الأخبار اللبنانية

ملخص المقابلة التي أجرتها إذاعة النور مع اللواء جميل السيد ضمن برنامج السياسة اليوم :

في حديث لإذاعة النور ضمن برنامج السياسة اليوم، اعتبر مدير عام الأمن العام السابق اللواء جميل السيد أن الرئيس عمر كرامي لم يمت مظلوماً إنما  جاء في زمن وبين قوم إمّا أن يشتروك أو ان يعادوك، فاختار أن لا يشتروه فعادوه،  وربح بذلك محبة الناس وإحترامهم في حياته ومماته.
وحول قرار تعديل نظام تأشيرات الدخول للسوريين الى لبنان، أكد اللواء السيد أن مصدر هذا القرار ليس الأمن العام، وأن الأمر لو تُرك للواء عباس إبراهيم لوجد حلولاً أفضل، مشيراً إلى أن هذا القرار هو قرار سياسي ينبغي بحسب القوانين أن يصدر عن مجلس الوزراء مجتمعاً بعد استشارة الأمن العام ، لا أن يصدرعن وزير الداخلية أو عن رئيس الحكومة منفرداً، مبدياً تعجّبه من تغاضي فريق الثامن من آذار الحكومي عن هذا التجاوز.
وتابع اللواء السيد، أن في اعتقاده أن القرار الأخير غير قابل للتطبيق عمليّاً ويرتّب أعباء كبيرة على الأمن العام في المراكز الحدودية نظراً لصعوبة الفرز بين نوعية الداخلين إلى لبنان وتمييز النازح عن غير النازح .
وفي اطار آخر، اعتبر اللواء جميل السيد أن مشكلة الإرهاب العابر للحدود بين  سوريا ولبنان كما مشكلة النازحين، تفترض في الحد الأدنى تواصلاً وثيقاً بين الدولتين لا كما يحصل اليوم، مشيراً إلى أن الحكومة اللبنانية الحالية مستعدة للتفاوض ليلاً نهاراً مع منظمات إرهابية كداعش والنصرة، في حين أنّها ترفض التواصل مع الحكومة السورية، ذلك ان القوى الخارجية التي ينتمي اليها تيار المستقبل وحلفاؤه ترفض مثل هذا التواصل حتى ولو كان من شأنه أن يخفف عن لبنان مخاطر الإرهاب وأعباء النزوح.
وأضاف اللواء السيد، أن الرؤية للإرهاب في لبنان غير متجانسة، مستبعداً إيجاد حل قريب للعسكريين المخطوفين  نتيجة سوء الإدراة السياسية المستمرة لهذا الملف بالإضافة إلى افتقار المعالجة لأبسط الأصول التي تبدأ بالتنسيق مع سوريا، كون المعالجة الحالية إذا ما حصلت ستؤدي إلى اضطرار لبنان لدفع ثمن باهظ للإرهابيين على حساب الأمن الوطني ومعنويات الجيش اللبناني.

وفي السياق نفسه، اعتبر اللواء أنّ القرار الخارجي بالحرب على الإرهاب بدءاً من بعض الدول العربية وبينها السعودية وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية، هذا القرار يشوبه الكثير من الثغرات، أهمّها أنه يضع الحرب على الرئيس الأسد وسوريا كشرط للحرب على داعش والنصرة، وهذا ما ينطبق على فريق تيار المستقبل وحلفائه في لبنان اتجاه سوريا بحيث أننا نشهد نوعاً من الإنفصام في الشخصية أو اللعبة المزدوجة في ادعاء محاربة الإرهاب من جهة والرغبة في استثمار نتائجه ضد المقاومة وسوريا وإيران من جهة أخرى.
وفي موضوع الحوار الجاري بين حزب الله وتيار المستقبل، أشار اللواء السيد إلى أن الطلاق بين الطرفين مستمر منذ سنوات لأسباب جوهرية عديدة، منها سلاح المقاومة، المحكمة الدولية، الموقف من سوريا، رئاسة الجمهورية وغيرها، وبالتالي فالحوار الحالي لا يهدف إلى الزواج بقدر ما يهدف إلى ترتيب بعض التفاصيل الداخلية التي خرّبها الطلاق المذكور محذراً من أن عودة تيار المستقبل إلى الحوار لا يعبر عن تحول استراتيجي بل عن تكتيك مرحلي، وقد تكون الغاية الأساسية منه بنظر تيار المستقبل هي الوصول إلى ملء بعض الشواغر الأمنية المرتقبة في قيادة الأمن الداخلي وفي القضاء والتعيينات بما في ذلك الحصول على عفو عن قطع الحساب المتعلق بهدر 11 مليار دولار من قبل حكومات السنيورة وغيرها من الأمور التي شهدنا مثلها في محطات سابقة.

وفي الحديث عن رئاسة الجمهورية اللبنانية، رأى اللواء السيد بأنه لم تطرأ حتى الآن أي مستجدات خارجية وداخلية في مواقف الفرقاء تشير إلى قرب حل الموضوع الرئاسي وأن الحوار الجاري لن يؤدي إلى توافق حول الموضوع بالنظر إلى المواقف المعروفة للطرفين، معتبراً أن انتخاب رئيس للبنان هو نتيجة عوامل أخرى وليس هدفاً بحدّ ذاته، وطالما أن تلك العوامل غير متوفرة حتى الآن فإنه لا يجب توقّع حدوث هذا الإستحقاق، مشيراً الى أنّه لو لم يحصل توافق ظرفي في الدوحة عام 2008 لما كان هناك رئيس للجمهورية منذ ذلك التاريخ الى يومنا هذا.

وحول الوضع في عرسال وطرابلس، أشار اللواء إلى أن التشبيه بينهما غير واقعي، فالغطاء السياسي الخارجي ثم الداخلي من تيار المستقبل، الذي أُعطي للجيش اللبناني  لحسم موضوع طرابلس كان ناتجاً من الخوف بأن تتحول المدينة وجوارها إلى ما يشبه إمارة إسلامية، في حين أن عرسال ليس لها تلك المواصفات بقدر ما هي قاعدة انطلاق وتموين وامداد ودعم للمسلحين ضد سوريا، وعرسال لا تشكل خطراً بأن تتحول إلى إمارة بالنظر إلى واقعها الجغرافي والسكاني، ومن هنا نفهم أسباب رفض قسم كبير من الحكومة الحالية منح الغطاء للجيش اللبناني في قضية عرسال على غرار طرابلس.

وختم اللواء جميل السيد المقابلة الإذاعية بالحديث عن الوضع السوري والإطلالات الميدانية الأخيرة للرئيس الأسد، مشيراً إلى أن الرئيس الأسد اعتاد منذ ما قبل الأحداث على الإختلاط مع شعبه في مختلف المدن التي كان يتجول فيها، واليوم مع الحرب المفروضة على سوريا فهو يقوم بواجبه تجاه بلده وشعبه وهو مؤمن بالعمق بما يقوم به، وهذا الإيمان هو من اسباب صموده وشجاعته وإلتفاف غالبية السوريين حوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى