الأخبار اللبنانية

قداس شكر في كنيسة مار يوحنا المعمدان -زغرتا

بمناسبة توقيع صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة الراعي على ملف تطويب البطريرك اسطفان الدويهي الاهدني وإرساله الى مجمع القديسين في روما اقيم عند الساعة الحادية عشرة صباحا قداس شكر في كنيسة مار يوحنا المعمدان -زغرتا ترأسه المطران سمير مظلوم وعاونه الخوري اسطفان فرنجية وحشد من كهنة زغرتا الزاوية فيما خدم القداس جوقة قاديشا .
وقد حضر القداس النائب اسطفان الدويهي ، رئيس بلدية زغرتا اهدن المهندس توفيق معوض ،جوزاف الرعيدي رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي وأعضاء المؤسسة ، رئيسة كاريتاس اقليم زغرتا ، وممثلي الهيئات والمؤسسات الاجتماعية والثقافي ة والتربوية وحشد من أبناء رعية زغرتا

بعد تلاوة الإنجيل المقدس القى المطران مظلوم عظة جاء فيها:” آبائي الأجلاء ، سعادة النائب الكريم ، أيها الأخوة والأخوات الأحباء،
اهلا بأعضاء مؤسسة البطريرك الدويهي الذين أتوا من بعيد ومن قريب ليحتفلوا معنا اليوم في هذا القداس المبارك بمناسبة عزيزة على قلوبنا جميعا . نحتفل به قداس شكر لله ، قداس شكر على ما بلغت اليه دعوى تطويب البطريرك اسطفانوس الدويهي الذي مهما قلنا في فضائله وفي اعماله لن نفيه حقه . انما نحن اليوم نفرح معكم ومع الكنيسة جمعاء لان قداسة البطريرك الدويهي التي أعطت إشارات عديدة ومنذ زمن بعيد قربت من ان تعلنها الكنيسة رسميا وذلك من خلال ما قامت به الكنيسة من اعمال تحقيقية قانونية لكي تتأكد من ان القداسة التي كان الشعب يقول عنها منذ ما كان البطريرك الدويهي عائشا على هذه الارض حتى اليوم ، هذه القداسة تتأكد الكنيسة من علاماتها وتبرزها فتعلن بكل احتفال رسمي ان البطريرك الدويهي اصبح قديسا في الكنيسة الجامعة . ان الخطوات العديدة التي مرت بها دعوى التطويب وصلت اليوم الى هدفها وهو ان الشرط الاساسي لإثبات تطويب اي قديس هو ان يصنع الله على يده وبشفاعته أعجوبة او شفاء عجائبيا ، واللجنة التي عينها غبطة البطريرك للتحقق من هذا الشفاء العجائبي وصلت الى نهاية عملها وقدمت كل اعمال هذه الدعوة الى مجمع القديسين في الفاتيكان الذي بدا حالا بدراسة هذه الاعمال ونأمل ان تبلغ هذه الاعمال الى مسامع قداسة البابا مع قرار المجمع المختص لكي ينشر قداسة الباب بإعلان رسمي هذه الخطوة المهمة جداً وهي اعلان طوباوية البطريرك الدويهي ، وهنا علينا ان نشكر الله اولا الذي أعطانا البطريرك الدويهي في تاريخ كنيستنا لانه هو الذي له الفضل الأول في تسطير تاريخ هذه الكنيسة وهذه المنطقة من العالم كما له الفضل الاول في تنظيم ليتورجيتنا الكنسية وهو الذي له الفضل الاول في التركيز على المعاني اللاهوتية وعلى حياة الكنيسة المارونية التي عاشت طوال هذا التاريخ حياة قداسة وجهاد ، حياة عمل وصلاة لكي تبقى أمينة على إيمانها لله تعالى ، ولكي يتمكن من القيام بكل هذا كان الله قد منحه نعما كثيرة ، قد منحه ذكاء خارقا ومنحه نزعة طبيعية نوعا ما نحو القداسة وهو ثمر كل ذلك طوال حياته . واليوم إذ نصل معه الى هذا الأعلان ، قريبا انشاء الله عن طوباويته لا يكفي ان تتغنى بقداسته او نتغنى بأمجاد تاريخنا العريق .”
تابع المطران مظلوم:”القديس اي قديس الطوباوي الذي تعلنه الكنيسة انما تعلنه اولا اعترافا بفضل الله عليه وعلينا وشكرا له ، وثانيا لكي تضع مسيرته امام أعيننا ، أعين المؤمنين لكي يتشبهو به ويسيروا على خطاه ، وما نحن مدعوون اليه اليوم هو اولا تكثيف الصلاة والشكر لله لأجل ان يظهر الله إرادته من خلال هذا الرجل العظيم في تاريخنا ، وتكثيف الصلاة أيضاً لكي نعمل جميعا على التشبه بالقديسين فالبطريرك الدويهي لم يكن رجلا عاديا بل عاش الفضائل المسيحية الى أبعد حد ، كان رجل إيمان عميق ، لقد كان إيمانه ينقل الجبال ، كما كان رجل محبة بكل أبعادها وعرف ان يكون مثالا بذلك ، كان رجل الرجاء بالرغم من كل الصعوبات التي عاشها والتي مرت عليه بقي مرتفع الرأس ، رافع العينين نحو السماء يعرف ان من امن بالله وكرس حياته لخدمته لن يتركه الله .”
اضاف المطران مظلوم:”مع كل ما وصل اليه من علم في أيامه كان البطريرك الدويهي رجل التواضع ، كان يحسب نفسه خادما لأصغر خدام شعب الله . كما لم يكن يتردد من القيام بالخدمة على كل الأصعدة الروحية والاجتماعية والفردية . و عرف ان يحافظ على طهارته الملائكية ، عرف ان يحافظ على قربه من الله ومن الجميع . هذه الفضائل المسيحية واكثر هي التي ساعدت على ان يتقدم خطوة خطوة نحو المذابح . والسيد المسيح يدعونا الى ان نعيش نحن أيضاً هذه الفضائل والقيم الإنجيلية فهي ليست محصورة في بعض الاشخاص انما دعوة كل واحد منا فنعيش المحبة ونسامح الاخرين ونغض النظر عن الإساءات التي تأتي ونعمل الخير مع الجميع ونعيش الرجاء فلا نياس امام الصعوبات ولا نتراجع بل نبقى دائماً متصلين على الله ونسير الى الامام ، نعيش تواضع المسيح .”
وتابع المطران مظلوم :”نرفع صلاة الشكر الى العذراء مريم امنا ، سيدة زغرتا التي رافقت البطريرك الدويهي وكل آبائنا وأجدادنا لأنهم اعطوا الكنيسة نساء ورجالا ساروا على طريق القداسة ليكونوا منارة امام الجميع . كما نرفع صلاتنا اليوم لنشكر كل اللذين جاهدوا وعملوا وضحوا لكي تسير دعوى تطويب البطريرك الدويهي وتصل الى ما وصلت اليه . وندعو كم الى ان تكثفوا الصلاة والتشفع بالبطريرك الدويهي من الان فصاعدا حتى تبرز اكثر علامات القداسة التي عاش . ولكي تسير دعوى تطويبه وقداسته السير الطبيعي الذي نتأمل ان يكون سريعا كما يظهر من الإشارات التي تأتي حتى اليوم . ونأمل ان تكون زيارة قداسة البابا الى لبنان في اواخر الصيف القادم مناسبة يعلن فيها هذا التطويب .”
وختاما توجه الخوري اسطفان فرنجية بالشكر الى الحضور وجوقة قاديشا ووسائل الاعلام وتيلي لوميير التي غطت القداس لافتا الى ان القداس حضر على عجل دون دعوات رسمية وآمل الاجتماع قريبا في مناسبة تطويب البطريرك الدويهي ونطلب الصلاة والشكر للاب بولس القزي الذي يقدم الملف في روما ليوفقه الله كما نامل ان نكون في أيلول القادم على موعد مع تطويب البطريرك الدويهي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى