فاضل بعد لقائه الشعار: مع مراعاة شعور الصائمين ولكن ضمن إحترام الحريات العامة

التقى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، في منزله بطرابلس، النائب روبير فاضل

وجرى عرض للأوضاع الراهنة على الساحة اللبنانية في ضوء المستجدات الأخيرة لاسيما ما يتعلق منها بالأوضاع في مدينة طرابلس، ومضمون التعميم الذي دعا المواطنين للحفاظ على مشاعر الصائمين خلال شهر رمضان، وما إذا كان ذلك يتعارض مع الحريات العامة، وكذلك جرى عرض لمضمون بعض البيانات التي حذرت من بيع الأطعمة والمشروبات خلال ساعات النهار.
وإثر اللقاء قال فاضل: “أتينا لزيارة سماحة المفتي الأخ والصديق ونزوره ليس فقط كمفت للمدينة بل لأننا نعتز بمواقفه وحكمته وإنفتاحه وتفهمه لأوضاع طرابلس، ونحن نعلم كم كانت هناك فوضى أمنية متجددة في طرابلس إضافة إلى بعض الإعتداءات على المقاهي والتي خلفت لدينا بعض التساؤلات والإرباك، فهذا الموضوع حساس وعلينا أن نعالجه بحكمة ومسؤولية”.
اضاف: “أريد أن أقول أولا أن سماحته هو شخص منفتح وملتزم بالعيش المشترك في طرابلس ونحن أيضا ملتزمون بهذه المبادىء، وثانيا أريد أن أؤكد أن طرابلس برهنت السنة الفائتة وخاصة بعد إحراق مكتبة السائح بأنها متمسكة بالعيش المشترك والعيش الواحد ونحن هنا لنؤكد مجددا حرصنا على العيش الواحد وإحترامنا لكل مكونات المجتمع الطرابلسي وخاصة في هذا الشهر الفضيل مع مراعاة شعور المؤمنين، ولكن ضمن إحترام الحريات العامة وإحترام القوانين ومراعاة حرية الآخرين، فحرية الفرد تنتهي عند بداية حرية الآخرين”.
واشار الى ان “المدينة تتحمل أكثر من طاقتها من مشاكل محلية وإقليمية ولنبعد عنها مشاكل إضافية، وأنا سررت في هذه الجلسة مع سماحته وسررت من الكلام الذي سمعته منه وأعلم أن قيادات المدينة السياسية والدينية هي حريصة كل الحرص على العيش المشترك”.
وحول البيانات التي صدرت قال فاضل: “أنا نائب عن طرابلس وعن لبنان ولا أحب أن أتكلم من نقطة طائفية ولكن الذي أريد قوله بأن تجربتي في طرابلس كمواطن وفي لبنان كمواطن أيضا تؤكد بأنه لا يمكن صدور هكذا بيانات من شخص لبناني”.
وعن الجهة التي ممكن أن تكون أصدرت هذه البيانات قال: “نسمع أنه من الممكن ان تكون وراءها مخابرات وطابور خامس، وتعلمون أن المنطقة تمر في وقت دقيق جدا وعلينا جميعا عندما يكون لدينا أي شك بحقيقة ما يشاع أن نؤكد عدم صحته والأهم هو ممارستنا والتأكيد على العيش المشترك وأنا لا أصدق أن لبنانيا مسلما سنيا يكتب هكذا كلام”.
الشعار
وقال الشعار: “من بركات هذا الشهر التواصل الدائم والمستمر مع رجالات طرابلس وقادتها ونوابها ومرجعياتها، ويشرفنا اليوم نائب المدينة الأستاذ روبير فاضل الذي تربطنا به روائط متعددة فهو إرث والده الكبير الخواجة موريس فاضل والذي حمله مسؤولية كبيرة جدا هي مسؤولية هذه المدينة وعواطف أبنائها، وتربطنا بسعادة النائب قيم أخلاقية وإنسانية يحرص دائما على أن يكون متحركا في كنفها وإطارها رغم جهوده الإقتصادية ومواقفه السياسية التي يعبر بها عن ضميرنا وضمير بلدنا وعن ضمير الأحرار في كل لبنان”.
أضاف: “تناولنا مجموعة من القضايا أولها أمن المدينة وإستقرارها هذه المدينة والذي أعتقد بأنه محفوظ وممسوك رغم كل ما نسمعه فإن الجيش وقوى الأمن الداخلي وسائر الأجهزة الأمنية الساهرة على أمن لبنان عامة وطرابلس والشمال خاصة ربما تقضي ليلها موصولا بنهارها، تحية كبيرة إلى الجيش وإلى قوى الأمن الداخلي، وأريد أن أخص العميد بسام الأيوبي (قائد سرية درك طرابلس ) الذي تتوالى حركته دون توقف والذي ربما يسعدنا خلال أيام بأنباء سارة جدا من أجل الحفاظ على أمن المدينة”.
وقال: “أمن المدينة ممسوك ومحفوظ رغم كل الذي يحدث وإن الأيادي الخفية والطابور الخامس يعد لطرابلس خاصة مساحة كبيرة من المكر، لكن ثقتنا بالجيش وقوى الأمن لن تتراجع وسيبقى الأمن بإذن الله ممسوكا ومستقرا”.
وتابع: “أما ما يتعلق بقضية البيان فالعيش المشترك قضية أساسية هي مضمون طرابلس، وهو جزء أساسي من قيمها الدينية والإنسانية والوطنية، والعيش المشترك والحفاظ على الحريات والقيم، وكم سرني جدا التعبير الذي نطق به سعادة النائب وهو حرية الفرد تنتهي عند بداية حرية الآخرين، فالمجتمع عائلة واحدة ولا يجوز لأحد أن تطغى حريته على الآخرين، والذي يكفل هذه الحريات هو الدستور ونحن مع الوطن والدستور وسنبقى معه ونزود عنه ونتمسك بكل أبعاده الوطنية والإجتماعية حتى يبقى لبنان بهذا التعدد والتنوع والتميز درة في الشرق وحجر الأساس للسلم الأهلي والسلم العالمي”.
وختم مناشدا “الجميع أن يدركوا أن الحرية مصانة في ديننا وقيمنا الوطنية ودستورنا وثقافتنا ولن يكون على الإطلاق أي تهديد لا للحريات ولا للاعلام الذي تمثلون شرف حمل رسالته وإيصال كلمته إلى الأحرار وإلى أبناء الوطن”.