن النظام السياسي اللبناني المسؤول عن ذلك والذي يظهر عقمه في بعض الاحيان أي يصبح عقيما بحيث لا تستطيع المبادرات الخارجية ان تخترقه.

وعن الثورات التي تحصل في البلاد العربية اعتبر الرئيس الحص انها دليل حيوية وهذه هي المرة الاولى منذ سنوات طويلة نشهد فيها مثل هذه الحيوية، واكد ان ما حصل في تونس ثم مصر وليبيا وغيرها من الدول هو مشرف والمهم المحافظة على هذا الزخم في هذه البلدان وبصورة خاصة في مصر لانها تلعب دور القدوة في العالم العربي، لافتا الى ان ما يحصل في مصر ينعكس على اوضاع سائر الدول العربية وهو امر مهم جدا ان تصمد مصر في هذا الاتجاه وتطوره الى رؤية سياسية محددة تفرض نفسها على سائر الدول العربية.

وبرأي الرئيس الحص ان الشعوب الحية تحاول فرض ارادتها بين الحين والآخر ديموقراطيا، لافتا الى ان الديموقراطية في العالم العربية هزيلة وضعيفة جدا، وان مشكلاتنا اننا لم نتمكن من ان نترجم تطلعاتنا السياسية الى ممارسة ديموقراطية حقيقية. وعن الاسباب التي دفعت بالشعوب العربية الى التحرك بالساحات والمطالبة باسقاط النظام والمعايير التي تحكم هذا التحرك قال الرئيس الحص ان الشعوب العربية لديها مشاكلها الكثيرة بحيث لم يعد هناك شعب عربي راض عن واقعه ويتحرك باتجاه التغيير وهذه ظاهرة صحية، معتبرا ان الحراك الحاصل في الشارع العربي هو نتيجة الكبت لمدة طويلة من الزمن، لافتا الى ان الشعوب العربية بدأت بالتحرك والمطالبة بالتغيير عندما ادركت ان الحكام العرب بقوا في السلطة بين 20 و40 عاما، مشيرا الى ان التغيير هو من طبيعة الديموقراطية ويجب الا نخاف منه.

وابدى الرئيس الحص اسفه لغياب القضية الفلسطينية التي هي قضية مصير قومي عربي، معربا عن اعتقاده أن تعود الى مكانتها الطبيعية وتشغل السياسة العربية في كل مكان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى