الأخبار اللبنانية

مصادر ميقاتي لـ “الأنباء”: لا نأي بالنفس عن مساعدة النازحين السوريين

نقلت مصادر قريبة من الرئيس ميقاتي عنه، اطمئنانه للأوضاع اللبنانية الداخلية، مع التوقف أمام جديّة محاولة اغتيال رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، والتي اعتبرتها المعارضة بمختلف أطياف 14 آذار، مؤشرا سلبيا على نوعية المرحلة الآتية.
لكن المصادر بدت مطمئنة الى براعة رئيس حكومة «قولنا والعمل» في تدوير الزوايا وتدجين التوترات، وهو الذي استطاع خلال المرحلة المنصرمة من عمر حكومته تذليل كافة العقبات وإقفال الملفات الخلافية والمطلبية، معتبرة في المقابل ان البعض يسارع الى تبشير الأوساط السياسية والشعبية بوجود أزمة مقبلة في كل مرة يُطوى فيها أزمة ويُغلق فيها ملف، وكأنهم مشتاقون وملهوفون الى المشاكل والمشاكسات.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الاعتصامات والاعتراضات والمطالب على وفرتها مسيسة أم غير مدفوعة من قبل فريق سياسي معين، أعرب المصدر عن عدم اعتقاده بوجود تسييس لها، مشيرا الى انها نتيجة تراكمات مزمنة لم تعالج بالطريقة الصحيحة، لافتا الى ان معظم المطالب قد تمت حلحلتها ويبقى موضوع النقل الخاص مازال يخضع للبحث كونه يتعلق بازدياد سعر النفط عالميا وليس محليا، مشيرا الى انه في الوقت الذي تعهدت فيه الحكومة السابقة بدفع تعويضات للسائقين، تجد الحكومة الحالية نفسها غير قادرة على الدفع لعدم توفر المال.
وعن فائدة لبنان من سياسة النأي بالنفس، لفت المصدر الى ان عبارة «النأي بالنفس» أصبحت معيارا سياسيا وان التاريخ سيذكر للرئيس ميقاتي هذه العبارة بكل ما لها من معنى في القاموس السياسي، وذلك لاعتباره ان لا مصلحة للبنان إلا بأن ينأى بنفسه عن الكثير من المواضيع العربية، لا بل تقضي مصلحته بألا يكون على عداء مع أي طرف عربي أيا كان هذا الطرف ومهما كان موقعه من الأزمات في المنطقة، مشيرا الى ان الحدود البرية اللبنانية مفتوحة بنسبة 100% مع سورية، وهواؤها يمثل الأوكسجين للرئة اللبنانية ولا يمكن بالتالي احداث أي خلل فيه، لافتا من جهة ثانية الى ان موقف النأي بالنفس ينسحب أيضا على مقاربة لبنان لأي موقف ضد الدول الخليجية المعادية لسورية، وذلك لكون مئات آلاف اللبنانيين يرتزقون من دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول العربية، وهو ما يمثل مصدرا آخر من الأوكسجين للرئة اللبنانية، اضافة الى ان لبنان لا ينسى تاريخ الدول الخليجية في مساعداتها للبنان.

ولفت المصدر الى انه لا يمكن للبنان ان يعادي أو يناصر دولة عربية على أخرى أو أن يؤيد فريقا عربيا على آخر، معتبرا ان لبنان هو كالوادي الذي يشرب من مياه الجبال العالية المحيطة به، فإذا حاول تحويل نفسه الى جبل تنقطع عنه المياه ويسوده الجفاف، مستغربا عدم مجاراته من قبل السياسيين بسياسة النأي بالنفس باستثناء الرئيس السابق أمين الجميل، مؤكدا بالتالي ان خلاص لبنان يكمن بتحييده عن أزمات المنطقة باستثناء ما يتعلق منها بإسرائيل.
وأضاف المصدر: ان النأي بالنفس سببه أيضا انقسام المجتمع اللبناني بين مؤيد لهذه الدولة العربية ومعارض لتلك، وبالتالي ما يجب على الحكومة الاضطلاع به هو عدم الانجرار وراء الأحداث في المنطقة حفاظا على الاستقرار الداخلي، والسعي في المقابل الى تحسين أوضاع اللبنانيين على المستويات كافة.
لكن المصدر نفى ان تكون الحكومة تنأى بنفسها عن الموضوع الإنساني للنازحين السوريين، مؤكدا ان هناك نساء سوريات يأتين الى لبنان بذريعة النزوح ليلدن على حساب الدولة اللبنانية ويعدن الى ديارهن في سورية، وان الحكومة تغض الطرف نظرا لصعوبة الأوضاع، هناك، متحديا كل من يتجرأ على القول ان الدولة اللبنانية مقصرة مع النازحين سواء بالسكن أو بالغذاء أو بالطبابة أو في التعليم، ومؤكدا ان الرئيس ميقاتي لا يميز إطلاقا بين نازح وآخر عبر تذكير المعترضين على مساعدة النازحين السوريين بمقولة الرئيس الراحل حافظ الأسد «شعب واحد في بلدين» وبالتالي ان على من يؤمن من أعضاء الحكومة بمثل هذه المقولة ان يطبق القول بالفعل.

وعن محاولة اغتيال رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع، أكد المصدر ان الرئيس ميقاتي سارع لحظة إعلان الخبر الى الاتصال به مطمئنا ثم الى تكليف الأجهزة الأمنية والقضائية متابعة الموضوع للوصول الى كشف ملابساته والفاعلين، معتبرا ان الحادثة غير سهلة وتستدعي المتابعة، لكن في نهاية الأمر الجميع بانتظار نتائج التحقيقات.
على صعيد آخر وردا على سؤال: أكد المصدر ان ليس لدى الرئيس ميقاتي أي توجه لزيارة دمشق أو طهران نظرا لحساسية الوضع الناتج عن انقسام اللبنانيين حول مفهوم الزيارة لكل من البلدين، لكن المصدر أكد أن الرئيس ميقاتي سيزور الكويت في وقت قريب جدا بعد عودته من جولة الى بروكسيل وهنغاريا وريو دي جانيرو في البرازيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى