الأخبار اللبنانية

اوساط ميقاتي مندهشة من هجوم الصفدي ومصادر الأخير تؤكد أن “العتب على قدر المحبة”

ذكرت صحيفة “السفير” ان “ثمة سؤال أرخى بثقله على كل من سمع وزير المالية محمد الصفدي في مقابلته التلفزيونية في برنامج «كلام الناس» مع الزميل مرسال غانم: لماذا ذهب الى هذا الحدّ من الاشتباك مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وإلى ماذا كان يرمي من نقل إلى الصفدي اتهامات ميقاتي له وحديثه عنه، بغض النظر عن صحة أو عدم صحة الحديث المنقول؟”..
ونقلت الصحيفة عن قيادي شمالي مقرّب من الجانبين، قوله إن ناقل الحديث المذكور «كان يهدف إما الى الإيقاع بين الرجلين، وقد نجح في تحقيق ذلك من طرف الصفدي، أو أنه يخطط لما هو أبعد من ذلك بكثير، ما يستدعي سؤالاً استطرادياً حول الجهة التي أظهرت للصفدي كل هذه المحبة والغيرة عليه، في حين يبدو واضحاً أنها تريد من فعلتها فك التحالف بين «قطبين طرابلسيين».
واشارت الصحيفة الى ان وتيرة الاتصالات عبر «أصدقاء مشتركين» بين الطرفين تسارعت منذ انتهاء المقابلة التلفزيونية، من أجل احتواء الهجوم المفاجئ للصفدي على ميقاتي، وذلك تحت عنوان عريض «ليس هناك من مصلحة لهما في أي اشتباك شخصي كان أو سياسي ومهما كانت الأسباب».
وإذا كانت أوساط ميقاتي رفضت التعليق على ما جاء على لسان الصفدي، فإن مقربين من رئيس الحكومة بدت عليهم الدهشة والاستغراب والانزعاج من هذا الهجوم، معتبرين أن «لا أسباب موجبة له، خصوصاً أن الصفدي رد على شائعات ترددت وهمس وصل إليه بهذا الصدد»، لكن هذا الانزعاج لم يمنع غالبيتهم من إبداء حرصهم على وصل ما انقطع وإعادة المياه الى مجاريها في أسرع وقت وقطع الطريق على من يريد الاستفادة من هذا الاشكال والاصطياد بالماء العكر.
ويمكن القول إن موقف أوساط ميقاتي لجهة رفض التعليق على كلام الصفدي، يحمل وجهتي نظر، الأولى، إيجابية وتترك الباب مفتوحاً أمام المساعي المبذولة في هذا الإطار، والثانية، تؤكد الانزعاج وتشير الى أن ميقاتي الذي ينأى بنفسه عن الدخول في السجالات عموماً، لن ينجر الى سجال مع حلفائه المقربين خصوصاً.
وضمن هذا السياق، قدم مقربون من الصفدي توضيحات تفسر كلامه بأنه «عتب على قدر المحبة»، وأنه ليس هجوماً من أجل القطيعة، وأن الصفدي «حاول أن يرمي حجراً في المياه الراكدة، لتحفيز رئيس الحكومة على مزيد من التنسيق والتعاون والإسراع في إطلاق ورشة العمل التنموية في طرابلس وتنفيذ مشاريعها بهدف توسيع البيئة الحاضنة للحكومة ورئيسها ووزرائها في المدينة»، فضلاً عن اتخاذ القرارات الحاسمة حيال الاستحقاقات المقبلة وفي مقدمها انتخابات العام 2013، وأنه كان واضحاً وصريحاً بأن علاقته السياسية مع ميقاتي مستمرة وتحالفهما ما يزال قائماً، من أجل الهدف الأسمى وهو حماية أمن البلد واستقراره، وهذا برأي المقربين من الصفدي، يبقي الأبواب مفتوحة على مصراعيها أمام كل المبادرات الرامية الى رأب الصدع، لكنهم يرون في الوقت نفسه أن الكرة اليوم باتت في ملعب ميقاتي الذي عليه أن يحدد مستقبل هذه العلاقة، وأن يسارع الى توضيح ما وصل الى مـــــسامع الصفدي».
وتترقب الأوساط الطرابلسية بحذر مسار الأمور بين ميقاتي والصفدي، خصوصاً أنها المرة الثانية خلال أسابيع قليلة تتعرض علاقتهما للاهتزاز منذ إعلان التحالف والشراكة بينهما عشية 25 كانون الثاني 2011 قبيل تسمية ميقاتي رئيساً للحكومة، الأمر الذي يفرض سلسلة تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الرجلين، وهل سيكون مصيرها القطيعة وفك التحالف؟ أم أن للحليفين رأياً آخر وأن جلسة «غسل قلوب» واحدة بينهما بعد عودة ميقاتي من السفر ســـتكون كفيلة بإعادة الأمور الى طبيعتها؟
وعرضت الصحيفة جملة تساؤلات جاء فيها “في حال القطيعة، كيف سيكمل ميقاتي في رئاسة الحكومة في ظل خلاف مع شريك أساسي في طرابلس والحكومة؟ وكيف ستكون صورة تحالفات الانتخابات النيابية المقبلة؟ وكيف سيترشح أحدهما من دون الآخر، في وقت بدأت فيه أطراف سياسية تهلل لهذا الاشتباك الذي يجعلها قادرة على استفراد كل منهما؟ وهل سيسمح ميقاتي والصفدي مجتمعين أن يتحولا الى لقمة سائغة سهلة لخصومهما؟”
واضافت “أما في حال عودة الأمور الى طبيعتها، فما هي قواعد الاتفاق التي من شأنها أن تحمي الطرفين وتمنع تكرار ما حصل؟ وهل يمكن العودة الى الصيغة التي كانت قائمة لحظة الاستشارات النيابية والتي تمثل أعلى درجات الانسجام بينهما؟ وكيف سيمنع الصفدي ارتدادات الحجر الذي رماه في بركة العلاقة مع ميقاتي؟ وكيف سيبدّد رئيس الحكومة هواجس حليفه؟ وهل سيكون هذا الاختلاف عابراً، على أن يؤسس لشكل مختلف من التنسيق بين الرجلين على صعيد المدينة؟”.
وثمّة سؤال أخير: هل نجحت الجهة التي نقلت اتهامات ميقاتي الى الصفدي في تحقيق أهدافها، أم أن الرجلين سيتعاملان مع حالات مشابهة وفق الآية الكريمة: «إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا»..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى