الأخبار اللبنانية

السنيورة لميقاتي: تمويل المحكمة ليس منة من أحد وعليك الاختيار بين الشهداء والإرهاببين

ألقى رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة كلمة الرئيس سعد الحريري في مهرجان “خريف السلاح.. ربيع الاستقلال” في طرابلس، وقال فيها: “لأنّها الفيحاء يفوح منها عبق الأصالة والكرامة وتشعّ منها روح الوطنية والعروبة وإرادة التلاقي، أتينا اليوم. كنّا هنا بالأمس وها نحن اليوم وسنكون فيها في الغد في هذه المدينة الحاضرة والضامنة، في قاموسنا كل يوم طرابلس، وفي قلوبنا كل يوم طرابلس، مدينة الإستقلال والإستقلاليين، ومدينة النضال والعروبة، ومدينة التضحية ومدينة الشهادة والكرامة. طرابلس البيت الواحد في باب التبانة وبعل محسن، وفي القبة وأبي سمرا والمينا. انها مدينة الوفاء للشهداء انها عاصمة الشهداء بالأمس واليوم وفي كل يوم”.

وأضاف السنيورة: “جئنا إلى طرابلس مدينة عبد الحميد كرامي ومدينة الشهيد الرشيد، والشيخ محمد الجسر، وفوزي القاوقجي، وجورج صراف، لكي نوحّد لبنان لا لنقسمه، جئنا إلى طرابلس لنمد يدنا لا لنرفع اصبعنا. نحن نمد يدنا لأبناء الوطن الواحد. فالماضي ايها الاخوة لا يمكن ان ينتصر على المستقبل، والإنغلاق لا يمكن ان ينتصر على الإنفتاح، نحن في وطننا ننتصر بالكلمة الحرة والثبات على المبادئ والمواقف واعتماد اسلوب الحوار. منا هنا من الفيحاء أوجّه تحية لبيروت الصامدة لأبناء بيروت اللبنانيين الصامدين، وتحية لصيدا وصور وزحلة وجبيل والمتن وجونيه وبنت جبيل والكورة، تحية لقانا ومارون الراس للنبطية لرميش ومرجعيون، تحية لبعلبك والهرمل والبقاع الغربي وراشيا والمختارة وبعقلين وعاليه وبيت الدين واقليم الخروب، تحية لك يا عكار الأبية، لسهول الكرامة والعزة وعرق الجبين. تحية لكم في المنية والضنية، لكم يا اهلنا في عرسال واهل وادي خالد وادي الحرمان والتجاهل، وادي خالد بن الوليد. أنتم با أبناء طرابلس وعكار والمنية والضنية أنتم كنتم الأساس في انتفاضة الإستقلال وما زلتم على العهد والوعد”.

وأكمل السنيورة: “من هنا من طرابلس أقول تحية لكم يا شهداء سوريا الأبرار. ونحن بصدد الحديث عن ثورة الشعب السوري، دعوني وأنتم جماهير تيار المستقبل وقوى 14 آذار وصنّاع الإستقلال الثاني، أقول شيئا لا أظنّكم تجهلونه: الشعب السوري هو الذي يصنع التغيير في سوريا وليس أحداً سواه، أبطال وثوار سوريا ادرى بشعاب بلدهم، أبطال سوريا يصنعون تجربتهم، وليسوا بحاجة إلى من يعلّمهم ويدلهم على الطريق. هم سيقررون ماذا سيكون نظامهم وكيف يتم تغييره وتطوير . لكننا نقول لهم قلوبنا معكم نحن ابناء الحرية في لبنان، ننتظركم نراقبكم وأنتم تعبرون جسر صنع التاريخ المجيد، تعبرون جسر المستقبل بصلابة واتفاق منقطع النظير. أذرعنا تمتد اليكم جسراً وطيد نحو الغد العربي الجديد، تعبرون الجسر يا احرار سوريا حيث سنتلاقى في الغد القادم وفي المدى العربي الكبير في عصر الحرية والديمقراطية العربية حيث ربيع الثوار وخريف الديكتاتوريات والجمهوريات الوراثية”.

وتابع السنيورة: “أتينا اليكم في طرابلس في ذكرى الإستقلال الأول، لنستذكر الإستقلال الثاني. الإستقلال الاول الذي كان لطرابلس صولات وجولات وتضحيات فيه، والثاني الذي بدماء اصدقائنا وشهدائنا الأبرار تحقق. أيها الأخوة لبنان الذي عرفناه ودافعتم عنه وتربيتم به وضحيتم من اجله في مواجهة العدو الإسرائيلي في الجنوب الغالي وانتصرتم لدولته في نهرب البارد، مهدّد بأن لا يبقى كما كان، لبنان الإستقلال والحرية والديمقراطية والمساواة واحترام الأخرين مهدد بتغيير ثقافته وأعرافه بفعل عقول مغامرة وأحلام مريضة، لكن حفاظنا على نظامنا وحرياتنا ومواثيقنا الوطنية مثل الحفاظ على استقلالنا وبلدنا، من هنا تمسكنا بالمحكمة الدولية الذي لم يكن من اجل الإنتقام والتنكيل بل من اجل حماية لبنان المستباحة ساحته عبر الإستهداف الدائم والإغتيال المتكرر لقادته، من أجل الحفاظ على الحريات والعدالة ووقف مسلسل الإفلات من العقاب، والخيار واضح وصريح ولا تلاعب فيه بين من يقف مع الشهداء وحق الأبرياء والمظلومين ومن يقف مع المجرمين وحماية الإرهابيين. اليوم وقد تغير الزمن، وانتقل من زمن الحاكم يريد إلى زمن الشعب يريد أن يعرف الحقيقة كل الحقيقة، والشعب يريد ان يحاكم القتلة والعدالة لشهدائنا، فنتوجه إلى (رئيس الحكومة نجيب) ميقاتي ابن طرابلس الذي نجح في الإنتخابات بأصواتكم، نتوجه بالسؤال لنقول ألستم مع ما يريد شعب طرابلس وأبناء الشمال؟ ألستم مع الثوابت الوطنية والإسلامية؟ نفذوا ما يرد هذا الشعب الأبي. المحكمة الدولية والتعاون معها والتمويل لها ليس منة من أحد، إنه حق وواجب لأن الشعب يريد المحكمة أراد البعض ام لم يرد، الشعب يريد المحكمة والشعب يريد العدالة، والشعب يسأل لماذا حماية المتهمين باغتيال رفيق الحريري، فالشعب يريد تسليم المتهمين ونصرة المظلومين”.

وأضاف السنيورة: “أيها اللبنانيون، لقد دفع الشعب اللبناني على مدى تجاربه وسنواته الإستقلالية الكثير من الأثمان الغالية من الدماء والتضحيات والآلام، في النهاية اصبح لنا وطن نعتز به وبالانتماء اليه ونتمسك بترابه، هو لبنان القائم على مبادئ وقيم لا نحيد عنها ونتمسك بها وأهمّها التمسك بالطائف والعيش الواحد الإسلامي المسيحي القائم على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، والحفاظ على الميثاق الوطني والمساواة في الحقوق والواجبات بين كافة المكونات، فالحربة والمساواة أساس نظامنا، المساواة بين المواطنين واحترام حقوق الإنسان والقبول بالتنوع واختلاف الآراء في مجتمعنا، والتمسك بتداول السلطة بشكل ديمقراطي وسلمي ونبذ العنف ونبذ أشكال العنف والتخوين والإستقواء، والتمسك بعودة الدولة القادرة والعادلة دولة القانون لا دويلات تنازع الدولة في سلطتها، والحفاظ على ميزات بلدنا واستقلاله وحرياته وكرامته، وعلى العلاقة المبنية على الإحترام المتبادل مع الأشقاء والأصدقاء حيث نبني علاقتنا مع الآخرين على هذه الأسس والمرتكزات، ودعم المؤسسات الرسمية الامنية والعسكرية اللبنانية باعتبارها الوحيدة المؤتمنة والمسؤولة عن صون وحفظ الأمن والسيادة على كامل الأراضي اللبنانية، حيث لا يكون هناك سلاح في لبنان غير سلاح الدولة من خلال اجهزتها ومؤسساتها العسكرية والامنية، مع تمسكنا بهذه المرتكزات سنعمل من خلال الإنتخابات النيابية على الدفاع عن لبنان إلى ان يصبح دولة عصرية قادرة على معالجة قضاياه ومشاكله بروح من الإنفتاح ومعايير الكفاءة”.

وقال السنيورة: “حين تجرأت يد الغدر على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، ظن المجرمون والقتلة أننا سنخاف ونبكيه لأسبوع وننسى، ولم يخطر ببالهم أن شعب لبنان قد قرر إسقاط الخوف وعدم السكوت، وعدم الرضوخ، وعدم القبول باستمرار القتل والاستباحة. لقد قرر الشعب اللبناني أن يقول كفى للقتل… لن نقبل بعد اليوم أن تداس كرامتنا وكرامة بلدنا وقادتنا. لهذه الأسباب كانت انتفاضة الرابع عشر من آذار، الزهرة الأولى للربيع، الذي تفتح وانتشر في الحقول العربية، لقد أثبتم، أن شعباً اعزلا بإمكانه أن يقول لا، وان ينتصر. وانه بإمكاننا أن نطالب بالحرية ونحصل عليها، وبإمكاننا أن نواجه الاستبداد وننجح في هزيمته، لقد صرخ شباب وشابات لبنان وشيوخه والنساء، في ساحة الحرية، في ساحة الشهداء، نريد الحرية والاستقلال والكرامة. ولقد سمع شباب وشابات العرب نداء الحرية من قلب بيروت ومن قلب كل مدينة في لبنان. لقد كنتم المثل والنموذج، ونقلت تضحياتكم ونضالكم العدوى إلى الأرجاء العربية، فأصبح لكل ثورة عربية ساحةً للحرية والتظاهر، وميداناً للاعتصام والنضال والتجمع من اجل استرجاع الكرامة والحقوق، لقد انطلق ربيعكم واستقلالكم الثاني من لبنان وأطلقتم ربيع العرب”.

وأردف السنيورة: “في هذا الزمان، حيث الشعب يريد… ليس من الجائز أن نخاف التغيير. لأننا نخاف الديكتاتوريات والديكتاتوريين… لقد مضى عهد الاستثناء العربي الذي عانينا خلاله من الترهل والعجز والخنوع. ها هو العالم العربي يعود إلى اليقظة، وانتم تعرفون أن المسيحيين اللبنانيين ومعهم المسيحيون العرب كانوا نخبة العرب في التطلع نحو التغيير والتطوير والمطالبة بالديمقراطية والمساواة وتوسيع المشاركة السياسية، وأنا على ثقة أنهم سيظلون أوفياء لجوهر حقيقتهم ووجودهم الفاعل ولتاريخهم الطليعي في حركة التنوير العربية. لقد دقت ساعة الحقيقة العربية حيث لن يبقى لبنان وحده بلد الديمقراطية بل ينضم إليه إخوة يتبعون طريقه، لقد قال حافظ ابراهيم :
“لمصرَ أم لربوع الشام تنتسبُ
هنا العُلى وهناك المجدُ والحَسَبُ
رُكْنانِ للعُرْب لا زالَتْ رُبُوعُهُما
قَلْبُ الهِلالِ عليها خافِقٌ يَجِبُ”

فتحية لكم يا إخواني في طرابلس والشمال، تحية الاعتزاز والفخار، نفتخر بكم في لبنان بكم في كل لبنان، تحية لكم من الرئيس سعد الحريري، اطمئنوا ولا تخافوا ولا تقلقوا… ستطال يد العدالة القتلة والمجرمين… وستتم محاسبة المتواطئين، سنحمي ونحافظ على استقلالنا وحريتنا… وسندافع عن بلدنا وعيشنا الواحد، أتى زمن الحرية… أتى زمن الشعب، أتى زمن الشباب… أتى زمن العروبة الديمقراطية والمنفتحة التي تضم وتقبل وتعيش بالجميع ومع الجميع…أتى زمنُ طرابلس… أتى زمنُ حمص توأم طرابلس… أتى زمنُكُم أنتم… فليبق زمنُ شباب العرب… وليبق ربيعُ العرب… وليبق لبنان…وسيبقى لبنان… سيبقى لبنان… سيبقى لبنان…”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى