الأخبار العربية والدولية

الجمهور: أجواء المعرض أعادتنا للحياة الطبيعية مع الشعور بالأمان والثقة

كتب:إبراهيم عمران

عبّر عدد كبير من زوار معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية عن سعادتهم لشعورهم بالأمان وهم يتجولون في أروقة المعرض المقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض لغاية 3 أكتوبر المقبل. وقالوا إن أجواء المعرض تشعرهم بعودة الحياة من جديد بعد ما فرضته الجائحة من قيود، لكن هذه العودة للحياة الطبيعة تتطلب من الجميع الاهتمام بالإجراءات الاحترازية والحفاظ على التباعد الاجتماعي.

ولم تؤثر شروط دخول المعرض بنتيجة فحص سلبية لا تتجاوز الـ 48 ساعة، إلى جانب تلقي جرعتي اللقاح ضد كوفيد 19 على الإقبال المتزايد للزوار الذي وصل إلى 28500 زائر خلال أول يومين من افتتاح المعرض.

عن هذا قال حمدان الشامسي: إن دولتنا بحكمة القيادة الرشيدة كانت من الدول التي تصدت للجائحة بطريقة جيدة وهذا ما أثبتته الإحصاءات من نسبة الذين تلقوا اللقاح. وأضاف: إن شروط دخول المعرض لم تكن غريبة علينا وهي متوازية تقريباً مع الإجراءات الأخرى المتبعة في دولة الإمارات.

من جهته أوضح سعيد الكعبي: إن الشروط التي أهلتنا لدخول المعرض تُشعرنا بالأمان والثقة، من أن جميع الزوار قد أجروا الفحص قبل زيارتهم المعرض، وبالتالي فإنّ تقيّد الجميع بهذا الشرط هو عائد بالسلامة للجميع. وذكر: إلى جانب هذا التزمت مع بقية الزوار بارتداء الكمامة وبشروط التباعد الاجتماعي.

وقالت أم سيف: إن الإجراءات المتبعة لدخول المعرض أشعرتني بالثقة ونحن نزور المعرض مع العائلة بمن فيهم الأطفال، وهذا ينسجم مع التزام الدولة بحماية من يعيش على أرضها من مواطنين ومقيمين وزوار. وأوضحت: إن الإجراءات المتخذة للأطفال من توفير اللقاح والفحص المجاني عند دخول المدرسة، تشعرنا بالثقة بأن الجهود مجتمعة تحمي أطفالنا ولهذا فنحن نتحرك بثقة لشعورنا بأن الإجراءات المتبعة أدّت إلى انخفاض عدد المصابين بفيروس كورونا بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة.

وعبّر سلطان المنصوري عن سعادته بزيارة معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الذي كان قد اعتاد على زيارته دائماً. وقال: بعد أن تغيرت الحياة لفترة طويلة بسبب الجائحة، ها نحن من جديد نشعر بأنّ الأمور تعود إلى ما كانت عليه من قبل. وأضاف: إن الالتزام بالإجراءات الاحترازية واجب وطني، ويساهم في سلامة الشخص نفسه وسلامة من حوله من الناس ويساعد بالتالي على العودة السريعة إلى وضع ما قبل الجائحة.

بدوره أكد سالم النقبي على أن الإجراءات يلتزم بها الجميع، لما لها من فائدة للشخص ولمن حوله من أفراد المجتمع. وقال: إن إجراءات دخول معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ليست بالغريبة علينا، فمثل هذه الإجراءات وغيرها متبعة في العمل وفي حضور العديد من الفعاليات والأنشطة الأخرى المقامة في الإمارة.

“الصيد والفروسية 2021” يُسعد الأطفال بالعديد من الأنشطة

إلى جانب الأعداد الكبيرة من محبي الصيد والفروسية والأنشطة التراثية التي استقطبها المعرض الدولي للصيد والفروسية “أبوظبي 2021″، في دورته الثامنة عشرة، نجح الحدث في أن يجتذب الصغار أيضا من خلال ما يوفره من مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنشطة والفعاليات التراثية والترفيهية، وتصدرت العروض الرياضية والموسيقية هذه الأنشطة، حيث تشهد حضورا غفيرا من الأطفال الذين حضروا مع ذويهم لزيارة المعرض، مثل عروض الفروسية التراثية والتقاط الأوتاد، التي تنظمها أكاديمية بوذيب للقدرة، وتهدف إلى تدريب الشباب الإماراتي على فنّ التعامل مع الخيول. وعروض الرماية بالقوس والسهم من على ظهر الخيل، والرماية على الأرض، والتي ترجع بداياتها كأسلوب قتالي إلى عصور ما قبل التاريخ، كما تمّ اعتمادها في الألعاب الأوليمبية، إلى جانب مسابقة جمال السلوقي العربي، ومزاد الهجن العربية، وعروض الخيالة والكلاب البوليسية.

كذلك يُمثّل جناح حديقة الحيوان في المعرض، وجهة محببة للأطفال والكبار على السواء، حيث يمكنهم مشاهدة الحيوانات والطيور المختلفة مثل المهور الصغيرة والخيول العربية وكلاب الصيد السلوقي والإبل والتقاط الصور معها.

كما يضم المعرض مزيداً من الأنشطة المتاحة للأطفال، فيوفر نادي ظبيان للفروسية لهم فرصة تجربة ركوب المهور الصغيرة والتي تناسب أعمارهم. بينما تقدم سينما المعرض مجموعة من الأفلام التي تتناول قصصاً عن مملكة الحيوان. إلى جانب فعاليات ترفيهية أخرى مثل الرسم على الوجه، والتقاط صور تذكارية في ركن التصوير. واستحدث المعرض هذا العام، فعالية البحث عن الكنز، والتي يمكن للأطفال الاستمتاع بها عبر هواتفهم المحمولة، عبر التسجيل والإجابة عن أسئلة في مجالات مختلفة منها الحفاظ على البيئة والعناية بالحيوان والتراث الثقافي، ليكونوا مؤهلين للفوز بجوائز.

وسائل الإعلام تتفاعل مع أحداث معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية

اهتمت وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية بفعاليات الدورة الـ 18 من معرض أبوظبي للصيد والفروسية المقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وخصصت له مساحات متعددة في الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى العديد من التقارير التلفزيونية المصورة التي عرضتها العديد من المحطات الفضائية، وتقارير أخرى تمّ بثّها عبر الأثير في عدّة قنوات إذاعية، إلى جانب مئات الأخبار المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية والخاصة، والتي من خلالها كلّها استطاع الجمهور أن يتعرف على طبيعة المعرض والفعاليات المقامة على هامشه.

وكان لهذه الرسالة الإعلامية التي تنقل الجمهور إلى قلب الحدث، التأثير في جذب الكثير من الزوار إلى أروقة المعرض، بينما تفاعل الآخرون من سائر إمارات الدولة، ومن دول أخرى، مع متابعة أخبار المعرض والتعرّف على أجنحته التي تعرض أحدث ما توصل إليه العالم في مجال معدات الصيد وكل ما يتعلق بهذه الرياضات التراثية، كما ألقي الضوء على المعارض التشكيلية التي تعكس تفاعل الفنانين مع الصقور والخيول واختيارهم لهما كعنصر مهم في لوحاتهم أو منحوتاتهم، كما تعرف القُرّاء والمشاهدين على معدات الصيد والتخييم وأسلحة الصيد الحديثة.

كانت هذه التقارير الإعلامية اليومية، بمثابة البانوراما، التي تختزل كل ما يجري على أرض الواقع من أحداث وفعاليات يومية، من مبادرات ومؤتمرات ومزادات على الصقور وغير ذلك من أحداث تقام على مدار اليوم. وهو ما ينشر ثقافة تراثية المعالم لدى الجمهور على اختلاف شرائحهم واهتماماتهم.

الفنانة عزة القبيسي تتألق في عمل يُمثّل قصيدة “الصقور المخلصين” للشيخ زايد

تشارك الفنانة الإماراتية عزة القبيسي في الدورة 18 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية المقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وتعرض أعمالها في جناحين من المعرض. عن هذا قالت: أشارك في المعرض منذ العام 2005 وذلك لأني أشعر بارتباط كبير به، كما ترتبط به كل المجتمعات في الإمارات فهو يشكل لقاءً بين المبدعين وبين الزوار.

وأوضحت القبيسي: أعرض مجموعة من المنحوتات التي أستخدم فيها الحروف العربية، وبمعظم هذه الأعمال أضع أشعاراً لـِ “المغفور له” الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، منها قصيدة “الصقور المخلصين”. وأضافت: قدمت أيضاً عملاً بعنوان “أبجدية الشهداء” وفيه وضعت كل الأحرف الأبجدية وعندما كان الناس يسألون أين هي أسماء الشهداء، كنت أجاوبهم الأبجدية أمامكم وتتيح لكم تركيب الأسماء التي تريدونها. وتابعت: إن الحروف هي أساس اللغة وعوضاً من أن يقرأ المشاهد الكلمة بشكل مباشر، يستطيع أن يبحث ويركب الكلمة التي يُريدها.

وذكرت الفنانة الإماراتية: عرضت في الصالة الأولى من المعرض العديد من الأعمال المرتبطة بالصيد والفروسية والبيئة المحلية، وهناك أعمال مرتبطة بالطير والحبارى وبما يمثلانه في الثقافة المحلية. وأشارت إلى استخدام عنصر الستانلستيل في هذه بعض هذه الأعمال، كما مزجت بين هذا المعدن وعناصر من النخيل في أعمال أخرى.

وقالت: في الجناح الآخر الخاص بي ركزت في أعمالي على استخدام معدن الحديد كونه يتفاعل مع البيئة المحيطة بنا، وهناك أربعة أعمال بأحجام مختلفة تمثل حركة الطير. ومنها عمل بشكل القلب يضم الإمارات السبع. وأضافت: عرضت أيضاً عملاً بارتفاع مترين ونصف المتر، ويُعدّ هذا العمل تحدياً لنفسي، ورؤية جديدة في فنّي، بعد أن كنت أعمل مجموعات صغيرة. وذكرت: لقد بدأ الناس باقتناء الأعمال الكبيرة، ولم يعد الأمر مقتصراً على المؤسسات.

وأوضحت القبيسي: عرضت أعمالاً في هذا الجناح لغيري من الفنانين منها عملين مشتركين بيني وبين الفنان محمد الأستاد، وهي بعنوان يستخدمه الأستاد في مجموعاته وهو “دانات الشواطئ”. وأضافت: العملان المشتركان تمّ دفنهما في الرمال، منذ أكثر من سنة لنصل إلى النتيجة التي نرغب بها.

وذكرت: عرضت أيضاَ أعمالاً للفنانة آماليا بالجافلة، كما سيرسم الفنان ضياء علام أعمالاً بطريقة مباشرة في الجناح.

ابتسام أبو عنان تعزف على “سيمفونية الألوان في الخيول”

16 عاماً رصيدها مع المعرض الدولي للصيد والفروسية، وبالتالي تمتلك زخما هائلا من الخبرات والتعلق بهذا العالم الفريد الممتد عبقه عبر أحقاب عديدة حتى أيامنا هذه حاملاً رسالة الأصالة والتراث بكل مفرداته ومنه عالم الخيول، وهو ما استطاعت الفنانة التشكيلية المغربية ابتسام أبو عنان التعبير عنه عبر لوحاتها التي تأخذ الناظرين إلى عوالم من الدهشة والإبداع تتناسب مع خبرتها الطويلة مع الفن التشكيلي.

وتقول أبوعنان، إنها تحرص على المشاركة في المعرض بشكل دوري، كونه يجمع بين ثقافات دول العالم، وبما أنها تخصصت في رسم الخيول العربية والمعرض يهتم بشكل كبير بكل ما يتعلق بالفروسية، تعتبر تواجدها هنا منصة محورية لعرض لوحاتها بما تحويه من خيول عربية تعكس القوة والعنفوان والشموخ، وتجد لكل لوحة من أعمالها عنوانا مختلفا كونها تحرص على المزج بين الخيل والإنسان بتجسيد إحساسات الإنسان في الخيل ونرى ذلك في تفصيلات اللوحات مثل الحركة، نظرة العين، القوة والشموخ وغيرها من الأحاسيس والسمات.

وبينت أن مشاركة هذا العام أطلقت عليها “سيمفونية الألوان في الخيول”، انطلاقا من أن الألوان جزء من إحساسات الإنسان بما تحمله من بهجة وتفاؤل، وهو ما يراه الرائي في اللوحات. ورغم أن الظروف المرتبطة بكوفيد 19 غير أن الألوان المبهجة وكذلك اعتماد القمر في غالبية اللوحات يعكس الجانب الإيجابي في المشهد كون القمر دوما ينير الليل ويعطي الأمل بانبلاج الضوء من الظلام.

وأوضحت أبوعنان، أنها تشارك بـ 12 لوحة تحمل مضامين مختلفة وترى أن كل لوحة لها ما يميزها، والشعور باللحظة التي ترسم فيها وتختار فيها الخيل كون الخيل عنصرا رئيسا في اللوحات ولا بدّ من أن يلمس إحساساتها في الحركة أو نظرة العين التي تلمس الروح فتصير علاقة روحية بين الخيل والابتسام.

إلى ذلك أشارت الفنانة التشكيلية أن المعرض صار جزءاً من شخصيتها الفنية، كونها تجد فيه كل ما هو جديد يثري ذائقتها الفنية عبر المزيج الهائل من الثقافات والخبرات التي يوفرها المعرض، حيث نجد أنماط مختلفة من الفنانين ذوي خبرات واسعة سواء كانوا أكاديميين أو أصحاب مواهب إبداعية. وهذا الخلط يُفيد أي فنان وينعكس على تجربته الذاتية. مع التأكيد على أن جماليات الخيول والمفردات التراثية التي يُتيحها المعرض تكشف جوانب فريدة من التراث والعراقة الإماراتية، التي تحلق بروح الفنان التشكيلي إلى آفاق بعيدة من الألق والإبداع.

معرض أبوظبي الدولي للصيد منصّة مهمة للمواهب الإماراتية

تستقطب الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية مجموعة كبيرة من الفنانات الإماراتيات اللاتي ما زلن في بداية مشوارهن الفني، في بادرة تحفز وتشجع المواهب الإماراتية الجديدة على تطوير الذات، وتمنحها الفرصة للاحتكاك بكبار الفنانين واكتساب الخبرات، بالإضافة إلى إيجاد منصة لعرض أعمالهن أمام الجمهور للتعرف على إبداعاتهن عن قرب.

ومن بين الفنانات الإماراتيات المشاركات في المعرض الفنانة بسمة سلطان، التي احترفت الفن التشكيلي منذ أكثر من 5 أعوام، لتخلق لنفسها منذ عامين أسلوباً خاصاً في تنفيذ لوحاتها بالأكريلك وورق الذهب.

وحرصت بسمة سلطان على أن تجعل لكل حائط من حوائط جناحها الثلاثة تيمة فنية معينة، ليروي قصة مختلفة عن الحائطين الآخرين بالجناح، حيث يتميز الحائط الأول من جناحها بعرض 10 لوحات تجسد جماليات الحيوانات البحرية، تم تنفيذها بالأكريلك وورق الذهب الذي يبرز الحيوانات البحرية بشكل مميز.

وقد حرصت بسمة سلطان على محاكاة معرض الصيد والفروسية بعدد من اللوحات، حيث تعرض على الحائط الثاني بجناحها لوحة للخيل وأخرى للصقر، بالإضافة إلى بورتريه كبير للشيخ زايد رحمه الله، وبورتريه آخر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث نفذت اللوحات أيضاً بالأكريلك وورق الذهب.

أما الحائط الثالث فتعرض عليه مجموعة لوحات للعصافير والفراشات المنفذة بالطريقة نفسها “الأكريلك وورق الذهب” وبألوان هادئة، حيث أوضحت الفنانة الإماراتية بسمة سلطان أنها بدأت تتبع هذه الطريقة في تنفيذ أعمالها منذ عامين، عندما رأت أن ورق الذهب يمنح اللوحات بعداً جمالياً جديداً ويبرزها بشكل أفضل ومتميز عن باقي الأعمال، وترى أن هذا الأسلوب في تنفيذ اللوحات يميز أعمالها بين الفنانين، إذ خلقت لنفسها طابعاً خاصاً.

وتؤكد الفنانة الإماراتية بسمة سلطان أن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، والذي تشارك فيه للمرة الأولى، قد منحها فرصة كبيرة ورائعة لعرض أعمالها أمام الجمهور مباشرة، لافتة إلى أن الاستفادة الأكبر من المشاركة هي التعرف على الفنانين الكبار أصحاب المسيرة الطويلة والمشرفة، والتي حرصت على دعوتهم لجناحها لمشاهدة أعمالها وتقييمها، مشيرة إلى أنها استفادت كثيراً من آرائهم وملاحظاتهم، التي بالطبع سوف تساهم مستقبلاً في تطوير أعمالها الفنية الجديدة.

رانيا البعيني تعرض لوحات ومجسمات منفذة بخامات متنوعة

يعتبر جناح الفنانة السورية رانيا البعيني من الأجنحة الفنية المميزة المشاركة ضمن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، من حيث الموضوع والأسلوب والخامات الغير تقليدية التي تستخدمها في تنفيذ أعمالها التي تضم 17 لوحة و5 مجسمات، حيث يعد أكبر هذه الأعمال لوحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأوضحت البعيني أن فكرة هذه اللوحة الكبيرة التي تتوسط جناحها في المعرض، بدأت باستعمال الموازييك عن طريق أحد الأصدقاء، الذي كان لديه عينات من السيراميك، وعندما بدأت باللوحة علمت على الخليفة بطريقة الموزاييك، مشيرة إلى أنها تمتلك في داخلها رغبة لتقديم العمل بطريقة غير معهودة من قبل، لذا بدأت تبحث عن خامات أخرى لكي أكمل اللوحة بطريقة الموزاييك، ولكن بأسلوب جديد. وأشارت إلى أنها استخدمت قطعاً من الصدف وغيره من الخامات، لكنها عملت بطريقة مختلفة عن الموزاييك التقليدي، وذلك باستخدام قطع ذات قياسات مختلفة، مع الحرص على وضع طبقات متباينة لإيجاد أبعاد مختلفة في اللوحة.

وأفادت البعيني أن أهم هاجس لديها في الفن هو الوصول إلى الهدف الذي تسعى لتحقيقه، ويساهم في إيجاد فكرتها بالعمل على الوسائط المتعددة والأبعاد الثلاثية التي تعتبر جزءاً من تجربتها الفنية، مشيرة إلى موهبتها قد قادتها إلى هذه الطريقة من الفن، والتي حاولت من خلالها أن تقدم العديد من الإضافات للعمل المنفذ بخامات معاد تدويرها من قطع معدنية وإكسسوارات قديمة وأحجار وغير ذلك الكثير.

وزادت أنها عند الانتهاء من وضع الخامات تستخدم ألوان الأكريليك من نوعية عالية الجودة، للمحافظة عليها من العوامل الجوية على المدى البعيد، مبينة أنها استخدمت في بعض اللوحات الإضاءة الداخلية التي تضفي على العمل طابعاً خاصاً، مشيرة إلى أن المجسمات التي نزين حوائط وأركان الجناح، والتي يأتي بعضها على هيئة رأس خيل، مشكلة من مجموعة من هذه الخامات.

“دوبينسون” تستقطب الراغبين في تعديل سياراتهم

استقطبت أجنحة الشركات المتخصصة في إكسسوارات السيارات اهتمام الشباب الذين سعوا للبحث عن إضافات يمكنها أن تزيد من قدرة سياراتهم لتصبح أكثر ملائمة لرحلات البر والسفاري وصيد الصقور، ومن بنيها شركة دوبينسون التي عرضت في جناحها مجموعة كبيرة من إكسسوارات السيارات التي تناسب مختلف المركبات.

وأشار سميح رواشدة، مستشار المبيعات في جناح شركة دوبينسون، إلى أنّ أكثر الطلبات شيوعاً تتمثل في تعلية السيارة بين 2 لـ 3 بوصة أعلى من ضبط المصنع، لتصبح عالية التحمل وصالحة للمناطق ذات التضاريس الوعرة، وأكثر الطلبات تكون لسيارتي نيسان باترول ولاند كروزر. وأشار إلى أن هناك أخطاء قد يقع فيها صاحب السيارة عند تعديلها مثل رفعها لمعدل أعلى من المطلوب وهو 2 بوصة، دون أن يغير بعض الاكسسوارات الأخرى في السيارة وهو ما قد يؤدي إلى اختلال توازنها. موضحا ضرورة أن تجري التعديلات على السيارة على يد شخص لديه خبرة واسعة في هذا المجال، ويشرح لصاحبها مميزات وعيوب كل تعديل، وما هي الفائدة التي يحصل عليها، وإذا كان تغيير قطعة معينة يتطلب تغييرات أخرى أم لا.

“باتل بارك” ساحة تفاعلية لألعاب القنص

مثّلت ألعاب القنص والتدريب على أنواع الصيد التي قدمتها شركة “باتل بارك” في جناحها المشارك بالمعرض واحدة من أبرز الأنشطة الترفيهية التي اجتذبت قطاعات واسعة من الجمهور من مختلف الأعمار والجنسيات، ويقول عزت غندور مسؤول الجناح، إن المشاركة ضمن فعاليات المعرض تأتي ضمن النشاط المستمر للشركة بالمساهمة في الفعاليات والأحداث المهمة في مختلف إمارات الدولة على مدار العام، لافتاً إلى أن الجمهور استمتع خلال أيام المعرض بعدة ألعاب منها “محاكاة عن الصيد” و”تمرين إصابة الأهداف”، وذلك باستعمال مسدس مشابه تماما لمسدس “جلوك”، ما يجعل اللاعب يشعر وأنه في تمرين حقيقي للصيد وليس لعبة ترفيهية.

أما لعبة الرمي بالخرز، فتكون باستعمال المسدسات المعتمدة على البطاريات في تشغيلها، وهي مزودة بممشى للأهداف، منها أهداف ورقية وأخرى ميكانيكية يصل عددها إلى 12 تظهر وتختفي أمام الرامي خلال ممارسة اللعبة، وكذلك بالونات الإضاءة التي يقوم المشارك برمي الخرز عليها حتى يتم تدريبه جيداً على ممارسة الرمي عبر هذه اللعبة التي شهدت إقبالا لافتاً.

وأوضح غندور أن الهدف الرئيسي من هذه الأنشطة هو تعريف الأجيال الجديدة بمهارات الصيد وكيف كان يُتقنها الأجداد على الرغم من بساطة الأدوات المستخدمة في الأزمنة القديمة، كما يتعلم الشباب من خلالها أنّ الصيد ليس مجرد لعبة كانت تمارس قديما إنما فن وخبرة متراكمة وتسير وفق أسس وقواعد محددة، ولذلك عليهم أن يتعلموا هذه الأسس بطريقة سليمة حتى يمارسوا الصيد بحب وأريحية ويزداد شغفهم بهذا الموروث العريق.

وحول إقبال رواد المعرض على هذه الألعاب، أوضح غندور أن الكبار يقبلون عليها بنسبة ربما تتعدى الصغار، كون المحاكاة ليست مجرد لعبة بل تحتاج تركيزاً وإتقاناً بدءاً من طريقة حمل السلاح وانتهاء بإصابة الهدف بأعلى قدر مستطاع من الدقة، مبيناً أن كل جولة داخل إحدى هذه الألعاب يستغرق من دقيقتين إلى ثلاث دقائق بحسب كفاءة المشارك. كما لفت إلى أن وجود مثل هذه الأنشطة الترفيهية يصنع جسراً بين الجمهور العادي وعالم الصيد، خاصة في ظل وجود أعداد كبيرة من المتمرسين والعاملين في مجال الصيد والفروسية يستضيفهم المعرض على مدى أيامه السبع.

“براشيا الشرق الأوسط” بصمة لبنانية في المعرض

في مشاركتها الثانية ضمن فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية، قدمت شركة “براشيا الشرق الأوسط” من لبنان، مجموعة من الأسلحة المتميزة أحضرتها خصيصاً لجمهور المعرض تقديراً لمكانته المتميزة باعتبار الحدث أحد أهم الفعاليات المختصة بالصيد والفروسية على مستوى العالم، بحسب توني أبوصعب، المسؤول في جناح الشركة، الذي عبر عن سعادته بهذا الحضور الجماهيري الكبير الذي فاق توقعات الكثيرين نظراً لظروف الجائحة التي تمرّ بها العالم، غير أن الاجراءات الاحترازية رفيعة المستوى التي قدمتها أبوظبي والتنظيم الجيد للكرنفال العالمي، جعل ساحات المعرض ملتقى عالمي للزوار من كل الجنسيات ليتابعوا أحدث ما أنتجته شركات تصنيع أسلحة الصيد والفروسية في أجواء صحية آمنة تماما، وهو جهد يجب أن ننوه إليه ونثني على القائمين عليه في إمارة أبوظبي الحبيبة.

ومن أبرز ما قدمته الشركة لهذا العام، بنادق الرماية على الأطباق وبنادق الرصاص، إضافة إلى مجموعة من المسدسات من موديلات مختلفة ومصنعة في أكثر من دولة. وهناك على سبيل المثال بنادق رصاص من “فرانكي”، بنادق صيد للرماية من “سيزر جوريني” ومسدسات من “توروس”. موضحاً أن أغلى القطع المعروضة لديه هو 2 بندقية للرماية من “سيزر جوريني” الإيطالية، وتُباعان سوية بمبلغ 100 ألف درهم. أما أقل أسعار المعروضات فمن نصيب بندقية “فرانكي” وتباع بـ 7 آلاف درهم.

كما اشتمل جناح الشركة على بنادق “بينيللي” ومناظير وغيرها من معدات الصيد إلى جانب أنواع وأحجام مختلفة من السكاكين والأسلحة الخفيفة التي يحرص على اقتنائها عشاق الصيد والفروسية.

الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى يكثف جهوده لتوعية زوار المعرض

يشارك الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، بهدف تكثيف جهود التوعية التي يقوم بها الصندوق، واستعراض إنجازات الإمارات الريادية في الحفاظ على الأنواع التي حققتها على مدار 40 عاماً.

وسيعلن الصندوق، الذي يحتفي بمرور 15 عاماً على تأسيسه هذا العام، عن مجموعة من المبادرات التعليمية التي تركز على فئة الشباب والطلاب، إلى جانب إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد، وذلك عبر جناحه في المعرض، الذي يتيح للزوار فرصة الاطلاع والتفاعل بشكل مباشر مع طيور الحبارى.

قصص من بيئتنا

ويعمل الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى من خلال جناحه في المعرض على نشر كتاب يحتوي مجموعة من القصص القصيرة، كتبتها 15 مجموعة من طلاب المدارس، من جميع أنحاء دولة الإمارات، حيث يأتي نشر هذا الكتاب الذي يحمل اسم “قصص من بيئتنا” تتويجاً لمسابقة وطنية للكتابة والرسم، تم خلالها تكليف المشاركين من الكتّاب والرسامين والمحررين باستعراض أهمية طائر الحبارى ومدى ارتباطه بالموروث الوطني للدولة.

وشهدت المسابقة تقديم أكثر من 60 مدرسة مشاركات مميزة، تعكس مخيلة الطلاب الواسعة، كما تم عرض جميع المشاركات على لجنة تحكيم الصندوق، حيث تم اختيار 30 مشاركة منها ضمن القائمة المختصرة، ليتم بعدها اختيار 15 منها للنشر، كما يمكن للزوار الاطلاع على النسخة النهائية من الكتاب في جناح الصندوق خلال المعرض.

الفائزون في مسابقة طلبة الجامعات

وسيعلن الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى خلال المعرض عن الفائزين الثلاثة في ورشة الكتابة، التي شهدت مشاركة طلاب جامعيين من جميع أنحاء الإمارات، حيث قدموا مجموعة من القصص القصيرة التي تصل إلى 1,000 كلمة، وذلك بعد حضور ورشة عمل افتراضية عُقدت على مدار يومين خلال شهر يوليو مع المؤلف الإماراتي عيسى العوضي، الذي يدرس فنون الكتابة الإبداعية، وبمشاركة حمدة العامري، أخصائي أول توعية في إدارة التعليم والاتصال بالصندوق، والتي تمتلك معرفة واسعة حول هذا الطائر، حيث تمكن الطلاب من يكتسبوا مهارات كتابة قصص قصيرة غنية وفريدة من نوعها.

موقع إلكتروني جديد

وانطلاقاً من حرصه على تعزيز التجربة الرقمية للبرنامج التعليمي للحفاظ على الحبارى، ومواصلة تسليط الضوء على طائر الحبارى، سيطلق الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى موقعه الإلكتروني الجديد، الذي يوفر العديد من المميزات التفاعلية الحديثة، والمواد التثقيفية للمهتمين لتعزيز تفاعلهم مع جهود المحافظة على الأنواع المعرضة للخطر.

ويسعى الصندوق من خلال إطلاق الموقع إلى تشجيع متصفحيه على أن يصبحوا سفراء وداعمين لجهود الحفاظ على الحبارى، وتعزيز مشاركتهم في برامج إكثار الحبارى وإطلاقها، إلى جانب سرد القصة التاريخية عن هذا الطائر، عبر سلسلة من القصص والرسوم المتحركة.

وأوضح سعادة محمد صالح البيضاني، المدير العام للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، أن مشاركة الصندوق في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2021 تأتي ضمن إطار الالتزام الصندوق وجهوده المتواصلة للحفاظ على طائر الحبارى وحمايته، كونه جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي الإماراتي.

وأضاف أن الصندوق يحرص على توعية وتثقيف الجمهور في المعرض وخارجه بضرورة حماية أنواع الحبارى المعرضة للخطر، وإجراء الأبحاث العلمية الواعدة، التي تعزز جهود الصندوق في الحفاظ على أنواع الحبارى الآسيوية وحبارى شمال إفريقيا، كما سيتم عرض الحبارى الآسيوية الحية أمام الجمهور في الجناح طيلة أيام المعرض.

وعزا البيضاني نجاح الصندوق في جهوده للحفاظ على الحبارى إلى الشراكات المثمرة التي أقامها مع دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا وأوروبا، مشيراً إلى تمكن الصندوق من الحفاظ على استدامة هذه الأنواع وحمايتها من الخطر، وذلك بالشراكة والتعاون مع العلماء والباحثين من مختلف دول العالم.

جدير بالذكر أن الصندوق يشارك في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية للعام العاشر على التوالي، بهدف تسليط الضوء على جهوده في حماية الحبارى، وتثقيف أفراد المجتمع بأهمية الصيد المستدام، كما يعتبر الصندوق راعياً رسمياً للمعرض.

“بيرق الإمارات” يجذب الزائرين

يجذب “بيرق الإمارات” ضمن ركن “مهرجان الظفرة” بجناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الكثير من زوار المعرض الذين تواصلوا مع مسؤولي الجناح للتعرف على تفاصيله، حيث خصص جائزتين بقيمة ستة ملايين درهم لفئتي الإبل المحليات والإبل المجاهيم، ضمن مهرجان الظفرة بدورته الـ15 التي تقام بالتزامن مع الاحتفاء بعام الخمسين .

ويستعرض ركن “مهرجان الظفرة” بيرق الإمارات لفئة المحليات وبيرق الإمارات لفئة المجاهيم، حيث ويقدم القائمون على الركن شرحاً تفصيلياً للزوار حول آلية الجائزة التي تعد الأولى من نوعها في عالم مزاينات الإبل، إذ تعتمد على تجميع النقاط في أبرز وأقوى أشواط مسابقات المزاينات الأربع التي سيشهدها المهرجان: مزاينة سويحان، مزاينة رزين، مزاينة مدينة زايد، مزاينة مهرجان الظفرة، وذلك خلال الفترة من 28 أكتوبر 2021 ولغاية 22 يناير 2022.

وأوضح عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس لجنة ادارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، أن معرض الصيد والفروسية يعد أهم الملتقيات التراثية والبيئية، منوهاً بأن مشاركة اللجنة في الحدث تأتي ضمن أهدافها القائمة على رفع الوعي بقيم الهوية الوطنية والحفاظ على التراث وصونه والتشجيع على ممارسته، وكذلك استعراض برامج ومهرجانات وفعاليات اللجنة خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن جناح اللجنة يستعرض عدداً من الأركان المميزة، التي يُقدم كل منها ملمحاً تراثياً حياً من ملامح الهوية الإماراتية منها: ركن مهرجان الظفرة الذي يحتضن مزاينة الإبل ويقدم لمحة عن دورته الـ15 المقبلة، والتي تشهد توسعاً كبيراً، حيث تقام في أربعة مواقع: سويحان، ورزين، ومدينة زايد، وختامها في شهر يناير 2022 بمهرجان الظفرة، كما يسلط الجناح على برنامج “شاعر المليون” والتحضيرات الخاصة بالموسم العاشر، الذي يستعد لمقابلة الشعراء وإطلاق الحلقات المباشرة نهاية العام الجاري.

وأكد نائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، أن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية يتميز بما يقدمه لزواره من خدمات تلبي طموح مختلف الفئات العمرية، وخصوصاً الصقارين والمهتمين بمجالات الصيد والفروسية ورحلات البر والبحر.

وتسلط اللجنة التي تأتي ضمن الداعمين لفعاليات الدورة الثامنة عشرة للمعرض الدولي للصيد والفروسية- أبوظبي 2021، خلال مشاركتها في المعرض الضوء على الخنجر الإماراتي الذي يعد رمزاً للقيم الإماراتية الأصيلة ومن المقتنيات التراثية المهمة لدى الإماراتيين، لتميزه بمواصفات فريدة من نوعها من حيث الشكل والتصاميم الفنية الجميلة وخفة الوزن والنقوش والزخارف المستوحاة من الثقافة العربية والموروث الإماراتي العريق، وكذلك ركن أكاديمية الشعر وإصداراتها، خصوصاً ما يتعلق بالصيد والفروسية، وركن مجلة شواطئ الملابس الإماراتية التقليدية، وركن فرقة أبوظبي للفنون الشعبية.

مشغولات محلية الصنع تجذب الأسر إلى معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية

لا تقتصر أروقة معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية على الأدوات الخاصة بالصيد والفروسية والمنتجات التي تسهل من رحلات الصيد المتعددة الأغراض وتساعد في تحقيق أهدافها، بل عُرضت العديد من المنتجات التي يمكن استخدامها في الحياة اليومية، إلى جانب الحاجة لها في رحلات الصيد أحياناً، حيث قدم العارضون والعارضات العديد من المنتجات مثل “الغترة” و”العقال” و”الكنادير” الخاصة بالرجال أو “الجلابيات” المخصصة للنساء المزينة بالعديد من الزخارف والتطريزات التي تحمل الطابع المحلي، أو المصنوعات الجلدية و”المسابح” المشكلة من أحجار مختلفة.

كما يعرض أحد الأجنحة مجموعة من العطور المحلية يدوية التصنيع، والتي تتميز بمكوناتها الشرقية مثل دهن العود والعنبر وغير ذلك من مكونات التي تجعل العطور أو الدخون تلامس المشاعر، كونها تسترجع ذكرى مكانية أو زمانية محببة.

كل هذا يجعل من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية مكاناً متنوعاً يحاكي بتفاصيله أفراد العائلة، ويتيح لهم الفرصة للتعرف على الكثير من المنتجات ذات الاحتياجات اليومية، وعلى ما يقدمه المعرض من أفكار ومنتجات تشجع الناشئة على الإقبال على تجربة رحلات الصيد التي عادة ما يمارسها الآباء، ومن هذا المنطلق يساهم المعرض في نقل هذه الثقافة للأجيال الجديدة، وبالتالي مواصلة تعلم تراث الآباء والأجداد والارتباط به، وهذا ما يمكن ملاحظته من خلال تردد الأسر على المعرض مع أطفالهم من مختلف الأعمار.

“الكمدة للصقور” .. طيور محلية تُدهش الجمهور

حرصت الكثير من الشركات الإماراتية العاملة في مجال الصقور على المشاركة بمنتجاتها ضمن جناحها في المعرض، كون الصقور أحد المحاور المهمة والرئيسية التي يقوم عليها معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية منذ انطلاقته.

وأوضح محمد الكمدة، مشرف جناح “الكمدة للصقور” بالمعرض، أن هذه المشاركة الثالثة لهم على التوالي ضمن فعاليات المعرض، والتي تأتي بهدف طرح مجموعة من الطيور المنتجة محلياً في الإمارات، إلا أن هذا العام تميز بأن الطيور المعروضة في الجناح الخاص بهم منتجة محلياً بنسبة 100%.

وأضاف أن التواجد في مثل هذه المحافل العالمية يتيح لهم الفرصة لمطالعة منتجات الشركات والبلدان الأخرى وتبادل الخبرات معهم، الأمر الذي يساعدهم على تقييم منتجاتهم قياساً بمنتجات المزارع الأخرى، محلية كانت أو عالمية، وبالتالي العمل على تطويرها والارتقاء بها وفقاً لأحدث الممارسات والأساليب العلمية.

ومن أبرز أهداف المشاركة وفقاً لـ الكمدة، تثقيف المجتمع في كل ما يتعلق بالصقارة والصقور، وعلى عمل دورات تثقيفية وورش تعليمية لتعريف الأجيال الجديدة بهذا اللون التراثي المميز، وذلك بالتعاون مع العديد من الجهات والمؤسسات العاملة في الدولة.

وأفاد أنه كمنتج إماراتي يحرص في المقدمة على جودة الإنتاج، وهو ما يلاحظه الزائر للجناح، حيث يرى مجموعة من أجمل الطيور الموجودة في المعرض بدورته الحالية، والتي تستقطب أعداداً كبيرة من الجمهور، الأمر الذي يجعله يشعر بالامتنان لهذا التقدير والثناء الذي يلقاه من قبل زوار المعرض.

وأشاد الكمدة بالدعم الذي يلقاه العاملون في مجال الصقور من قبل القيادة الرشيدة، والذي يتجلى في إقامة مثل هذا المعرض العالمي الذي يمثل أبرز صور الدعم، التي تدفع المهتمين بمجال الصقور دوماً للوصول إلى المركز الأول في الإنتاج بين دول العالم، خصوصاً أن جميع الطيور النادرة متوافرة في الدولة، لافتاً إلى أن هذا يساعد على تحقيق أهدافهم في ترسيخ مكانة الإمارات عالمياً في مجال إنتاج الطيور التي يتخطى سعرها أحياناً مليون درهم، وفقاً لجودة سلالتها ونقاء نوعيتها.

وزاد الكمدة أن المشاركة في المعرض تأتي كي يثبت أبناء الإمارات وجودهم وتميزهم في هذا المضمار، وفي الوقت ذاته الاستفادة من تجارب الآخرين، التي بلا شك ستعود بالنفع على أصحاب المزارع المختلفة، وذلك عبر مشاهدة الأفكار والتجارب الأخرى، ثم محاولة تطبيقها أو تطويرها عبر الخبرات المتراكمة، الأمر الذي يعلي من قيمة المشاركة في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، ويجعل الجميع حريصين على التواجد فيه سواء كعارضين أم زائرين، خصوصاً أن المعرض يركز بشكل رئيس على التراث الإماراتي، ويبرهن على أن التراث ما يزال حياً في القلوب وعلى أرض الواقع، وتتناقله الأجيال جيلاً عقب جيل.

لوازم الصقور تستقطب الجمهور

تلقى أدوات ومستلزمات الصقور نصيبهاً كبيراً من الاهتمام اللافت من الزوار بين أروقة المعرض، عبر العديد من الأجنحة التي تعرض منتجات متنوعة، لتكشف للجمهور جانباً مهماً من لوازم الصقور والأدوات التي يستخدمها الصقارون خلال ممارسة رياضتهم المفضلة.

ويوضح محمد طه الحمادة، المسؤول عن ركن “جير فالكون” لبيع معدات الصقور، أن المعرض مناسبة سنوية مهمة، يحرص الكثيرون من العاملين في مجال الصقور على المشاركة فيها، ومن ثم جاءت مشاركتهم هذا العام متميزة، مشيراً إلى أن الجناح يعرض نماذج متنوعة للوازم الصقور، من بينها البرقع المصنوع من جلد الماعز أو الغنم، والذي يوضع على رأس الصقر ليسهل عملية التحكم فيه، وكذلك الدس “القفاز” الذي يرتديه الصقار، ويصنع هو الآخر من الجلد.

كما يعرض الجناح “المنقلة” وهي قفاز سميك مصنوع من قماش الخيام غالباً ومزود بقطع من الترتان، يرتديه الصقار في يده ومعصمه ليقف عليه الصقر، وهناك ميزان للتعرف على وزن الطير، أما الوكر المصنوع من الخشب فيستخدمه الصقار لوضع الصقر عليه خلال فترات الراحة من التدريب، حيث يتم غرس الوكر في الرمال ليقف عليه الطائر بعد جولته في الفضاء.

ويتميز سبوق الطير بألوانه الزاهية، حيث يصنع من خيوط النايلون أو الحرير، ويستخدم في ربط الصقر بالوكر حتى لا يطير مسافات بعيدة، والسبوق كانت قديماً تصنع باللونين الأبيض والأسود قبل إدخال ألوان أخرى عليها لتصبح أكثر جمالاً وبهاءً، حيث تعتبر صناعة السبوق حرفة تراثية عريقة، كانت تقوم بها الأمهات والجدات في الماضي ليساعدن بها الرجال في ممارسة هذا اللون الأصيل من الرياضات التي عرفها الآباء والأجدتاد قبل مئات السنين.

كما يعرض الجناح للجمهور مجموعة من الشباك الصغيرة المخصصة لصيد الطيور الصغيرة، وكذلك مجموعة من التلواح، وهو جناح لطائر الحبارى يستخدم في عمليات تدريب الصقور على الصيد.

الشاي الياباني لضيافة زوار المعرض

يعتبر معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية ملتقى مهماً للثقافات المحلية والخليجية والعربية والعالمية، ويتجسد هذا عبر العديد من الفعاليات المدهشة التي انطلقت في كافة الأجنحة منذ انطلاق اليوم الأول لهذا المحفل التراثي العريق الذي تستضيفه العاصمة الإماراتية أبوظبي على مدار 7 أيام.

ومن أبرز الأجنحة المشاركة، الجناح الياباني، وما يعرض من منتجات وعروض فنية، وكذلك الشاي الياباني الذي يتم إعداده بطريقة تبرز التقاليد العريقة المعروفة باسم “سادو”، والتي يتم تحضير الشاي بها مباشرة أمام زوار الجناح، بوصفها عنصراً مهما لتلاقي أبناء الحضارات على واحد من أهم المشروبات، وهو الشاي، الذي لا يخلو منه بيت أو مكان عمل في أنحاء العالم.

وتؤكد ياكا هيرايوا، من الجناح الياباني أن تواجدهم في ضيافة الإمارات من خلال المعرض يعكس عمق ومتانة العلاقات بين الشعبين، والتقدير المتبادل للموروث الشعبي لأبناء الإمارات واليابان، موضحة أن طقوس تقديم الشاي في اليابان تعود إلى مئات السنين، وأن هناك بيوتاً لتناول الشاي وفقاً لطقوس معينة ومتوارثة، منها أن يخلع مرتادوها أحذيتهم ويغسلون أياديهم قبل الدخول إلى تلك البيوت، تأسياً بالرهبان اليابانيين القدامى الذين وضعوا هذه الأسس العريقة لتناول الشاي الأخضر خلال رحلاتهم التأملية في معابدهم في الأزمنة البعيدة، إلا أن العصور اللاحقة انتشرت فيها طقوس تناول الشاي الياباني في أنحاء العالم، وصار لها متابعوها ممن يحرصون على معرفة خطوات إعداده وتقديمه.

وبينت هيرايوا أن “السادو” يعتمد طرقتين أساسيتين في تقديم الشاي، الأولى حين يبقى الأفراد الراغبين في تناوله في حالة سكون جالسين على ركبهم في غرف تقديم الشاي حتى يتم الانتهاء من صنعه وتقديمه لهم في جو من السكينة والهدوء، أما الطريقة الأخرى فتعتمد على جلوس الضيوف على نفس المنضدة أو منضدة مجاورة لمن يقوم بصنع الشاي وتقديمه لهم، وهي الطريقة التي يتم تقديم “السادو” بها إلى زوار الدورة الحالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى