الأخبار اللبنانية

الرئيس ميقاتي: ضرورة التشدد في الإجراءات الأمنية ومنع التراخي في معاقبة المخلين بالأمن

أمل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي “أن تصب اللقاءات التي ستعقد، في خلال مشاركة لبنان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وترؤس جلسات مجلس الأمن، في مصلحة لبنان الحريص على تجديد احترامه القرارات الدولية لا سيما منها التي تتصل بالوضع اللبناني والشرق – أوسطي”.

وجدد “دعوة القيادات اللبنانية لإدراك أهمية إبراز الوحدة الداخلية والتضامن والتماسك والتوافق الوطني لا سيما في  خلال هذه الفترة، ما يحصن الموقف اللبناني في الخارج ويضفي عليه قوة ومناعة من الضروري توافرهما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخنا الحديث “.

عقد مجلس الوزراء جلسة عادية بعد ظهر اليوم برئاسة الرئيس ميقاتي في السرايا استمرت حتى التاسعة مساء أذاع في نهايتها وزير الإعلام المقررات الرسمية الآتية:

إنعقد مجلس الوزراء بناء لدعوة رئيسه في حضور غالبية الوزراء وقد غاب منهم السادة: وائل بو فاعور، سليم كرم، عدنان منصو ، ناظم الخوري ووريج صابونجيان.  

في بداية الجلسة تحدث دولة الرئيس فقال: لا بد لي في مستهل هذه الجلسة أن أبدي بإسمي الشخصي وبإسم الحكومة، الألم الكبير لجريمة القتل المروعة التي وقعت ليل أمس في رأس النبع وذهبت ضحيتها أم مع أولادها الستة. وفيما نتضامن بالحزن والعزاء مع رب العائلة المفجوع بهذه المأساة العائلية التي حلت به، نؤكد أن الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة ماضية في تحقيقاتها لكشف الملابسات التي أدت إلى وقوع الجريمة تمهيداً لإعلانها على الرأي العام منعاً لأي تفسيرات أو تأويلات وشائعات بدأت – ويا للأسف – تتردد بعد دقائق من حصول المجزرة مستبقة حتى التحقيقات ونتائج الكشف الذي أجرته الأجهزة المعنية.

وقال: ان الجريمة وان بدت في بعض وقائعها ،  ذات خلفيات شخصية وربما عائلية ، الا ان بشاعتها تضيء على واقعين اثنين: الاول تكرار مثل هذه الجرائم ذات الطابع الشخصي وبروز اسباب اجتماعية حينا ونفسية احيانا ، الامر الذي يدفعنا الى المطالبة بمزيد من الرعاية الاجتماعية والنفسية ، والمتابعة الدقيقة للحالات الانسانية الخاصة.

أضاف: اما الواقع الثاني فيتصل بتنامي ظاهرة انتشار السلاح بين ايدي المواطنين،  والجنوح الى الاستسهال في استعماله بصرف النظر عن الاسباب والدوافع. وهذا الامر ان دل على شيء ، فهو يدل على ان البعض بات لا يخشى العقاب الذي يمكن ان ينزل به ، او انه لم يعد يخشى دور الاجهزة الامنية واستطرادا هيبة الدولة وقدرتها على فرض الامن. من هنا يقتضي منا اعتماد مقاربة تأخذ في الاعتبار شقين : الاول الاهتمام اكثر بالشأنين الانساني والاجتماعي ، والثاني التشدد في الاجراءات الامنية ومنع التراخي في معاقبة المخلين بالامن مهما كانت الاسباب والذرائع.

وتطرق دولته الى الوضع الامني فقال: ان الحديث عن جريمة رأس النبع يقود الى الحديث عن جرائم اخرى ومنها الاعتداء على دورية لقوى الامن الداخلي في منطقة جسر جلالا في البقاع الاسبوع الماضي ، اضافة الى تجدد ظاهرة السرقات والسطو المسلح ، وكان ابرز ما سجل خلال الاسبوع الماضي تكرار سرقة احد المراكز التجارية في المتن الشمالي مرتين متتاليتين وبفاصل زمني لم يتجاوز الـ24 ساعة.

وقال: لقد تابعت ما صدر عن اصحاب المتاجر المسروقة واني اضم صوتي الى صوتهم في ضرورة التشدد في الاجراءات الامنية ومكافحة السرقات اينما تحصل ، وهذه مسؤولية القوى الامنية كافة التي نقدر تضحيات رجالها وانجازاتهم ، الا ان من حق الناس على هذه الاجهزة والقيمين عليها بذل المزيد من الجهد والتضحيات في سبيل تعزيز الامن والاستقرار والسلامة العامة. واراهن كثيرا على تعاون المواطنين وتجاوبهم في مساعدة القوى الامنية في عملها انطلاقا من ان “كل مواطن خفير”. كما لا بد من التحذير من مغبة التعرض للقوى الامنية في اثناء ادائها لمهامها ، وهنا اتمنى الشفاء العاجل لعنصري قوى الامن الداخلي اللذين اصيبا في كمين جسر جلالا ، وضرورة كشف ملابسات هذا الاعتداء ومعاقبة منفذيه.

وعن الوضع السياسي العام قال دولته: تكتسب مشاركة لبنان في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة هذه السنة اهمية استثنائية  نتيجة ترؤس لبنان جلسات مجلس الامن ، وكذلك المواضيع المدرجة على جدول الاعمال وفي مقدمها موضوع طلب دولة فلسطين الاعتراف بها من قبل الامم المتحدة. ولا شك ان وجود فخامة الرئيس في نيويورك على رأس الوفد اللبناني ، يعطي لبلدنا دورا مميزا طالما لعبه لبنان انطلاقا من الثوابت الوطنية والقومية التي التزمها في محطات تاريخية مهمة ، كما يلقي علينا مسؤولية في تجسيد الارادة العربية المتضامنة لاننا نمثل في رئاسة مجلس الامن مجموعة الدول العربية ، اضافة الى تمثيلنا للمجموعة الاسيوية. وسيكون لي في الاسبوع المقبل بعد مغادرة فخامة الرئيس لنيويورك ، شرف ترؤس جلسات مجلس الامن  التي ستناقش المواضيع المطروحة على اجتماعاته ، اضافة الى لقاءات سنعقدها على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة ، نأمل ان تصب في مصلحة لبنان الحريص على تجديد احترامه القرارات الدولية لاسيما منها التي تتصل بالوضع اللبناني والشرق – اوسطي.

وقال: املي كبير بأن يواكب اللبنانيون هذه المشاركة في اجتماعات الامم المتحدة في مناخات ايجابية تجعل الموقف اللبناني في ارفع المحافل الدولية ، قويا ومتماسكا ما يسهل الوصول الى ما يطالب به لبنان المجتمع الدولي من دعم لحقوقه العادلة والمشروعة ، وللحقوق العربية وفي مقدمها القضية المركزية ، قضية فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في العودة وقيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

وتابع دولة الرئيس: أجدد اليوم دعوتي الى القيادات اللبنانية لادراك اهمية ابراز الوحدة الداخلية والتضامن والتماسك والتوافق الوطني لاسيما خلال هذه الفترة ، ما يحصن الموقف اللبناني في الخارج ويضفي عليه قوة ومناعة من الضروري توافرهما في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة من تاريخنا الحديث.

بعد ذلك أطلع مجلس الوزراء على المخطط التوجيهي العام وسياسة النقل العام على أن يعرض معالي وزير الاشغال العامة والنقل الخطط التنفيذية اللازمة.

ومن أبرز المقرارت المتخذة في مجلس الوزراء:

– الموافقة على إنشاء بوابة الحكومة الالكترونية ومنح وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية الصلاحيات اللازمة.
– تحديد المنطقة الإقتصادية الخالصة اللبنانية.
– إستئجار مبنى لوزارة الزراعة.
– الموافقة على عرض وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية تحديد شروط التعيين الخاصة لبعض وظائف الفئة الثالثة.
– الموافقة على طلب مجلس الإنماء والاعمار تخصيص جزء من رصيد الهبتين المقدمتين من جمهورية الصين الشعبية لتقديم تجهيزات للمستشفيات الحكومية وتجهيزات لذوي الإحتياجات الخاصة لزوم وزارة الشؤون الإجتماعية.
– قبول هبة مقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية للمساهمة في تمويل وتنفيذ طريق دورس – عين بورضاي.
– قبول هبة لتمويل مشروع بناء مركز ثقافي لإتحاد بلديات بعلبك.
– قبول هبة مقدمة من جمهورية الصين الشعبية لإنشاء مصنع يعمل على الطاقة الشمسية إضافة الى إنشاء برك مائية لصالح بلدية الطيبة – بعلبك.

وقد دعي مجلس الوزراء الى الإنعقاد يوم الأربعاء في 21 ايلول الساعة الرابعة بعد الظهر.

ورد الوزير الداعوق على اسئلة الصحافيين فسئل: كيف سيساهم تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة في تسريع الخطوات المطلوبة بالنسبة للبنان خصوصا بعد إعلان رئيس قبرص أنه سيبدأ بالتنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة المحددة لها؟
اجاب: لقد قدم لبنان برنامجه المتعلق بترسيم حدود المنطقة الإقتصادية الخالصة وسيسير في هذا البرنامج الى النهاية.

سئل: بمن سيلتقي رئيس مجلس الوزراء في خلال زيارته المقررة الى نيويورك؟
أجاب: سيلتقي جميع الفاعليات ورؤساء البعثات والمشاركين في الجمعية العمومية ومجلس الامن.

سئل: لماذا لم تقر خطة النقل العام ، وهل من خلاف حول بنودها؟
اجاب : ان الخطة عامة وتوجيهية ، اما الامور التفصيلية فستعرض في جلسة مجلس الوزراء لاحقا ولا خلاف حولها،  واعود واقول انها خطة شاملة ستبت تفاصيلها في مجلس الوزراء تباعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى