الأخبار اللبنانية
اجتماع موسع للمجلس المدني بطرابلس في دار الفتوى
وتلا رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال بيانا بإسم المجتمعين جاء فيه :”ها نحن من جديد نعود عودا على بدء في الوقوف عاجزين أمام أحداث دامية يقتل فيها الأبرياء من أبناء المدينة، وينال فيها من أمن مدينتنا وسلامة المواطنين وقوتهم اليومي، ناهيك عن الدمار المستدام الذي يحل بأبنية وشوارع المدينة، ويأتي على ما تبقى فيها من حركة إقتصادية وتجارية شبه ميتة. كذلك، فقد تواكب هذا الفلتان الذي يطل علينا كما في كل مرة، قبيلة مواسم الأعياد، حاملا معه أمرين مستنكرين مستهجنين أيما استنكار وأيما استهجان”.
أما الأمر الأول؛ فهو مرتبط بتهديد سماحة مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، الرجل الذي عرف بمواقفه الوطنية الجامعة، وبحكمته البالغة، وفكره المنفتح، حتى أضحى، وبجدارة، واسطة العقد الجامعة في تناول الأمور الوطنية والمحلية المشكلة على الآخرين وصمام أمان في المدينة ، بما يتحلى به سماحته من ترو وأناة وحلم وصبر قل نظيره.
وأما الأمر الثاني، فهو ذاك الحادث المروع والأليم والمؤسف الذي أصاب كوكبة من شباب المدينة والذي أدى إلى التغرير بهم وقتل مجموعة منهم والإعتداء على حرمة أجسادهم بعد موتهم عبر التمثيل بها بشكل شنيع ومريع، الأمر الذي تجاوز كل ما أقرت به كافة الشرائع والأديان السماوية والأرضية، من إحترام للإنسان بعد وفاته لا التمثيل بجثته، أو جعلها أداة للبزارات بين الفرقاء.
لهذه الأسباب، ولكون المجلس المدني لمدينة طرابلس بكافة مكوناته من؛ رؤساء بلديات، ونقباء مهن الحرة، ومعلمين وأساتذة الجامعيين، وموظفي المصارف، وغرفة التجارة والصناعة والزراعة، وممثلين عن المجتمع المدني يعتبرون أنفسهم معنيون بشكل مباشر في حمل هم الدفاع عن أمن المواطن وعيشه الكريم، فقد عقد المجلس مساء الخميس الماضي إجتماعا في دار الفتوى وقرر الدعوة إلى إعتصام أمام مبنى السراي يوم الإثنين المقبل في الساعة الحادية عشرة.
إن طرابلس بكل مكوناتها الدينية، والمدنية، والأهلية مدعوة للمشاركة في هذا الإعتصام للتعبير عن رفضها لهذا الواقع المفروض على المدينة، وللوقوف يدا واحدة، وسدّا منيعاً، دفاعاً عن حقها في الإستقرار والعيش الآمن الكريم.