الأخبار اللبنانية

دقماق في حديث الى جريدة الوطن القطرية

موقف روسيا تجاه سوريا يضعها في خانة الأعداء اعتبر الشيخ بلال دقماق احد قادة التيار السلفي في لبنان ورئيس جمعية «اقرأ» أن موقف روسيا ممّا يجري في سوريا من أحداث متخاذل، ورأى أن ما تقوم به يضعها في خانة الدولة العدوة.

وفي إطار متصل بالوضع السوري، قال دقماق في حوار مع الوطن إن القوى السلفية في لبنان دخلت معركة إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد لان إسقاطه واجب شرعي.

أما فيما يتعلق بالتخوف من عناصر وضباط «الجيش السوري الحر» الذين يتخذون من وادي خالد مكانا لاقامتهم، فقد اعتبر دقماق أن وجودهم غير مقلق وان من يتحدث عن وجود مقلق معلوماته غير دقيقة.

وفيما خص المواقف التي نسبت إلى منشقين عن الجيش السوري يتواجدون في لبنان توعدوا فيها «حزب الله» والحكومة اللبنانية، فقد قال دقماق إنه يؤيد مثل هكذا مواقف سواء صدرت عن معارضين سوريين أو عن لبنانيين.

على صعيد آخر، اتهم الشيخ بلال دقماق «حزب الله» بتشكيل خلايا تجسسية في مدينة طرابلس تحت مسميات مختلفة بهدف الانقضاض على بعض الشخصيات الشمالية بناء على أمر عمليات معين من سوريا أو من ايران بعد تعقبها وجمع المعلومات اللازمة عنها.

وفي ما يلي نص الحوار:

{ ارتفعت أصوات كثيرة في الآونة الأخيرة تقول بوجود خلايا لـ «حزب الله» في مدينة طرابلس. فما هو الإثبات؟ .. أليس ذلك من باب الضغط على حلفاء سوريا؟

– خلايا «حزب الله» موجودة وبشكل علني تحت أسماء ومسميات مختلفة..

{(مقاطعة) مثل من؟

-هناك «حركة التوحيد الإسلامي وهؤلاء عملاء لإيران و»حزب الله» منذ زمن، وهناك أيضا «جبهة العمل الإسلامي» وهؤلاء أيضا عملاء لهما بشكل صريح وواضح، وهناك ما يسمى بـ «أنصار المقاومة»، كما أن هناك شخصيات مستقلة من اتباع «حزب الله» وإيران بشكل واضح، واغلب هؤلاء يتعاطون مع «حزب الله» بشكل استخباراتي بمعنى جمع المعلومات لصالحه وتصوير بعض المراكز وبعض الشخصيات وتعقب حركتهم وما شابه ذلك، وبما انهم مخترقون هناك من شاهد عندهم أن السلاح يضخ اليهم من «حزب الله».

{ تقول إن «حزب الله» يقوم بعمل مخابراتي من قبيل تعقّب بعض الشخصيات. فلماذا قد يلجأ إلى هكذا أسلوب؟

-«حزب الله» ليس بميليشيا الآن، وليس بتنظيم بل اصبح دولة داخل الدولة، وهو يجمع هذه المعلومات لعدة أهداف. أولا لكي يختبر قوة الطرف الآخر وامكاناته، وثانيا لكي تكون لديه الجهوزية الكافية إذا وُجّه إليه أمر عمليات ما للانقضاض على بعض الشخصيات. طبعا هذا الاحتمال بعيد ولكنه وارد بحيث يمكن أن يقوم «حزب الله» بمثل هذه الأمور.

{هل تقصد انه يمكن لـ «حزب الله» أن يلجأ إلى توجيه ضربة لمدينة طرابلس على خلفية الأزمة السورية؟

– ليس إلى المدينة كمدينة وإنما إلى شخصيات معينة داخل المدينة بأمر عمليات سواء من نظام الأسد في حال تطورت الأمور اكثر من ذلك أو حتى من ايران.

{ أثار بعض نواب الشمال في الآونة الأخيرة مسألة عدم التمديد لمفتي عكار بكثير من الحدة والتوتر واعتبروا أن قرار عدم التمديد اتخذ من قبل مفتي الجمهورية على خلفية ثأرية من مواقفه المناهضة لسوريا. فما هي صحة هذا الأمر؟

– أولا مفتي عكار ليس أصيلا وهو مفت بالتكليف ولم يثبّت على انه أصيل، وثانيا هناك صراع بين «تيار المستقبل» وسماحة مفتي الجمهورية الأمر الذي جعل المفتي يتخذ مثل هذه القرارات بحق مفتي عكار، أما بالنسبة لموضوع سوريا فأنا لا ادري ما إذا كان هذا الموضوع هو محور الخلاف أو إذا كان نواب «المستقبل» يستغلون الظرف من اجل الضغط على المفتي (مفتي الجمهورية) بشكل اكبر كي يتراجع عن قراره الأخير وبالتالي التمديد للشيخ الرفاعي.

{ ولكن هل يستحق هذا الموضوع التوقف عنده إلى هذا الحد؟

– في هذه الأيام سماحة المفتي لا يتمتع ببعد نظر كبير في الكثير من الأمور، وكان عليه أن يختار بين التجديد للمفتي الرفاعي أو انتخابه كمفت أصيل في عكار وتنتهي المشكلة عند هذا الحد، أما «الزكزكة» التي يقوم بها سماحة المفتي فأنا أظن بأنها ليست لا ناجعة ولا نافعة ولا مقبولة.

{ بالانتقال من هذا الموضوع، من المعلوم أن «الجيش السوري الحر» مدعوم من جهات سياسية وسلفية. هل تتوقعون أن يكون بمقدوره مقاتلة الجيش السوري النظامي وفرض نفسه على الخريطة السورية؟

– أنا لا اعتقد أن «الجيش السوري الحر» مدعوم من الجماعة السلفية فقط ولكنه مدعوم من كل أطياف الشعب السوري أي من الإخوان والسلفيين والعلمانيين والبعثيين الذين انشقوا مؤخرا عن حزب «البعث» في سوريا، وهؤلاء جميعا يعتبرونه جيشا شرعيا وليس جيشا غير شرعي كجيش الأسد الذي يتعدى على المواطنين ويقتل النساء والأطفال والشيوخ ويعتقل مئات آلاف الشباب في سوريا، ولذلك الجيش السوري الحر يتلقى الدعم المعنوي من جميع أطياف المجتمع السوري بمن فيهم الإخوان والجماعة السلفية ولكن ليس على وجه الخصوص من السلفيين كونه بالنسبة لأهلنا في سوريا هو الجيش النظامي والشرعي لسوريا.

{هل تتوقعون أن يثبت نفسه؟

– لقد تمكن «الجيش السوري الحر» من إثبات نفسه ولا يستطيع أي احد أن ينكر ذلك بحيث إن هناك عمليات صوّرت وهناك انشقاقات واضحة ومعلنة وتبث على شاشات التلفزة، ولكن الموقف الروسي المتخاذل الذي يضع روسيا في خانة العدو إضافة إلى الموقف الصيني المتخاذل أيضا يمنعان تقدم هذا الجيش نحو الأمام بشكل سريع ويجعلان من التقدم بطيئا، ولكننا نتوقع أن يتقدم بشكل سريع في المدى المنظور وان يحصل على دعم من جامعة الدول العربية ودول الخليج.

{ هناك ضباط وعناصر سوريون منشقون عن الجيش السوري يتخذون من وادي خالد مكانا لاقامتهم. ألا تتخوفون من أن يضع هذا الأمر المنطقة على فوهة بركان امني؟

– في الحقيقة أنا املك الكثير من المعطيات والمعلومات حول الأوضاع في منطقة وادي خالد، ولا اعتقد أن هناك أي وجود رسمي أو أي وجود مقلق لـ «الجيش السوري الحر»، ومن يتحدث عن وجود مقلق معلوماته غير دقيقة، وعلى كلٍ سوريا كلها تعيش على فوهة بركان، وبما أن الوضع على هذا المنوال فإن الشعب السوري يتوجه إلى لبنان تماما كما يتوجه إلى تركيا والأردن والعراق وهذا أمر طبيعي..

{(مقاطعة) ولكن ألا يتم استخدام المناطق المتقدمة في وادي خالد لاستهداف الجيش السوري وجره إلى ما بعد حدوده وإرباكه سياسيا بانتهاك السيادة اللبنانية؟

– الجيش السوري ينتهك السيادة اللبنانية منذ 35 عاما، وهذا الأمر ليس بجديد، وهذا الأمر متوقع من الجيش السوري الذي له أذناب في لبنان أكان هناك من جيش حر في لبنان أو إن لم يكن هناك من جيش حر، وهو في الآونة الأخيرة اعتدى على لبنان من خلال قصفه منازل لمواطنين آمنين وابرياء، والجيش السوري بإمرة المجرم بشار الأسد يعرض عضلاته على النساء والأطفال والشيوخ ولا يستطيع أن يجابه مجابهة حقيقية، وهو اليوم تماما كما شاهدناه منذ أربعين سنة أو اكثر في الجولان.

{ ولكن ثمة مجموعات أطلقت قذائف هاون على الحدود الأسبوع الفائت. ألا تعتبر أن ما قام به الجيش السوري هو ردة فعل على الفعل؟

– لا يحق له أن يقوم بردة فعل، ومن حقه فقط أن يتصرف عبر القنوات القانونية والدبلوماسية من خلال السفارات لا أن يبيح لنفسه التعدي على حدود لبنان تحت أي ظرف أو تحت أي حجة من الحجج، وهذه ليست المرة الأولى التي ينتهك فيها الجيش السوري سيادة لبنان، فقد سبق له أن قام بمعاونة نجل (اللواء) علي الحاج المتهم باغتيال الرئيس الحريري بخطف الاخوان جاسم واستخدام مناصريه في قوى الأمن الداخلي وفي امن السفارات لتلبية رغبات النظام السوري واستخباراته عبر القيام بخطف الناس واعتقالهم وتسليمهم إلى النظام في سوريا.

{ سوريا اليوم تصف منطقة وادي خالد بقندهار لبنان تشبيها بقندهار أفغانستان حيث الانفلات الأمني والعسكري. إلى أي حد ما يقال يحاكي الواقع؟

– النظام السوري كلنا يعلم ويعرف مراوغاته وكذبه وتلاعبه على الألفاظ والتناقضات وما شابه ذلك، وما يقوله هو كلام إعلامي استهلاكي، وكلنا يذكر كيف انه مع بدء الأحداث في سوريا مرة اتهم الأصولية السلفية ومرة اتهم الإخوان ثم اتهم سفير فرنسا ثم اتهم الولايات المتحدة الأميركية. سبحان الله كيف انه لم يخطر بباله أن يتهم إسرائيل لأنه وبحسب ما اعتقد ويعتقد الكثير حليف للنظام اليهودي المغتصب لأرض فلسطين.

{ ولكن هناك حقيقة لا يمكن حجبها وهي وجود منشقين سوريين في لبنان لا يتوعدون فقط نظام الأسد بإسقاطه وإنما يتوعدون أيضا حزب الله والحكومة اللبنانية وقد طالعنا ذلك في بعض الصحف اللبنانية من خلال مقابلات أجريت مع منشقين..

– (مقاطعا) نحن نؤيد مثل هذه المواقف سواء صدرت عن معارضين سوريين أو صدرت عن لبنانيين لان مواقف «حزب الله» مخزية ومتطرفة وغير عادلة لجهة وقوفه إلى جانب ما يعتبره نظام ممانعة في سوريا وهذا كذب وغير صحيح وغير دقيق، لذا من حق الأخوة السوريين أن يعالجوا الأمور بحسب وجهة نظرهم هم. هم يعتبرون أن نظام بشار الأسد وحسن نصر الله في مركب واحد في استباحة الشعب السوري والاعتداء عليه.

{ أي أنكم تؤيدون إسقاط «حزب الله» على يد سوريين؟

– نحن مع سحب سلاح «حزب الله» وما قاله حسن نصر الله مؤخرا في ذكرى عاشوراء بأن هناك أسلحة فردية وهي متواجدة مع كل لبناني وان الأسلحة الثقيلة والمتطورة لا تستخدم داخل الأراضي اللبنانية هو كلام.. فإذا كان مقتنعا بأن الأسلحة المتطورة والثقيلة لا تصلح للاستخدام داخل لبنان فليسلم السلاح الخفيف إذن إلى الجيش اللبناني وليبقي معه السلاح الثقيل الذي يريد أن يقاتل به إلى ما بعد حيفا كما يدعي ويقول.

{ دخلتم كسلفيين لبنانيين في معركة إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد..

– (مقاطعا) طبعا وهذا واجب شرعي أصلا.

{ ألم تخرقوا بذلك الميثاق اللبناني الذي يقول إن لبنان لا يجب أن يكون لا مقرا ولا ممرا للتآمر على سوريا؟

– الميثاق اللبناني يخص الدولة اللبنانية ونحن ميثاقنا هو القرآن والسنة، ونحن ميثاقنا الإنسانية وحقوق الإنسان..

{(مقاطعة) ولكن هل تفتحون كسلفيين دولة خاصة بكم؟

– نحن ليس لدينا دولة خاصة بنا ولكن لدينا أفكارنا وعقيدتنا ومنهجنا، وهذه الأفكار والعقيدة والمنهج تتقاطع مع جميع الأديان السماوية في قضية ظلم الناس والاعتداء على كراماتهم..

{(مقاطعة) هل تسيرون بحسب عقيدتكم إذا تعارضت مع قوانين ونظم الدولة اللبنانية؟

– طبعا نقدم العقيدة على ما تقوله الدولة اللبنانية طالما أن هذا الأمر لا يتجاوز الخطوط الحمر، وطبعا نحن نعبّر عن رأينا بالطرق السلمية ولكن في حال حاول احدهم أن يعتدي علينا أو ظن أن بإمكانه الاعتداء علينا فلن نسكت على ذلك. صحيح أننا لا نملك السلاح ولكننا «وقت الجد» لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي.

{ ألا تعمدون من خلال تبنيكم معركة إسقاط الرئيس السوري إلى توريط لبنان بأحداث سوريا؟

– القادة سواء في لبنان أو في سوريا يقولون إننا شعب واحد في دولتين مستقلتين، وانطلاقا من ذلك لا نستطيع أن نقول إننا نورّط لبنان، فهذه سوريا ونحن من بلاد الشام وهؤلاء أهلنا وهناك مصاهرة وهناك أقارب لنا وهناك جغرافيا تجمعنا وتاريخ ودين، وتدخلنا هو تدخل إيجابي لأنه دفاع عن المظلوم بحيث إننا ندافع عن الأطفال من القتل وعن النساء من الاغتصاب. فهذا تدخل إيجابي والتدخل السلبي والظالم هو أن أبيح للنظام السوري كما يفعل حسن نصر الله ما يقوم به من خلال غض النظر عن جرائمه وارتكاباته.

{ في بداية الحراك السوري كانت لنا مقابلة معك وتوقعت سقوط النظام السوري في فترة قصيرة..

– (مقاطعا) لقد تراجعت عن هذه النظرة والآن أقول إن النظام السوري سقط والقضية هي قضية وقت لا اكثر ولا اقل من ذلك.

{ ولكن ألا تعتقد أن الدعم الروسي سيؤدي إلى إطالة عمره؟

– صحيح وهذا الدعم هو الذي أطال بعمر النظام إلى الآن ولكن مهما وقفت روسيا مع نظام الأسد لن تؤدي وقفتها إلى صموده لان الشعب السوري بأكمله يريد التغيير، ولا الروس ولا سواهم يستطيعون أن يغيّروا قناعات الشعوب ورغباتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى