الأخبار اللبنانية

ميقاتي يرعى حفل عشاء إطلاق منسقية الجامعات في شباب العزم

رعى الرئيس نجيب ميقاتي حفل عشاء إطلاق منسقية الجامعات في شباب العزم للعام الدراسي القادم،في “فندق كوالتي إن”- طرابلس،بحضور مدراء كليات الجامعة اللبنانية:الحقوق، الآداب والصحة،الإقتصاد وإدارة الأعمال،معهد العلوم الإجتماعية،الفنون والهندسة،ومدراء وممثلي الجامعات الخاصة:الجنان،العربية،المنار،القديس يوسف،البلمند،اللويزة،كنام، اللبنانية الفرنسية واللبنانية الدولية.
كما حضر عدد من مسؤولي المنظمات الشبابية والتربوية في لبنان،من:حركة أمل،تيار المستقبل،حزب الله،المردة، القوات اللبنانية،التيار الوطني الحر،التقدمي الإشتراكي،رابطة الطلاب المسلمين،شباب المشاريع،الحزب الشيوعي اللبناني.
الإحتفال بدأ بالنشيد الوطني اللبناني،ثم نشيد العزم،فكلمة ترحيب بالحضور من الإعلامي علي حسون،ثم كلمة مسؤول شباب العزم ماهر ضناوي،قال فيها:لقد وضعنا نصب َ أعيننا بناء جيل التغيير وأولينا الجامعات وطلابها الأهمية الكبرى، وتمكنا من خدمة الطلاب على مختلف المستويات والصعد وهو ما خولنا الفوز بثقتهم الغالية عبر الوصول إلى مجالس الطلبة ، وإن َ لمنسقينا بالغ ُ الأثر في هذا الصدى الإيجابي والنتائج المشرفة،منسقون خولتهم إنجازاتهم تحصيل الثقة اللامتناهية ،هؤلاء الشباب هم ممثلي شباب العزم والمحرك الأساسي للعمل وهمزة ُ الوصل الوحيدة والرسمية مع الإدارات والمنظمات الشبابية، هذه المنظمات التي نقدر ما لها من دور أساسي في الصروح الجامعية التي تصنع شباب التغيير.

ودعا ضناوي الجميع إلى العمل سويا ًيدا ً بيد من أجل تفعيل دور الشباب وتنشيط مجالس الطلبة التي وللأسف خسرت دورها الذي طالما لعبته ُ خلال مراحل الإزدهار في لبنان، هذه المجالس التي كانت بوقا ً في الحفاظ  ِعلى حقوق الطلاب والدفاع عن قضاياهم المحقة والعادلة.لأن معظم مجالس الطلبة معطلة والعمل الداخلي اليوم في كل الجامعات قائم على مبادراتنا الفردية  ولا بد من تحرك منا جميعا كمنظمات شبابية مع رئاسة الجامعة والوزارة واعادة تفعيل الدور الشبابي في كل الجامعات والمدارس واعتقد اننا جميعا كمنظمات شبابية سنستفيد من ذلك وسيكون مردودها الايجابي اكبر من مردودها السلبي

وأضاف: أننا سنخوض هذه الإنتخابات بشعار واحد هو مصلحة الطلاب والجامعات فوق كل إعتبار، وإننا سنكون كشباب العزم منفتحون على الجميع إنسجاماً مع قناعاتنا بتوجيهات من الرئيس نجيب مقاتي ، فكل أبواب التحالفات مفتوحة مع جميع المنظمات والأحزاب والتيارات التي نحب ونحترم ، فالجميع له وجوده الملموس والمحسوس في الجامعات وإن كان هذا الأمر متفاوت أحيانا ً  .

نحن لا يمكن لنا أن نهمش أحداً، وسنبني التحالفات القادمة بدقة، الا أننا لا نرضَى أن نهمش،ولن نكون حِصانُ طروادة لأي طرف ٍ، وسنتحالف مع من نرى معه مصلحة الجامعة ومصلحة شباب عزم

ثم تحدث الرئيس ميقاتي فقال: نلتقي اليوم لنحتفل وإياكم بإطلاق منسقيات العزم في كليات الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة في كل لبنان للعام الدراسي  الجامعي المقبل.
وأشعر بالسعادة أن تشمل أسماء المنسقين كل أرجاء الشمال الغالي، والعاصمة العزيزة بيروت، بما فيها من كليات، ليقوم هؤلاء الشباب والشابات بمسؤوليات كبيرة في مهمة التنسيق مع إدارة الكليات والجامعات من جهة ومع إدارة شباب العزم من جهة ثانية لتأمين الإحتياجات والخدمات للطلاب،وتنظيم العمل الشبابي في الجامعات.
لقد مرت سنوات قليلة على إطلاق شباب العزم، ونحمد الله أن هذه السنوات قد أثمرت نخبة من جيل الشباب والشابات الذين تخرج قسم منهم، وباتوا جاهزين لخوض غمار الحياة، والإنتقال من مرحلة الدراسة إلى تحمل المسؤولية الإجتماعية والتنظيمية والعملية والعائلية.
أيها الاحباء،
يأتي احتفالنا اليوم وسط مناخ سياسي غير صحي أعاد البلاد الى أجواء التشنج والانفعال ، وإستحضر مفردات وشعارات كنا اعتقدنا أنها زالت الى غير رجعة ، في وقت نحن  أحوج ما نكون فيه الى ضرورة ترسيخ الهدوء والاستقرار لمواجهة الاستحقاقات التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط ، وذلك تحسبا لأي تداعيات سلبية على الوضع الداخلي ، كما كان يحصل في السابق لتمرير صفقة مشبوهة من هنا ، او تسوية غير عادلة من هناك …
إلا أن ما يزيد من قلقنا ، هو اطلاق مواقف واللجوء الى ممارسات تحيي الغرائز من جديد ، وتعزف على وتر ايقاظ الفتنة المذهبية التي بتنا نستشعر حرارة نارها ونحن نشهد ما يحصل في دول غير بعيدة عنا من جرائم يذهب ضحيتها ابرياء وتسهم في ضرب اسس انظمة  وتقويض كيانات دول…
وإذا كنا حذرنا ونحذر من مغبة الترويج لمثل هذه الخيارات ، فلأننا ندرك ما ترتبه من سلبيات على مستقبل لبنان وابنائه ووحدة طوائفه ومذاهبه التي إما ان تكون موحدة ومتضامنة ومتماسكة… أو لا تكون ، وبالتالي فإن أي تنافر بين هذه الطائفة او تلك ، وهذا المذهب أو ذاك – مهما كانت أسبابه ودوافعه – يشكل خطرا مباشرا على مسيرة السلم الاهلي في لبنان ، ويعيد عقارب الساعة الى الوراء ، مع ما يعني ذلك من تهديد مباشر لسلامة الوطن وكيانه وتركيبته الفريدة .

أيها الشباب والشابات ، يا أمل لبنان وصانعي مستقبله ، ثقوا أن الرهان على اشاعة اجواء التباعد والتفرقة والخلافات بين الطوائف والمذاهب اللبنانية ، تارة بين المسلمين والمسيحيين ، وتارة أخرى بين السنة والشيعة ، هو رهان خاطىء ، لا بل مغامرة خطرة ، تماما كما هو الحال بالنسبة الى الترويج عن احباط في مذهب ، وهيمنة لآخر، وتبعية في طائفة ، وإنكفاء في أخرى …وإذا كان ثمة من يظن بأن مثل هذه المناخات تحقق له مكسبا او تعزز له وضعا ، أو تمكنه من فرض ارادة ما،   فإن دعوتنا الى هؤلاء بأن يعودوا الى الماضي القريب ويتعظوا من دروسه وعِبَرِه،   ذلك أن المساس  بأي طائفة او مذهب في لبنان ، هو مساس بكل الطوائف والمذاهب مجتمعة  ،لأن هذا الوطن الصغير بمساحته ، الكبير بدوره ، قام على معادلة العيش المشترك بين طوائفه ومذاهبه على أسس العدالة والمساواة والشراكة الوطنية الحقيقية التي عاد وكرسها اتفاق الطائف .
إننا في لبنان ، سنة وشيعة ومسيحيون ، إننا لبنانيون : همومنا واحدة ، تطلعاتنا واحدة،   آمالنا واحدة ، والآمنا واحدة . ولن تكون اي مجموعة منا منفصلة عن المجموعات الاخرى،  او دخيلة عليها او طارئة على المجتمع اللبناني .
إن التكامل بين المسيحيين والمسلمين ، كما بين السنة والشيعة ، هو قدر وخيار وعلة وجود لبنان ، وأي محاولة ، مهما تعددت مظاهرها، لأستيراد بذور الصراع المذهبي الى لبنان ستواجه بارادة اللبنانيين الواحدة وبتصميمهم على خنق الفتنة في مهدها .
إنه من الخطأ الجسيم الاعتقاد أن فريقا لبنانيا واحدا قادرا على امتلاك القرار في لبنان ، لأن الاحداث اثبتت أنه عندما سعى فريق الى الاستئثار او الهيمنة او التسلط،  كانت النتيجة صدامات ومواجهات وحروب اهلية هُزم فيها المسلمون والمسيحيون على حد سواء ، وكان الخاسر الاكبر … لبنان .
أيها الاحباء ،
إننا نؤمن ايمانا راسخا بأن قدر اللبنانيين ان يعيشوا بتناغم كامل ، لأي طائفة او مذهب انتموا، ولأجل ذلك اتخذنا من الوسطية خيارا ونهج حياة ، ودعونا دائما الى اعتماد الحوار قاعدة ذهبية في العمل الوطني ،لأنه مهما اختلف اللبنانيون فان مصيرهم دائما العودة الى كلمة سواء يتغلب فيها الاعتدال على التطرف ، والواقعية على الخيال ، والموضوعية على الانحياز، وكل هذه الخصائص تجسدها الوسطية القادرة على اعادة لم الشمل ، والعمل على تضميد الجروح وتبديد الشرخ …
نعم ، أيها الاخوة ، إن الوسطية تفتح امامنا افاق النظر الى القضايا المطروحة من دون حكم مسبق ، فتبين ما هو ايجابي  وتشجع على استمراره ، وتتجنب ما هو سلبي للعمل على تغييره. الوسطية فرصة لا بديل عنها في الواقع اللبناني لمواجهة المواقف الراديكالية او المتزمتة او المتطرفة ، وكم نحن في حاجة اليوم الى ولوج مثل هذا الخيار لتحصين الساحة الداخلية وحماية وحدتنا الوطنية وسلمنا الاهلي لتمكين مؤسساتنا الدستورية ان تقوم بدورها كاملا، علما أن لا قيام لدولة إذا لم يحترم الجميع مؤسساتها  وقوانينها وانظمتها وقضائها ويعملون في سبيل قوتها ورفعتها .
أبها الاحباء، مبروك نجاحكم ، أنتم مستقبل لبنان وأنتم من يصنع غده . بعزمكم تقوم الدولة وبارادتكم تتحقق سعادة الوطن ورفاهية شعبه . عشتم ، عاش لبنان .

وتم خلال الحفل عرض فيلم مصور عن أهم نشاطات شباب العزم خلال عام،واستعراض لدور المجلس الإستشاري وتسمية وإطلاق المنسقين،وتم تكريم 8 متخرجين من شباب العزم عن العام الدراسي الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى