منقارة يبارك للشعب المصري ثورته على النظام الظالم ويحذر من الفوضى التخريبية التي تضيّع الانجازات وتجلب التدخلات الخارجية
بعد طول معاناة للناس وبعد إهمال لمطالب الشعب الإصلاحية والاجتماعية والصحية والتعليمية، لمصلحة طبقة حزبية، وبعد موجات الغضب المتتالية منذ عقود ضد التطبيع مع العدو الإسرائيلي والتخلي الرسمي عن دور مصر العربي في حماية أمنها الوطني والأمن القومي العربي، جاءت الانتخابات النيابية المصرية منذ أسابيع مخيبة للآمال، حيث بلغ التدخل السلبي للسلطة مداه، مما أقفل كل الأبواب أمام المعارضة الوطنية وتزايد الاحتقان السياسي، وذلك بالتزامن مع الحرمان الاجتماعي، فكان انفجار الانتفاضة الشعبية تعبيراً عن الرغبة في التغيير والإصلاح والعدل الاجتماعي وإسقاط الفساد ورموزه.
إن يوم السابع والعشرين من كانون الثاني كان تحركاً جماهيرياً سلمياً وديمقراطياً، مارس خلاله الشباب المصري دوره، وعبّر عن آماله وطموحاته، لكن في ظل غياب قيادة متحدة للمتظاهرين، وغياب برنامج موحّد متفق عليه بين القيادات الوطنية، اخترقت صفوف الناس جموع منظمة تخريبية تولّت صرف التظاهرات عن أهدافها، فأحرقت مؤسسات رسمية وخاصة بغاية تشويه الانتفاضة وإثارة الفوضى التي لا تهدد النظام بقدر ما تهدد الكيان الوطني المصري، وبما يشبه حالة اختراق انقلابي على الانتفاضة نفسها.
إن مصر اليوم تواجه تحديات بالغة الخطورة، في طليعتها مشروع الشرق الأوسط الكبير الصهيوني الهادف إلى تقسيمها طائفياً وعرقياً، مع مجموعة من الدول العربية المجاورة، وبخاصة بعد تقسيم السودان وتهديدات أثيوبيا لتقليص حصة مصر من مياه النيل.
إن العدو الصهيوني وبرغم معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، يعتبر مصر كشعب وثقافة وتاريخ وليس النظام السياسي ما تزال عدواً إستراتيجيا له، لذلك فإن مصلحة الصهاينة أن تغرق مصر في الفوضى والتقسيم والتطرف لإضعافها والتخلص من خطرها على المدى المتوسط والبعيد لذلك يعمل العدو الصهيوني وحلفاءه يعملون لإضعاف سلطة الدولة المركزية، بغض النظر عمن يشغل هذه السلطة، سواء كان صديقاً أم معادياً كما فعلوا في العراق، ذلك أن شلل أو انحلال القوة المركزية لمصر يسهّل عملية التقاسم والتقسيم للكيان المصري الموحّد.
وأمام هذه التحديات على الكيان المصري، نتطلع ونأمل من كل الوطنيين المصريين أن يتخذوا المواقف والإجراءات التي تحقق مطالب الشعب في الإصلاح، في إطار المحافظة على السلم الأهلي والوحدة الوطنية والقوة المركزية للدولة. ومن الواضح أن إجراءات الطبقة الحاكمة حتى الآن لا تستجيب لمطالب الناس، إذ أن تغيير الحكومة وتشكيلها من الحزب الحاكم يزيد الأمور تعقيداً..
1. لم يعد ممكناً أن تستمر طبقة اقتصادية سياسية في نهب موارد البلاد بفساد واسع والشعب يئن من المعاناة والحرمان لفقدان العدالة الاجتماعية، وإن هروب حفنة من الرأسماليين الوحشيين مع أموالهم إلى الخارج يوضّح مدى إشراف هذه الطبقة القائمة على الفساد والاستغلال.
2. إن استعادة الانتفاضة من الاختراق السلبي والفوضى لا بد أن يتحقق من خلال تكوين جبهة وطنية موسّعة تطرح برنامجاً محدداً يضع في أولوياته المحافظة على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي.
3. إن الجيش الوطني المصري يتمتع بسمعة طيبة لدى كل المصريين، فالمطلوب شعبياً مساعدته ليقوم بدوره كاملاً في حماية مصر وتحقيق مطالب شعبها. انه القوة الوحيدة القادرة الآن على وقف الفوضى واستعادة السلم الأهلي تمهيداً لمباشرة حركة إصلاح شاملة لأوضاع البلاد.
4. إننا ندعو كل أحرار مصر للحفاظ على جوهر الانتفاضة وأهدافها الوطنية والاجتماعية، ولا ينبغي السماح لشخصيات أو أحزاب أن تسرّق هذه الانتفاضة وتحولها إلى اتجاهات أخرى.
إن الأميركيين يحتفظون دائماً ببدائل على جميع المستويات، ولديهم القدرة على خداع الشعوب ولو لوقت، فكل الحذر من ركّاب الموجات الشعبية وأصحاب الشعارات الأميركية المزيّفة والخدّاعة.
إننا نعلن تضامننا مع أحرار مصر ومع الوحدة الوطنية المصرية ومع حق الشعب في حياة حرة كريمة، ونسأل الله تعالى أن يحفظ مصر من الأخطار لتظلّ في قلب أمتها العربية والإسلامية قوة صمود وتحرر وتقدم..
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development