الأخبار اللبنانية

الحريري زارت ووفد صيداوي غزة والتقت هنية: الوطن العربي يتطلع لتحقيق العدالة للفلسطينيين

زارت النائب بهية الحريري في زيارة هي الأولى لها الى الأراضي الفلسطينية، قطاع غزة على رأس وفد صيداوي رافقه ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، وضم الوفد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب الدكتور ناصر حمود، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، رئيسة اللجنة اللبنانية الفلسطينية للحوار والتنمية في صيدا ومخيماتها المحامية مايا مجذوب، وعضوي المجلس البلدي لمدينة صيدا المحامي اسكندر حداد والدكتور عبد الله كنعان وهبة حنينة عن مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة.

وحفلت محطات الزيارة بلقاءات مع عدد من المسؤولين في حركة حماس والمجلس التشريعي والجامعة الاسلامية وجولة على عدد من عوائل الشهداء وبعض المنشآت والمرافق والأبنية التي استهدفتها العدوان الاسرائيلي الأخير على القطاع، وتوجت الحريري زيارتها لغزة بلقاء مع رئيس الحكومة اسماعيل هنية .

وصلت الحريري والوفد المرافق الى غزة عن طريق معبر رفح قرابة الثانية عشرة ظهرا بعدما اقلتهم طائرة خاصة الى مطار العريش، وفور وصولها ادت الحريري صلاة شكر لله على ارض فلسطين. وكان في استقبالها على المعبر في الجانب الفلسطيني وزيرة شؤون المرأة جميلة الشنطي، عضو المجلس التشريعي النائب عن حماس هدى نعيم وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح أمال حمد، وعضوا قيادة حماس سامي ابو زهري وفوزي برهوم وامين عام مجلس الوزراء ووزير التربية السابق الدكتور محمد عصفور، ورئيس بلدية غزة ووفد من رئاسة مجلس الوزراء ومن وزارة الخارجية في غزة .. حيث جالت والوفد المرافق برفقتهم على معرض حي عن العدوان الاسرائيلي الأخير على القطاع ، فعاينت بقايا سيارة القيادي في كتائب القسام احمد الجعبري الذي اغتيل في بداية العدوان، كما اطلعت على نماذج من الصواريخ والقذائف التي استخدمها العدو الاسرائيلي في العدوان على غزة وجالت على معرض صور عن المجازر التي ارتكبتها اسرائيل خلال العدوان الأخير بحق المدنيين من اطفال ونساء وشيوخ .

وفي قاعة الشرف على معبر رفح القت الوزيرة الشنطي كلمة ترحيب بالحريري والوفد المرافق، ثم اصطحبوهم في جولة بدأت من خان يونس الى دير البلح وصولا الى مدينة غزة، ولا سيما الأحياء التي استهدفها العدوان الاسرائيلي الأخير فيها وخصوصا حي الشجاعية.

وكانت المحطة الأولى في غزة في منزل عائلة الشهيد احمد الجعبري حيث التقت الحريري والدته وشقيقه وعدد من افراد العائلة.ومن هناك عرجت الحريري في جولتها على مقري وزارة الداخلية ورئاسة الوزراء وملعب فلسطين التي دمرت في العدوان الاسرائيلي على القطاع، قبل ان تتوقف امام انقاض منزل عائلة الدلو التي استشهد 11 من افرادها في مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال في العدوان الأخير.

ثم زارت الحريري والوفد المرافق الجامعة الاسلامية في غزة والتقت هيئتها الادارية والأكاديمية والقى رئيس الجامعة كمالين شعث كلمة ترحيبية بالحريري والوفد اللبناني، وردت الحريري بكلمة اعربت فيها عن سعادتها واعتزازها بأن تكون في غزة وفي صرح تربوي واكاديمي .

وكان اللقاء مناسبة لتبادل الأفكار حول سبل التعاون من اجل تعزيز صمود الطلاب الفلسطينيين في القطاع .

ثم قدم شعث درعا تقديرية للحريري بإسم الجامعة وقنينة زيت من نتاج زيتون الجامعة في غزة. ثم جالت الحريري والوفد المرافق على عدد من اقسام الجامعة وتوقفت في بعض الورش الفنية الخاصة ببعض الأعمال اليدوية والصناعات الحرفية.

ومن هناك توجهت الحريري والوفد المرافق الى المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث كان في استقبالهم النائب الأول لرئيس المجلس الدكتور احمد بحر وعدد من اعضاء المجلس، حيث قدم الدكتور بحر الحريري الكوفية الفلسطينية الى اعضاء الوفد اللبناني ومن ثم عقد اجتماع مشترك في قاعة المجلس القى فيه الدكتور بحر كلمة ترحيبية توقف فيها عند اهمية التضامن اللبناني والعربي مع الشعب الفلسطيني منوها باحتضان لبنان وصيدا خصوصا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والمحقة ودعمه الدائم لصموده ومقاومته. ومن ثم قدم بحر درعا للحريري عبارة عن خارطة فلسطين.

وخلال جولتها في غزة قالت الحريري للصحافيين: “ان هذه الزيارة هي تعبير عما حلم به كل عربي وعربية بأن تحقق هذه القضية العادلة التي تضافرت جهود الأجيال من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بأن جعلتها القضية العربية الأولى . وان الوطن العربي بأكمله يتطلع الى تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني الشقيق لإستعادة أرضه واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين. ولقد كنت على اتصال مع الأخوة في حماس وفي منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية منذ اللحظة الأولى للعدوان الاسرائيلي على غزة لكي نأتي الى هنا ونكون معهم في تلك الأيام الصعبة التي اضيفت الى سنوات طويلة من الاحتلال والعدوان والدمار والاعتقال والشتات كما عاشت ايضا كل من مصر ولبنان والأردن والجولان المحتل. ولقد شعرنا بالعزة والانتصار من صمود هذا الشعب في مواجهة العدوان”.

اضافت “لقد اخترت هذا اليوم العاشر من كانون الأول/ ديسمبر وهو اليوم العالمي لشرعية حقوق الانسان والذي صدر في نفس الزمن الذي انتهكت فيه شرعة حق الانسان االفلسطيني في أرضه ووطنه ودولته وسكينته مما جعل هذا الاعلان وصمة عار لواضعيه. واننا اذ نهنىء الشعب الفلسطيني الشقيق بما حققه في 29 تشرين الثاني / نوفمبر من هذا العام في اليوم الذي اقرته الأمم المتحدة يوما عالميا للتضامن مع الشعب الفلسطيني وجعلته الأمم المتحدة بعد طول انتظار يوما للاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب في الأمم المتحدة . ولقد هنأنا في العام الماضي الدول الـ 107 التي اعترفت بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأونيسكو وهذا القرار يسجل للسيدة إيرينا بوكوفا المدير العام للأونيسكو . ولقد اعتبرنا يومها أن المقدسات الاسلامية والمسيحية اصبحت في عهدة الدولة الفلسطينية في الأونيسكو . وأن تأتي كل هذه المناسبات في الذكرى الـ 25 لإنطلاقة حركة حماس التي يسعدنا ان نكون معهم على ارض فلسطين، وقد سمعنا منهم بالأمس بأن الوحدة الفلسطينية هي القضية الأولى لدى الشعب الفلسطيني بكل فصائله وأن في تلك الوحدة الفلسطينية ما يعيد الثقة الى الشعوب العربية بأنفسهم وبقضيتهم التاريخية لإستعادة فلسطين وعودة اللاجئين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وقالت: “انني احمل اليكم من اهلكم في صيدا الذين تعرفونهم ويعرفونكم، صيدا التي كنا معا في السراء والضراء وعلى مدى عقود طويلة قبل النكبة وبعدها لتكون صيدا عاصمة الأخوة اللبنانية الفلسطينية. وفي هذه المناسبة ، لقد حملني دولة الرئيس سعد رفيق الحريري لأهله في غزة وفي عموم فلسطين كل الحب والتقدير ، متمنيا أن تجد كل الشعوب العربية التي تعاني من الظلم والاستبداد طريقها نحو الحرية والتقدم واحترام حقوق الانسان .. وانني كسفيرة لليونسكو للمرأة والفتاة العربية أدعو كل المنظمات العربية الأهلية والقطاع الخاص والمنظمات الدولية لإستحداث آلية لندعم من خلالها تعليم المرأة الفلسطينية على أرضها بما تستحقه من علوم ومعرفة. وانني على ثقة بأننا قادرون اذا توافرت الارادات الطيبة أن نعيد الثقة بأنفسنا والثقة في ما بيننا وبين العالم وأن نعيد لشرعة حقوق الانسان مصداقيتها وقيمتها بعد أن يأخذ كل فلسطيني وفلسطينية على أرض فلسطين أو في الشتات في العودة والدولة لتعود القدس قبلة للجميع المسلمين والمسيحيين والعيش الكريم بسلام”.
وتابعت “ان وجودنا هنا اليوم لنقول كلمة واحدة ان هذا الصمود وهذا النصر وهذا الاصرار لا بد ان يصل الى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. جئنا لننقل رسالة اساسية في اليوم العالمي لشرعة حقوق الانسان هي رسالة واضحة بأن الحق لا بد ان ينتصر في النهاية ودعم صمود غزة بعد النصر الذي تحقق مؤخرا ودعم ايضا الدبلوماسية التي وصلت الى قبول فلسطين كدولة مراقبة في الأمم المنتحدة بعد قبولها كعضو كامل العضوية في الأونيسكو. كل هذه الأمور مجتمعة تؤكد على احقية هذاالشعب وحقه في دولته ووطنه وفي سكنه وفي كرامته وفي استقراره. نبارك لحماس بذكرى الـ 25 سنة لإنطلاقتها، ونتابع بدقة الكلام اذلي قاله الأخ خالج مشعل في الزيارة الأولى لغزة وتأكيده على المصالحة الوطنية ونقول للفلسطينيين بأنهم سيبقون القضية المركزية الأولى لكل الشعوب العربية في توقها الى الحرية والديمقراطية والعدالة”.

واختتمت الحريري زيارتها لغزة بلقاء مع رئيس الحكومة اسماعيل هنية الذي رحب بالحريري والوفد المرافق وقال: “لا يسعني باسمي وباسم الحكومة وباسم شعبنا الفلسطيني وباسم المقاومة الفلسطينية الا ان ارحب بالأخت النائب بهية الحريري والأخوة الكرام الوفد المرافق من رجالات ومن بنات لبنان وكذلك اخواننا من الشعب الفلسطيني القادمين من لبنان . صحيح أن تلتقي لبنان بفلسطين عبر بوابة غزة فهو لقاء التاريخ والحاضر والمستقبل ان شاء الله. الدم اللبناني امتزج بالدم الفلسطيني، ولبنان رغم صغر جغرافيته الا ان قلبه كان كبيرا واتسع لكل ابناء شعبنا الفلسطيني منذ النكبة العام 1948، وهذه لبنان وفية واصيلة بعروبتها ومواقفها وبقوميتها وبكل مكوناتها وطوائفها كيف ضمت هذا اللجوء الفلسطيني واحتضنت المقاومة الفلسطينية منذ ان خرج من الأردن وفي السيعينيات والى ان وقع ما وقع وخرج الثوار الفلسصطينيون من لبنان وما زال لبنان وفي لكل الشعب الفلسيطني .. اعبر عن تقديري العالي لهذه الزيارة واهدي اليكم هذا النصر لأنه ليس نصرا فقط لغزة وانما لكل الأمة العربية ولكل الدول العربية ولأحرار العالم ولكل من يقول لا للاحتلال الاسرائيلي على هذه الأرض المباركة.

وردا على سؤال من الصحافيين عن الكلمة التي يوجهها الى الشعب السوري بالمناسبة، قال هنية: “اوجه للشعب السوري تحية خاصة وهو شعب احتضن حماس والمقاومة الفلسطينية واحتضن ايضا اللجوء الفلسطيني هناك اكثر من نصف مليون فلسطيني يعيشون في مخيمات اللجوء في سوريا .. سوريا وفية وشعبها عظيم لكن اليوم تقلبت الأمور على هذا الشعب من قبل حكامه ومسؤوليه. احيي الشعب السوري والثورة السورية التي وقفت معنا حتى في اثناء المعركة على غزة وجدنا ان الشعب السوري الثائر لم ينس غزة ورفع يافطات التضامن مع غزة وقف الى جانب غزة وتصدى للعدوان رغم انه يوميا يسقط عشرات الشهداء من ابناء الشعب السوري ورغم ذلك لم ينس الجرح االفلسطيني ولم ينس غزة ولم ينس الشعب الفلسطيني الذي كان يتعرض للعدوان. اوجه تحية الى الشعب السوري وانا اؤكد اننا نقف دائما ومع الدول ومع النظام حين يقفوا مع المقاومة ومع الشعب الفلسطيني لكن حينما يتحول النظام الى ان يقتل شعبه لا يمكن ان نكون الا الى جانب الشعوب لأننا نحن ايضا حركة ولدت من رحم الشعب الفلسطيني . تحية للشعب السوري وادعو الله عز وجل لأن يحقن الدماء وينال الشعب السوري حريته وكرامته وأن تزول هذه الغمة عن الشعب السوري ان شاء الله تعالى.

وحول المصالحة الفلسطينية قال:”مما لا شك فيه أن الأجواء التي سادت الساحة الفلسطينية خلال المعركة وبعدها هي اجواء ايجابية ومبشرة ومستوى الحديث عن المصالحة هو مستوى جيد ونحن ندفع بهذا الاتجاه ونعتقد أن اول ثمرة يجب أن نقطفها بعد نصر المقاومة هو نصر تحقيق المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، املي كبير ان نستثمر هذه الأجواء وننهي الانقسام ونستعيد وحدة شعبنا الفلسطيني لأننا نعرف ان هذا الانقسام هو شيء استثنائي في تاريخ شعبنا وهو لا يسر احدا من ابناء الأمة وخاصة الذين يقفون الى جانب قضيتنا وجانب شعبنا، واملنا ان نحقق هذه المصالحة ان شاء الله بهمة الناس جميعا باذن الله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى