المقالات

لبنان لا يستطيع النهوض بقدراته المحلية

عمر غندور

يرى المراقبون خارج لبنان ان النخبة الحاكمة في لبنان يواجهون طريقا مسدودا وهي لم تعد قادرة على انتاج نفسها وكما فعلت على مدى ثلاثة عقود من اسوأ العقود التي عرفها البلد الصغير المضطرب باستمرار، وبالتالي هي عاجزة عن تشكيل حكومة او انقاذ شعبها من الخراب المالي الذي طال مدخرات اللبنانيين وهو ما لم يحصل في اي دولة متخلفة في العالم. ويعتبر الفساد الطاغي في البلد الذي كان في الماضي ملاذا لمن كان حوله، هو اليوم يعيش اسوأ الازمات الاقتصادية على مستوى العالم وفق البنك الدولي.
وثمة انتفاضة شعبية عاجزة عن انقاذ البلد لحاجتها الى قيادة غير موجودة او قرار مركزي ينظم تحركها.
رئيس المجلس النيابي نبيه بري لم يوفق الى تسويق مبادرته الاسبوع الماضي بسبب تعنت السياسيين، عاد مطلع هذا الاسبوع ليعلن انه مستمر في مبادرته، بينما يحاول السياسيون شراء الوقت سعيا الى تأجيل الانفجار الكبير وليس تعطيله.
رئيس الحكومة المكلف يطير من مكان الى آخر ويتهم غيره بالتعطيل ولا يبدو قادرا على احداث نقلة نوعية الى السراي شبه المعطلة، يسانده مجلس “الرؤساء السابقون” المجربون الذين يؤكدون ان الرئيس المكلف لن يعتذر عن المهمة ويهمسون في اذنه: ننصحك بالتخلي عن المهمة لاستعصاء التفاهم مع رئيس الجمهورية وجماعته واترك لغيرك يتحمل المسؤولية المستحيلة !!
بدوره لا يوفر رئيس الجمهورية وفريقه الاسباب المساعِدة على تشكيل الحكومة ويتبادل مع الرئيس المكلف الشروط والشروط المضادة ما يجعل من مساعي التشكيل اشبه بحوار الطرشان.
والواضح ان الرئيس المكلف لم يعُد قادرا على انقاذ مركب “الحكومة” من الغرق، وليس امامه الا التعويل على صديقه رئيس المجلس النيابي الذي تحوم الشكوك حول قدرته على الانقاذ بعد ان تخلت الدولة المركزية عن واجباتها واعادة تكوين السلطة، وآخر مظاهر الانهيار تعطيل القضاء والامتناع عن تشكيل التعيينات التي تخضع عادة للمحاصصة الطائفية.
وعلى المدى المنظور، لا حكومة، ولا تركيبة من الثلاث ثمانيات ولا حكومة انقاذ، ولا حكومة اختصاصيين، ولا استقالات، بل فقر، وعجز، وهجرة، وفساد، ولا مازوت ولا بنزين ولا كهرباء ولا انتخابات.
هذه هي حالنا، وليس لها من دون الله كاشف….

رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى