الأخبار اللبنانية

ابرشية طرابلس المارونية نظمت زيارة حج الى حريصا

المطران بو جودة: فلينر الله عقول المسؤولين والمرشحين للنيابة

كي يتصرفوا بروح الأخوة ويتخطوا الحساسيات والبغض والكراهية

 

نظمت ابرشية طرابلس المارونية زيارة حج الى مزار سيدة لبنان في حريصا، وكان هذا العام مميزا من ناحية المشاركة والحضور، وتخطى عدد الذين شاركوا في القداس من رعايا ابرشية طرابلس المارونية ال 1500 شخص جاؤوا من كل الاقضية الشمالية التابعة لابرشية طرابلس المارونية.
وقد ترأس راعي الابرشية المطران جورج بو جوده قداسا للمناسبة في بازيليك سيدة لبنان بمشاركة لفيف من الكهنة.
وبعد الانجيل المقدس، القى المطران بو جوده عظة قال فيها:” إن تكريمنا للعذراء مريم في الكنيسة لا يقوم على الناحية العاطفية فقط بل يتعداها إلى الناحية اللاهوتيّة وهي الأساس. وقد تعددت الألقاب والصفات التي تطلق عليها في الكنيسة وهي كلها تدل على المركز والدور الذي هو لها في حياة المؤمنين اليومية وفي التدبير الخلاصي بصورة خاصة ومميزة. ومن هذه الأسماء والألقاب ما هو محدد لاهوتيا في مجامع مسكونية ومنها ما هو صادر عن السلطة الكنسية العليا بعد إستمزاجها لآراء الأساقفة في مختلف بلدان العالم “.

وتابع المطران بو جوده:” من أهم العقائد التي تركز عليها الكنيسة في تكريمها للعذراء مريم عقيدة أمومتها الإلهية التي أعلنها مجمع أفسس المسكوني سنة 431 والذي هو بالنسبة الينا في كنيستنا المارونية موضوع صلاة وترنيم نردّده كل يوم في زياح العذراء قائلين: يا أم الله يا حنونة، يا كنز الرحمة والمعونة. ويستند هذا التحديد على عدة نصوص من الكتاب المقدَّس بعهديه القديم والجديد، فنسمع أشعيا النبي مثلاً يقول: ها إن العذراء تحبل وتلد إبنا تسميه عمانوئيل، أي الله معنا. كما نسمع الملاك جبرائيل يقول لمريم عندما بشرها بالحبل الإلهي: القدوس المولود منكِ يدعى إبن الله. ثم تعلن بعده إليصابات: من أين لي هذا أن تأتي أُم ربي “.

اضاف :” إن الكنيسة، منذ نشأتها، تكرم العذراء بصورة مميزة لربما بلغت في بعض الأحيان وعند بعض المؤمنين، حد المبالغة، مما أثار حفيظة البعض الآخر الذين إنتقدوا هذا التكريم. ولذلك يجدر بنا أن نضع النقاط على الحروف من أجل توضيح هذه العبادة وهذا التكريم ووضعها في إطارها الصحيح. الفكرة الأولى التي نتوقّف عندها هي أنّ مريم، مع كونها أُماً لله، يسوع المسيح، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس، ليست إلهاً، بل هي إنسان مخلص باستحقاقات إبنها يسوع المسيح، كلمة الله الذي تجسد وصار إنساناً فسكن بيننا، ورأينا مجده، مجد وحيدٍ من الآب، ملؤه النعمة والحق. والفكرة الثانية هي أنّ تكريم العذراء يأخذ مرات كثيرة بُعداً عاطفياً وهذا أمر طبيعي، لأنّها أُم، و” الأُم بتلم ” كما نقول في لغتنا الدارجة “.

وختم المطران بو جوده:” إليها نلجأ نحن اليوم أيها الأحباء، أبناء أبرشية طرابلس المارونية، في زيارة الحج هذه، طالبين من الله بشفاعتها أن يبارك أبرشيتنا ورعايانا، كهنتها ومؤمنيها وجميع المقيمين فيها. متوسلين إليه في هذه الأيام الصعبة التي تعيشها البلاد، أن يمنّ علينا بالسلام الذي نحن بأمسّ الحاجة إليه بعد هذه السنوات الطويلة من الخلافات والصراعات والحروب على أرضنا، طالبين منه كذلك، وبإلحاح، أن يُنير عقول المسؤولين بيننا وقلوبهم وبصورة خاصة قادتنا السياسيّين والمرشّحين للنيابة كي يتصرّفوا مع بعضهم البعض بروح الأخوّة التي يجب أن تميّزهم كأبناء شعب وإيمان واحد، ويتخطّوا الحساسيات وروح الحقد والبغض والكراهيّة فيما بينهم، ويشعروا أنهم جميعاً أعضاء في جسد واحد، هو جسد المسيح، وأنهم كلّهم مسؤولون عن بعضهم البعض وعن صحة هذا الجسد، فيتوقفوا عن تهشيمه وتقسيمه وشرذمته وتقسيم هذا الشعب الذي دُعي ليكون شاهداً للمسيح في هذه البقعة من العالم، فيكون لبنان ويبقى كما قال عنه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني، بلد الرسالة والشهادة والإشعاع. ولنطلب منه بصورة خاصة أن يبارك كنيستنا المارونيّة وكنيسة لبنان كي تبقى الخميرة في عجين هذا العالم الشرق أوسطي والعربي والنور المشعّ في ظلمته فتنتهي فيه هذه الحروب المستمرّة منذ أكثر من ستين سنة ويعود أبناؤه بجميع أديانهم وطوائفهم يعيشون مع بعضهم البعض بروح التفاهم والمحبة “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى