الأخبار اللبنانية

مسؤول أميركي: سيناريو اغتيال الحريري صار معروفا والمشكلة بإثباته قضائيا في لاهاي

وصف مسؤولون اميركيون متابعون للتحقيق الدولي التقرير الكندي بـ “الدقيق الى حد بعيد”، لكن لفتوا الى بعض “المغالطات من وجهة النظر الاميركية”.

وروت المصادر الاميركية لصحيفة “الراي” تجربتها مع المحققين الدوليين المتعاقبين، وقالت ان المدعي العام الكندي دانيال بلمار كان اول محقق يزور واشنطن، ويلتقي مع مسؤولين في الاستخبارات فيها.

ولفت المسؤول الاميركي ان في يد بلمار على الاقل مجموعتين من الاثباتات، معظمها ظرفية. “من غير الممكن في جريمة من هذا النوع ان يتوافر شهود او قرائن حسية اكثر مما هو موجود”.

المجموعة الاولى من الاثباتات هي عبارة عن اعادة تكوين للمشهد السياسي في لبنان عشية مقتل الحريري، “مرفقة بافادات عن تهديدات خاصة، وفي العلن، وجهها مسؤولون سوريون وفي حزب الله الى رفيق الحريري”. ويضيف المسؤول: “اعتقد ان المحكمة الدولية، على سبيل المثال، ستهتم لسماع وجهة نظر من امر ونفذ محاولة ازالة اثار الجريمة… هذا بحد ذاته ادانة”.

أما المجموعة الثانية، فهي عبارة عن خريطة مفصلة للاتصالات، مع ارقام واسماء المتورطين.

واعتبر المسؤول الاميركي ان سيناريو مقتل الحريري معروف منذ اليوم الاول للجريمة. وأضاف “كانت لدى معظم الاستخبارات معلومات قاطعة عن الاعداد لاغتياله، اوصلها له (رفيق الحريري) اصدقاؤنا الفرنسيون، ولكنه للاسف لم يعيرها اهمية او يترك البلاد… ان عملية اغتياله لم تأت من فراغ، ولكن معظمنا، كما رفيق الحريري قبل اغتياله، اعتقدنا ان الجناة اعقل من ان يرتكبوا جريمة كالتي ارتكبوها».

وأشار المسؤول الاميركي الى ان السوريين وحزب الله عمدوا الى تسريب كمية من المعلومات الدقيقة حول الجريمة عن طريق الصحافي في مجلة دير شبيغل الالمانية اريك فولاث، وهو صديق للرئاسة السورية عن طريق احدى مستشاريها ووزير لبناني سابق”.

الهدف من التسريب السوري، حسب المسؤول، “جاء في اطار التلويح السوري المستمر باندلاع حرب اهلية في حال استمرار المحكمة في عملها… اما التوقيت، في تموز 2009 ، فكان يهدف الى اجبار تحالف 14 آذار  على ادانة التقرير تفاديا للحرب، وبذلك تقديم ادانة مسبقة لاي قرار ظني مشابه قد يصدر”.

اذن، يعتبر الاميركيون ان تفاصيل عملية الاغتيال “صارت واضحة منذ فترة بعيدة، الا ان المشكلة كانت تكمن دوما في اثبات ذلك قضائيا في لاهاي، وهي المعضلة التي حاول بلمار ايجاد الحلول لها”.

وأعلن المسؤول الاميركي أن السنيورة كان المسؤول اللبناني الذي قدم كل التسهيلات لسير مجرى العدالة، وكان الاكثر وفاء للحريري، ربما للتاريخ الذي كان يربطهما، ولكن كل هذا الوفاء للحريري اتي للسنيورة بنقمة من حزب الله”.

ويستدرك قائلا: وزراء الحزب في الحكومة عرقلوا مذكرة التفاهم، ذهب بلمار الى الاجهزة الامنية اللبنانية للاستفسار عن امكانية توقيف مسؤولين في حزب الله، اجاب اللبنانيون ان امكانياتهم لا تضاهي امكانات المشتبه فيهم”.

اما عن امكانية تورط، او تواطؤ، رئيس جهاز المعلومات العقيد وسام الحسن في الجريمة، قال: “اخطأت الشبكة الكندية بتقديم معلومة اكتفت من خلالها باثارة الشبهات حوله”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى