الأخبار اللبنانية

الجسر تيار “المستقبل” بات يتمتع بحرية تحرك أوسع من الفترة السابقة

من المعارضة والى المعارضة يعود تيار “المستقبل” ليرمي وراءه حملاً كاد ان ينقض ظهره، فرُفع عن 14 اذار وزرها وعادت لتلم شمل ثورة الأرز ، بعد ان سقط من سقط على طريقها، وبقيت أكثرية تشد عضدها بجذوز ثابتة في الأرض وفرع يحلق في السماء الزرقاء.    

رسم رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري خريطة طريق المرحلة المقبلة ل”تيار المستقبل”وباقي قوى 14 اّذار كاشفا عن مسار طويل بدأه بعد إغتيال والده الرئيس رفيق الحريري وصولا الى فسخ “السينين” وما سبق ذلك من مشاريع إتفاقات لم يكشف عنها من قبل ليعلن في النهاية العودة الى الجذور “وما احلى الرجوع اليها”.
من هنا كان بدء الحديث مع وزير العدل السابق وعضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر الذي يؤمن بمعارضة الكلمة التي استطاعت ان تسقط الحكام عن عروشهم، وهي برأيه “أقوى من السيف ومن كل سلاح الأرض، وهي نهج الرئيس الشهيد التي لا يفقه تيار المستقبل غيرها من اللغات”.    

بعد إعلان الرئيس الحريري ما كان قد خبأه في صدره لفترة طويلة يقول الجسر “نحن بتنا قادرين على قول كلمة “لا” ويضيف هذه “اللا” سيشاهدون من خلالها معارضة من نوع جديد، معارضة بناءة بكل معنى الكلمة، معارضة سترصد كل الأخطاء التي تُمارس سواء في السياسة أو في الإدارة” .

يؤمن الجسر بأن تيار “المستقبل” بات يتمتع بحرية تحرك أوسع من الفترة السابقة لان سياسة “اليد الممدودة” التي اعتمدها الرئيس الحريري عقب انتخابات 2009 قوبلت بالرفض والإنقلاب، مؤكدا “نحن لن نسكت بعد الأن لقد تحررنا من مواقف كثيرة كنا نلزم انفسنا بها لمصلحة الفريق الأخر”.     
ويؤكد الجسر ما أكده الرئيس الحريري مرارا وتكرارا “نحن لسنا طلاب سلطة من اجل السلطة، نحن طلاب سلطة من أجل مشروع سياسي، وهذا أمر مشروع جداً”.     

ويعتقد ان المرحلة المقبلة ستكون للعمل على إستعادة قرار الناس الذين سُلب قرارهم بالإنقلاب السياسي .    

في ما خص مصير المحكمة في ظل حكومة تابعة لفريق 8 اذار يرى “ان احدا لا يستطيع إيقاف المحكمة، ربما سيحاولون عرقلتها ولكن لن يستطيعوا التعطيل التام لأن نظام المحكمة يسمح بالمحاكمة الغيابية إذا كان هناك ما يحول دون إمكانية دعوة بعض الأشخاص الى المحاكمة فبالإمكان محاكمتهم غيابياً. ويضيف “يمكن لهم أن يوقفوا التمويل، ولكن المجتمع الدولي يستطيع أن يؤمن التمويل البديل، وبالتالي وقف التمويل من الجانب اللبناني لا يعني شيئاً ولا يعفي لبنان من التزاماته الدولية في المستقبل، وهذا يجب أن يكون واضحاً للجميع”.    

وعن الكلام الذي يتداوله ابناء الإنقلاب الأسود عن إلغاء المحكمة في مجلس النواب يقول الجسر “هناك مبدأ بالعلم الإداري يسمى “توازي الإجراءات”، اي يلغى الأمر بطريقة إنشائه اي ما أنشىء بقرار لا يلغى إلا بقرار”.    

ويربط الجسر الإحتفال الجماهيري الذي ستقيمه قوى الرابع عشر من اذار في ساحة الحرية باقتراب موعد صدور القرار، وهو لا يستند بذلك الى معلومات بل الى ما كان تم تدواله من ان القرار أُرسل الى الإدعاء قبل أربعة أو خمسة أسابيع ويُفترض خلال ستة أسابيع من تاريخ إرساله أن يقوم قاضي الإجراءات التمهيدية بتبنى القرار أو ردّه، وبالتالي أمام هذه الحالة وفي هذا المناخ تم الإتفاق على إحياء ذكرى 14 شباط الأليمة في “البيال” والإحتفال بمرور 6 سنوات على ثورة الأرز والتي كانت أساس كل الإنطلاقة السياسية وكل التغييرات التي حصلت بعد الـ2005.    

وما إذا كان هناك من إمكانية لمشاركة المعارضة في الحكومة إذا قُدم لها الثلث المعطّل يقول “بعد التداول تشكلت لدينا قناعة بأنه من الأفضل أن لا نشارك لأن المشاركة تعطي شرعية للإنقلاب.

ويوضح الجسر ان نيات فريق الإنقلاب بعدم مشاركة المعارضة في الحكم كشفها كلام كل من الرئيس نبيه بري و العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، مضيفا “ان منطق اشتراط عقد جلسة وتحديد موعد الجلسة وتحديد جدول أعمال الجلسة وأن يكون الرئيس الحريري في لبنان في أقل من 24 ساعة هو منطق إنقلابي لإخراج سعد الحريري وليس عودته”.    

لذا يتوقع الجسر ألاّ تشكل الحكومة في القريب العاجل لأنهم بحسب قوله “ينتظرون بعضهم البعض حيث هناك انقسام حول الوزارات والأحجام وهذه مشكلة أساسية بينهم”، مستنتجا ان “ما حصل في مصر سيكون له بعض الأثر على عملية التأليف وكذلك الأمر بالنسبة الى صدور قرار المحكمة لكي يروا كيف سيتم التاليف وبأي شخصيات”.    

ولأن اللحظة الزمنية لا تتكرر مرتين، ولكن يمكن ان يتم إنتاج لحظات مشابهة، يعوّل النائب الجسر على إمكانية إعادة إنتاج 14 اذار 2005 لانه يرى ان الإنقلاب الأسود ترك إرتدادات في نفوس جماهير 14 آذار وأقلق الناس كثيرا خصوصا انه ترافق مع قصة القمصان السود وما ذُكر عن تحركات في محور كيفون-القماطية.    

وردا على من يعتقد ان 14 اذار ستكون لحظة إتقلاب على من استولى على السلطة يجيب “في حال تم ذلك فهذا يكون استعادة سلطة وليس انقلابا سياسيا والإستعادة بالوسائل الديموقراطية وليس المطلوب ان نقوم بانقلابات، كلا هذا الأمر غير مطروح”.    

عن علاقة فريق المعارضة بسوريا بعد إلغاء مفاعيل السين – سين يقول “العلاقة يجب أن تكون من طرفين، وليس الرئيس الحريري هو الذي قطع العلاقة مع سوريا”. اضاف “الجميع يذكر قضية المذكرات القضائية السورية علما ان القضاء السوري ليس هو القضاء الصالح”. ويذكر الجسر بالمادة 4 من الإتفاقية القضائية اللبنانية-السورية التي لا تخضع هذا الأمر لصلاحية القضاء السوري. ويضيف الجسر “ان ما حصل لا يمكن قراءته إلا بالسياسة”.    

ولا يستبعد الجسر ان تعمد حكومة 8 آذار الى الإنتقام من فريق الرئيس سعد الحريري كما تم ذلك في السابق مع فريق الرئيس رفيق الحريري مستندا بذلك الى أقوال قادة الإنقلاب التي الذين لا يخفون نياتهم بالإنتقام والمحاسبة، ويعلق على ذلك بالقول “فليحاسبوا كما يشاؤون، لا شيء عندنا نخاف منه”.    

عن “الهمروجة” الإعلامية والسياسية التي جوبه بها بيان المجلس الإسلامي الشرعي يقول “الوثيقة أكدت ثوابت وطنية قديمة مذكورة منذ العام 1983 والشق المستجد فيها هو البند التاسع والذي كان توصيفاَ للحالة السياسية منذ العام 2005 حتى اليوم وللتجاوزات ومحاولات القهر والاستيلاء على السلطة ومحاولات التنصل من المحكمة الدولية”. ويرى ان حضور الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يعني موافقته على كل هذه الاتفاقية، وخروجه عنها سيكون إنقلابا عليها ما يعني ان ذلك سيضعه في مواجهة الجماعة.    

وعما يمكن ان تقوم به المعارضة السلمية التي ينتهجها تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من اذار مقابل السلاح، يخلص النائب الجسر الى القول “ليس امامنا سوى خيار واحد هو أن نقول لا، وبهذه “اللا” يمكن أن نفعل الكثير مهما كان نوع هذا السلاح، وما نشهده من حولنا عن إمكانية تأثير المعارضة السلمية في وجه الحكام والطغاة يجعلنا ندرك ان الكلمة أقوى من السيف، فالكلمة انزلت حكاما عن عروشهم لانها اقوى من كل سلاح الأرض”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى