الأخبار اللبنانية

فتفت يرعى إفطار أقامه تيار المستقبل في الضنية

أعرب النائب د.أحمد فتفت عن إستغرابه بأن تعطّل الحياة السياسية من أجل شخص وأحقيته بالوزارة  ،

مؤكدا ان كتلة نواب تيار المستقبل قدّ بلغت الخطّ الاحمر من التنازلات السياسية التي قدّمها دولة الرئيس المكلّف سعد الحريري بالرغم انها كانت وستبقى دائما مع دولته بلا قيّد أو شرط في سبيل المصلحة الوطنية ، مشيرا الى ان التعاطي السلبي الذي تقوم به قوى الثامن من آذار ليس بجديد ، بل هو طريقة لطالما عهدناها منذ سنوات .
كما أشار فتفت الاّ انه من الواضح ومنذ بداية إعلان تكليف الشيخ سعد الحريري بتشكيل الحكومة ، حاولت قوى الثامن من آذار  جاهدة وضع العراقيل في طريقه ، مراهنين على عدم قدرته على التحمّل ولكنه أثبت بكل جرأة  العكس وإستطاع إخراج الازمة من عنق الزجاجة .
كما نبّه فتفت الى خطورة مشروعهم الحقيقي وراء التعطيل الجاري حاليّا ، بكل وضوح انهم يريدون الاثبات ان لبنان غير قادر على حكم نفسه بنفسه وانه من المفضّل إعادة زمن الوصاية مجددا .
كلام النائب الدكتور أحمد فتفت جاء خلال تمثيله دولة الرئيس المكلّف سعد الحريري في إفطار أقامه تيار المستقبل في الضنية لأهالي منطقة سير والجوار بحضور النائب د.قاسم عبد العزيز ومسؤول دائرة الضنية في تيار المستقبل نظيم الحايك وعدد من المشايخ وفعاليات ووجوه إجتماعية.
إستهل فتفت كلامه فقال :”في هذه الايام الاخيرة من رمضان وفي هذه الايام العصيبة من تاريخ الوطن ، جميعنا نتابع ما يجري على الساحة السياسية ، بعضنا بإبتسامة ساخرة وبعضنا بتعجب مرير . نسأل ما هي الاسباب الحقيقية لما نراه على الساحة الداخلية وهل بالفعل سببها الساحة الداخلية فقط ؟ نعيش في فترة من الاستحقاقات الخطيرة من الملف النووي الايراني الى الوضع الداخلي الايراني مرورا بالوضع العراقي الى العلاقات العراقية ـ السورية المتأزمة وصولا الى الملف الفلسطيني والغطرسة الصهيونية العدوانية إضافة الى مجموعة من الملفات العربية ـ العربية .كل هذه الاستحقاقات تخلق على الساحة اللبنانية جوّا من المخاطر المحدقة  لذلك بادر الرئيس سعد الحريري بمدّ يده الى الطرف الآخر ، الى من نصّر أن نسميهم الشركاء في الوطن وحتى الآن ما زالت هذه اليّد ممدودة ،الاّ اننا لم نشعرحتى هذه اللحظة بأن هناك يدّ مقابلة تمتّد لتلتقط المصالح الوطنية. طرحنا مشروع حكومة وحدة وطنية ، اعترف الطرف الآخر بنتائج الانتخابات النيابية والمطالبة بحكومة وحدة وطنية ، انما الفرق بيننا وبينهم اننا بادرنا وفعلنا ،ولكن بادروا وقاموا بالتعطيل بشتّى الطرق .منذ الايام الاولى لتكليف الشيخ سعد الحريري كان واضحا انهم يسعون جاهدين لمنعه من ان يكون رئيسا لحكومة وحدة وطنية لبنانية بصورة فعلية ، مراهنين على عدم قدرته على التحمّل ، ولكنه تجاوز الكثير من الصعاب السياسية التي حاولوا وضعها في طريقه  .

 

تابع :” لطالما قال دولة الرئيس نبيه برّي اننا سنحصل على حكومة قبل الاول من آب ، قلنا يومها العكس ، ليس نكاية بالرئيس نبيه برّي ولكن بناء على تجارب مريرة مررنا بها معهم. ان تعاطي قوى الثامن آذار السلبي في الشأن السياسي ليس وليد اليوم بل هو تعاطي تاريخي منذ سنوات وسنوات . أما الآن ان الأمور بدأت تتجلى ، وافقوا على مشروع سياسي يقول بتوزيع الحكومة وفق محاصصة معينة بين الاكثرية والاقلية وفخامة الرئيس أي ما سمّي بأطروحة 15- 10- 5 ، وافقت الاكثرية على مضض ، متنازلة عن حقّها بحكومة أكثرية ، متنازلة عن حقها في الثلثين ، ومتنازلة عن حقها بالاكثرية في هذه الحكومة ، ورغم ذلك إستمرّوا في العرقلة . وبعد ان تمّ الاتفاق السياسي ، فجأة أطلّ علينا العماد عون وبدأت مطالبه التعجيزية ، يريد تغيير المعادلات السياسية حتى معادلة ما يسمّى بالوزارات السيادية ، يريد وزارات ربما أكثر من حصته ، يرى انّ له مطالب محقّة وينسى ان للأكثرية مطالب وان للشعب اللبناني مطالب محّقة .”
أردف فتفت :”بالامس ( الاول من أمس ) وبعد إجتماع كتلة المستقبل أكدنا لدولة الرئيس المكلّف سعد الحريري اننا نعتبره قدّم الكثير من التنازلات ،واننا كتلة المستقبل بلغنا الخطّ الاحمر قد بلغناه في التنازلات السياسية ، ولم نعد نتحمل المزيد منها .وأكدنا  نحن مع دولة الرئيس بلا قيد ولا شرط وكل ذلك من أجل المصلحة الوطنية ،وهذا ما رددته لفخامة الرئيس ميشال سليمان . ومن هنا أتوجه بإسمكم جميعا الى دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري قائلا لقد قمت بواجبك على أكمل وجه ، ليس فقط ضمن صلاحياتك الدستورية ، بل لقد قمت بواجبك السياسي والوطني عندما وافقت على صيغة 15- 10 -5  في سبيل مصلحة الوطن. إن دولة الرئيس سعد الحريري كان متساهلا جدّا لجهة توزيع الوزارات ،عمليا جميع الوزارات الخدماتية هي في عهدة التيار الوطني الحرّ وحلفائه ، ماذا يريدون أكثر من ذلك ؟ بكل صراحة إذا لم يوافقوا على هذه التشكيلة الحكومية أنا واثق ان دولة الرئيس سعد الحريري لن يرضى بأي تنازل إضافي .  إذا كانوا يريدون تعديل بعض الاسماء من ضمن كتلتهم فهذا شأنهم ، أمّا عدا ذلك يعني اننا نرضخ لأمر الواقع ، وان الاقلية تصبح هي الاكثرية فعليا من خلال الحقائب التي تتولاها ، وبالتالي لا بدّ لدولة الرئيس ان يعتذر ولنذهب الى إستشارات جديدة وسنعيد تكليف الرئيس سعد الحريري مجددا وفق أطر سياسية مختلفة .عندما سيكلّف الشيخ سعد الحريري بتأليف حكومة لمرّة ثانية سيكون الواقع السياسي مختلفا وكلّ ما تمّ الاتفاق عليه يصبح لاغيا . هذا هو موقف جميع نواب كتلة تيار المستقبل ، إن لم يكن موقف جميع نواب الاكثرية النيابية . يردّدون اليوم ان دولة الرئيس المكلّف يحاول فرض الاسماء عليهم ، كلام حقّ بصورة جزئية يراد به باطل . نؤكد انه على الاقل خمسة أسماء متوافق عليها من خارج إطار التيار الوطني الحرّ ، أما التيار الوطني الحرّ وخلال شهرين تقريبا لم يطرح الاّ إسما واحدا هو ” جبران باسيل ” .
فتفت قال :” فوجئت بعض الشيئ بأن يصبح فحوى خطاب السيّد حسن نصر الله  الدفاع عن جبران باسيل وأحقيته بالوزارة إنه لأمر مثير لكثير من الاشياء . لماذا هذا الموضوع التعجيزي الخارج عن الاعراف اللبنانية ؟ هل يستأهل هذا الموضوع ان تكرّس له المقاومة ؟وهل يستأهل ان تعطّل الحياة السياسية في لبنان من أجله ؟ الاّ إذا كان الهدف مثلما عطّلوا المجلس النيابي ومثلما عطّلوا رئاسة الجمهورية ، يريدون الآن مجددا تعطيل المؤسسات عبر تعطيل مجلس الوزارء ؟ لماذا يريدون هذا التعطيل الدستوري المتكرّر ؟ إنه سؤال برسم الشعب اللبناني . ما هي الملفّات التي بحوزتهم تستدعي تعطيل الدولة ؟ هل هي المحكمة الدولية ؟ هم واهمون ، وبكلّ وضوح  لا أحد يتجرأ على المسّاس بالمحكمة الدوليّة لانها خارج أي تأثير وطني أو إقليمي أو دولي .لا يمكن لأحد التأثير على مسار المحكمة الدوليّة التي ستأخذه بأي شكل من الاشكال . يريدون إعادة لبنان ساحة إقتتال في المنطقة أو ربما يريدون ان يثبتوا مجددا ان لبنان دولة قاصرة عن حكم نفسها وأنه من الأفضل ان نعود الى الوصاية ، قد يكون هذا هو المشروع الحقيقي وراء التعطيل الجاري حاليا ، لقد نجح دولة الرئيس المكلّف سعد الحريري من إخراج الأزمة من عنق الزجاجة عندما طرح بجرأة وتحدّي إيجابي مشروعا سياسيا فيه الكثير من التناغم والكثير من الوطنية .”
ختم :”نحن في منطقة تعاني الكثير على الصعيد الانمائي وما إستشهاد أربعة من خيرة شباب هذه المنطقة وهم يبحثون عن لقمة العيش في مناطق بعيدة ما هو الاّ دليل على فقر هذه المنطقة .من جهة ثانية ان معضلة الكهرباء مازالت تتفاعل ، وكان لي هذا الاسبوع لقاء مع دولة الرئيس فؤاد السنيورة وبالامس لقاء آخر مع فخامة الرئيس لجدّية الموضوع وأخبرت المسؤولين ان منطقة الضنية لم تعدّ تتحمل .ان ما نراه من بعض ردّات الفعل لا يعالج الموضوع ، ربما يحاولون دفعنا لقطع طرقاتنا لنزيد الأذى على أنفسنا . إذا أردنا التحرك فلنتحرك الى كهرباء لبنان وربما الاعتصام امام وزارة الطاقة في بيروت ، وهذا ما قلته لفخامة رئيس الجمهورية ولدولة رئيس مجلس الوزارء .نتلقى وعودا كثيرا دون أي نتيجة ، حتى أن مدير عام كهرباء لبنان وعد دولة الرئيس فؤاد السنيورة ان يقدّم له تقريرا عن الحلول اليوم ( الامس ). نريد حلولا حقيقية ،رافضين زرّ الرماد في العيون بأن منطقتنا تعامل شأنها شأن جميع المناطق ، والاّ سنكون مضطرين الى القيام بتحرك فعلي أمام هذا الواقع المرير التي تعيشه المنطقة على صعيد الكهرباء.”

كما تحدّث منسق تيار المستقبل في الضنية نظيم الحايك مؤكدا على أهمية الخطوة الدستورية التي قام بها دولة الرئيس سعد الحريري في تقديمه التشكيلة الحكومية  التي يراها مناسبة لوحدة البلد وتطوره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى