الأخبار اللبنانية

المؤتمر الشعبي اللبناني: بيان وزراء الخارجية العرب مخالف لقرارات القمم العربية ومعاكس لنبض الأمة

تعقيبًا على بيان وزراء الخارجية العرب بشأن العدوان الصهيوني الغاشم على غزة، أصدر المؤتمر الشعبي اللبناني البيان التالي:

لم يكن المواطن العربي ليراهن على مواقف ثورية تصدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن العدوان الصهيوني الغاشم على غزة هاشم الأبية، لكنه ايضًا لم يكن يتوقع ان يساوي بيانهم الأخير بين القاتل والمقتول، بين الضحيّة والجلاد، بين المحتل والقابع تحت الاحتلال منذ عقود طويلة، بين السجّان والسجين، بين من بستبيح المقدسات والمسجد الأقصى ومن يدافع عنها، بين من يملك السلاح النووي المدمر والقنابل الفراغية والعنقودية ويطلقها ساعة يشاء على المدنيين العزل من اطفال ونساء وشيوخ، وبين من يقاوم باللحم الحي ولا يوجّه سلاحه لا إلى إمرأة ولا الى طفل ولا الى مسن.

ان بيان وزراء الخارجية العرب الصادر عن الاجتماع الاستثنائي المخصص لبحث تداعيات الحرب على غزة الأبية، لم يعبر مطلقًا نبض الأمة، ولا عن قرارات القمم العربية ذات الصلة، ولا عن موقف الانسان العربي الذي يظهر جليًا وواضحًا ببيانات القوى الحية في الأمة من احزاب وتنظيمات وجمعيات ونقابات وهيئات ومن خلال التظاهرات الشعبية والوقفات التضامنية التي تشهدها العواصم العربية والعالمية.

اننا في المؤتمر الشعبي اللبناني نتساءل: متى تصبح مواقف بعض الأنظمة العربية الرسمية قريبة من مواقف الشعب العربي؟
متى تتحرر هذه الأنظمة من السطوة الأميركية التي تراجعت في حديقتها الخلفية وفي اماكن كثيرة في العالم، فيما لا يزال مسؤولون عرباً رهينة هذه السطوة؟ متى يدرك بعض الحكام ان الارتهان للأميركيين لم يحمِ في يوم من الايام اي نظام عربي أو بلد عربي، كما ان التطبيع مع العدو الصهيوني لم يجعله يتراجع ذرة واحدة عن مظالمه وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني البطل.

إن تحرير فلسطين لا يعني الفلسطينيين وحدهم، بل الأمة العربية والإسلامية وكل احرار العالم، أفليس احتلال فلسطين جاء ليكرس التجزئة والتخلف في الأمة؟ وهل انتم أيها الوزراء مع هذين الهدفين الإستعماريين؟
ألا تتعالى الأصوات في مصر من ان تهجير غزة الى سيناء يهدد الأمن القومي المصري؟ فلماذا لا تتخذون المواقف الشجاعة التي تحمي الفلسطيين في أرضهم؟ ثم ان كنتم لا تريدون الدفاع عن فلسطين، فعلى الأقل دافعوا عن أمنكم الوطني.

لقد كان الأولى بكم ايها الوزراء ان تنحنوا أمام بطولات الصامدين والمقاومين في غزة وأن تمدوهم بكل اسباب الصمود، لا ان تصدروا بيانًا يساوي بين المعتدي والمعتدى عليه، وهو بيان سيذكره التاريخ عن تخاذلكم وفقدان بعضكم كثيرا من القيم العربية وفي مقدمها الشهامة والكرامة.
اننا ندعوكم مجددا كما دعاكم مرارًا وتكرارًا الأخ كمال شاتيلا طيلة حياته الى تضامن يقوم على ثوابت تحرير الأمة من الاحتلال والاستعمار والصهيونية والتخلي عن التطبيع بكل اشكاله وانواعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى